بوابة الوفد:
2025-12-12@19:30:31 GMT

«السادات».. من كان يحارب؟

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

يحظى الرئيس الراحل أنور السادات بمساحة عميقة شاسعة فى قلوب محبيه.
كما يحظى أيضاً بمساحة عميقة وليست شاسعة فى قلوب كارهيه، كانت أعمقها رصاصات الغدر التى طالته يوم السادس من أكتوبر 1981، ذكرى يوم النصر.
كانت حياة الزعيم حافلة بالقمم العالية والأخاديد العميقة، والسخرية المدهشة، والتحولات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.


ورغم أنه قائد النصر العسكرى العربى الوحيد على إسرائيل، فإن سهام المشككين والحاقدين من بعض الناصريين واليسار، ومعهم التيارات التى تصف نفسها بالجهادية تارة والإسلامية تارة أخرى، جميعهم يطلقون السهام على الرجل، حتى فى يوم النصر.
لم يكن السادات يحارب إسرائيل وحدها، ولم يكن يتحدى الولايات المتحدة بآلتها العسكرية الجبارة فقط.. بل كان يواجه موازين دولية جديدة كانت تتشكل بين القوتين العظميين فى ذلك الوقت، وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى.
فى أوائل السبعينيات، كان الروس والأمريكان على أعتاب ما يسمى بسياسة الوفاق، أى التقارب بين القوتين النوويتين.. وتقارب الكبار كان يعنى تغيير قواعد اللعبة فى العالم.
وكان عام 1973 عام تحولات أعمق فى العلاقات السوفييتية الأمريكية.
ففى يوليو، زار الرئيس السوفييتى ليونيد بريجينيف، العاصمة الأمريكية واشنطن، ليحدث انفراجة ووقع اتفاقيات مع الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون، أى قبل الحرب المصرية الإسرائيلية بـ3 أشهر.
كانت العلاقات بين قطبى العالم تتحسن، من أجل مصالحهما المشتركة، ولم يكونا راغبين فى تجديد مواجهة بينهما أو أزمة مشابهة لأزمة الصواريخ الكوبية.
وبعد اللقاء بـ3 أشهر نجحت قواتنا المسلحة بالتنسيق مع الجبة السورية فى شن هجوم ناجح وخاطف على إسرائيل، ما دعا القوتين الكبيرتين للتدخل السياسى.
كان الأمريكان خصوصاً مستشارهم للأمن القومى فى ذلك الوقت هنرى كيسنجر اليهودى المتعصب لإسرائيل، يعتقدون أن العبور خطأ استراتيجى مصرى، سيندم عليه المصريون طويلاً، لأن تصورهم كان أن الهجوم الإسرائيلى المضاد يوم 8 أكتوبر «سيؤدب المصريين»، وأن الإسرائيليين سيدفعوننا غرب القناة أذلاء صاغرين حتى القاهرة.
حشدت إسرائيل يومى الثامن والتاسع من أكتوبر 8 ألوية مدرعة فى 3 فرق،
الأولى فى القطاع الشمالى بقيادة أدان، والثانية فى القطاع الأوسط بقيادة شارون، والثالثة فى القطاع الجنوبى بقيادة ماندلر.. وجميعها حطمت دباباتها ومدرعاتها، وكانت الخسائر الإسرائيلية مئات الدبابات.. بخلاف خسائر إسرائيل من الطائرات.
وعندما انتهى يوم التاسع من أكتوبر كان الجيش الإسرئيلى ينتهى، وينتهى معه غرور الأمريكان والإسرائيليين.
الأخطر أن حلفاءنا الروس فى ذلك الوقت، كانوا أكثر ضغطاً على السادات من أعدائه الأمريكيين، لأنهم لم يكونوا راغبين فى مواجهة مع أصدقائهم الجدد.
فطلبوا من السادات يوم السابع من أكتوبر وقف الحرب فوراً.. وهو ما رفضه السادات.
وبينما كان الأمريكيون يفتحون مخازن سلاحهم للإسرائيليين انتظاراً لتأديب المصريين يوم 8 و9 أكتوبر، كان الروس يتباطأون فى تلبية طلبات السادات حتى يوقف إطلاق النار.
وعندما فشل الهجوم الإسرائيلى المضاد وكبدهم الجيش المصرى خسائر ضخمة فى الأفراد والدبابات، بدأ الروس والأمريكان ترويض السادات عبر الضغط بورقة السلاح.
فى اجتماع الرئيس الروسى بريجينيف مع وزير دفاعه المارشال غريتشكو، تكشف أوراق خلية الأزمة كيف كان الكرملين غاضباً من عناد السادات ورفضه وقف إطلاق النار، ورغبتهم فى «تأديبه».
لم يدخل الروس المعركة حقيقة إلا على الجبهة السورية التى كانت تعانى، وتركوا السادات أمام السلاح الأمريكى، ولم يغضبوا إلا عندما تلاعب بهم الأمريكان فى مفاوضات وقف إطلاق النار.
كان السادات يحارب أكثر من عدو، وكان الجيش المصرى صامداً صابراً، مستعيناً بالله، فنصره الله.
رحم الله الرئيس السادات، ومتع مصر بنعمة جيشها ونصره على أعدائه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ذكرى يوم النصر السادس من أكتوبر من أکتوبر

إقرأ أيضاً:

من أنور السادات إلى ناديا مراد وعمر ياغي.. من هم العرب الذين فازوا بجائزة نوبل؟

يبقى نجيب محفوظ الروائي العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الأدب، تقديرًا لأعماله التي اتسمت بالواقعية الاجتماعية العميقة.

مع اقتراب حفل عشاء نوبل، تستعد مدينة ستوكهولم لإطلاق مهرجان ضوئي استثنائي، مُستوحًى هذه المرة من الاكتشافات العلمية والأدبية وأعمال السلام لروّاد الجائزة المرموقة، الذين أُعلن عن أسمائهم في أكتوبر الماضي، وهم:

الطب: ماري برونكو، فريد رامسديل، شيمون ساكاغوتشي. الكيمياء: سوسومو كيتاغاوا، ريتشارد روبسون، عمر ياغي. الأدب: لازلو كراسناهوركاي. السلام: ماريا كورينا ماتشادو.

لكن، يبقى الحضور العربي في هذا المحفل خجولًا وملفتًا في الوقت نفسه، خاصة وأن إدراج هذه الأسماء لم يخلُ يومًا من الجدل والتفسيرات السياسية، كما يعتقد البعض. فمن هي أبرز الشخصيات العربية التي نالت نوبل؟

أنور السادات- 1978

على الرغم من أن الطبيب البريطاني من أصل لبناني، بيتر براين ميدور، كان أول من حصل على جائزة نوبل للطب عن إنجازاته الرائدة في مجال عمليات الزرع، إلا أن فوزه لم يلقَ صدى واسعاً في العالم العربي مقارنةً بفوز الرئيس المصري الراحل أنور السادات بجائزة السلام.

فقد تقاسم السادات الجائزة عام 1978 مع رئيس وزراء إسرائيل ميخائيل بيغن، وذلك بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي مثلت منعطفاً تاريخياً لمصر، محوّلة إياها من دولة تتبنى شعارات العروبة وتتصدّر الصراع مع إسرائيل، إلى أول دولة عربية تبرم معها اتفاق سلام. وقد لقي السادات مصرعه بعد ذلك بعامين، مغتالًا في 6 أكتوبر 1981، خلال عرض عسكري في القاهرة.

زوار يصورون في متحف الرئيس أنور السادات، الذي تم اغتياله عام 1981، ضمن مجمع مكتبة الإسكندرية في الإسكندرية، مصر، يوم الأربعاء 20 أغسطس 2025. Amr Nabil/ AP نجيب محفوظ- 1988

حتى الآن، يبقى نجيب محفوظ الروائي العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الأدب، تقديرًا لأعماله التي اتسمت بالواقعية الاجتماعية العميقة.

ويُعتقد أن هذه الجائزة جاءت جزئيًا تقديرًا لروايته الشهيرة "أولاد حارتنا" التي أنهى كتابتها عام 1959، والتي أثارت جدلًا واسعًا، خاصة بين صفوف التيار الإسلامي، نظرًا لما رآه البعض فيها من تجاوز على الذات الإلهية وإساءات للذات النبوية.

