عربي21:
2025-06-09@08:47:37 GMT

كغزاوي ما إحساسك يوم السابع من أكتوبر؟!

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

سؤال كتبه أحد الفلسطينيين على صفحته على الفيس بوك: كغزاوي ما إحساسك يوم السابع من أكتوبر؟ وانبرى أشخاص من داخل وخارج فلسطين يكتبون  الجواب، كل بما يشعر به، وما يعانيه، ومثل هذه الأسئلة تعتمد في الجواب عليها على عدة عوامل، لا بد من مراعاتها، حتى تعتمد هذه الأجوبة كتعبير عن جواب حقيقي، من أهمها: ألا يكون الجواب متأثرا بحالة مزاجية معينة، سواء من حيث الفرح أو الحزن، وبخاصة في ظل هذه المعاناة الكبيرة التي يعيشها أهل غزة.



فليس من المنطقي ولا الصواب أن تحصر الجواب في لحظة السابع من أكتوبر في ذكراه الأولى فقط، لأن الحالة المزاجية كما أسلفنا مرتبطة ومرتهنة بالحال البائس الذي تعيشه الأمة، فنفس السؤال حين يسأل في السابع من أكتوبر 2024م، غير لو سألناه قبل عام، ولو رجعت لمنشورات أهل غزة أنفسهم في نفس التاريخ قبل عام، ستجد إجابات مختلفة تماما.

لذا ليس من الإنصاف ولا الدقة، أن تقف عند وضع معين، فرحا أو حزنا، كي تضع تقييما لحادث أو حرب، فلو أن شخصا جمع كلمات أهل غزة يوم السابع من أكتوبر سنة 2023، وحديث الناس عن سهولة سوق الأسرى الإسرائيليين، وكيف تم اختراق مستعمرات غلاف غزة بسهولة، والحالة الفكاهية التي عاشتها الأمة العربية كلها في هذا اليوم، والطموح الذي ذهب بالكثيرين أنها فرصة سوف تنتهي لا محالة بتبييض السجون الإسرائيلية من جميع الأسرى الفلسطينيين.

أرجع لكل المنتقدين الآن لهذا الإجراء وهذه الخطوة، ليس دفاعا عنها أو هجوما عليها، بل إنصافا للحقيقة التي تغيب في كثير من مواقفنا، وتحكمنا العواطف مع أو ضد، لو رجعت لجل من يرتدون الآن لباس الحكمة بأثر رجعي، ستجد كلاما عكس ما يقولون الآن، لأن هناك حالة من النشوة غمرت الجميع آنذاك، فلأول مرة يكسر أنف المتغطرسين من الكيان بهذا الشكل، ولو قال يومها أحد: تمهلموا فإن الكيان لن يمرر الموقف بسهولة، لردوا عليه: نعرف، لكن دعنا نفرح قليلا، لا تقتل الفرحة في نفوسنا.

لست مع الذهاب للتشكيك في أصحاب هذه المنشورات، كمنشور: كغزاوي ما إحساسك يوم السابع من أكتوبر، وإن بدا أن هناك من ركب التريند، ووظفه، لتكون فرصة لصنع مسار خبيث في المجال العام ينتقد فيه المقاومة وأهلها، وهو ملحظ عام رأيناه في كثير من الإعلام المصري السيساوي، والإعلام الخليجي المدعوم من الإمارات والسعودية، بل رأينا فنانين مصريين ومشاهير دخلوا على الخط، فيسألهم الإعلامي عن شعوره في ذكرى السادس من أكتوبر، فيتكلم بالذكرى عنه، ثم يعرج بالحديث المسيء للسابع من أكتوبر، رغم أن كل موضوع مختلف عن الآخر تماما، ولم يسأل عنه الضيف بالأساس!!

لم يكن السؤال عن شعور الغزاوي وإحساسه يوم السابع من أكتوبر غريبا في أصله، فهو مشروع، ومن أصحاب نوايا حسنة، لكن التوظيف السيء من البعض، وحرف السؤال عن مجراه الطبيعي، هو المستنكر، لأنه جاء في ظل حملة ممنهجة وذات ضجيج ضد طوفان الأقصى. كما أنه ليس من المنطقي أن تسأل الناس في حالة حرب، وقد دمر العدو بيوتهم، ولم يخل بيت من شهداء، فتذهب في هذه الحالة من المأساة لتسأل الناس، وهو ما يدركه الكثيرون منهم، حيث عبر بعضهم عن تراجعه عما كتبه لحظة نزوحه إلى رفح، عندما التقط أفيخاي أدرعي الفيديو الذي أصدره، ووظفه لصالح روايتهم الصهيونية، قام نفس الشخص، بالتراجع عما قال، معتبرا أنها لحظة تنفيس عن حالة من الغضب، ولا يقبل من ألسنة وأذرع الكيان توظيفه لصالح روايتهم ورؤيتهم.

وهي حالة بلا شك طبيعية، وواردة جدا، فالناس بطبيعتها تميل للاستقرار، لكن في حالات الاحتلال لا استقرار في ظله، كما أن كمية الفقد ليست قليلة، وهي حالة تخرج أي إنسان عن صمته، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"، وذلك عندما رأى امرأة تبكي عند قبر ابنها، فلما قال لها: اصبري يا أمة الله، لم تكن تعرفه، فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي!

