مسقط - العمانية

تُوفي صباح اليوم الفنان التشكيلي العُماني موسى بن عمر الزدجالي بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من 40 عاما، حيث يعد من أبرز الفنانين التشكيليين العُمانيين الذين أسهموا بنتاجهم على المستوى المحلي والدولي.

يُعد الفنان موسى عمر المولود بولاية مطرح، عام 1971 من أهم الفنانين الذين عملوا على إبراز هوية الفن التشكيلي العُماني للعالم، فهو عضو في الاتحاد الدولي للفنون التابع لليونسكو وجمعية الفنون العُمانية، ومرسم الشباب، ومن خلال مشاركات فنية متعددة على مدى أكثر من 30 عاما، تميز ببصمته الفنية الخاصة به والتي أفردت تجربته الفنية بطابع مغاير من حيث الشكل والمضمون والتقنية التي يقوم باستخدامها في تحويل المواد الخام إلى قطع فنية، المُسمّاة محليًّا (الخيش).


 

تتفرد أعمال الفنان موسى عمر بكونها ذات ملامح عصرية متجذرة في أعماق البيئة المحيطة به، كما أنها تعتمد على المنسوجات القطنية والخيش، وتأتي في نسق متصل مع ما تجهز به من أصباغ ومعاجين ذات مناخ ملائم لأفكاره ونصوصه الفنية التي توقدت في مخيلته؛ كونها تعبر عن جماليات البيئة وتفردها وحضور الشخصية العُمانية وعلاقاتها بما يحيط بها من جماليات شُبّعت بالمعرفة البصرية والوعي التشكيلي.

أقام موسى عمر أكثر من 15 معرضاً شخصيا في سلطنة عُمان وقطر والكويت والبحرين ومصر وألمانيا، وأهمها معرضه الفني الشـخصي (أغنيات للشمس) الذي نظم في مسقط في صالة ستال للفنون في مسقط في أغسطس 2018، ومشاركته ممثلا لسلطنة عُمان في (سمبوزيوم بنك القاهرة عمّان الدولي للفنون التشكيلية) في المملكة الأردنية الهاشمية في يوليو 2022، بالإضافة إلى مشاركة أخيرة مميزة في أعمال الدورة الـ19 لبينالي آسيا للفنون في العاصمة البنغلاديشية دكا في ديسمبر 2022 بمشاركة فنانين من 56 دولة.

وعرض أعماله في عدد من المعارض المشتركة في دول الخليج العربية وأخرى متنوعة في عدد من الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأميركية، والمكسيك، وتركيا، والعراق، وباكستان، والهند، والجزائر، والمغرب، وتايوان، ولبنان، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، ومصر، واليابان، والأردن، وسوريا، وبنجلاديش، والصين.

حصل الفنان التشكيلي موسى عمر على العديد من الجوائز التشكيلية على مستوى سلطنة عُمان، ومصر، وأستراليا، والسعودية، وقطر والكويت، وتوجد أعماله في أروقة صالونات ومتاحف الفن في أمكنة شتى من العالم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التشكيلي فهد المعمري يختتم مشاركته في مبادرة طريق إلى الحرير بالصين

شارك الفنان التشكيلي العُماني فهد المعمري في النسخة الثالثة عشرة من مبادرة "طريق إلى الحرير" التي استضافتها جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 16 يونيو إلى 3 يوليو 2025، ممثلًا سلطنة عُمان ضمن وفد فني عربي ضم عددا من أبرز الفنانين التشكيليين من مختلف الدول العربية. وقد عبّر الفنان فهد المعمري عن سعادته واعتزازه بهذه المشاركة، مشيرا إلى القيمة الثقافية والفنية التي حملتها التجربة، سواء على مستوى التبادل الإبداعي أو التفاعل مع التاريخ والتراث الإنساني المشترك. وقال "المعمري": كانت تجربة ثرية بكل المقاييس، إذ قدّمت خلالها ثلاث لوحات فنية، باستخدام خامة ألوان الأكريليك على الكانفاس، وحرصت فيها على مزج الرموز البصرية العُمانية والصينية في إطار من الحوار الحضاري الفني العميق.

وفي حديثه عن تفاصيل الأعمال التي قدّمها، أوضح "المعمري" : اللوحة الأولى تناولت رمزية الانطلاق من سلطنة عُمان، حيث استعنت بصورة قلعة الجلالي كرمز للتاريخ والدفاع والحضارة، تنبعث منها أشعة ضوء متجهة نحو سور الصين العظيم، في إشارة إلى التواصل التاريخي بين الشعوب.