نجيب محفوظ، الروائي المصري والحائز على جائزة نوبل عام 1988، يطفئ شموع كعكة عيد ميلاده الـ88 في هذه الصورة المؤرخة في 11 ديسمبر 1998، في القاهرة، مصر STR/AP2006 ياسر عرفات -1995

من بين جميع جوائز نوبل للسلام التي مُنحت عبر التاريخ، تبقى الجائزة التي قُدمت قبل ثلاثة عقود للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، لدوره في ما عُرف بالعملية السلمية الإسرائيلية- الفلسطينية، واحدة من أكثر الجوائز إثارة للجدل على الإطلاق.

فقد لاحقت الجائزة سحابة من الغضب، بدءًا من الاتهامات الموجهة لعرفات بالإرهاب، مرورًا باستقالة أحد أعضاء لجنة التحكيم احتجاجًا على منحه الجائزة، ووصولًا إلى موجة العنف الدامي التي اندلعت بعد الإعلان عن الفائزين.

في هذه الصورة المؤرخة يوم السبت 18 فبراير 1995، يقوم شمعون بيريز، على اليمين، بصب الماء في كأس ويقدمه للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات أثناء حضورهما ندوة حول الشرق الأوسط في اليونس Michel Lipchitz/AP1995

وقد مُنحت الجائزة مناصفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين، ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، وذلك في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو التي نصّت على إنشاء سلطة وطنية فلسطينية كمرحلة انتقالية تمهّد لإقامة دولة فلسطينية.

ومع ذلك، لم ترَ تلك الدولة النور على أرض الواقع، وظلّت السيطرة الفلسطينية الفعلية محصورة وتقلصت حتى وصلت إلى نحو 10٪ فقط من أراضي فلسطين التاريخية في يومنا هذا.

Related 3 علماء يفوزون بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية 2025 لأبحاثهم حول الابتكار والنمو المرأة التي واجهت إرث تشافيز ومادورو.. من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بجائزة نوبل للسلام؟رحيل جيمس واتسون الحائز على جائزة نوبل وأحد مكتشفي بنية الحمض النووي أحمد زويل -1999

حصل العالم المصري الأمريكي أحمد زويل في أواخر التسعينات على جائزة نوبل في الكيمياء تكريمًا لأبحاثه في مجال "كيمياء الفيمتو"، وهي تكنولوجيا لتصوير التفاعلات بين الجزيئات باستخدام أشعة الليزر، وكان من اللافت أن زويل سبق وأن حصل على جائزة مؤسسة "وولف" الإسرائيلية قبل نوبل ببضع سنوات.

محمد البرادعي -2005

هو محام ومسؤول حكومي مصري، شغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) من 1997 حتى 2009، وعمل لفترة وجيزة كنائب مؤقت لرئيس جمهورية مصر في 2013.

في عام 2005، تم منح البرادعي والوكالة الدولية للطاقة الذرية جائزة نوبل للسلام مشتركة، تقديرًا لجهودهما في منع استخدام الطاقة الذرية للأغراض العسكرية.

المصري محمد البرادعي في منزله بضواحي القاهرة، مصر، يوم الثلاثاء 30 أبريل 2013 Khalil Hamra/AP

مع ذلك، فإن اختياره لم يخل من الجدل، إذ اتهم بانه لم تكن له "الشجاعة الكافية والشفافية" لإثبات عدم وجود خطر نووي يهدد العالم بالعراق، وهي الحجة التي استعملها الولايات المتحدة للغزو.

توكل كرمان -2011

تُعد توكل كرمان من أكثر النساء الفائزات بنوبل إثارة للجدل، ولا تزال المطالب بسحب الجائزة منها تُثار بين الحين والآخر.

اشتهرت كرمان بنشاطها السياسي خلال ما كان يُعرف بـ"الربيع العربي"، ورآها البعض بأنها "أم الثورة اليمنية". وفي المقابل، يتهمها آخرون بأنها تستغل مكانتها" للتحريض على نشر الفوضى والتخريب والعنف في بعض البلدان العربية" كسوريا مثلًا.

الفائزة بجائزة نوبل للسلام، الناشطة الحقوقية توكل كرمان من اليمن، توقع في سجل الزوار بمركز نوبل للسلام في أوسلو، يوم الأحد 11 ديسمبر 2011 Krister/AP الرباعي التونسي للحوار الوطني -2015

هو تحالف من منظمات المجتمع المدني التونسية، يتألف من الاتحاد العام التونسي للشغل (UGTT)، والنقابة الوطنية للمحامين بتونس، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (UTICA)، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (LTDH)، وقد حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2015 تقديرًا لجهوده فيما أسمته اللجنة: تحقيق تسوية سياسية سلمية في تونس عقب الثورة التونسية التي نشرت شرارة الانتفاضات في مصر، سوريا، اليمن وغيرها.

ناديا مراد - 2018

بوجهها الشاحب وقصتها المؤثرة، ارتبط اسم الإيزيدية العراقية ناديا مراد بفصل دموي عاشه العالم العربي، ولا يزال تهديده يلوح بين الحين والآخر.

فقد انقلبت حياتها رأسًا على عقب في قرية كوجو، الواقعة على أطراف قضاء سنجار في شمال غرب العراق قرب الحدود السورية، عندما زحف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى القرية، وجرى احتجازها، وتعرضت للاغتصاب والعنف الجنسي، وأُجبرت على التحول إلى الديانة الإسلامية.

ناديا مراد تلتقط الصور خلال فعالية تذكارية في غاليري الدولة بمدينة شتوتغارت، ألمانيا، يوم الأربعاء 3 يوليو 2024. Bernd Wei'brod/dpa via AP

وقررت اللجنة منحها جائزة نوبل للسلام لعام 2018 بالاشتراك مع الطبيب الكونغولي دينيس مكويجي، تقديرًا لجهودهما في وقف استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب والصراعات المسلحة.

أردم باتابوتيان- 2021

قبل أربع سنوات، فاز العالم الأمريكي-اللبناني من أصل أرمني، أردم باتابوتيان، بجائزة نوبل في الطب، تكريمًا لإسهاماته البارزة في مجال علم الأعصاب. وقد ركز بحثه على فهم كيفية إحساس الجسم بالضغط واللمس، كما أتاحت أبحاثه إمكانية تطوير علاجات مستقبلية لمشكلات مرتبطة بالأعصاب والحساسية.

مونجي ج. باويندي- 2023

هو عالم فرنسي- امريكي من أصل تونسي، منحت له جائزة الكيمياء عن أبحاثه في مجال الكيمياء النانوية والتي تستخدم الإلكترونيات، بما في ذلك شاشات الحواسيب والتلفزيونات ومصابيح LED، كما يمكن استخدامها أيضًا في رسم خرائط للأنسجة البيولوجية.

يتحدث عمر ياغي، أستاذ في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، بعد أن كان أحد ثلاثة علماء مُنحوا جائزة نوبل في الكيمياء. Harry Nakos/ AP عمر ياغي- 2025

أردني من أصل فلسطيني وحاصل على الجنسية السعودية، يعد من رواد الكيمياء الشبكية، وقد حصل على الجائزة لأبحاثه عن الهياكل المعدنية–العضوية (MOFs).

وكان قد أثار فوزه الجدل أيضًا، خاصة بعد أن استلم عام 2018 جائزة "وولف فاونديشن" في الكيمياء، التي تمنحها الدولة العبرية.

يُذكر أنه ووفقًا لوصية ألفريد نوبل، تُمنح جوائز نوبل في مجالات الفيزياء والكيمياء والفسيولوجيا أو الطب والأدب في ستوكهولم بالسويد، بينما تُمنح جائزة نوبل للسلام في أوسلو بالنرويج.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • رئيس جامعة مدينة السادات يشارك في فعاليات IRC EXPO 2025
  • من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
  • مشاجرة في مدرسة السادات.. والتعليم يفصل الطالبات 15 يومًا
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • روسيا تعرض منتجاتها الغذائية في مصر
  • حصيلة ضحايا الأسرى بسجون إسرائيل تتجاوز 100 منذ أكتوبر 2023
  • من أنور السادات إلى ناديا مراد وعمر ياغي.. من هم العرب الذين فازوا بجائزة نوبل؟
  • كيف أقنعت تركيا روسيا وإيران بالتخلي عن الأسد؟.. اتصال حاسم
  • كيف أقنع هاكان فيدان بشار الأسد بالهروب من دمشق؟.. اتصال حاسم