دعت ألمانيا وفرنسا وسويسرا، اليوم الأربعاء، مواطنيها إلى مغادرة إيران بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل وتهديدات الأخيرة بالانتقام، في حين واصلت دول غربية عمليات إجلاء رعاياها من لبنان.

وقالت السفارة الفرنسية لدى طهران -في بيان الأربعاء- إنه يجب على الفرنسيين الموجودين في إيران توخي الحذر خلال تنقلاتهم في البلاد، في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة.

ودعت السفارة مواطنيها لعدم السفر إلى إيران، مطالبة الموجودين فيها بمغادرتها في أسرع وقت فور فتح المجال الجوي.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الألمانية في تحديث لتوصياتها "يُطلب من المواطنين الألمان مغادرة إيران" وكذلك عدم السفر إليها.

كما أصدرت سويسرا توصية مماثلة، داعية "السويسريين إلى مغادرة البلاد بوسائلهم الخاصة، إذا بدا ذلك ممكنا وآمنا". وأضافت الخارجية السويسرية "لا يُنصح بالسفر إلى إيران".

وعلى صعيد متصل، أوصت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران شركات الطيران بتجنب التحليق فوق إيران بسبب "المخاطر العالية" الناجمة عن إطلاق طهران الثلاثاء صواريخ على إسرائيل التي توعدت بالرد.

وأضافت الوكالة أن "التوصية سارية حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024 ويمكن مراجعتها قبل ذلك لتعديلها أو سحبها، عملا بالتقييم المعدل".

إجلاء من لبنان

من جانب آخر، أعلنت برلين -الأربعاء- إرسال طائرة عسكرية إضافية إلى لبنان لإجلاء 130 مواطنًا ألمانيًّا "معرضين للخطر بشكل خاص"، بعد يومين من عملية إجلاء مماثلة.

وقالت وزارتا الخارجية والدفاع -في بيان مشترك- إن الطائرة تحمل 5 أطنان من مواد الإغاثة، ومعظمها معدات طبية مثل الحقن والضمادات للرعاية الطارئة للمدنيين في لبنان.

وأوضحت الوزارتان أنه تم حتى الآن إجلاء 241 ألمانيًّا من لبنان بواسطة طائرات تابعة للجيش الألماني.

كما سيتم إعداد رحلات جوية أخرى وفقا للاحتياجات وتطور الوضع "الذي لا يزال متقلبا للغاية"، وفق المصدر نفسه.

وأعادت السلطات الاثنين موظفين "غير أساسيين" في السفارة الألمانية وعائلاتهم، بالإضافة إلى أشخاص معرضين للخطر. ولا تزال السفارة "تعمل" في هذه المرحلة.

وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة نظمت رحلة جوية من بيروت إلى إسطنبول -الأربعاء- للسماح للأميركيين بمغادرة لبنان.

وأضاف ميلر -في مؤتمر صحفي- أن نحو 7 آلاف مواطن أميركي في لبنان سجلوا أسماءهم لدى الحكومة لتلقي معلومات عن مغادرة البلاد، رغم أن ليس كل هؤلاء يبحثون عن المساعدة للمغادرة.

وتابع أن رحلة اليوم اتسعت لنحو 300 شخص وحملت نحو 100 أميركي وأفراد أسرهم، مضيفا أن واشنطن تعمل مع شركات الطيران منذ يوم السبت لتوفير مقاعد للأميركيين على الرحلات التجارية.

وأطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل، مساء الثلاثاء، في هجوم قالت إنه للرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، والقائد بالحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن إسرائيل أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر حتى صباح الأربعاء عما لا يقل عن 1073 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحا وأكثر من مليون نازح.

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من حزب الله لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من لبنان

إقرأ أيضاً:

فرنسا تدعو لمراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل

دعا وزير الخارجية الفرنسي إلى مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على خلفية استمرار جيش الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة ومنعه إدخال المساعدات إلى القطاع.

وبعد إسبانيا وإيرلندا، طالبت هولندا في وقت سابق أيضا بإجراء تحقيق عاجل فيما إذا كانت الهجمات الإسرائيلية على غزة تنتهك الاتفاقيات التجارية الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، التي تتضمن بنودا تتعلق بحقوق الإنسان.

ودخلت اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل حيز التنفيذ في يونيو/حزيران 2000، وهي تمنح إسرائيل العديد من الامتيازات في سوق الاتحاد الأوروبي، وبلغ حجم التجارة بينهما 46.8 مليار يورو في عام 2022، مما يجعل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر، إن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يجب مراجعتها، مع الأخذ في الاعتبار موقف إسرائيل تجاه غزة.

