ابن عم نصر الله.. مقتل قيادي كبير في حزب الله.. من هو هاشم صفي الدين؟
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
نقل مراسل أكسيوس باراك رافيد في منشور على موقع إكس في ساعة مبكرة من صباح الجمعة عن مصدر إسرائيلي القول إن ضربة شنتها إسرائيل قبل قليل على بيروت استهدفت القيادي الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين.
وصفي الدين هو القيادي الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خليفة للأمين العام السابق حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل قبل أيام.
قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الاثنين، إن حزبه سيختار أمينا عاما "في أقرب فرصة" بعد اغتيال قائده، حسن نصر الله، بغارة إسرائيلية، يوم الجمعة الماضي. قبل ذلك انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه لتنصيب رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، خلفا لنصر الله. إلا أن الفيديو يعود في الحقيقة لمناورة عسكرية في مايو عام 2023.
وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي، يشرف صفي الدين على الشؤون السياسية لحزب الله. وهو أيضا عضو في مجلس الجهاد، الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة.
قال محللون، أمس الجمعة، إن قتل الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصر الله يوجه ضربة قوية للجماعة اللبنانية المدعومة من إيران والتي قادها منذ 32 عاما وذلك بعد تقارير عن استهداف إسرائيل له بضربة.
وصفي الدين هو قريب نصر الله ومثله رجل دين يرتدي العمامة السوداء التي تدل على النسب من النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وصنفته وزارة الخارجية الأميركية كإرهابي في عام 2017، وفي يونيو هدد صفي الدين بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد مقتل قائد آخر لحزب الله. وقال في الجنازة: "دع (العدو) يجهز نفسه للبكاء والنحيب".
وغالبًا ما تعكس تصريحات صفي الدين العامة موقف حزب الله المسلح وتحالفه مع القضية الفلسطينية.
وفي حدث أقيم مؤخرًا في الضاحية، معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن: "تاريخنا وبنادقنا وصواريخنا معكم"، في إظهار للتضامن مع المقاتلين الفلسطينيين.
وبدأ نصر الله "في تفصيل المواقف له داخل مجموعة متنوعة من المجالس المختلفة داخل حزب الله اللبناني. كان بعضها أكثر غموضًا من غيرها. لقد جعلوه يأتي ويخرج ويتحدث"، كما قال فيليب سميث، الخبير الذي يدرس الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، لـ"رويترز".
وترى الوكالة أن الروابط العائلية التي تربط صفي الدين بنصر الله وشبهه الجسدي به، فضلاً عن مكانته الدينية كأحد نسل محمد، كلها عوامل قد تصب في صالحه.
وأوضحت أن صفي الدين كان صريحاً في انتقاده للسياسة الأميركية. ورداً على الضغوط الأميركية على حزب الله، صرح في عام 2017 قائلاً: "إن هذه الإدارة الأميركية المعوقة عقلياً والمجنونة برئاسة ترامب لن تكون قادرة على إيذاء المقاومة"، مؤكداً أن مثل هذه الإجراءات لن تؤدي إلا إلى تعزيز عزم حزب الله.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: صفی الدین نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
اعلاميات وناشطات في حديث لـ”الاسرة” الولاية أمر إلهي.. فيه اكتمال الدين وتمام النعمة وفلاح الأمة
غزة اليوم دليل واضح على الانحراف الكبير الذي وقعت به الأمة بمخالفتها أمر الولاية الامام علي عليه السلام منهج متكامل ونموذج عظيم في موقع القدوة والأسوة الحسنة في اتباع الرسول الكريم إحياء هذا اليوم إحياء لمحطة مهمة نستذكر فيها فضائلهُ عليه السلام وقيمه وأخلاقه ومبادئه وشجاعته وتاريخه البطولي العظيم
تمر علينا هذه الأيام ذكرى ولاية الإمام -عليه السلام- والتي بها اكتمال الدين وإتمام النعمة.. وربما يتساءل الكثيرون لماذا قرن امر البلاغ بالولاية بالرسالة كلها واعتبارها لم تبلغ في حال عدم إبلاغ الناس بولاية الإمام علي الذي وقع عليه الاختيار من الله سبحانه تعالى لولاية أمر أمته بعد انتقال النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله حتى لا تضيع أمة بناها بجهد عظيم وتركها على المجحة البيضاء، قد يكون رحيل النبي الكريم عنها سبباً في انتكاستها، ولذلك فأمر الولاية كان قد أعد لها منذ زمن ولم يكن الاختيار للإمام علي حديث وقته، وإنما كان منذ ولادته والتي كانت استثنائية بمعنى الكلمة، فمن ولادته في جوف الكعبة إلى تولي النبي الكريم تربيته وهذه التربية التي جعلته يتشرب مكارم الأخلاق المحمدية كلها وَيجسد قيم ومبادئ الدين الحنيف نقية صافية كاملة دون تحريف أَو نقصان، وكان للنبي الكريم منذ صغره عوناً وسنداً في نشر الدعوة المحمدية يداً بيد ودون تردّد أَو خوف، أخذ الحكمة والعلم من رسول الله حتى قال عنه النبي الكريم: “أنا مدينة العلم وعلي بابها”، فكان تقياً نقيًا ذا بصيرة صافية وبلاغة وفصاحة دانت له اللغة بكلماتها ونحوها وبلاغتها، رجل تسامى عن الدنايا وتحمس للحق فنصره وحفظ القرآن من الضياع والفساد، وطبع الإنسانية ببصمته الأخلاقية والفكرية والعلمية.
