سول"أ.ف.ب ": أعلن الجيش الكوري الشمالي اليوم الأربعاء أنه يتحرّك باتّجاه "إغلاق الحدود الجنوبية بشكل دائم"، مشيرا إلى أنه أبلغ الجيش الأمريكي بالخطوة لمنع وقوع أي مواجهة عن طريق الخطأ.

وأفادت بيونج يانج في بيان بأنها "ستقطع الطرقات وخطوط سكك الحديد" التي لربما سهّلت في الماضي التنقل بين الكوريتين.

لكنها خطوة رمزية إلى حد كبير نظرا إلى أن المبادلات عبر الحدود والسفر بين الكوريتين متوقف منذ سنوات.

وبلغت العلاقات بين شطري شبه الجزيرة أدنى مستوياتها منذ سنوات مع إغلاق بيونج يانج الوكالات المكرّسة لإعادة التوحيد وإعلانها كوريا الجنوبية "عدوّها الأساسي".

وتأتي هذه الخطوة عقب دعوة الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول مجددا إلى توحيد شبه الجزيرة الكورية لإعتاقها من التهديدات النووية، في تحد جديد لخطوات بيونجيانج لاستبعاد إمكانية التقارب.

وقال يون اليوم الأربعاء في خطاب في سنعافورة "إن شبه الجزيرة الكورية الموحدة الحرة المنفتحة ستثير زخما قويا للتطور الاقتصادي والرخاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، حسب وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الأربعاء.

وأضاف يون "في قطاعات الطاقة والخدمات اللوجستية والنقل والبنية التحتية والسياحة، سيرتفع الطلب على الاستثمار القوي والتعاون".

تأتي تصريحاته، التي أدلى بها، خلال زيارة تشمل ثلاث دول إلى جنوب شرق آسيا في إطار هدف، كشف عنه النقاب في بلاده في أغسطس الماضي.

وتتناقض دعوة يون إلى الوحدة تكون قيم مثل الحرية والديمقراطية هي جوهرها، مع أمر زعيم كوريا الشمالية، كيم جون يون في وقت سابق من هذا العام بإزالة أي إشارات للتوحيد من دستور كوريا الشمالية.

ورأى بعض المحللين بأن الإعلان قد يكون خطوة أولى باتّجاه تحرّك أكثر جديّة مثل تعديل دستور كوريا الشمالية للإعلان عن حدود بحرية جديدة جنوب الخط القائم حاليا بحكم الأمر الواقع.

كان من المتوقع بأن تلغي الدولة النووية اتفاقا تاريخيا بين الكوريتين تم التوقيع عليه عام 1991 خلال اجتماع برلماني رئيسي انتهى امس، في إطار مساعي الزعيم كيم جونغ أون لتصنيف كوريا الجنوبية رسميا على أنها دولة معادية.

لكن في تقرير اليوم كشف عن تعيين وزير جديد للدفاع، لم يأت الإعلام الرسمي على ذكر إلغاء الاتفاق.

لكن الجيش أعلن بعد ساعات بأنه يخطط لـ"خطوة عسكرية كبيرة" من شأنها أن "تقطع بالكامل الطرقات وخطوط سكك الحديد المرتبطة بجمهورية كوريا (أي كوريا الجنوبية) وتحصّن المناطق ذات الصلة على جانبنا بتحصينات دفاعية قوية".

وأضاف بأنه بعث برسالة نصيّة إلى القوات الأمريكية "لمنع أي سوء تقدير ونزاع عن طريق الخطأ".

وبينما تعد الحدود بين الكوريتين من الأكثر عسكرة في العالم، إلا أنها فشلت في منع كوريا شماليا من عبورها باتّجاه الشطر الجنوبي في اغسطس.

وأفادت سول في يوليو بأن بيونج يانج قضت شهورا وهي تزرع ألغاما وتقيم حواجز مع تحويل المنطقة إلى أرض قاحلة.

وفي يونيو، أفاد الجيش الكوري الجنوبي بأن "العديد من الضحايا" سقطوا في أوساط جنود كوريين شماليين يتولون مهمة حماية الحدود جراء حوادث انفجار ألغام.

وفي الشهر ذاته، أفادت وكالة الاستخبارات في سول بأنها رصدت مؤشرات على أن كوريا الشمالية تهدم أجزاء من خط سكك حديد يربط بين الكوريتين.

وقال رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول يانغ مو-جين لفرانس برس إن "كوريا الشمالية تهدم بالفعل أجزاء من خط دونغاي لسكك الحديد، على ما يبدو بنية قطع أي ارتباطات بالجنوب بالكامل"، واصفا البيان الأخير بأنه "تأكيد رسمي" لذلك.

وأفاد الجيش الكوري الشمالي بأن القرار "إجراء للدفاع عن النفس" ردا على "مناورات الحرب" الكورية الجنوبية والزيارات التي تقوم بها وحدات استراتيجية نووية أمريكية.

في المقابل، لفت الجيش الكوري الجنوبي إلى أن الإعلان "إجراء يائس نابع عن انعدام الشعور بالأمن لدى نظام كيم جونغ أون الفاشل".

وأفاد الجيش الكوري الجنوبي بأن تحرّك الشطر المالي سيؤدي إلى "عزلة أكثر شدة" وحذّر من أنه "لن يقف مكتوف الأيدي قط" إذا سعت بيونج يانج إلى تغيير "الوضع القائم".