وارتفاع الأصوات المنادية الآن، بمراجعة يوم السابع من أكتوبر، وما جاء بعده، كلام ليس منكورا، لكنه ليس وقته، وهو سلوك مارسه الصحابة والمسلمون، فقد نزل القرآن الكريم يتحدث عن غزوة أحد قائلا: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا؟ قل: هو من عند أنفسكم)، فقد بادر المسلمون بالسؤال: كيف هزمنا؟ لكن المراجعة والحساب كانت بعد المعركة، وليست أثناءها، وكانت من باب نقد الذات، لا جلد الذات.

وكانت من أصوات مخلصة، ترجو النجاة، وعدم تكرار الهزيمة، وهو ما يبدر من أصوات مخلصة فعلا، لكن هناك بلا شك أصوات أخرى متصهينة، باتت تدندن على هذه النغمة بشكل نشاز ملحوظ، سواء كانت أصوات سياسية أم دينية، فقد قام حزب النور المصري بعقد ندوة الأربعاء التاسع من أكتوبر، بحجة نقاش حالة المنطقة العربية بين المشروع الصهيوني والمشروع الشيعي، والمقصود هنا المقاومة ولو كانت منتمية للشيعة، فحزب النور صامت منذ طوفان الأقصى، فلو كان مهموما خائفا من المشروع الصهيوني فقد مر على الحرب عام كامل، لم يقم الحزب بعقد هذا المؤتمر، فلماذا عندما دخلت المقاومة الشيعية على الخط، قام بعقد المؤتمر؟ من بعث هذه الجثث الهامدة من مرقدها؟ إنها الأجهزة التي تخطط وترسم، وعلى أفرادها التنفيذ.

لذا لم يكن السؤال عن شعور الغزاوي وإحساسه يوم السابع من أكتوبر غريبا في أصله، فهو مشروع، ومن أصحاب نوايا حسنة، لكن التوظيف السيء من البعض، وحرف السؤال عن مجراه الطبيعي، هو المستنكر، لأنه جاء في ظل حملة ممنهجة وذات ضجيج ضد طوفان الأقصى.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين غزة الاحتلال طوفان احتلال فلسطين غزة مواقف طوفان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یوم السابع من أکتوبر السؤال عن لیس من

إقرأ أيضاً:

قائد سابق بالجيش يقر بتخبط وإخفاقات الاحتلال في غزة

نقلت صحيفة معاريف عن قائد كبير باللواء السابع بجيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إنهم أخطؤوا في تقدير أمد الحرب وطريقة إدارتها، في إشارة إلى حرب الإبادة الجماعية التي تواصلها إسرائيل على قطاع غزة.

وقال رئيس العمليات السابق بالجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يضع الجيش في فخ"، مضيفا أن "التخبط العسكري في غزة وصل لأقصى حد من خلال عمليات بلا هدف".

وأكد زيف أن "الواقع الجديد لأطول حرب بتاريخنا بدأ يراكم سلسلة إخفاقات، وهناك إصرار على مواصلة الحرب في ظل ارتجال يتعرض للفشل"، مضيفا أن "إسرائيل أصبحت عبئا إقليميا يهدد استقرار المنطقة، وصورة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس في نجاحها بالصمود في الحرب تحظى بالتمجيد".

عميق وواسع

من جهته، قال الرئيس المُعيّن لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) ديفيد زيني إن الفشل في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان "عميقا وواسع النطاق"، وذلك في تصريحات نقلتها عنه هيئة البث الإسرائيلية، خلال حديثه في حفل وداع له بقاعدة عسكرية في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وقال رئيس الشاباك المُعيّن في إشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول: "إن فشلا بهذا الحجم ليس محددا، بل عميق وواسع النطاق، ونحن جميعا نشارك فيه"، وتابع: "سأغادر إلى مساحة جديدة وصعبة ومثيرة للاهتمام ولكنها غير واضحة"، في إشارة إلى رئاسة الشاباك.

إعلان نحو الهاوية

وفي مقال له بنفس الصحيفة قبل يومين، قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك إن إسرائيل تسير نحو الهاوية بسبب "سيطرة المتشددين على مقاليد الحكم، وانخداع القيادة الإسرائيلية بأوهام دينية" لا تمت بصلة إلى الواقع الأمني والعسكري الذي تواجهه إسرائيل.

وفي تحليله للوضع العسكري الراهن، قال الجنرال المتقاعد إن الجيش "عاجز عن تحقيق أهداف الحرب المعلنة" والمتمثلة في "القضاء على حماس، وإطلاق سراح الرهائن" معتبرا أن استمرار القتال بهذه الطريقة لا يؤدي إلا إلى مزيد من الإخفاقات، ويهدد بفشل مدوٍّ في أي حرب متعددة الجبهات.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يرتكب الاحتلال حرب إبادة جماعية في غزة، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 180 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • إلى المكون العسكري: ما هو برنامجكم اليوم ؟
  • مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ 7 أكتوبر
  • شارك بهجوم 7 أكتوبر.. إسرائيل تقتل القيادي أبو شريعة
  • مصرع طالبة سقطت من الدور السابع بميت غمر
  • 17 شهيدًا بقصف الاحتلال على رفح وخان يونس
  • ضبط المتهم باقتحام منزل طليقته فى أكتوبر
  • سقط من أعلى عقار في أكتوبر .. قرار عاجل للنيابة
  • إصابة 4 أشخاص في مشاجرة بجوار كمبوند بحدائق أكتوبر
  • قائد سابق بالجيش يقر بتخبط وإخفاقات الاحتلال في غزة
  • مصر أكتوبر: الإخوان يعيشون حالة من الإفلاس السياسي .. وعلينا توحيد الصف خلف القيادة السياسية