خطر يحيط بقلبك.. دراسة عن تأثيرات المواد الكيميائية في الشامبو والبلاستك على الإنسان
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
وجدت دراسة من جامعة سينسيناتي نشرتها المجلة البيئية، أن الفينولات البيئية، الموجودة عادة في المنتجات الاستهلاكية، يمكن أن تغير النشاط الكهربائي للقلب، مع اختلاف التأثيرات المحددة بين الرجال والنساء.
ووفق الدراسة فإنه من غير المرجح أن تضر هذه التغييرات المعتدلة بالأفراد الأصحاء ولكنها قد تؤدي إلى تفاقم حالات القلب الموجودة، وخاصة في الفئات المعرضة للخطر.
وتوجد الفينولات البيئية في العديد من المنتجات الاستهلاكية اليومية، وتعمل كمواد حافظة في الأطعمة المعبأة. البارابين في الشامبو، والبيسفينول أ (BPA) في الأطباق البلاستيكية. وبالتالي، يتعرض الناس باستمرار لهذه المواد الكيميائية بشكل يومي.
من المعروف أن بعض هذه الفينولات البيئية لها سُمّية قلبية. والآن، تكشف دراسة متعددة التخصصات تضم أربعة أساتذة من كلية الطب بجامعة سينسيناتي عن تأثيرها الضار على الخصائص الكهربائية للقلب.
وقال هونغ شينغ وانغ، أستاذ في قسم علم الأدوية وعلم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب والمؤلف الرئيسي للدراسة: "هذه هي أول دراسة تبحث في تأثير التعرض للفينول على النشاط الكهربائي للقلب لدى البشر".
كما استخدم الباحثون بيانات من مجموعة مجتمع فيرنالد، والتي تضم ما يقرب من 10000 شخص يعيشون بالقرب من موقع معالجة اليورانيوم السابق لوزارة الطاقة الأمريكية في فيرنالد، خارج سينسيناتي، وشاركوا في برنامج مراقبة فيرنالد الطبية بين عامي 1990 و2008.
ولم يتعرض جزء كبير من المجموعة لليورانيوم بما يتجاوز الإشعاع الذي يتلقاه عامة السكان. استخدم وانغ وفريقه بياناتهم، بما في ذلك العينات البيولوجية والسجلات الطبية، في الدراسة حتى لا يكون التعرض لليورانيوم عاملا في النتائج - مما يجعلها ذات صلة بالسكان بشكل عام. نظرا لأن عينات البول وتخطيطات القلب الكهربائية (EKGs)، تم جمعها في نفس اليوم، كانت النتائج مهمة لتحليل التعرض للفينولات البيئية.
وبينت الدراسة، أنه قد تم قراءة تخطيطات القلب الكهربائية، التي تقيس الأنشطة الكهربائية للقلب، من قبل أطباء معتمدين، وتم إرسال عينات البول إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لتحليل التعرض.
وبينت أن أحد أهداف الدراسة هو تحديد أي تغييرات في معلمات تخطيط القلب الكهربائي المرتبطة بالتعرض للفينول البيئي.
ويتحرك القلب بالنشاط الكهربائي، لذلك فإن أي شيء يؤثر على خصائصه الكهربائية يمكن أن يكون له تأثير ضار وقد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.
وخلص البحث إلى أن التعرض العالي لبعض الفينولات البيئية يرتبط بتغير النشاط الكهربائي للقلب.
وجد الباحثون أن التعرض العالي لـ BPA وBPF وBPA + F عند النساء يرتبط بفترة معدل نبض (PR) أطول، وهو تأخير في الوقت الذي تستغرقه الإشارات الكهربائية للانتقال من الأذينين في الجزء العلوي من القلب إلى البطينين.
وقال وانغ: "كانت نتائجنا خاصة بالجنس بدرجة كبيرة". في النساء، حدد الباحثون ارتباطا بمدة QRS أطول [الموجات الناتجة عن تخطيط القلب]، أو انقباض البطينين، وخلل في النبضات الكهربائية للقلب.
وقال وانغ: "كان واضحا بشكل خاص عند النساء ذوات مؤشرات كتلة الجسم الأعلى".
في الرجال، وجد الباحثون أن التعرض العالي للتريكلوكاربان (TCC)، وهو عامل مضاد للميكروبات، يؤدي إلى فترات QT [في التخطيط] أطول في القلب - مما يعني أن النظام الكهربائي للقلب يستغرق وقتا طويلا لإعادة الشحن، وهو موقف يمكن أن يساهم في خلل في نظم القلب. تم حظر TCC منذ ذلك الحين في الولايات المتحدة.
وأشار وانغ أيضا إلى أن مستويات التعرض النموذجية وحدها من غير المرجح أن تسبب أمراض القلب ذات الأهمية السريرية لدى الأشخاص الأصحاء.
