سواليف:
2025-07-05@13:28:45 GMT

نور على نور

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

#نور_على_نور

د. #هاشم_غرايبه

في قوله تعالى: “وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ” [الذاريات:21] التحدي القاصم لمن يعدّون أنفسهم علماء ويكذبون بوجود الله، فحتى لو اقتصرت معارف الإنسان واكتشافاته على معرفة وظائف الجسم البشري فقط، لما كان بحاجة الى أكثر من ذلك كدليل مادي أنه مخلوق قصدا بهذه الصورة والقدرات، وليس نتيجة تطور بالصدفة من كائن أولي، كما يزعم الملحدون منهم بلا دليل مادي ولا اثبات علمي غير الظن.


ففي كل يوم يكتشف العلماء أدلة جديدة على أن الإنسان خلق في أحسن تقويم، ولم يجدوا الى اليوم في أية وظيفة من وظائف الخلايا أو الأنسجة أو الأعضاء أو الأجهزة أو الغدد، نقصا في الأداء أو خللاً يمكن تصور أداء أفضل مما هو متحقق، أو تصور أكمل ولا أمثل منه.
فلو كان كل ذلك نتاج تطوير الجسم لإمكانياته بذاته حقاً، لوجدوا خللا ما أو نقصا في الأداء في مكان ما، لأن المنطق يفترض أن التطوير الذاتي عملية دائمة ومن الممكن أنه في مكان ما في الجسم لما يكتمل بعد…فهل ذلك موجود حقا!؟.
لو سلطنا الضوء على غدة ضئيلة لا يتجاوز حجمها حبة الرز، وهي الغدة الصنوبرية (Pineal) وتقع في الجمجمة خلف الغدة النخامية في الإنسان وفي جميع الكائنات الحية، أدى اكتشاف وظائفها الى ثورة في الطب، فقد تبين أنها موصولة مباشرة مع النواة فوق التصالبية (الساعة البيولوجية للإنسان) ثم مع العصب البصري، وهي تفرز هرمون “الميلاتونين” الذي بواسطته تتحكم الغدة الصنوبرية في وظائف الجسم بشكل عام، فتعمل بشكل متوازن ومتناسق مع مهاد المخ (الهيبوثلامس)، حيث إنّها تحتوي على خريطة كاملة لمجال الرؤيا في العينين، وبالتالي تقوم على تنبيه العينين عن طريق التحكم في كمية الضوء الداخلة إليها لذلك فهي تسمى بالعين الثالثة، وهي مسؤولة عن تنظيم الوقت فهي تضبط الساعة البيولوجية داخل جسم الإنسان، فتعمل على تنظيم أوقات النوم وأوقات الاستيقاظ أيضاً، وهي المسؤولة عن الحالة النفسية عند الإنسان والمتغيّرة باستمرار، ولذلك السبب يحتاج الإنسان بعض الوقت للتأقلم على فرق التوقيت عندما يسافر من بلد إلى آخر بسبب اضطراب إفراز هرمون الميلاتونين.
أما الوظيفة التي اهتم بها العلماء فهي دور هذا الهرمون كمضاد للأكسدة في الخلايا مما يساعد في منع تشكل الأورام السرطانية، وفي مقاومة الفيروسات، وأحدث البحوث التي قام البروفيسور”سينغر” من جامعة أوريغون الأمريكية مبشّرة في إمكانية الإستفادة من إفرازات الغدة الصنوبرية في معالج بعض الأمراض المستعصية، كالسرطان والأمراض التي تسببها الفيروسات.
تبين أن إفرازها لا يتم إلا في الظلام، وإذا ما كانت هنالك إنارة صناعية يتوقف ذلك الإفراز، لذلك عاد العلماء للتأكيد على أهمية النوم المبكر والصحو المبكر، وبذلك ينال الإنسان لقاحا طبيعيا يحميه من الأمراض الخطيرة.
أجريت دراسة شملت خمسين مزرعة دجاج بيّاض، كان نصفها يربى بالطرق الحديثة أي بإبقاء الأضواء مضاءة حتى منتصف الليل وهم يفعلون ذلك عادة لتشجيع تناول الدجاج العلف من أجل رفع نسبة إنتاج البيض، ونصفها ينام طوال الليل، فوجدوا أن نسبة إصابة المجموعة الأولى بالأمراض ثلاثة أمثال المجموعة الثانية.
عند التأمل في هذه المعلومات، يستوعب المرء كيف أن الله نظم للإنسان حياته اليومية بأوقات الصلاة، من غير أن يعلم الحكمة من ذلك، فقد جعل في انتهاء صلاة العشاء نهاية للنشاطات البدنية والإجتماعية إيذانا بالنوم.
كما يمكننا أن نفهم الآن كيف حدد لنا ربنا سبحانه أوقات النوم المثلى والتي تتوافق مع متطلبات سلامتنا ووقايتنا، حينما نقرأ قوله تعالى: ” وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا” [الفرقان:47].
كان من الصعب علينا أن نفهم الهرمونات وعملها حين نزل القرآن، لكننا الآن بعد أن توصل العلماء الى فهم هذه الأمور نستطيع أن نستوعب الحكمة من الإلتزام بتلك التعليمات وغيرها.
يجادل الإنسان .. بغيرعلم ولا سلطان مبين، فيُكذّب ويُصدّقُ على هواه، يمد الله له في طغيانه ويتركه يفعل كما يشاء، لكنه في المقابل يدفع ثمن مخالفته، في الدنيا خللاً في صحته، وعقابا في الآخرة.
الذين يُصِرُّون على السهر ليلا والنوم نهارا، لا يعلمون أنهم يحرمون أنفسهم من لقاح ذاتي مجاني.
لكنه الإنسان….أكثر شيء جدلا.

