الشارقة للتمكين الاجتماعي يشارك في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل في نيويورك 2024
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
شارك وفد من مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، ممثلاً عن إمارة الشارقة، في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي أقيم في مكتب الأمم المتحدة في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية. والذي استمر لمدة أربعة أيام، تخللها العديد من الندوات والفعاليات والنقاشات الرفيعة المستوى بمشاركة كبار المسؤولين الدوليين ووفود من دول مختلفة، بالإضافة إلى ممثلي الشباب والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والسلطات المحلية والإقليمي، كان الهدف من المؤتمر هو وضع خطة عملية وإطلاق دعوة إلى العمل من أجل مستقبل آمن ومتساوٍ ومستدام للشباب والعالم، لمواجهة التحديات والمخاطر وضمان رؤية مشتركة تعزز الشمولية.
ولهذا الحدث صرّحت منى بن هده السويدي، مدير عام المؤسسة قائلة : ” جاءت المشاركة في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل لتكون المؤسسة ممثلاً عن إمارة الشارقة في خدمة العمل الإنساني تجاه الأيتام خلال هذا الحدث العالمي ، الذي يجمع مسؤولين دوليين من مختلف أنحاء العالم لتفعيل مناقشات هامة وطرح أفكار تسهم في الوصول إلى رؤية مشتركة حول قضايا حيوية. كما تتيح هذه القمة فرصًا للتعاون الدولي، وتلهم الثقة بالقدرة الجماعية على صياغة مواثيق من أجل مستقبل أفضل. وتعتبر المشاركة في القمة فرصة نادرة وجيّدة وتحقق أهدافاً تنموية للمستقبل .وقد كان للمؤسسة حضوراً في جلسات نقاشية تناولت موضوع “الشباب يقودون المستقبل”، حيث يلعب الأيتام الشباب دورًا مهمًا في المؤسسة، ويكون لهم تأثير فعّال في أسرهم ومجتمعاتهم. لذا، من الضروري أن نولي اهتمامًا بقضاياهم وطموحاتهم المستقبلية عبر الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية المعنية بقضاياهم، وتعكس أفضل التجارب في هذا الجانب، كما نعمل على تطوير خطط ملائمة لتعزيز قدرات الشباب في مجالات متعددة تتسم بالتمكين والريادة”.
وأكملت: تم أيضاً مناقشة موضوع الابتكار في المشاريع الإنسانية حيث عُرِض العديد من المشاريع التي تطرحها المؤسسة في مختلف جوانب التمكين المقدمة، حرصاً منا على الاهتمام باليتيم في ظل أسرته، حيث يحتم علينا دورنا توجيه كافة الجهود والإصغاء إلى اهتماماتهم وتلمس احتياجاتهم وتوفير كافة الظروف المهيأة للعناية المتميزة بهم من أجل توجيه طاقاتهم في المسار الصحيح، فأُنْجِز العديد من المشاريع والخطط المبتكرة لنتبنى أفكاراً تلامس جوانب نفسية واجتماعية، وتوفر الرعاية والمساندة لهم في جميع احتياجاتهم، والتركيز على تنمية القدرات واكتشاف الإمكانات، عبر عدد من برامج التمكين الموجهة التي نقوم على استحداثها وتطويرها بشكل متواصل لتلامس الأهداف التي نسعى للوصول إليها في تمكين أبنائنا الأيتام، مع تقديم المساندة والاهتمام لمن يقومون على رعايتهم من أوصياء لتمكينهم بأفضل الطرق لتحقيق رعاية أفضل لهم، واجتهدنا خلال الأعوام السابقة لتسخير كافة الجهود لتنفيذ مشاريع وبرامج رسمت وفق خطط ممنهجة ومدروسة تصَبُّ أهدافها في تنمية وتمكين الأيتام “.