وبالتالي رجل حظي بما حظي به الإمام علي، جدير بأن يكون هو ولي الأمة بعد النبي الكريم ولهذا جاء الأمر من الله سبحانه وتعالى للتبليغ به لأمته!!
وفعلا فقد بلغ النبي أمته بهذا الأمر بعد عودته من حجة الوداع في غدير خم بالحادثة المعروفة، واختتم هذا البلاغ بالدعاء لكل من يوالي الإمام علي بالنصر وبالخذلان لكل من يخذله ولم يواليه وبهذا اكتملت الرسالة ونزل قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
إلا أن الأمة وبعد انتقال النبي الكريم إلى الرفيق الأعلى وقبل أن يغسل جثمانه الطاهر ويشيع، اختارت طريقا غير الذي رسمه الله ورسوله لها في غدير خم وذهبت إلى سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة لها ومن هنا بدأ الانحراف للأمة وهو ما جعل أمرها يصل إلى بني أمية الذين هم أكثر عداء للإسلام والنبي وآل بيته، وعاشت الأمة أسوأ مراحلها التي لم تتعاف منها حتى اليوم ومن واقعنا نلحظ كيف اصبحنا أمة ذليلة أمام أعدائها وتتسابق لمصالحتهم حتى انكفأ الجميع عن نصرة بعضهم وما غزة إلا دليل واضح على الانحراف الكبير الذي وقعت فيه بمخالفة أمر الولاية ولم يسلم منها إلا من تولى الإمام علي -عليه السلام- الولاء الصادق، كما هو حال اليمن التي بولائها للإمام علي نالت دعوة النبي الكريم بالنصر، رغم كل ما تتعرض له من مؤامرات وحروب..
في هذا الاستطلاع الذي أجراه المركز الإعلامي بالهيئة النسائية -مكتب الأمانة للأسرة في ذكرى الولاية مع عدد من الناشطات الثقافيات والإعلاميات نستعرض أهمية هذه المناسبة وأهمية إحيائها وأهمية التولي للإمام علي ومصير أمة خالفت أمر ربها في ذلك.. إليكم التفاصيل:
الأسرة/خاص
كانت البداية مع الناشطة الثقافية إباء المساوي التي بدأت حديثها بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ…)، ثم أوضحت أن هذه الآية لم تكن إلا إعلانًا سماويًا عن أعظم مفصل في مسيرة الرسالة الخاتمة ولحظةٌ فاصلة أمر الله فيها نبيّه الكريم أن يُبلّغ أمر الولاية، لا كخيار شخصي، بل كأمرٍ إلهي لا يكتمل الدين إلا به، ولا تستقيم الأمة من دونه.
أمر إلهي
وأضافت المساوى: أن اختيار الإمام عليٌّ -عليه السلام- لأمر الولاية كونه صنو النبي، باب علمه، أول من آمن به، وأشدهم دفاعًا عنه، من بات في فراشه ليلة الهجرة، وبارز المشركين في بدرٍ وأُحد، ووقف مع الحق حين تنكّر له القوم.