وقال: "لم تكن هذه تغييرات دراماتيكية لاحظناها، بل كانت تغييرات معتدلة في النشاط الكهربائي للقلب. ومع ذلك، كانت هذه التأثيرات واضحة بشكل خاص في بعض الفئات السكانية الفرعية".
وقال إن النشاط القلبي المتغير يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب أو عدم انتظام ضربات القلب لدى المريض، وخاصة كبار السن أو أولئك الذين لديهم عوامل خطر أخرى.
وقال وانغ: "الآن هناك مواد كيميائية جديدة، لذا فإن الخطوة التالية هي فحص هذه المواد الكيميائية البيئية الأحدث والتركيز على تأثيرها على المستوى الفردي لدى أولئك الذين لديهم قابلية للإصابة بأمراض القلب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة القلب المواد الكيميائية القلب الصحة مواد كيميائية كهرباء القلب المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
د. شيماء الناصر تكتب: السياحة البيئية .. كنز مصر المفقود
السياحة البيئية مفهوم جديد وحديث نسبياً يعيد تعريف تجربة السفر , حيث تلتقي المغامرة بالمسؤولية. في عالم ملئ بالتحديات البيئية ,تظهر السياحة البيئية كتجربة فريدة نحو محاولة الحفاظ على الكوكب مع الاستمتاع به حيث باتت الوجهات السياحة البيئية تكتسب شعبية متزايدة، حيث يميل عدد متنامٍ من المسافرين إلى إعادة صياغة خطط رحلاتهم لتكون أكثر مسؤولية واستدامة.
تمثل السياحة البيئية تجربة سفر تتمحور حول الانغماس في جمال الطبيعة، مع الحرص على تقليل الأثر السلبي على البيئة. تركز هذه الحركة على الاستدامة وضرورة الحفاظ على سلامة النظم البيئية، مما يعكس احترامًا عميقًا للسكان المحليين وبيئتهم.
من خلال دعم الاقتصاد المحلي وحماية موارد الأرض،تعتبر السياحة البيئية قطاعاً هاماُ يقفز سريعاً بالنمو داخل صناعة السياحة الدولية حيث قدر حجم الاستثمار فيه بحوالي 260 مليار دولار أمريكي لعام 2024 ومن المتوقع أن ينمو بمقدار 14.31% سنوياً حتى حلول عام 2032.
حيث تختلف السياحة البيئية عن السياحة التقليدية من حيث الأهداف التي تسعى إليها فليست كلها اقتصادية ترفيهية بحتة وإنما يوجد هدف دولي مشترك وهو الحفاظ التنوع البيولوجي وحماية البيئة من خلال تعزيز الوعي البيئي لدى الزوار والتصرف بمسؤولية تجاه البيئة باتباع ممارسات بيئية خضراء تقل معها البصمة الكربونية الشخصية, وأيضاً دعم المجتمعات المحلية الصغيرة.
فالسياحة البيئية هي سوق واعدة في مجال الاستثمار السياحي والبيئي حيث انها تتميز بالتنوع الذي يلبي العديد من رغبات السائحين المختلفة ما بين السياحة العلاجية والسياحة الثقافية لأغراض البحث والاستكشاف, والسياحة الدينية والروحية, والسياحة المائية والبحرية ,وسياحة التخييم والسفاري في المناطق المحمية , وسياحة الحياة البرية وتسلق الجبال والكهوف وغيرها .
وبالرغم من أن دولة مصر تمتلك أكثر من 28 موقع جاهز لممارسة نشاط السياحة البيئية إلا أنها مازالت غير مستغلة بالشكل الذي يتماشى مع حجم الثروات الطبيعية الهائلة التي تمتلكها وكم التنوع البيولوجي الذي يؤهلها لأن تصبح من الوجهات الأولي على خارطة السياحة البيئة العالمية ونحن لا نبالغ في الوصف حيث تمتلك مصر حوالي 30 محمية طبيعية تغطي أكثر من 15% من مساحتها تتميز بتنوع الانظمة الايكولوجية بها وهو فريد من نوعه يندر أن يتوافر في دولة واحدة حيث تتنوع المحميات بها ما بين محميات بحرية تضم أنواع عدة من الشعاب المرجانية وأشكال مختلفة من الكائنات البحرية وبيئة مناسبة للعديد من الأنشطة البحرية الترفيهية, ومحميات جبلية تضم العديد من الجبال بخصائصها المختلفة كجبل الكريستال بمحبة الصحراء البيضاء والسهول والوديان محمية وادي الريان ووادي الحيتان , ومحميات الأراضي الرطبة بطول ساحل البحر الأبيض وشريط نهر النيل وتضم عدد من البحيرات والجزر النيلية, بالإضافة للمحميات الجيولوجية التي تضم ظواهر جيولوجية خاصة تجعلها مقصد للدراسة والاستكشاف بجانب السياحة محمية الغابة المتحجرة و كهف وادي سنور ببني سويف كل هذه نبذة صغيرة في قائمة المزارات السياحية المصرية.