أما اللوحة الثانية فكانت تعبيرا عن الامتزاج الثقافي الذي أحدثه الحضور العربي في الصين، من خلال تصوير المساجد القديمة وشواهد القبور الإسلامية، مع دمج رمزية فن الكونج فو لإبراز التفاعل بين الثقافات والديانات، أما اللوحة الثالثة، بعنوان "الليلة الطويلة"، كانت عملا توثيقيا لرحلتي الشخصية في الصين، وقد ركزت فيها على الموانئ، حركة الصيادين، والعمارة الحديثة، في محاولة لالتقاط ملامح التمدّن الصيني كما رأيتها خلال مدة إقامتي."

واختتم الفنان فهد المعمري حديثه بالقول: المحطات الفنية والزيارات الميدانية التي مررنا بها، ساهمت في إثراء تجربتي وتوسيع مفاهيمي التشكيلية، كما أن التفاعل مع فنانين من ثقافات أخرى أتاح لي فرصة التعبير عن أفكاري بروح أكثر انفتاحًا. لقد جاء الامتزاج البصري بين الرموز العُمانية والصينية في أعمالي من عمق الإحساس بالترابط التاريخي والثقافي بين البلدين.

وتُعد مبادرة "طريق إلى الحرير" من أهم المبادرات الثقافية التي أطلقتها الحكومة الصينية عام 2009، بهدف دعم التبادل الفني والثقافي بين الصين والدول العربية. ومنذ انطلاقتها، استضافت المبادرة أكثر من 180 فنانا من مختلف أنحاء الوطن العربي، من خلال برامج ميدانية وفنية تهدف إلى تعميق الحوار الحضاري وتعزيز التعاون الثقافي بين الشرق والغرب.

واشتملت هذه الدورة على برنامج بدأ من العاصمة بكين بزيارة سور الصين العظيم، أحد أبرز المعالم التاريخية في العالم، ثم الانتقال إلى مدينة تشوانتشو في مقاطعة فوجيان، حيث أقيمت الفعاليات الفنية وحلقات العمل، وتضمن البرنامج زيارات ميدانية للمتاحف والمواقع التراثية والثقافية التي تسلّط الضوء على العلاقات التاريخية التي ربطت العرب بالصين، خاصة في مجال التجارة البحرية والثقافة الإسلامية، كما اطلع الفنانون على النماذج الحية للتأثير العربي في العمارة والفنون الصينية.

وفي الجانب الفني من الفعالية، شارك ثمانية فنانين من دول عربية مختلفة من بينها سلطنة عُمان، مصر، الجزائر، تونس، المغرب، والمملكة العربية السعودية ـ في حلقات عمل مكثفة، أنجزوا خلالها ما لا يقل عن ثلاث لوحات فنية لكل فنان، وتم عرض الأعمال المنجزة في أحد أشهر المتاحف الصينية، وسط حضور ثقافي واسع شمل المسؤولين هناك ونخبة من الفنانين والنقاد والمهتمين بالشأن الفني.

كما شهد البرنامج تكريم الفنانين المشاركين، والتأكيد على أهمية الاستمرار في دعم هذه المبادرات التي تسهم في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب. وشهدت الدورة أيضًا تعاونًا فنيًا مثمرًا بين الفنانين العرب ونظرائهم الصينيين من خلال إقامة حلقة عمل مشتركة نتج عنها لوحة جدارية ضخمة بلغ طولها تسعة أمتار، جسّدت فكرة "الامتزاج الحضاري" بين العالم العربي والصين.

مقالات مشابهة

  • إيمان عز الدين عن عمرو دياب: ذكى فى إدارة مشروعاته الفنية
  • عمر كمال: أتمني يكون نصيبي الحلو متشالي في بيت هادي وأسرة سوية وأجواء حنونة
  • «الإمارات للفنون التشكيلية» تطلق استراتيجيتها الجديدة لعام 2025
  • أخبار الفن| حقيقة ارتباط نور النبوي.. وفاة والدة هبة عبد الغني
  • اليوم.. عزاء المطرب الشعبي أحمد عامر بمسجد الحامدية الشاذلية
  • أحمد موسى يطالب المسئولين بإلغاء رخصة من يتسبب في وفاة المواطنين
  • التشكيلي فهد المعمري يختتم مشاركته في مبادرة طريق إلى الحرير بالصين
  • موعد ومكان عزاء المطرب الشعبي أحمد عامر
  • مكاسب أسبوعية لبورصة مسقط.. والقيمة السوقية تتجاوز المليار ريال عُماني
  • عمر كمال نجم حفل البيت الفني للفنون الشعبية 24 يوليو المقبل