كما أوضحت: ” أن المؤتمر قدم مجموعة واسعة من التوصيات، حيث تمحورت أبرزها حول ضرورة التركيز على الشباب وقضاياهم المتنوعة، واستثمار طاقاتهم وبناء قدراتهم لتحقيق الريادة. وشددت التوصيات على أهمية التعليم الشامل وزيادة الاستثمارات في الأنظمة التعليمية لتعزيز فرص التعليم للجميع ودفع الابتكار، فضلاً عن تعزيز فرص التدريب المهني. كما أكدت ضرورة الالتزام لجمع الموارد اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتعاون في جمع البيانات لحماية الأجيال القادمة في مواجهة التحديات العالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة. ودعت إلى تحقيق التضامن والأمل لحماية كوكب الأرض وضمان مستقبل أفضل للجميع، مع تحسين المساواة بين الجنسين وتعزيز الظروف المعيشية للمرأة. كما أشارت إلى أهمية سد الفجوة الرقمية وتعزيز التعاون الرقمي لتفعيل الأنظمة التقنية. أخيرًا، أكدت ضرورة تحويل الطموحات إلى واقع ملموس من أجل مستقبل أفضل للجميع، مع التركيز على المسؤولية المجتمعية وبناء شراكات فعالة، والعمل على حلول مبتكرة في مجال العمل الإنساني”.
الجدير بالذكر أن المؤتمرات والفعاليات العالمية من الأدوات الحيوية التي تسهم في دعم وتقدم العمل المؤسسي لما لها من دور أساسي لا يُستهان به في تعزيز التواصل وتبادل الخبرات، فمن خلال جلسات النقاش والورش العملية، يُتَبَادَل الأفكار والتجارب الناجحة والمعارف الجديدة التي تساهم في تطوير العمل والنهوض به ، وتعزيز الابتكار والإبداع وتحقيق التنمية المستدامة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بين حظر أستراليا وواقع المنطقة المعقّد: كيف يستخدم الشباب العرب منصّات التواصل الاجتماعي؟
تزايدت خلال عام 2025 الدعوات إلى الحدّ من الانغماس في الفضاء الافتراضي، واعتماد ما يُعرف بـ"الصيام الرقمي".
قبل ساعات، أصبحت أستراليا أول دولة في العالم تحظر وسائل التواصل الاجتماعي على اليافعين دون سن الـ16 عامًا، وبدأت شركة "ميتا" عملية "تنظيف" للفضاء الرقمي، فيما لوّحت حكومة كانبيرا بفرض غرامات قد تصل إلى أكثر من 32 مليون دولار أمريكي في حال المخالفة.
القرار أثار نقاشًا واسعًا، بين من رآه متطرفًا بعض الشيء، ومن اعتبره السبيل الوحيد لحماية الأطفال من سلبيّات التكنولوجيا الرقمية، بدءًا من خطر التعرض للتحرش، إلى الابتزاز والتنمر، فضلًا عن الآثار الذهنية المترتبة على الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية.
وفي وقت بدأت فيه مؤشرات تدل على أن دولًا أخرى قد تحذو حذو أستراليا، ينتقل النقاش إلى العالم العربي، حيث لا يزال إنشاء إطار قانوني ينظّم الفضاء الرقمي للبالغين ووسائل الإعلام التقليدية والحديثة يواجه تحديات كبيرة، فكيف يكون الحال بالنسبة لليافعين؟
معدل 8 ساعات يوميًا - ثلث النهارفي شهر مارس الماضي، أظهر استطلاع نشرته مكتبة Science Direct أن حوالي 68% من طلاب الجامعات في الدول العربية يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من 60 ساعة أسبوعيًا، أي بمعدل نحو 8 ساعات تقريبًا في اليوم، علمًا أن بعض الأبحاث تحذّر من أن استخدام اليافعين لوسائل التواصل لأكثر من 3 ساعات ينطوي على مخاطر تشمل ارتفاع الإصابة بالمشاكل النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق.
ووفقًا لتقرير آخر، فإن ثلث الأطفال في الإمارات يقضون أكثر من سبع ساعات يوميًا أمام الشاشات في أيام الأسبوع.
وقد عبّر ما يقرب من ثلاثة أرباع الشباب العرب (74%) عن أنهم يواجهون صعوبة في الانفصال عن وسائل التواصل الاجتماعي، بينما وافق نحو ثلثيهم (61%) على أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
ومع أن جيل زد وجيل ألفا، وفقًا للأبحاث، يتمتعان بوعي ذاتي ملحوظ، ويتميزان بذكاء عاطفي قوي، واهتمام بالصحة النفسية، وقيم قائمة على الهدف، وفهم للقضايا الاجتماعية ، وهي سمات بعضها نابع من التعرض المستمر للمحتوى الرقمي بالمناسبة، فإن هذا الإدراك لا يمنحهما سلطة على التوقف عن الإدمان.