ولا ننكر جهود وزارة البيئة المصرية في السنوات الأخيرة لدعم مجال الاستثمار السياحي البيئي بالتعاون مع وزارة السياحة لدمج السياحة البيئية ضمن الاستراتيجيات السياحية الوطنية, ورفع كفاءة وتطوير البنى التحيتة للمحميات الطبيعية وإطلاق العديد من المبادرات الداعمة للسياحة البيئية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مبارة أيكو مصر للترويج لهذا النوع الجديد والمستدام من سياحة المحميات لرفع الوعي البيئي والتعريف بها ضمن حملة أتحضر للأخضر ورؤية مصر الاستراتيجية 2030.
إلا أن كل هذه الجهود غير كافية تواجهها عدة تحديات لابد من إيجاد الحلول لها وتذليل أي عقبات في هذا الاتجاه السياحي المتنامي والقادم بقوة عالمياً حيث يتحول العالم الان لمحاولة صداقة البيئة مرة أخرى ودعم كل القطاعات وتغيير ثقافته لإعادة التوازن البيئي بالإضافة أن السياحة تعد مصدر هام للعملات الصعبة للدولة المصرية.
ولعل من أهم التحديات والعقبات التي تواجه قطاع السياحة البيئية بمصر
أولاً: ضرورة رفع كفاءة البنية التحتية في بعض المناطق السياحية خاصاً النائية منها أو المكتشفة حديثاً مع تحديث شبكة الطرق المؤدية لها وتوفير وسائل النقل صديقة البيئة للتجول داخلها مع ضمان أن تكون كل أدوات الأنشطة داخلها لاتضر بالبيئة وتوفير الفنادق أو المخيمات البيئية والتي تراعي المعايير البيئية في عملياتها اليومية مما يعزز فرص الشراكة مع القطاع الخاص وتشجيعه لدخول مجال الاستثمار السياحي البيئي مع ضمان توفير كافة المعلومات حول الطبيعة البيئية للمكان وتوضيح الجدوى الاقتصادية والعائد منها للمستثمر شريطة حصوله على الشهادات والموافقات البيئية التي تدل على التزامه بمعايير السلامة البيئية منذ لحظة إنشائها والمواد المستخدمة ومصادر الطاقة النظيفة المستخدمة حتى لحظة التخلص من النفايات بطريقة آمنة على البيئة بالإضافة لتوفير العمالة المدربة المدركة لأهمية اتباع الإرشادات.
ثانياً: ضعف خطط التسويق الترويجي لهذا النوع من السياحة محلياً ودولياً وضرورة استخدام وسائل التواصل الرقمية المختلفة لبث الدعاية الترويجية بشكل يليق بجمال المعالم المصرية لفتح أسواق جديدة بدول أوروبا وآسيا والتعاون مع شركات السياحة العالمية في ذات المجال بالإضافة للمشاركة في المعارض الدولية الخاصة بالترويج للسياحة البيئية.
ثالثاً: ضرورة أتباع نهج إداري صارم لإدارة مناطق السياحة البيئية لضمان استمراريتها على المدى الطويل دون المساس بموارده الطبيعية بالإضافة لضمان تطبيق القوانين البيئية داخل هذه المحميات بكل صارمة والتحكم في القدرة الاستيعابية اليومية للمكان لضمان عدم صدور أي تلوث أو ضغط على الموارد الطبيعية بالمكان لتحقيق التوازن بين السياحة والتنمية.
رابعاً: إشراك وتدريب السكان المحليين في إدارة وتشغيل المشاريع السياحة البيئية حيث أنهم على دراية كبيرة بطبيعة المكان وتضاريسه مما يخلق لديهم شعور بالملكية والمسؤولية المجتمعية بالإضافة لتشجيع وتوفير التمويل للصناعات المحلية الصديقة للبيئة والتي تكون مصدر جذب سياحي وتوفر فرص العمل للشباب داخل بيئتهم الطبيعية و يمكن أن تكون مشاركاً بارزاً في المعارض الدولية كنوع من أنواع التسويق السياحي.
مع ذلك، تظل الآفاق المستقبلية واعدة. من خلال استمرار العمل على تعزيز السياحة البيئية، يمكن لمصر أن تُصبح وجهة رائدة في هذا المجال، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وحماية البيئة للأجيال القادمة.
ونشير مرة أخرى لدور وزارة السياحة والبيئة المصرية في تعزيز السياحة البيئية كخطوة أساسية نحو تحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس التزام مصر بالاستدامة وحماية بيئتها الغنية.