وفي سياق حديثها أشارت المساوي إلى أن أمر ولاية الإمام علي لم يكن اختيار النبي، بل اصطفاء الله، والبلاغ في غدير خمّ ما هو إلا تتويج إلهي لمسيرة إمامة مستحقة.
كيف تم التبليغ؟
وعن كيفية تبليغ أمر ولاية الإمام علي، أوضحت المساوي انه تم في وضح النهار، في صحراء الغدير، عند مفترق الطرق بين مكة والمدينة، حيث أمر النبي أن يُردّ من تقدّم ويُنتظر من تأخّر، فخطب في الجمع الغفير وقال: “من كنت مولاه، فهذا عليٌّ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه…”، فكان البلاغ واضحًا، شاملاً مُعلنًا إمامة علي -عليه السلام- بعد رسول الله، فارتفعت راية الولاية، واكتمل البلاغ، ونزل الوحي: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)، وقرن الله هذا البلاغ بكمال الرسالة، فقال: (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)، أي أن الولاية ليست أمراً ثانوياً، بل هي جزء لا يتجزأ من الرسالة، وبها يكتمل البناء، وتُحفظ الأمانة، وتُصان الدماء، وتُوجّه الأمة نحو الحق.
التولي الصادق
وأكدت إباء المساوي على أن أثر التولي الصادق لله ورسوله وللإمام علي نلمسه في استقامة القلب، وثبات الموقف، والتمسك بالحق، والوقوف مع المظلوم، والولاء المطلق لأولياء الله.
مؤكدة أن هذا الأثر قد لمسناه هذا في واقعنا اليمني، في صمود شعبنا، وثبات مجاهدينا، ووعي أحرارنا بقضية الأمة، وتمسكهم بخط الولاية في وجه الطغيان، فكانوا درعًا لغزة، وصوتًا للحق، وموقفًا شريفًا حين صمت الجبناء، منوهة بأن ما وصلت إليه الأمة من ذلّ وخذلان، سببه التفريط في الولاية، وأنه لما تخلّت الأمة عن علي عليه السلام وأبنائه، تفرّقت، وضعُفت، وصار حكامها عبيداً لأعداء الدين، جاءت غزة لتكشف العورات، وتفضح الخيانة، وتظهر من مع الحق ومن مع الطغاة.
وعليه فإحياء هذا اليوم هو تجديد للعهد، وتأكيد على الهوية، وعودة إلى خط الهداية.
فيوم الغدير ليس ماضياً يُحتفى به، بل مستقبل يُبنى عليه إحياؤه إحياء للوعي، وتعزيز للولاء، وربط للأمة بقادتها الربانيين.
اصطفاء إلهي
فيما استهلت الكاتبة إقبال صوفان بالقول: نحن أمام شهيد المحراب وسيد الأحباب الإمام علي -عليه السلام- الذي اُختير ليكون ولياً للمؤمنين بعد رسول الله وذلك لقول الله تعالى: (يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).
وأضافت صوفان: لقد فاز بهذا الاصطفاء الإلهي العظيم، لأنه ربيب رسول الله وباب مدينه علمه، وهو من تربى على يديه، وقال فيه العديد من الأحاديث، كيف لا وعلي مع القرآن والقرآن مع علي؟ وأوضحت صوفان أن التبليغ بولايتهِ -عليه السلام- تم في منطقة غدير خمّ، حين جمع الرسول الأعظم كل الناس، فألقى عليهم خطبة كانت نهايتها رفع يد الإمام علي قائلاً: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه” حتّى أن عمر بن الخطاب أردف قائلاً: “بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم”.
اكتمال الرسالة
وأكدت أقبال صوفان أنه في ذلك اليوم اتضح كل شيء واكتمل تبليغ الرسالة بأمر الولاية الذي من الله سبحانه وتعالى حين قال له: (یيَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)، ومن هنا يتضح للجميع أن التولي لله ولرسوله وللإمام علي، هو أمر رباني بحت ولا بدّ أن نسير وفق هذا التولي وهذا النهج، لأن آثاره عظيمة وكبيرة نهايته شرف، وعزة وكرامة وانتصارات.
