بوابة الوفد:
2025-12-13@01:47:28 GMT

الطوفان.. والحسابات الخاطئة

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

لو عادت عقارب الساعة للوراء لمدة عام، ربما كان لقادة حماس رؤية مختلفة عمّا قبل السابع من أكتوبر 2023 وإعادة النظر فى هجوم «الطوفان الأقصى» الذى شلّ إسرائيل لعدة ساعات بين الصدمة والذهول والنوم فى العسل.!

أخطاء حماس فى الهجوم -الذى تم التخطيط له قبل أحداثه بفترة ليست بالقصيرة، فى اختيار التوقيت غير المناسب، ولو هناك دراسة جيدة وبُعد نظر وقراءة عقلية وتفكير الإسرائيليين عمومًا والحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو كان سيتم إرجاء الهجوم واختيار توقيت آخر.

وإذا كانت حماس وباقى الفصائل الفلسطينية أخطأت فى التقدير وجاءت حساباتها غير منطقية وتبعاتها السلبية أكثر من إيجابياتها، فحزب الله انجرف لنفس المسار فى قراره والالتحام ومناصرة غزة لغياب التخطيط وتقدير الفجوة «التقنية والمخابراتية» بينه والاحتلال.

وإذا كانت تصريحات خالد مشعل، رئيس «حماس» بالخارج، محاولة للتبرير وتضميد الجراح وتجميل التشوهات فى ذكرى مرور عام على الطوفان والذى – على حد قوله– أعاد الاحتلال إلى نقطة الصفر، ودمر صورة إسرائيل أمام العالم بعد فشلها فى تحقيق أهدافها على مدار عام.

قد يكون صحيحا من وجهة نظره، ولكن خسائر كل جبهات محور المقاومة أكثر من مكاسبها، خاصة حماس وحزب الله، ويحتاجان 30 عاما على الأقل للعودة لقوتهما التى كانت، إذا سمحت إسرائيل بذلك ولم تقتلع الآلة العسكرية المتوحشة لكل حماسى فى غزة وكل عنصر من عناصر حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، أو لم تفكر فى خلق منطقة عازلة جنوب الضاحية أو شمال غزة وحشر السكان فى مساحة 10% فقط من مساحة غزة التى تقدر بـ360كم، وكيف سيعيش 2 مليون نسمة فى هذه المساحة والهدف واضح تهجير أهل غزة اختياريا..! ناهيك عن عملية التهجير الحقيقى فى الضفة والتغيير الديموجرافى بعد السابع من أكتوبر بدعوات لها صدى داخل إسرائيل وخارجها والتعرض لحرب وجودية، والتى باتت حُمّى تُصيب الكل بما فيهم المعتدلون.

وإذا كان العتاد يمكن تعويضه، فالعقلية وقادة الخبرة يصعب تعويضها خاصة المعروفين بالكاريزما وطريقة التفكير ومواجهة الأزمات، وضياعهم رصيد يخصم من القوة والهيبة.

والسؤال: هل كانت المقاومة تنتظر سنوات أخرى حتى تقاوم؟

توقيت المغامرة لم يكن موفقا فى ظل وجود حكومة إسرائيلية تضم فى أغلبها عناصر متطرفة قبل الانتخابات بعامين، وضبابية المعرفة المخابراتية وفجوة التقنية بين سلاح الذكاء الاصطناعى وآخر «صواريخ» لا تختلف كثيرًا عن 2006، وإذا كان 35 أو 40% من الإسرائيليين يتعاطفون مع إقامة دولتين انقلبت المعادلة وبات 60% يفضلون استمرار الحرب على أعداء إسرائيل عطفًا على تلويح متطرفى الحكومة بقيادة نتنياهو بالحرب الوجودية.

وأفرز الطوفان تطرف نتنياهو «المعتدل» فى جولات سابقة من الحروب مع حماس وحزب الله، بفضل الثنائى المتطرف بن غفير وسموتريتش إذ يدفعانه دفعا للعدوانية من أجل بقائه بمنصبه وبقاء الدولة العبرية.!

وبينما كان نتنياهو يغرق والقضايا تحاصره وتقربه من السجن جاء الطوفان منقذا له ورفعه لأعلى نقطة ممسكًا بالفرصة للإبقاء على كرسيه وابتعاده عن الوقوف خلف القضبان، وهو ما لم يفكر فيه الساعون لمحو الصهاينة!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل الطوفان الحسابات الخاطئة رؤية مختلفة وإذا کان

إقرأ أيضاً:

ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب

البلاد (القدس المحتلة)
مع تصاعد الضغوط الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية للإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأربعاء، أن تل أبيب ملتزمة بدعم الخطة الأمريكية، وستبذل كل الجهود اللازمة لإنجاح مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإعادة ترتيب الوضع في القطاع.
وقال ساعر: إن الحكومة الإسرائيلية “ستبذل قصارى جهدها” لتوفير الظروف السياسية والأمنية اللازمة لنجاح الخطة، مشيراً إلى أن استمرار العرقلة يأتي من جانب حركة حماس، التي يتهمها بخرق التفاهمات والضغط لتعطيل الانتقال إلى المرحلة التالية.
وفي سياق المواقف المتباينة داخل الحكومة الإسرائيلية، اعتبر وزير الطاقة إيلي كوهين، أن غزة تحتاج إلى قوة دولية للمساعدة في تثبيت الاستقرار، لكنه شدد على أن إسرائيل ترفض مشاركة تركيا أو قطر في هذه القوة، في إشارة إلى عدم الثقة في أدوارهما داخل الملف الفلسطيني.
وتواجه الخطة الأمريكية عراقيل عدة، أبرزها تحديد الدول المشاركة في قوة الاستقرار، وآليات نزع سلاح حركة حماس، وتشكيل مجلس سلام يتولى متابعة إدارة القطاع خلال المرحلة الانتقالية.
وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق، الذي بدأ تطبيقه في 10 أكتوبر الماضي، على انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها الحالية في غزة، بما يشمل مناطق تُعرف بالخط الأصفر وتمثل أكثر من نصف مساحة القطاع، إلى جانب تولّي سلطة انتقالية إدارة غزة، بالتزامن مع انتشار قوة استقرار دولية وتنفيذ عملية تدريجية لنزع سلاح حماس.
إلا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أبدت تحفظات واضحة على الانسحاب من الخط الأصفر، إذ أكد رئيس أركان الجيش إيال زامير قبل أيام أن هذا الخط يشكّل “حدوداً جديدة وخط دفاع متقدماً” للمستوطنات، منبهاً إلى أنه يمثّل أيضاً “خط هجوم”، في تصريح يعكس صعوبة تحقيق إجماع داخل إسرائيل حول ترتيبات الانسحاب.

مقالات مشابهة

  • عون رداً على الكلام عن وجود ورقة موقعة منه حول التزامه لـحزب الله بموضوع الاستراتيجية الدفاعية: فلينشروها اذا كانت موجودة
  • رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • خبير استراتيجي: “نتنياهو” يحاول إبقاء إسرائيل في حالة حرب
  • باحث سياسي: نتنياهو يدرك ضعف موقفه الانتخابي ويسعى لإبقاء إسرائيل في حالة حرب
  • نتنياهو يماطل وواشنطن تصمت .. هل بدأت مرحلة تكريس حدود جديدة داخل غزة؟|خبير يجيب
  • أحمديات: متحف الشمع بمترو الأنفاق