إم بي للهندسة تسعى للاستحواذ على 51% من شركة مافن للكابلات الكهربائية
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
أعلنت شركة إم بي للهندسة المتخصصة في مجال صناعة وتجميع وتوزيع المنتجات الكهربائية ذات الجهد المنخفض، قيادتها تحالفاً يهدف إلى الاستحواذ على %51% من شركة مافن للكابلات الكهربائية.
وقالت الشركة في بيان للبورصة إنه بموجب هذا الاتفاق ستستحوذ شركة إم بي للهندسة على 50% من الحصة، في حين سيقوم التحالف باستكمال الحصة المتبقية.
ستتولى شركة إم بي للهندسة إدارة شركة مافن، بالإضافة إلى التحكم في السياسات المالية والتشغيلية للشركة، وذلك وفقاً لما تم هيكلته في تشكيل مجلس إدارة شركة مافن كما تم اعتماده ضمن اتفاقية المساهمين المبرمة، لتصبح شركة مافن تابعة لمجموعة شركات إم بي للهندسة.
تأسست شركة مافن للكابلات الكهربائية في عام 2020 كجزء من مجموعة التبارك للتشييد والأعمال الهندسية، وتتمتع بطاقة إنتاجية تصل إلى 3500 طن سنوياً.
وذكر البيان، أن هذه المساهمة الاستثمارية جاءت بعد إتمام جميع الدراسات اللازمة، حيث قامت شركة سينرجي كابيتال بدور المستشار المالي الحصري للعملية، وتم تقييم القيمة العادلة لشركة مافن للكابلات الكهربائية من قبل شركة إيجل كابيتال كمستشار مالي مستقل، وأسفرت هذه التقييمات عن قيمة عادلة قدرها 146 مليون جنيه مصري, بينما تم الاستحواذ على بمبلغ قدره 105 ملايين جنيه مصري.
وتوقعت شركة إم بي للهندسة، أن تتخطى مبيعات شركة إم بي للهندسة بعد الاستحواذ على شركة مافن المليار جنيه خلال عام 2025.
كما تم التوصل إلى اتفاق بين شركة إم بي للهندسة وباقي أعضاء التحالف على ضخ مبلغ 102 مليون جنيه مصري لتمويل رأس المال العامل اللازم لتشغيل شركة مافن للكابلات الكهربائية.
ومن المقرر تأمين التمويل اللازم للعملية الاستثمارية الخاصة بشركة إم بي للهندسة من خلال مزيج من التمويل الذاتي والتمويل المصرفي، وذلك في نهاية العام الجاري.
وذكرت الشركة، أنه بعد الزيادة، تصل القيمة الإجمالية للاستثمارات لشركة مافن للكابلات إلى 297 مليون جنيه مصري.
وقال أحمد بهاء شلبي، العضو المنتدب لشركة إم بي للهندسة، إن الشراكة تضيف قيمة مضافة لمستهدفات الشركة، بالإضافة إلى فتح آفاق واسعة من الأسواق والقنوات البيعية المتنوعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إم بى للهندسة استحواذ شركة إم بي للهندسة الحصة المتبقية جنیه مصری
إقرأ أيضاً:
د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: القوى العظمى في العالم إلي أين ..!!
لا يزال العالم يعيش حالة من التحول في موازين القوى الدولية فبعد عقود من الهيمنة الأمريكية على النظام العالمي، خصوصًا منذ نهاية الحرب الباردة في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، تحديدًا بين عامي 1980 و1990 تغيرات جذرية في السياسة العالمية، مع انهيار الاتحاد السوفييتي وتوحيد ألمانيا وانسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان وأوروبا الشرقية، وتراجع الصراع الأيديولوجي والجيوسياسي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
وأرى بعد نهاية الحرب الباردة بدأت ملامح تعددية قطبية تلوح في الأفق، مع بروز قوى أخرى تسعى لتأكيد حضورها العالمي، وإعادة تشكيل التوازنات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
الولايات المتحدة الأمريكية حتى اليوم هي القوة الأعظم من حيث التأثير العالمي، بما تمتلكه من أدوات تفوق على جميع المستويات: اقتصاد متنوع وضخم، نفوذ عسكري غير مسبوق، هيمنة تكنولوجية، وسيطرة نسبية على المؤسسات المالية الدولية ولكن هذا التفوق بات يواجه تحديات داخلية وخارجية واضحة فمن جهة هناك انقسامات داخلية حادة تؤثر على السياسة الخارجية، ومن جهة أخرى، تتصاعد قوة الصين وروسيا بشكل قوي مؤثر يصعب تجاهله.