مستشهدة باليمن حيث قالت: والدليل الأكبر على ذلك صمود الشعب اليمني لأكثر من عشرة أعوام في وجه عدوان طاغٍ لا يُفرق بين بشر أو حجر، حيث كنا صامدين ولا زلنا نواجه أكبر الشياطين والمستكبرين مساندين شعب فلسطين المظلوم، وهذا هو موقفنا الذي من منطلقنا الإيماني، أما بقية الأنظمة فهي انحرفت عن نهج الحق بسبب عدم تمسكها بكتاب الله وعدم توليها الصادق لله ورسوله وآل بيته، فوصلت إلى مستنقع الذل والهوان، أما نحن فسائرون بقوله تعالى:(وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)، وسنُحيي يوم الولاية لأنه يُشعرنا بمسؤوليتنا الكُبرى أمام ما يحدث في هذا العالم ولكي يتعلم منا العالم أنه لا نصر ولا تمكين إلا بالتولي الخالص الصادق النقي.
اكتمال رسالة
بدورها الناشطة الثقافية هناء أبو نجوم المحاقري تقول: إننا وفي هذه الظروف وفي هذه المرحلة المريرة نحمد الله ونشكره على نعمة الهداية ونعمة القيادة المختارة من الله هذه النعمة حجة الله على عباده، لأن الله عندما اختار لنا ولينا بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، هذه حجة كافية وهي من أسباب النجاة والفلاح والسعادة والخلاص والفرج والنصر والغلبة على العدو
وأردفت بالقول: عندما نتحدث عن ولاية الإمام علي -عليه السلام- علينا أن نعلم أن هذه المناسبة لها أهميتها الكبرى في إعلاء شأن الأمة الإسلامية وإبراز أصالتها وقيمها وإيمانها وتوضيح أن الولاية تمثل الحل والمخرج للأمة مما أصابها من المعاناة ومما وقعت فيه من الانحراف.
وأكدت المحاقري أن الإمام علياً -عليه السلام- منهج متكامل ومدرسة متكاملة ونموذج عظيم في موقع القدوة والأسوة في اتباع الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، موضحة أننا نرى فيه إبداع الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وثمرة جهده، حيث هو الذي رباه وعلمه واهتم به وأعده الإعداد الأمثل، حتى أصبح الإمام علي -عليه السلام- رمزاً إسلامياً عظيماً من عظماء الأمة.
وأشارت إلى أن يوم ولاية الإمام علي هو حجة الله على الأمة إلى أن تقوم الساعة، وعليه فإن مناسبة الولاية هي مناسبة تاريخية، أعلن فيها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله من هو وليها من بعده، مشيرة إلى أن إحياء هذه المناسبة هو الترسيخ لمبدأ عظيم هو الولاية التي هي من الله ولن يحمي الأمة من الاختراق من جانب أعدائها ويحصنها من الداخل ولن تكون بمستوى المواجهة إلا بالتولي لله ولرسوله وللإمام علي -عليه السلام-، تولياً صادقاً تولياً عملياً وسلوكياً.
بين التولي والانحراف
وأشارت المحاقري إلى الانحراف الذي وقعت فيه الأمة بعد أن خالفت أمر الولاية بالقول: إن الأمة عندما انحرفت عن مبدأ الولاية أصبح واقعها واقعاً مخزياً واقعاً سيطر عليه الطغاة والمستكبرون وكان البديل عن ولاية الإمام علي هي ولاية اليهود والنصارى ونرى اليوم المسارعة في التطبيع معهم، مما جعلها تعيش في ذلة وخنوع لأعدائها، الذين اتجهوا بها إلى الضلال، فأصبحت أمة لا كرامة لها ولا استقلال لها ولا عزة لها، أمة مدجنة خاضعة للعدو.
وذكرت المحاقري أن هناك فرقاً كبيراً بين من تولى الإمام علي وبين من تولى غيره، ونرى شواهد عديدة وهامة ومقارنة قوية بين من يتولى الله ورسوله والذين آمنوا والإمام علي، فنرى أن من دخل في إطار الولاية حظي بهداية الله ونصره وتأييده ورعايته، كما هو حال يمن الإيمان والحكمة التي قدمت نموذجاً إيمانياً بولائها لأولياء الله واستطاعت بذلك كسر الشيطان الأكبر “أمريكا وإسرائيل” وهزيمته فأصبح اليوم اليمنيون النموذج في في نصرة ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم وجاء وعد الله القائل: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)، فهذه الآية الكريمة من مصاديق الله الذي وجه الأمة كل الأمة بالتمسك بالولاية للإمام علي، وعليه نؤكد أن يوم الولاية هو يوم حاسم، يوم فيه رفعة الأمة وعزتها وفيه إقامة العدل وإحقاق الحق وإزهاق الباطل.