مقالات ذات صلة الرئيس ينافس نفسه أيها السادة 2024/10/01

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نور على نور هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

كبار العلماء يحتفون بختم «علل الترمذي».. أحمد معبد عبد الكريم: هذا العلم صفوة الصفوة

عقدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، احتفالية علمية كبرى بالجامع الأزهر بمناسبة ختم شرح كتاب «علل الترمذي» للإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي، والذي تولى شرحه وإجازته الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، على مدار عامين كاملين، وسط حضور علمي رفيع ضمّ نخبة من علماء الأزهر وطلابه من مختلف دول العالم، في مشهد يعكس استمرارية المدرسة الأزهرية في خدمة السنة النبوية وإحياء تقاليد المجالس العلمية.

وأكد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن ختم شرح كتاب «علل الترمذي» يمثل مناسبة علمية بالغة الأهمية، تُجسّد عناية الأزهر الشريف بعلوم الحديث النبوي، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب يُعد من أبرز المراجع المعتمدة في نقد الروايات وكشف عللها الخفية.

هل يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا؟.. دار الإفتاء تجيبهل يجوز للحائض قراءة القرآن من الهاتف.. دار الإفتاء تجيب

ونوّه بأن هذا العمل لم يكن مجرد دروس تلقى، بل هو مشروع علمي متكامل، شارك فيه طلاب علم متميزون من شتى البلدان، تلقّوا على يد الدكتور أحمد معبد علوم العلل والرواية والدراية، مؤكدًا أن استمرار هذه المجالس العلمية في الجامع الأزهر يثبت أن الأزهر لا يزال حصنًا حصينًا للفهم الصحيح للدين، وميدانًا نابضًا بالتحقيق والتدقيق.

من جانبه، وصف فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، الأزهر الشريف بأنه "هبة من الله وسنة كونية"، ومقصد للعلماء وطلاب العلم من أنحاء العالم، مشددًا على أن الأزهر ليس مؤسسة تعليمية فحسب، بل منارة حضارية تحتضن علوم الشريعة واللغة والإنسان.

وأوضح أن علم الحديث يُعد من أعظم مفاخر الأمة الإسلامية، لما فيه من منهج نقدي فريد يُميز الصحيح من السقيم، مشيرًا إلى أن ختم شرح "علل الترمذي" يُجسّد عراقة المدرسة الأزهرية وحرصها على صيانة السنة النبوية، ويُعد تتويجًا لمسيرة علمية أصيلة.


من جانبه، أعرب أ.د أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، عن سعادته بختم هذا الكتاب القيم، مبينًا أن «علل الترمذي» ينبثق من علم هو صفوة الصفوة، نشأ في حضن الأزهر بتواضع وإخلاص، مشددًا على أن الإخلاص هو سرّ ظهور الأعمال الصالحة.

وقدّم الإجازة لشرح الكتاب بجميع مروياته عن شيوخه، منوّهًا بأن هذا الشرح ليس غريبًا عن مناهج الأزهر، بل سبق أن كان موضوعًا لرسالة جامعية نوقشت على يد كبار العلماء، من بينهم الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الأسبق، والدكتور موسى شاهين لاشين.

وقد شهدت الاحتفالية حضورًا علميًا مميزًا، ضم فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر،، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، وأساتذة الجامعة، وطلاب العلم، في أجواء علمية جسدت تواصل الأجيال والانتماء العميق لتراث الأمة الحديثي، وسط إشادة واسعة بالدور الحضاري الذي يضطلع به الأزهر في حفظ علوم السنة النبوية، ونقلها إلى الأجيال بمنهجية راسخة وروح متجددة.

طباعة شارك احتفالية علمية كبرى الجامع الأزهر الأزهر كبار العلماء علل الترمذي

مقالات مشابهة

  • المنتدى الإسلامي بالشارقة يختتم فعاليات دورته الـ 25
  • المد الحراري.. ظاهرة جديدة في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة
  • العلماء يرصدون جسم فضائي يقترب من الأرض.. هل الكوكب في خطر؟
  • قتل العلماء أو قتل القوة؟
  • رؤية العلماء والدعاة حول الفترة الانتقالية على طاولة كامل إدريس
  • العلماء قلقون: الذكاء الاصطناعي يتلاعب ويكذب
  • شريحة تراقب السرطان من الداخل.. والنتائج تدهش العلماء
  • كبار العلماء يحتفون بختم «علل الترمذي».. أحمد معبد عبد الكريم: هذا العلم صفوة الصفوة
  • في احتفالية علمية كبرى بالجامع الأزهر.. كبار العلماء يحتفون بختم شرح علل الترمذي
  • علماء وخطباء الضالع يؤكدون وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة