في سياق متابعة تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية، نظَّم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ورشة عمل؛ لمناقشة الجهود المبذولة لتنفيذ "الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023-2030)"، وذلك بحضور كل من الدكتورة/ عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان، رئيس المجلس القومي للسكان، وعدد من ممثلي الجهات المعنية رفيعي المستوى.

و رحب الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، بالحضور من خلال كلمة ألقاها في افتتاحية الجلسة، أشار خلالها إلى أن القضية السكانية وما يرتبط بها من قضايا تنموية تأتي على رأس أولويات الدولة المصرية عبر السنوات الماضية، مؤكدا أن مركز معلومات مجلس الوزراء يعمل وفق ما أُنيط به من مهام في سياق قرار إعادة تنظيمه الصادر بقرار من مجلس الوزراء على بذل مختلف الجهود  اللازمة؛ للقيام بدوره على صعيد متابعة ومراجعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية، بما يُمكن متخذ القرار في مصر - ولأول مرة - من المتابعة اللحظية للتقدم المُحزر على صعيد إنجاز الاستراتيجيات الوطنية بمختلف محاورها، الأمر الذي سيسهم بشكل كبير في زيادة مستويات الشفافية والمساءلة وتحسين مستويات أداء الجهات الوطنية وزيادة مستويات فعالية التخطيط الاستراتيجي في مصر.

وقال رئيس مركز المعلومات:  عكف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار خلال الأشهر الماضية على التعاون مع مختلف الجهات المعنية لتدريبها على المنظومة القومية المميكنة لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية، حيث تمَّ في هذا الصدد رصد ما يتجاوز مائة استراتيجية وطنية حتى الآن.

  وأضاف: تساعد المنظومة القومية المميكنة صانع القرار وجميع الجهات المعنية بتنفيذ الاستراتيجية بمتابعة مؤشرات التنفيذ لحظة بلحظة؛ حيث تتيح المنظومة مصفوفة مؤشرات المتابعة وتقييم الأداء والأثر والداعمة للحكم على مدى سير الاستراتيجيات والمستهدفات الاستراتيجية للدولة المصرية في مسارها الصحيح، الأمر الداعم لتصحيح المسارات وتعزيز والدفع بالتنمية، دون الحاجة لانتظار انتهاء المدى الزمني للاستراتيجية لرصد نتائجها والحكم على مدى تنفيذها لمستهدفاتها.

واستعرضت الدكتورة عبلة الألفي  جهود الدولة المصرية في التنسيق مع مختلف الجهات المحلية والدولية المعنية للحدّ من تداعيات الزيادة السكانية، موضحةً أن الهدف من الاستراتيجية الوطنية للسكان ليس فقط تحقيق نتائج رقمية تعبر عن تنفيذ الاستراتيجية كإجراءات تتم على أرض الواقع، ولكن هناك أيضًا مستهدفا مهما وهو تحسين الخصائص السكانية، وبالتالي دعم الاقتصاد وخطط التنمية وتوفير حجم ضخم من النفقات؛ موضحة أنه في المتوسط كل دولار يُنفق في تنفيذ الاستراتيجية يُوفر 155 دولارا من الإنفاق على الخدمات والمرافق، وخاصة أن مصر في الترتيب الـ 14 على مستوى العالم من حيث عدد السكان والزيادة السكانية.

وأوضحت أن من أهداف الاستراتيجية أيضًا تخفيض الإسراع في معدلات المواليد، وهو أمر يتماشى مع رغبات المجتمع؛ سواء من المرأة أو الشباب المصري، استنادا إلى دراسة تم إعدادها بالتعاون بين المجلس القومي للسكان وصندوق السكان التابع للأمم المتحدة، والذي رصدت نتائجه أن هناك رغبة ووعيا لدى المجتمع للحدّ من معدلات الإنجاب بمتوسط لا يتجاوز 2.1 طفل لكل سيدة، وهي تقريبًا المستهدفات التي تحتاجها الدولة خلال السنوات القليلة القادمة لتحقيق أقرب نقطة تعادل بين معدلات النمو السكاني ومعدلات النمو الاقتصادي، وبالفعل نجحت الدولة المصرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة فيما يخص خفض حالات الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة، وبين الأطفال أقل من 5 سنوات، وهو مؤشر على معدل نمو قوي للمنظومة الصحية والتي يترتب عليها ارتفاع متوسط الأعمار.