ورجّح المحلل البارز لدى "معهد كوريا للتوحيد الوطني" هونغ مين بأن تكون كوريا الشمالية تنتظر صدور نتائج الانتخابات الأمريكية الشهر المقبل قبل الإعلان عن أي تغيير دستوري.

وعيّنت بيونج يانج اليوم الأربعاء نو كوانغ شول وزيرا للدفاع مكان كانغ سون نام.

ويأتي الإعلان عن تعيين نو بعد يوم على قول وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونغ-هيون إن جنود الشطر الشمالي يقاتلون على الأرجح في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا حيث يعتقد بأن عددا منهم قُتل فيما يتوقع بأن يتم نشر المزيد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کوریا الجنوبیة الکوری الجنوبی الیوم الأربعاء کوریا الشمالیة بین الکوریتین الجیش الکوری بیونج یانج

إقرأ أيضاً:

حوار بلا تنازلات نووية.. كوريا الشمالية تذكر ترامب بـ«الواقع الجديد»

سول"رويترز": ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كوريا الشمالية قالت اليوم الثلاثاء إن على الولايات المتحدة قبول حقيقة أن الواقع تغير منذ اجتماعات القمة بين البلدين فيما مضى، وأن أي حوار بينهما في المستقبل "لن يوقف برنامجها النووي".

وقالت كيم يو جونج، الشقيقة ذات النفوذ للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والتي يعتقد أنها تتحدث بلسان شقيقها، إنها تقر بأن العلاقة الشخصية بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب "ليست سيئة".

لكنها قالت في بيان نقلته الوكالة إنه إذا كانت واشنطن تنوي استخدام علاقة شخصية وسيلة لإنهاء برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، فإن هذا الجهد لن يكون إلا مجرد "استهزاء".

وأضافت: إذا لم تتقبل الولايات المتحدة الواقع المتغير واستمرت في الماضي الفاشل، فسيظل اجتماع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة بمثابة "أمل" للجانب الأمريكي.

وقالت: إن قدرات كوريا الشمالية كدولة نووية وبيئتها الجيوسياسية تغيرت جذريا منذ أن أجرى كيم وترامب محادثات ثلاث مرات خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي.

وأضافت:"أي محاولة لإنكار وضع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية كدولة نووية.. ستكون مرفوضة تماما".

وأشار تقرير آخر للوكالة إلى تسيير أول رحلة ركاب مباشرة بين بيونج يانج وموسكو منذ عقود ووصلت إلى العاصمة الكورية الشمالية أمس، وهو ما يسلط الضوء على تحسن العلاقات بين البلدين.

وذكرت الوكالة اليوم الثلاثاء أن الرحلة استؤنفت "وسط زيارات واتصالات يومية متزايدة متعددة الجوانب بين" كوريا الشمالية وروسيا.

وأرسلت كوريا الشمالية قوات وأسلحة إلى روسيا لدعمها في حربها في أوكرانيا، وهي خطوة انتقدتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين اتهموا بدورهم موسكو بتقديم مساعدة تكنولوجية لبيونج يانج مقابل دعمها.

وعند سؤاله عن البيان الكوري الشمالي، قال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب لا يزال ملتزما بنفس هدفه عندما عقد اجتماعات القمة الثلاث مع كيم خلال ولايته الأولى.

وقال المسؤول بالبيت الأبيض لرويترز "لا يزال الرئيس ملتزما بهذه الأهداف، ولا يزال منفتحا على التواصل مع الزعيم كيم لتحقيق نزع السلاح النووي الكامل في كوريا الشمالية".

كان ترامب وكيم قد وقعا خلال لقائهما الأول بسنغافورة في 2018 اتفاقية مبدئية لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية. ولم تنجح قمة لاحقة بهانوي في العام التالي بسبب خلاف حول رفع العقوبات الدولية المفروضة على بيونجيانج.

كان ترامب قد قال إنه تربطه "علاقة رائعة" مع كيم، وقال البيت الأبيض إن الرئيس متقبل لفكرة التواصل مع الزعيم الكوري الشمالي.

مقالات مشابهة

  • حوار بلا تنازلات نووية.. كوريا الشمالية تذكر ترامب بـ«الواقع الجديد»
  • كوريا الشمالية: على ترامب القبول بحقيقتنا النووية الجديدة
  • كوريا الشمالية تصعّد ضد سيئول: لا وحدة ولا حوار ولا قمة مرتقبة
  • بيونج يانج: لا نهتم بمبادرات السلام الكورية الجنوبية.. ولن نجلس للحوار
  • شقيقة زعيم كوريا الشمالية: ليس لدينا مصلحة في المصالحة مع بيونج يانج
  • برشلونة يهزم فيسيل كوبي بثلاثية قبل السفر إلى كوريا الجنوبية
  • في ذكرى الحرب الكورية.. زعيم بيونج يانج يتعهد بالانتصار في المعركة ضد أمريكا
  • روسيا تُطلق أول خط جوي مباشر باتجاه بيونج يانج
  • كوريا الجنوبية تكثف جهودها لتفادي رسوم أميركية وشيكة
  • زعيم كوريا الشمالية يتعهد بالانتصار في المعركة ضد أمريكا