ونوهت المحاقري بأن الإمام علياً أحق باتباعه وانتهاج نهجه وقد قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في فضل الإمام علي -عليه السلام-: “علي مع القرآن والقرآن مع علي”، ” علي مع الحق والحق مع علي”، “لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق”، “أنت مني بمنزلة هارون من موسى”، “علي مني وأنا من علي”، “علي سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين من أراد أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول عليا بن أبي طالب ومن أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه وإلى آدم في علمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطنته وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي”، “علي باب مدينة علم رسول الله.
فهذه الأحاديث النبوية الشريفة تبين لنا وجوبية وأهمية أن نسلم التسليم التام لله ولرسوله وللإمام علي ولمن يمثل الامتداد الحقيقي لولاية الله ورسوله.
وأوضحت المحاقري قائلة: ففي هذه المرحلة الذي يمثل الامتداد الحقيقي للولاية هو علم الهدى السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، حفيد الإمام علي ومنتهج نهجه في مقارعة الظلم والذود عن دين الله.
واختتمت حديثها قائلة: نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى وان يجعلنا ممن يتولى الله ورسوله والإمام علي والسيد المولى سيدي عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، ونسأله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وأن ينصرنا على القوم الكافرين.
الإسلام كله
فيما أوضحت الكاتبة الشموس العماد أن الإمام علياً اختير دونما غيره، لما تميز به من الصفات، منها أنهُ تربية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو شاهد على الرسالة منذُ ظهورها حتى توفي، وكذلك كان فارس الإسلام في أصعب الحالات والظروف وأهمها، فهو من نام على فراش الرسول ليلة هجرته، وهو سبب تراجع الأحزاب في غزوة الخندق بعد أن قتل فارس الفرسان عمر بن ود العامري، الذي اعتمد عليه الأحزاب في التنكيل برسولِ الله وقومه وأملوا أن يكون سبباً من أسباب النصر، حينها نادى رسول الله ثلاثًا لمن يخرج ويبارز عمر بن ود، فكان الإمام علي يجيب في كل مرة بقوله: “أنا لها يا رسول الله” دونما غيره، فخرج الإمام علي فقال عليه الصلاة والسلام ” برز الإسلام كله للكفر كله”، وأيضًا هو من فتح باب خيبر بيد واحدة.
وأضافت العماد: إن الإمام علياً باب مدينة علم رسول الله عليه الصلاة والسلام، فلقد ارتشف من إيمان رسول الله وصدقه وحنكته ودهائه وتقواه وشجاعته وتضحيته في سبيل الرسالة وصبره الشديد في البأساء والضراء وضربة سيفه عند الشدائد ضد البغاة، وكذلك أنه من أهل بيت النبوة ومن العترة الطاهرة، فكان لابد أن يكون هو من أمر الله رسوله بولايته.
في الغدير
وعن كيفية التبليغ بالولاية ذكرت العماد أنها كانت أثناء ما الرسول الكريم عائد من حجة الوداع ومعه ما يقارب مائة ألف فرد، فنزلت عليه أوامر الله بولاية الإمام علي، حيث أخبره الله سبحانه وتعالى بقوله:(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)، فوقف رسول الله في منطقة تسمى غدير خم وأرسل من يخبر الناس الذين كانوا قد سبقوه بأن يعودوا وحينها صعد الرسول عليه الصلاة والسلام على أقتاب الإبل وخطب خطبته الشهيرة –آنذاك- ثم أخذ بيد الإمام علي -عليه السلام- وقال: “أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله”، هكذا تم أمر التبليغ وهكذا أدى الرسول الأمانة وبلّغ الحجة على أكمل وجه .
كمال الرسالة
وأشارت العماد إلى أن الله سبحانه وتعالى قرن أمر الولاية بكمال تبليغ الرسالة عندما قال: (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)، وهذا يعني أن رسالة الرسول وتبليغها لن تكون مكتملة بل وحتى الله ينفي بلاغ الرسول رسالته، فهو يقول: “فإن لم تفعل فما”، “فإن” أداة من أدوات الشرط في “فإن” والفاء مقترنة بجواب الشرط في “فما” و”لما” كذلك نافية وهذا يبين حجم أهمية الموضوع وخطورة التفريط به فالرسالة لم ولن تكتمل إلا بتبليغ أمر الولاية وإقامة الحجة على الناس.