و أشارت نائب وزير الصحة والسكان إلى أن التركيز على المنظور الحقوقي للملف السكاني "لمبادرة الألف يوم الذهبية"، من شانه أن يحقق نقلة نوعية من خلال خفض عدد وفيات المواليد الرضع، بالإضافة إلى تحسين الخصائص السكانية، والتي يأتي على رأسها تحسين صحة المرأة مع ضمان التنشئة المُثلى للأطفال، ورفع الوعي السكاني، بدءًا من مشورة ما قبل الزواج وحتى مرحلة الطفولة المبكرة، وذلك لتحقيق التوازن بين معدل النمو السكاني والتنمية الاقتصادية.

وأشارت د عبلة الألفي إلى أنّ مصر تولي اهتمامًا بالغًا لقضايا السكان والتنمية البشرية، من خلال السعي لتحسين الخصائص السكانية، والذي يستوجب تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، مع الإيمان الراسخ بأنّ الاستثمار في صحة وسلامة المواطنين، هو استثمار للمستقبل، مضيفة أن المنظومة القومية المميكنة تحقق الشفافية والدقة في متابعة وتقييم وتصميم نظام قوميّ؛ لمتابعة وتقييم أثر الاستراتيجيات الوطنية في مصر، وتعد نقلة نوعية على صعيد ضمان فعَّالية التخطيط الاستراتيجي.

وأوضحت الدكتورة عبلة الألفي نجاح الدولة في سد عجز الأطباء في وحدات الرعاية الطبية الأولية من خلال التنسيق مع كافة الجهات المعنية داخل وزارة الصحة والسكان، لافتة  إلى أنه جار التنسيق مع وزارة التعليم العالي والمستشفيات الجامعية؛ لسدّ العجز في الجزء المتبقي، بحيث يكون هناك تغطية شاملة لجميع مراكز الرعاية، وتوفير وسائل تنظيم الأسرة بكافة أنواعها لتغطية نسبة 100% من حالات الولادة، والعمل على تقديم الخدمات بالمشاركة من خلال تدريب الممرضات على وسائل تنظيم الأسرة ليقدموا هذه الخدمات إلى جانب الأطباء، بخلاف التوسع في تنفيذ غرف المشورة، حيث سيصل عدد غرف المشورة الأسرية في وحدات الرعاية الصحية إلى 5 آلاف غرفة يعمل بكل غرفة متوسط اثنين من مقدمي المشورة.

وتحدثت الدكتورة هبة عبد المنعم، رئيس الإدارة المركزية لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية، رئيس اللجنة العلمية الاستشارية بالمركز، حيث قدمت كلمة عن الإدارة المركزية أشارت خلالها إلى اهتمام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بمتابعة تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية والترويج للجهود الحكومية المبذولة في هذا الإطار، لافتة إلى أن المركز قام بحصر الاستراتيجيات الوطنية على مستوى الدولة وإعداد تقييم لمستوى نضج كل استراتيجية وقياس مؤشرات أدائها على المستوى الوطني استجابة للتكليفات المنوطة بالمركز في هذا الإطار؛ حيث تم حصر نحو ١٠٠ استراتيجية وطنية على مستوى الدولة المصرية، إضافة إلى قيام مركز المعلومات بالعمل على حوكمة ورقمنة الجهود المبذولة لمتابعة تنفيذ تلك الاستراتيجيات، من خلال تطوير منظومة قومية إلكترونية مميكنة لمتابعة الاستراتيجيات بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، وعقد ما يزيد على ٧٠ ورشة عمل مع جميع الجهات المعنية بتنفيذ هذه  الاستراتيجيات الوطنية؛ لتنسيق الجهود وبناء القدرات في هذا الإطار، فضلًا عن الجهات الُمصدرة لها، وتعزيز التواصل الفعَّال معها لمعرفة التقنيات الفنية والعملية لعمليات الإدخال في المنصة، بالإضافة إلى الحصول على وثائق الاستراتيجيات الرسمية، واستكمال عناصر المتابعة والتقييم في سياق اهتمام المركز وضمن جهوده الدؤوبة بتطوير المنظومة القومية المميكنة لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية لتعزيز قدرة صنَّاع القرار على أعلى مستوى من متابعة مستويات التنفيذ.

وأوضحت الدكتورة هبة عبد المنعم أنه تم تأسيس "الإدارة العامة للرصد والمؤشرات بالإدارة المركزية لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية"، التي تعمل على مدار عام من الجهد المتواصل للوصول إلى إطلاق المنظومة القومية المميكنة لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية، وتم وضع الإستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023 - 2030)، كأول استراتيجية يتم تفعيلها على المنظومة، بما يسمح للجهات الشريكة في تنفيذها بإدخال نسب الإنجاز للإجراءات التي يتم تنفيذها ضمن خطة عمل الاستراتيجية.

وتم عقد الجلسة الأولى من فعاليات الورشة بعنوان "عرض الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية 2023-2030"، والتي سلطت خلالها الدكتورة/ هالة عزام، مدير عام البحوث والاتفاقيات الأجنبية بالمجلس القومي للسكان، الضوء على الورشة التمهيدية التي تم عقدها في المجلس القومي يومي 23 و24 من شهر سبتمبر الماضي، والتي عُقدت للبدء في وضع الأنشطة الخاصة بالاستراتيجية على المنظومة القومية المميكنة، وذلك حتى يتمكن ممثلو الجهات المعنية من الوقوف على المهام المنوطة بهم، مؤكدةً أهمية تضمين مؤشرات أداء دقيقة وقابلة والقياس.

وخلال كلمتها، استعرضت الدكتورة هالة عزام "الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023-2030)"، مشيرةً إلى أنه تم إعداد الاستراتيجية استنادًا إلى نتائج المسح الصحي عام 2021، ونتائج تقييم الخطة التنفيذية (2015-2020)، والمبادرات الرئاسية والمبادرات القومية الحالية، وجهود الدولة المصرية في تنفيذ السياسات السكانية، لا سيَّما المبادرات الرئاسية والقومية، ومشروع تنمية الأسرة المصرية، وبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان عام 1994 وإعلان القاهرة عام 2013، كما ألقت الضوء على جهود الدولة المصرية في تنفيذ السياسات السكانية، ووضع التعليم في مصر ودوره في حل القضية السكانية.

وعرضت الدكتورة هالة عزام محتويات الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية، التي تمثلت في عدة خطوات تتمثل في الجزء الخاص بالسكان والخصائص السكانية وذلك بشكل بيانات رقمية موثقة، وكذا التحديات التي تواجه التنفيذ ومن أهمها عدم تفعيل خدمات تنظيم الأسرة في بعض المنشآت الصحية رغم توافرها، وتقلص دور الجمعيات الأهلية في تقديم خدمات ووسائل تنظيم الأسرة.
وفيما يتعلق بتحدي نقص البيانات المتاحة أشارت إلى إمكانية علاجه من خلال المنظومة القومية المميكنة لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية، كما تطرقت كذلك إلى الفرص والتي تكمُن في شكل أساسي في وجود قيادة سياسية داعمه للعمل السكاني وللقضية السكانية، ووجود المبادرات والاستراتيجيات الداعمة لهذه القضية، إضافة إلى وجود توافق مجتمعي حول مسئولية الجميع عن مواجهة القضية السكانية.

كما أكدت هالة عزام أن هناك مبادئ حاكمة لتلك الاستراتيجية تمثلت في العدالة الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، والحوكمة والاستدامة، والشراكة وغيرها، واختتمت عرضها بتقديم المحاور الأساسية للاستراتيجية، التي تضمنت تدعيم دور المرأة، والاستثمار في الثروة البشرية، وضمان الحقوق الإنجابية، والاتصال والاعلام من أجل التنمية، والتعليم والتعلم، وحوكمة الملف السكاني، وبداخل كل محور مجموعة أنشطة وأهداف فرعية يتم العمل عليها.و ترأست الجلسة الثانية الدكتورة/ غادة محسن، مديرة الإدارة العامة للرصد والمؤشرات بالإدارة المركزية لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية؛ والتي تم خلالها إطلاق " المنظومة القومية المميكنة للإدارة المركزية لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية"، بتضمينها فعليًّا لبيانات الإنجاز على صعيد "الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023-2030)".

وخلال حديثها، أشارت الدكتورة غادة محسن إلى أن مركز المعلومات رصد أكثر من 100 استراتيجية وطنية في مصر، من إجمالي 46 جهة، صدر منها بالفعل 73 استراتيجية لها وثائق رسمية، بينما يوجد 27 استراتيجية في طور الاعداد، كما أشارت لقيام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بتدريب الشركاء الوطنيين في جهات وكيانات الدولة المختلفة لتفعيل منظومة التحديث اللامركزي، الأمر الضامن والداعم لاستدامة وحداثة المنظومة، فضلا عن الانتهاء من تدشين 10 استراتيجيات وطنية على المنظومة، تتمثل  في 3 استراتيجيات في القطاع الاقتصادي؛ هي: (استراتيجية الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والاستراتيجية المُحدثة للتنمية الزراعية، والاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون).

     كما أن هناك 3 استراتيجيات في قطاع البنية التحتية والشبكات؛ هي (استراتيجية تنمية وإدارة الموارد المائية والري، واستراتيجية صناعة النقل البحري، واستراتيجية جذب وتنظيم سياحة اليخوت)، بالإضافة إلى استراتيجية في مجال الخدمات الاجتماعية وهي (استراتيجية التموين والتجارة الداخلية)،  إلى جانب 3 استراتيجيات في مجال الخدمات الأساسية والتنمية البشرية، هي: (الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية، والاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية، والاستراتيجية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار).

وأكدت الدكتورة  غادة محسن أن المنظومة تأتي للإجابة على العديد من تساؤلات متخذ وصانع القرار؛ والتعرف على نسب التنفيذ، من خلال استعراض محاور التنفيذ وعدد الإجراءات المطلوب تنفيذها والوقوف على موقف كل إجراء؛ سواء تم تنفيذه أو جار أو مُتأخر مع توضيح مُسببات تأخر التنفيذ، بما يتيح لمتخذ القرار اتخاذ إجراءات تصحيحية سريعة لاستكمال مسارات التنمية، بالإضافة للإجابة على عدد من التساؤلات تنحصر في: كم استراتيجية وطنية في مصر اليوم؟، وكم استراتيجية منها تم إصدارها بالفعل، مع إمكانية تحديد مسارات التنمية غير المُغطاة؟، ومدى إمكانية الوقوف على الخطة التنفيذية لإطلاق الاستراتيجيات الوطنية على المنظومة القومية للاستراتيجيات الوطنية، مع تحديد السبب من خلال إمكانية استعراض مدى نضج كل استراتيجية وما يلزم لاستكمال نضج الخطط ومواكبتها للممارسات الدولية.
    فهناك إمكانية متابعة لكل مسارات التنمية بصفة عامة، وأولويات الدولة بصفة خاصة، الأمر الداعم للإسراع والتركيز على المسارات الأعلى أهمية وأولوية للدولة المصرية للإسراع بتنفيذها، مع إمكانية تحديد الجهات المشاركة وحصر كل الجهود المبذولة لإنجاح واستكمال الأهداف الاستراتيجية والأولويات وتحديد الجهات المشاركة في كل محور عمل ومسار تنموي، ونسب مشاركة كل جهة، وإمكانية تحديد الجهات الأعلى مُشاركة وتأثيرا.

كما أن هناك إمكانية لمعرفة المدى الزمني لتنفيذ كل مستهدف وإجراء تنفيذي ومشروع تنموي، كما تتيح المنظومة إمكانية حصر وإحصاء وتصنيف جميع الإجراءات والمشاريع القائم العمل عليها في الدولة وموقف تنفيذها وما تم وما يجري تنفيذه مع إمكانية تحديد مسببات وتحديات التنفيذ الأمر الداعم لاتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة، فضلا عن إمكانية حصر عدد الإجراءات والأهداف الموضوعة لكل استراتيجية وعدد الشركاء ومدى التنسيق بين كافة جهات الدولة لإنجاز تلك المستهدفات والأولويات.
بالإضافة إلى الأهداف والجهود التي شارفت على التنفيذ والانتهاء، والأهداف والمسارات التي بحاجة لمزيد من الجهود والإجراءات التصحيحية الفورية لاستكمالها والدفع بتلك المسارات التنموية، وكذلك الجهات الأعلى والأقل مشاركة في كافة مسارات التنمية.

واختتمت حديثها بأننا بصدد إطلاق منظومة متكاملة داعمة لإدارة جميع المسارات، من خلال شاشة جامعة لكافة الاستراتيجيات ومحاور العمل والأهداف والجهود والجهات، تم فيها مراجعة كافة المنصات للدول والمنظمات الدولية ذات الريادة في المتابعة والتقييم.

وأدارت الجلسة الثالثة الدكتورة سحر يوسف، مدير عام التخطيط بالمجلس القومي للسكان، حيث أشارت إلى أن المنظومة القومية المُميكنة للإدارة المركزية لمتابعة وتقييم الإستراتيجيات تُمثل خطوة تتسق مع اتجاه الدولة المصرية في  الميكنة والتحول الرقمي في إطار الجمهورية الجديدة وتُعتبر حدثا تاريخيا في رقمنة وحوكمة العمل السكاني، وأثنت على جهود مركز المعلومات بتطوير وبناء هذه المنظومة القومية، كما استعرضت بيانات الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023-2030)، ومراحل العمل التي مرت بها الاستراتيجية خلال مرحلة صياغتها، وأكدت أن الاستراتيجيات والخطط التنفيذية الموضوعة على هذه المنظومة يتم صياغتها مع مختلف الجهات المعنية وقدمت عرضا تفصيليا لكيفية عمل المنظومة وكيفية إدخال البيانات عليها.

وأوضحت الدكتورة  سحر يوسف أن الاستراتيجية تنقسم إلى عدة محاور، والمحاور تنقسم إلى أهداف رئيسية التي تنقسم بدورها إلى أهداف فرعية ويتبعها إجراءات تنفيذية تمثل الأنشطة المطلوب تنفيذها بشكل تفصيلي وتُصاغ بدقة، ويكون مسئولا عنها جهة واحدة، مما يعزز فكرة الحوكمة والمساءلة والرقابة، مؤكدة السماح للجهات المسئولة بإضافة نشاط أو تحديثه أو إضافة مؤشر جديد وهو ما يؤكد مرونة الاستراتيجيات والخطط الموضوعة.

كما أشارت الدكتورة  سحر يوسف إلى أن الخطة التنفيذية تمتد لمدة عامين، وهناك مؤشرات أداء وسيطة تقيس حجم التقدم المحرز في عملية التنفيذ مقارنةً بالمستهدف وفي حالة عدم تنفيذ الإجراءات توجد خانة يتم فيها كتابة التحديات التي حالت دون التنفيذ ويتم أخذها في عين الاعتبار، ومن ثم فلا تمثل المنظومة فقط وسيلة لمتابعة التقييم، ولكنها تسهم كذلك في دعم عملية التنفيذ من خلال التعرف على التحديات التي تواجه التنفيذ وكيفية معالجتها.

وأضافت: كل جهة لديها اسم مستخدم وكلمة سر خاصة بها ولا يحق لها الاطلاع على باقي الجهات تطبيقًا لمبدأ الخصوصية. وفي النهاية أشادت بأن المنظومة الرقمية تسهل التواصل في حالة وجود مشكلات.