واللافت أن عام 2025 شهد طفرة في المحتوى الرقمي الذي يشجع على التخفيف من استخدام وسائل التواصل وخلق ما بات يُعرف بـ"التطهير الرقمي" أو "الصوم الرقمي" (Digital Detox)، تماهياً مع فكرة تطهير الجسم من السموم عبر اتباع حمية غذائية معينة.
لماذا يستخدم الشباب العرب وسائل التواصل؟بحسب استطلاع الجامعات العربية، تتفاوت دوافع الاستعمال بين اليافعين، لكن البحث عن الترفيه تصدّر لائحة الرغبات (95%)، يليه التعرف على الثقافات (94%)، والتعبير عن الذات (94%)، علمًا أن هذه النسب قد تكون مخادعة بعض الشيء.
فبحسب دراسة أخرى بعنوان "تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على ثقافة الحوار بين الشباب العرب"، تبين أن للشبكات الاجتماعية تأثير محدود على تحسين لغة الحوار بين الشباب العرب، مع أنها تمنح شعورًا عامًا بأن الحوار إيجابي.
ويمكن تفسير هذا التفاوت، إن لم نقل التناقض، بجملة نشرت في مجلة Review of European Studies، اعترفت فيها أن وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي باتت إحدى الركائز الأساسية التي تصنع هوية الشباب، لكنها تربط هذه الهويات وطريقة تشكيلها بطبيعة المحتوى الذي يتعرض له هؤلاء الشباب.
وتنوّه الدراسة إلى أن عام 2011 كان نقطة تحوّل كبيرة في العالم العربي، حيث تبدلت طرق استخدام مواقع التواصل، ولاحظ أثر ذلك في الأحداث الاجتماعية والسياسية، خصوصًا خلال مظاهرات ما يُسمى بالربيع العربي في العديد من دول الشرق الأوسط، لا سيما في مصر وتونس.
لكن تبين أن فئات الشباب التي تتفاعل بشكل منتظم وهادف مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطوّر هويات تختلف عن أقرانها من الشباب الذين لا يتعرضون لنفس المحتوى أو لا يمتلكون نفس الدوافع، وشبّهت الدراسة وسائل التواصل بأنها تعمل كمكبر للإدراك الاجتماعي والمقارنة.
ضعف التشريعات والرقابة الموجّهةعلى المستوى الحكومي، لا يزال هناك صعوبة عامة في العالم العربي في التعامل مع التحول إلى الرقمنة، أي عملية تحويل البيانات من شكلها التقليدي إلى الإلكتروني، وخلق إطار قانوني متخصص يخفف من التحديات الأخلاقية والتشريعية المصاحبة لها على مستوى وسائل الإعلام والمؤسسات، بما في ذلك الحد من الجرائم المعلوماتية، وجرائم الآداب العامة، ونشر خطاب الكراهية، والمعلومات المضللة، وتهديد الأمن الوطني وغيرها. وبالتالي، فإن غياب أرضية تشريعية ورقابية على هذه الوسائل يجعل حماية اليافعين مسألة بعيدة، أو على الأقل ليست من الأولويات.
إلى جانب ذلك، يلاحظ أن الحكومات العربية تصب اهتمامها على مراقبة المحتوى السياسي والديني أحيانًا، بالإضافة إلى استخدام أطر القوانين لقمع المعارضة، مع تطبيق صارم في دول مثل السعودية ومصر والأردن.
ففي السعودية مثلًا، صنّفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مواقع التواصل الاجتماعي كـ"طريق نحو الشر والخطيئة". وبينما لا تحظر الحكومة هذه المواقع بشكل صريح، هناك درجة من الرقابة على ما يمكن نشره ومشاركته، إضافة إلى ممارسة الرقابة الأخلاقية. وقد يكون هذا هو السبب في أنه بينما ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي الاحتجاجات في عدة دول خلال الربيع العربي، ظلت السعودية إلى حد كبير غير متأثرة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة