حدود ترسانة طهران.. ماذا كشف تحليل الصواريخ الإيرانية؟
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، الأسبوع الماضي، تميز بمداه الواسع وتأثيره المحدود. ويقول بعض المحللين إنه يثير تساؤلات حول إمكانيات وقدرات ترسانة إيران.
ويقول المحللون للصحيفة إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في مطلع أكتوبر، وهو المرة الثانية فقط التي تهاجم فيها إيران بشكل مباشر إسرائيل، تميز بمداه الواسع لكن بتأثيره المحدود.
ووفقا للصحيفة، أعطت إيران تحذيرًا ضئيلًا قبل إطلاق ما لا يقل عن 200 صاروخ باليستيً سريع الحركة على إسرائيل. ويُظهر تحليل لـ"واشنطن بوست" أن ما لا يقل عن عشرين صاروخًا نجح في اختراق الدفاعات الإسرائيلية، الثلاثاء، وهو عدد أكبر بكثير من الهجوم السابق في أبريل، حيث تسبب بعضها في أضرار في المواقع العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية أو بالقرب منها. لكن حتى الآن، كانت التقارير عن الأضرار الجسيمة على الأرض محدودة.
وتشير الأدلة، بحسب الصحيفة، إلى أن إيران استخدمت أقوى أنواع الأسلحة في الهجوم، والذي يتمثل في أسرع صواريخها على الإطلاق وعددًا أكبر من منصات الإطلاق مما هو معروف لدى الخبراء أن البلاد تمتلكه. كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن إيران استخدمت صاروخا باليستيا متقدما لم يستخدم من قبل.
وترى الصحيفة أن هجوم الثلاثاء والهجوم الذي سبقه يوفران معلومات غير مسبوقة عن مدى إمكانيات إيران، وقدرة إسرائيل على اعتراضها أو تحملها. وقال بعض الخبراء إن هذه الرؤى تشكك في قيمة ترسانة طهران الصاروخية الهائلة، والتي قدر المسؤولون الأميركيون أنها الأكبر في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجوم الأسبوع الجاري كان ملحوظًا في كيفية اختلافه عن الهجوم الصاروخي الإيراني الأول على إسرائيل، والذي بدأ مساء 13 أبريل. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن هذه الخطوة كانت ردًا على ضربة إسرائيلية قاتلة على مجمع دبلوماسي إيراني في سوريا وقعت قبل أكثر من أسبوعين.
واستخدمت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار في ذلك الهجوم، وبشكل أكثر تحديدا حوالي 170 طائرة بدون طيار، وفقًا للتقييمات الأميركية، و150 صاروخًا، 30 منها صواريخ كروز ذاتية الدفع طوال رحلتها وتطير عمومًا بالقرب من الأرض. وكانت بقية الهجمات عبارة عن صواريخ باليستية، يتم دفعها عالياً بواسطة صاروخ وتستخدم الجاذبية للهبوط بسرعات عالية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 99 في المائة من الصواريخ والطائرات بدون طيار إما تم اعتراضها أو فشلت. ويبدو أن عددا منها فقط سقط في إسرائيل، ما تسبب في أضرار طفيفة، بحسب الصحيفة.
ويقول المحللون للصحيفة إن إيران أمضت أياماً في الإعلان عن نواياها، ما سمح لإسرائيل وحلفائها بالاستعداد، واستخدمت ذخائر بطيئة يمكن التصدي لها، واستخدمت صواريخ قديمة تعمل بالوقود السائل، ويبدو أن بعضها قد فشل.
ومع ذلك، قال المحللون إن الهجوم يحمل مخاطر حقيقية. وقال الباحث الذي يدرس برامج الأسلحة الإيرانية في مشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية، جون كرزيزانياك، للصحيفة "في أي وقت تطلق فيه 300 صاروخ على دولة أخرى، فإنك تنوي إحداث بعض الأضرار الحقيقية".
وترى الصحيفة أنه إذا كانت الضربة المباشرة الأولى التي وجهتها إيران إلى إسرائيل في أبريل مصممة لإظهار القوة، فإن الأدلة تشير إلى أنها كانت تهدف هذا الأسبوع إلى توجيه ضربة أكثر أهمية.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن مكانة طهران تضررت بسبب الهجمات الإسرائيلية المدمرة على حليفها حزب الله اللبناني، والحرب الجارية في غزة والتي أدت إلى مهاجمة شريك إيراني آخر هو حماس. وقالت إيران إن ضربة الثلاثاء كانت ردا على مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، في بيروت أواخر سبتمبر الماضي، وزعيم حماس إسماعيل هنية، في طهران، في يوليو.
وقال بعض المحللين للصحيفة إن إيران ربما استخدمت صواريخ أكثر حداثة تعتمد على الوقود الصلب، ما يعني أنه يمكن إطلاقها بسرعة، دون الحاجة إلى التزود بالوقود أولاً.
وخلال هجوم الأسبوع الجاري، ذكرت الصحيفة أن إيران استخدمت صواريخ قدر وعماد بعيدة المدى، واستخدمت أيضًا لأول مرة صواريخها الأكثر تقدمًا "فتاح" الأسرع من الصوت، حسبما ذكرت وكالة مهر للأنباء.
وأظهرت لقطات الإطلاق التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية واستعرضها ثلاثة محللين إطلاق صاروخ قدر. وقال فابيان هينز، محلل إيران في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين، إن إيران استخدمت أيضًا خيبر شيكان 2 أو فتاح 1، الذين يبدوان متشابهين من مسافة بعيدة.
وكشفت إيران عن صاروخها "فتاح" العام الماضي. وقال الخبراء إنه لا يفي بنفس معايير الأسلحة الغربية الموصوفة بأنها تفوق سرعة الصوت والقدرة على المناورة داخل الغلاف الجوي بسرعات تفوق سرعة الصوت، أي خمسة أضعاف سرعة الصوت، لفترات طويلة من الزمن، لكنه يتمتع ببعض القدرة على المناورة التي يمكن أن تساعد في التهرب من الدفاعات الصاروخية.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن 90 في المائة من الصواريخ وصلت إلى هدفها. وبينما قال المحللون إن هذا مبالغ فيه، تشير الأدلة إلى أن عددًا أكبر بكثير وصل إلى إسرائيل مقارنة بشهر أبريل. وقال بعض الخبراء إن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية ربما استنفدت.
ووجد تحليل أجرته صحيفة "واشنطن بوست" لصور الأقمار الاصطناعية والمرئيات أن ما لا يقل عن عشرين صاروخًا ضربت أو اقتربت من موقعين عسكريين وموقع استخبارات واحد.
وبشكل منفصل، نشر فريق من معهد ميدلبري للدراسات الدولية تحليلاً أولياً، الخميس، وجد ما لا يقل عن 32 نقطة تأثير على صور الأقمار الاصطناعية لقاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية في صحراء النقب، ما يشير إلى أن 16 في المائة أو أكثر من الصواريخ التي أطلقت أصابت هذا الهدف.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إیران استخدمت وسائل الإعلام على إسرائیل ما لا یقل عن واشنطن بوست إلى أن
إقرأ أيضاً:
طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران
البلاد (طهران)
اتهم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الدول الغربية باستغلال ملف البرنامج النووي وحقوق الإنسان كذرائع لمهاجمة الجمهورية الإسلامية، مؤكداً أن ما يستهدفه الغرب في النهاية هو”دين وعلم” إيران، على حد تعبيره.
جاء ذلك في خطاب ألقاه أمس (الثلاثاء)، بعد يوم واحد من تهديدات وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بضرب المنشآت النووية الإيرانية مجدداً إذا أعادت طهران تشغيلها.
وقال خامنئي:” إن البرنامج النووي والتخصيب وحقوق الإنسان كلها ذرائع.. ما يسعون إليه هو دينكم وعلمكم”، معتبراً أن الضغوط الغربية لا تنفصل عن مشروع أوسع لتقويض هوية إيران الثقافية والدينية.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال خلال زيارته إلى اسكتلندا:” لقد دمّرنا قدراتهم النووية. يمكنهم البدء من جديد، لكن إذا فعلوا ذلك، سندمرها بلمح البصر”. وسبق للولايات المتحدة، في 22 يونيو الماضي، أن شنت ضربات على منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز، في خضم حرب قصيرة استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وأسفرت أيضاً عن اغتيالات طالت علماء نوويين إيرانيين بارزين.
ورغم الغارات، أكدت طهران تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وفقاً لما أعلنه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي شدد على استعداد بلاده للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون التنازل عن الحقوق السيادية. وأضاف:” لا نسعى للحرب، بل للحوار، لكننا سنرد بحزم إذا تكرر العدوان”، موجهاً اتهامات للدول الغربية بإفشال مسار الانفتاح الداخلي والتفاهم الدولي عبر “حملات دعائية واتهامات باطلة”.
يُذكر أن إيران تخصب حالياً اليورانيوم بنسبة 60%، وهو مستوى مرتفع يتجاوز بكثير الحد الأقصى المحدد في اتفاق 2015 النووي (3.67%)، والذي انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى. وتعتبر الدول الغربية وإسرائيل أن هذه النسبة تُقرب طهران من القدرة على إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده “سترد بحزم أكبر” في حال تعرضت لهجمات أمريكية أو إسرائيلية جديدة. وكتب على منصة “إكس”: “الخيار العسكري أثبت فشله، والحل التفاوضي هو الطريق الوحيد الممكن”. وأضاف أنه إذا استمرت المخاوف الغربية من الطموحات النووية الإيرانية، فعلى المجتمع الدولي أن يستثمر في المسار الدبلوماسي بدلاً من التصعيد العسكري.
في المقابل، جدد السفير الفرنسي لدى طهران، بيير كوشار، تأكيد التزام بلاده بالحلول السلمية، قائلاً:” إن فرنسا تؤمن بأن الملف النووي الإيراني لا بد أن يُحل بالحوار ومنح الوقت للمسار الدبلوماسي”. وأعرب عن رغبة باريس في توسيع التعاون الثنائي رغم الظروف الأمنية، مشيراً إلى أن السفارة الفرنسية ظلت مفتوحة حتى خلال الحرب الأخيرة.