وخلال الجلسة النقاشية، استمعت الدكتورة سحر يوسف إلى تساؤلات الحضور؛ حيث تساءل الدكتور خالد فتح الله، رئيس معهد الاذاعة والتليفزيون، المشرف على الإدارة المركزية للمعلومات، عن كيفية احتساب المؤشرات التي تقيس مستويات تنفيذ وأداء الإجراءات التنفيذية؟، وأجابت الدكتورة سحر يوسف بأن هناك دليلا عمليا يتم من خلاله حساب هذه المؤشرات تم العمل عليه من أكثر من جهة.

وأكدت الدكتورة  سحر يوسف أنه تم فصل أدوار كل جهة تنفيذية لكل استراتيجية وطنية على المنظومة القومية المُميكنة لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية، وكذا المرصد السكاني واحتساب نسب مشاركتها في تنفيذ جميع الاستراتيجيات الوطنية، وذلك في سياق تساؤل محمد عبد الناصر، مدير وحدة المتابعة والتقييم بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، عن إمكانية حذف إجراءات تنفيذية من على المنظومة، وكيف يؤثر ذلك في قياس مستوى مشاركة الجهات والمؤسسات الوطنية.

وفي الإجابة على تساؤل القس انطونيوس صبحي عزيز، استشاري تطوير البرامج بأسقفية الخدمات العامة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن أنه في حالة وجود مشكلات تقنية أو فنية على المنظومة سواء في الإدخال أو المراجعة أو الاستطلاع كيف يمكن حلها بالتواصل السريع مع الجهات المنوطة بذلك؟، أكدت كل من الدكتورة سحر يوسف والدكتورة غادة محسن  أنه في حال ذلك فإن المنظومة القومية المُميكنة تُمكن من متابعة ذلك بشكل أوتوماتيكي ومباشر من خلال تقنيات برمجيتها المُنشئة بها، وستكون جميع الجهات على اطلاع بذلك، وعلى أثره ستكون الاستجابة الفعَّالة لحلها بشكل سريع.
ـ

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منظومة مميكنة تقييم الاستراتيجيات الوطنية مركز المعلومات ودعم اتخاذ استراتيجية السكان الاستراتیجیة الوطنیة للسکان والتنمیة مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار تنفیذ الاستراتیجیة الدولة المصریة فی استراتیجیة وطنیة الإدارة المرکزیة م مرکز المعلومات مع مختلف الجهات الجهات المعنیة مسارات التنمیة إمکانیة تحدید کل استراتیجیة القومی للسکان تنظیم الأسرة بالإضافة إلى جهود الدولة عبلة الألفی أن المنظومة التنسیق مع وطنیة على على مستوى فی تنفیذ على صعید أن هناک من خلال فی سیاق فی هذا فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