لذلك الصين في المقابل، لا تسعى إلى الهيمنة بالشكل التقليدي في القرن الماضي، بل تتقدم باستراتيجية هادئة تعتمد على الاقتصاد والتكنولوجيا والاستثمار طويل الأمد، كما نرى في مشروع الحزام والطريق الذي يربط الصين بقارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وهذا الصعود لا يقتصر على الاقتصاد فقط، بل يمتد إلى القوة العسكرية التي تشهد تطورًا لافتًا، والتأثير السياسي المتزايد في المنظمات الدولية، بل ومحاولات خلق نظام عالمي موازٍ يحدّ من تفرد الغرب بقيادة العالم.
أما بالنسبة لدولة روسيا، فتعتمد في إعادة بناء مكانتها على الإرث السوفييتي من حيث النفوذ الجيوسياسي والقدرات النووية ومن خلال التدخلات العسكرية في مناطق مثل أوكرانيا وسوريا قبل ذلك، تحاول فرض نفسها كلاعب لا يمكن تجاوزه في المعادلات الدولية رغم ما تواجهه من عقوبات اقتصادية وعزلة غربية نسبية، فإن موسكو تراهن على تحالفاتها الجديدة وعلي مجموعة البريكس، وعلى استثمار التناقضات الدولية لإعادة تثبيت نفوذها.
بالنسبة للاتحاد الأوروبي لا يكتمل الواقع الجديد دون النظر إليه لإنه يمتلك قوة اقتصادية هائلة وقدرة تأثير دبلوماسي، لكنه يفتقر للوزن العسكري الموحد، ويعاني من تشتت في القرار السياسي، ما يُضعف من قدرته على لعب دور مستقل كقوة عظمى مكتملة الأركان ومع ذلك يظل فاعلًا مهمًا، وخاصة في ملفات حقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
وهنا في خضم هذا المشهد الدولي المعقد للقوي العظمى تتأثر منطقة الشرق الأوسط تأثرًا مباشرًا بتحركات هذه القوى الولايات المتحدة، رغم تقليص وجودها العسكري، لا تزال تملك نفوذًا واسعًا عبر تحالفات استراتيجية مع دول كالسعودية ومصر.
أما روسيا، فقد عززت من موقعها الإقليمي من خلال تدخلها في سوريا سابقا.
بينما تسعى الصين إلى التغلغل الاقتصادي في المنطقة دون الدخول في صراعات مباشرة.
أما أوروبا، فتبقى حاضرة في القضايا الإنسانية والتنموية، ولكن بفعالية محدودة سياسيًا.
لذلك أرى بوضوح أن ما يمكن استنتاجه هو أننا نشهد تفككًا تدريجيًا لفكرة "القطب الواحد" وبداية مرحلة جديدة من تعددية القوى، حيث لا توجد دولة واحدة قادرة على فرض إرادتها منفردة، بل باتت المعادلات الدولية تقوم على التفاوض، توازن المصالح، وتقاطعات النفوذ هذا التحول يخلق تحديات وفرصًا في آن واحد، ويضع الدول الصغرى والمتوسطة أمام خيارين: إما التبعية لأحد الأقطاب، أو محاولة لعب دور مستقل يعتمد على التوازن والمرونة مثل مصر في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
في النهاية، فإن صراع القوى العظمى ليس مجرد تنافس على النفوذ، بل هو معركة على شكل العالم القادم: هل سيكون عالمًا تعدديًا متوازنًا، أم سيعيد إنتاج أنماط الهيمنة بشكل جديد؟ هذا ما ستكشفه السنوات القليلة المقبلة.
ولكن أرجح التعددية القطبية لأنها أصبحت قوى لا يستهان بها.