ووصف بارو تصعيد إسرائيل لهجماتها على غزة وإعاقتها دخول المساعدات الإنسانية بأنه "أمر لا يمكن قبوله"، مؤكدا أن الهجمات الإسرائيلية "اعتداء خطير على الكرامة الإنسانية، وانتهاك واضح لجميع قواعد القانون الدولي، ويتعارض مع أمن إسرائيل الذي تلتزم به فرنسا، لأن من يزرع الريح يحصد العاصفة".

إعلان

وأضاف "لا يمكننا أن نتجاهل معاناة شعب غزة"، مشيرا إلى أنهم يؤيدون اقتراح هولندا بمراجعة اتفاقية الشراكة، وقال إن "الاتفاقية تحتوي على أبعاد سياسية وتجارية لن تستفيد إسرائيل ولا الاتحاد الأوروبي من إنهائها، لكن وضع المدنيين (في غزة) يفرض علينا المضي قدما (في هذه القضية)".

كما جدد بارو تصميم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين.

وتأتي تصريحات بارو لتؤكد ما ذهب إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أسبوع حين طالب بالضغط على إسرائيل وإعادة النظر في اتفاقات الشراكة بينها وبين الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن "ما يحدث في قطاع غزة مأساة إنسانية غير مقبولة ومروعة ويجب وقفها".

ماكرون طالب في تصريحات متلفزة بالضغط على إسرائيل وإعادة النظر في اتفاقات الشراكة بينها وبين الاتحاد الأوروبي (الفرنسية) تحول في الموقف الأوروبي

وبهذا الصدد يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد أن مواقف الدول الأوروبية تجاه إسرائيل تشهد مؤخرا تحولا في اللهجة وتبدلا في المقاربة، خصوصا بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطينية في يونيو/حزيران المقبل والبيان المشترك الذي وقعه مع رئيسي وزراء بريطانيا وكندا.

لكن ماجد أشار في مقابلة مع الجزيرة نت إلى أنه رغم هذه التحركات فإن "ذلك لا يعني أننا أمام تغيير جدي أو راديكالي"، مؤكدا أن الدول الأوروبية، بما فيها فرنسا، لا تزال حليفة لإسرائيل رغم الانتقادات العلنية الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال إن الاختبار الفعلي لجدية هذه المواقف هو في مدى استعداد أوروبا لاعتماد عقوبات، أو تجميد الاتفاقات، أو الالتزام بتطبيق قرارات المحكمة الجنائية ومحكمة العدل الدولية، معتبرا أن ما دون ذلك يظل في إطار الرسائل الشكلية التي لا تترك أثرا فعليا حتى الآن.

إعلان

وأوضح ماجد أن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد طلبت، منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، اتخاذ إجراءات احترازية لمنع وقوع إبادة جماعية في قطاع غزة لكن لم يتم التعامل بجدية مع هذه المطالب أو مع قرارات المحكمة، وهو ما يعكس برأيه "ضعف الإرادة السياسية لدى العواصم الأوروبية.

وأضاف أن هناك ضغوطا متزايدة على الحكومات الأوروبية من قبل منظمات حقوقية ومحامين، إذ هددت بعض الجهات الحقوقية بملاحقة الرئيس الفرنسي ومسؤولين أوروبيين آخرين قانونيا بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية، بسبب استمرار التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، رغم توثيق ارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وشدد على أن الإصرار على الإبقاء على الاتفاقيات والشراكات، في ظل تجاهل قرارات المحكمة الجنائية الدولية، يمثل شكلا من أشكال التواطؤ، ويضع الحكومة الفرنسية ومسؤولين آخرين تحت ضغط متزايد، قد يدفعهم لتغيير مقاربتهم وسياساتهم، ولو على مستوى الخطاب.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تدعو لمراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل
  • وزارة الخارجية التركية تدعو اليونان إلى إحياء ذكرى جرائمها بدءًا من مجزرة “تريبوليتسا” عام 1821م
  • أستراليا تدعو إسرائيل للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة فورا
  • الرئيس عباس يزور لبنان الأربعاء المقبل
  • وزير الخارجية العراقي يؤكد على تفعيل اللجان المشتركة مع إيران
  • المؤشرات السياسية للبلدية بعيون غربية
  • محمود عباس في لبنان الأربعاء لتحديد أطر سحب السلاح الفلسطيني
  • إيران تحتج رسميا لدى بريطانيا على اعتقال رعاياها..وتتهم لندن بدوافع سياسية
  • في رسالة للملك المغربي.. وزير الخارجية السوري يعلن عن فتح السفارة لدى المملكة قريباً
  • تقارير دولية: اشتباكات طرابلس دفعت دولًا أوروبية وتركيا لإجلاء رعاياها عبر خطط طوارئ