اطلاق مشروع الدراما والمسرح في السردية الوطنية الأردنية

صراحة نيوز- ناقش مختصون وخبراء في القطاع الثقافي والدرامي والفني سبل الارتقاء بالدراما والمسرح الأردني وبما ينعكس على السردية التاريخية للهوية الاردنية ، وذلك خلال اطلاق ورشات العمل لمشروع الدراما والمسرح في السردية الوطنية الاردنية بعنوان ( الهاشميون وقضايا الأمة).
واكدوا خلال ورشة العمل الأولى للمشروع التي رعاها مندوباً عن وزير الثقافة الدكتور نضال العياصرة بحضور عدد من الإعلاميين والكتاب الصحفيين والفنانين ، ضرورة توفير الدعم المالي اللازم لهذا القطاع واستغلال الطاقات الشبابية ، وإيجاد رواية وطنية تحاكي تطلعات الدولة الأردنية في الماضي والحاضر والمستقبل .
وأشاروا الى أهمية إيجاد شراكات فاعلة بين القطاعين العام والخاص بما يخدم العمل الدرامي والمسرحي من خلال عمل تشاركي بين مؤسسات الدولة في مقدمتها وزارة الثقافة والدائرة الثقافية في امانة عمان الكبرى ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون والمكتبة الوطنية والمؤسسات ذات العلاقة في القطاعين .
و اكد العياصرة على ضرورة المشروع كمبادرة وطنية ثقافية تحمل محتوى قيمي وجمالي تترك اثر في المجتمع وتسهم في اثراء المشهد الثقافي الوطني، مثمناً دور القائمون على اطلاق المبادرة في ابراز الشواهد الحضارية على عمق تاريخ الأردن الحضاري والثقافي .
وبين ان لدينا مؤسسات وهيئات وكتاب وفنانين ومبدعين وباحثين يعملون على مشاريع وطنية قوامها البحث العلمي والوثيقة والابتكار والانجاز الذي يسهم في رفعة الوطن وتقدمه والارتقاء بخطابه الإبداعي والإنساني وتعزيز مكونات هويته وتدوين سرديته الوطنية .
ومن جانبه قال وزير الاعلام الأسبق ورئيس مجلس إدارة صحيفة الراي سميح المعايطة إن المحور الاساسي في موضوع المسرح والدراما هو المضمون، بحيث يتم الخروج بمضمون وعمل قريب من المجتمع، وسردية ونص تصل للناس، وتعمل على جذب اكبر قدر ممكن من الجمهور.
واشار الى اهمية التمويل في عمليات انتاج والخروج بمحتوى جيد يليق بثقافة المجتمع، موضحًا ان الدولة الاردنية لديها تاريخ بالرغم من التحديات والعثرات التي واجهتها الدولة.
ولفت الى انه وجود توافق حول بناء السردية الاردنية من خلال وزارة الثقافة من خلال المسرح والفن والغناء، مؤكدًا اهمية هذه المشاريع في ترسيخ الهوية الاردنية.
ولفت رئيس مجلس ادارة مؤسسة التلفزيون الاردني، غيث الطراونة، ان التلفزيون الاردني يعمل حاليًا على خطة متكاملة اساسها الدراما، والدولة مؤمنة ان صناعة الرسائل الناعمة من خلال الدراما يخلق الوعي لدى الناس، وان الاثر الدائم في وعي الناس تصنعه الدراما.
واكد على وجود دعم حكومي لتطوير مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وعودتها لما كانت عليه سابقًا والدخول لكافة منازل الأردنيين ، مشيراً الى وجوب تعزيز ثقافة (الريلز) والمقاطع القصيرة من الفيديوهات و العمل عليها .
واشار الى ان هنالك مشكلة في عملية الوصول للجمهور، وهو الامر الذي يحتاج الى جهد كبير من خلال بناء النصوص القوية وادوات التنفيذ الصحيحة والاستفادة من الخبرات الموجودة وعمليات التمويل، اضافة الى بناء شراكات فاعلة مع القطاع الخاص.
المدير التنفيذي للثقافة في امانة عمان الكبرى الدكتور ثامر الشوبكي، أشاد بمشروع الدراما والمسرح في السردية الوطنية الاردنية ( الهاشميون وقضايا الأمة)، والذي من شأنها تعزيز الهوية والسردية الوطنية، والتي ستتناول السردية الوطنية خلال فترات زمنية مهمة منذ عام 1916 ولغاية 2025.
واكد دعم امانة عمان لهذه المشاريع التي تهدف الى خلق الوعي المجتمعي لدى المواطنين من خلال الاعمال الدرامية والسينمائية، لافتًا الى ضرورة الاسراع في اثبات السردية الأردنية ، مؤكداً ان الدراما هي الأسرع في إيصال الفكرة وتثبيتها من النص .
وأشار الى أهمية الإسراع في ثبات السردية الأردنية من اعمال ونصوص درامية ومسرحية لتؤكد ، بان هذه السيرة المشرفة للدولة الأردنية واضحة ليس فقط لدى النخب بل لدى كافة أبناء وفئات المجتمع الأردني.
بدوره قال المدير العام السابق للمكتبة الوطنية الدكتور محمد يونس العبادي ان لدى الاردن تاريخ دور عظيمان على جميع الاصعدة اضافة الى ولادته من رحم الثورة العربية الكبرى، مستعرضًا العديد من المحطات التاريخية التي تعزز مكانة الاردن منذ نشأة الدولة والتي تعزز السردية الاردنية والهوية الاردنية.
ومن جانبه اكد رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الأستاذ موفق محادين ضرورة اعادة بناءة السردية الوطنية الاردنية، ودعم القطاع الفني والمسرحي ماليًا ، واننا اليوم امام تحدى إيصال هذا الخطاب للناس في القرية والمدينة في هذه السردية .
من جانبها قالت الدكتورة يسر حسان، انه يجب ان يكون هناك شراكة مع القطاع الخاص وذلك لرفد البرامج وتغطيتها ماليًا، اضافة الى دعم المؤسسات الرسمية ذات الشأن وتمكينها للخروج بمحتوى فني يليق بالسردية الوطنية ، من خلال تحديث الجيل المخاطب والفئة المستهدفة.
الفنان ساري الاسعد اكد ان سرديتنا الأردنية واضحة ويفترض علينا طرحها بقوة ، وهي اليوم بحاجة الى الصورة لإيصال الرسالة من خلال العمل الفني والدرامي ، كذلك الى أهمية تحويل عشرات الروايات الى سيناريو لتقديمهم لانطلاق مشروع السردية الأردنية .
الفنانة عبير عيسى اكد على أهمية المشروع وانه حان الوقت للأردن لتنفيذ اعمال درامية على غرار الدول العربية التي عملت عن تاريخها ، مؤكدة على أهمية إيجاد الدعم المالي المناسب لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون حتى يتمكن من انتاج اعمال وطنية تليق بتاريخنا الوطني.