وذكرت الشموس في سياق حديثها أن التولي الصادق لله ولرسوله وللإمام علي أنه يُثمر إيماناً وعزة ويجعل الأمم أكثر حرية واستبسالاً، وكذلك يوّلد التقوى في النفوس ويرسم للبشر خطة حياتية تمكنهم من العيش النزيه مع تحقيق الأهداف التي ترتبط بالغايات النبيلة، ويحقق للبشر آمالهم الكبيرة في أن يحيوا حياة طيبة تخلو من المفاسد والآثام، يجعل طاقة البشرية مليئة بالعفاف وهذا هو السبب الأول لتقدم البشر في الدنيا والآخرة ونجاحهم في استخدام أنفسهم ومقومات الكون في النفعة والإعمار الذي يرضي الله ورسوله وأيضًا يمّكن الأمة من إحراز التقدُّم المهم والجوهري وهو علوّ درجات الآخرة واستنارة صحائف الناس وطهارتها.
اليمن نموذج
وتواصل الشموس العماد بالقول : وبذلك فمن يدرك ما معنى هذه القضية وما أهميتها وما مدى خطورة التساهل فيها، فهو الإنسان الذي نال ما يرضيه دنيا وآخرة، وقد لمسنا ثمار هذا التولي في اليمن بصبرهِ وصمودهِ الذي قلّ نظيره منذُ مواجهته للعدوان السعودي الأمريكي على مدى ما يقارب تسعة أعوام، وكذلك موقفه الشجاع المساند لأهل غزة، اليوم الذي أعاد اليمن إلى موقعه الصحيح والمتميز في نصرة القضايا الإسلامية وأهمها القضية المركزية “القضية الفلسطينية” فهذا البلد بهويتهِ الإيمانية التي تميز بها عن سائر الشعوب والتي أثبتها رسول الله بقوله: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، كل ذلك كان ثمار التولي الصادق وكذلك التولي يعلُّم النفس مواجهة الطغاة الظالمين والصمود مقابل كل ما تقتضيه المرحلة ويهذّب الروح بالصبر والإيمان والتقوى.
أعداء الله
وعن سؤالنا عن السبب الرئيسي لما تعيشه الأمة من ذل وهوان، كانت حرب غزة أكبر فاضح له؟ أجابت العماد: السبب الرئيسي وراء ما وصلت إليه الأمة من التخاذل وانعدام البصيرة هو ذهاب الأمة لتولي أعدائها، تولي من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، تولي اليهود والنصارى، من سعوا بكل الوسائل ووظفوا كل طاقاتهم لإفساد هذه الأمة وضياعِها ومسخ هوية الأمة وعقيدتها من خلال وسائل الغزو الفكري كالتنصير والاستشراق وكذلك قانون كارلوس الثاني في الاقتصاد، فعبثوا بهذه الأمة ودجّنوها وجعلوا منها بيئة صالحة للاستعمار وبثّوا فيها سموم الثقافة الغربية، حتى أضحى الفرد المسلم إما مسيحياً من خلال ثقافة التنصير أو بلا دين وهكذا يستطيعون أن يستعبدوه كيفما يشاؤون، فأصبح الإنسان العربي المسلم بلا هوية، بلا ضمير، بلا إنسانية، روحهُ خاوية فارغة، فمن الطبيعي أن نجدُه حينها يقبّل التراب الذي تمشي عليه أقدام المرأة الغربية الناعمة التي تأتي من بلادها إلى البلدان العربية المسلمة بسلاحها لتقتل الإنسان العربي المسلم في أرضه، وكذلك منذُ الثمانينات كانت الأداة الفعالة لإغراء الشباب واستهلاك الساسة، وجمّ ذلك سببه المركزي تنصلّهُ عن التولي الصحيح والصادق، فكانت قدوة الشباب ذلك اللاعب أو تلك الفنانة أو الراقصة بدلًا من أن يكون قدوتهم شخصية كالإمام علي وآل بيت النبوة وهكذا فسدت الأمة وهكذا دُجنت وهكذا تم مسخها عما كان يجب أن تكون عليه في موقع الولاء لأولياء الله والعداء لأعدائه وهي مسألة واضحة، بيَّنها الله في كتابه الكريم بقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) فكانت وستكون هذه البينة حجة قائمة على المسلمين حتى يوم اللقاء.