من جهته اكد المدير التنفيذي للشركة الأولى للإنتاج الفني والمسرحي الكاتب محمد أبو سماقة ان الظروف المحيطة بنا وفي ظل تنامي الهويات الفرعية في منطقتنا وجدنا انه من واجبنا ان نقدم مشروع وطني للأجيال لترسيخ مفهوم الوحدة .
وبين ان مشروع الدولة الأردنية الحديثة منذ تأسيسها قامت على فكرت مشروع الوحدة ولهذا لابد من إعادة صياغة وإنتاج هوية وطنية من خلال أدوات ثقافية وبصرية لعل من أهمها المسرح والغناء والدراما ، بالإضافة الى توظيف هذه القنوات في بناء السردية الوطنية الأردنية وتعريف الأجيال بها .
وأشار الى ان الشروع يأتي من خلال سلسلة من ورش العمل الإبداعية بحيث ان كل ورشة يشارك بها خبراء ومختصون في القطاع الفني والدرامي والإعلاميين بحيث يتولى كل فريق اعداد خطة عمل لمخرجات المشروع بشكله النهائي .
يذكر ان مشروع الدراما والمسرح في السردية الوطنية الاردنية بعنوان ( الهاشميون وقضايا الأمة) تطلقه الشركة الأولى للإنتاج الثقافي والفني بالتعاون مع وزارة الثقافة وامانة عمان الكبرى وعدد من الجهات المعنية ، ويأتي من خلال

مقالات مشابهة

  • مدبولي: المؤسسة الدولية الإسلامية للتجارة شريكٍ مُهم في تمويل السلع الاستراتيجية لمصر
  • وزير الخارجية المصري يؤكد ضرورة إيجاد أُفق سياسي للتوصل إلى سلام من خلال تنفيذ حلّ الدولتين
  • اطلاق مشروع الدراما والمسرح في السردية الوطنية الأردنية
  • لقاء يناقش تعزيز تنسيق جهود العمل الإنساني في اليمن
  • رئيس الوزراء يستعرض نماذج استجابات منظومة الشكاوى الحكومية بالقطاعات المختلفة
  • رئيس الوزراء يتابع الاستجابات لشكاوى المواطنين في قطاعات الصحة والمرافق والأسواق
  • الصناعة السعودية تحقّق قفزات نوعية منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة
  • معلومات الوزراء يستعرض جهود وزارة التعليم العالي للارتقاء بالمعاهد وتحقيق التكامل مع الجامعات
  • «معلومات الوزراء» يستعرض آفاق النفط والغاز في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل
  • الجبهة الوطنية يبحث سبل دعم مرشحيه في انتخابات الشيوخ