بمناسبة اليوم العالمي للاعنف
كل ايام الأمم المتحدة العالمية للمصائب موجودة عندنا
د. فراج الشيخ الفزاري
يحتفل العالم المتحضر في الثاني من أكتوبر كل عام..باليوم العالمي للاعنف..وذلك منذ أن اقرته الجمعية العمومية للمنظمة الدولية في يونيو من عام 2007..وجاء ذلك تخليدا ليوم ميلاد الزعيم الهندي المهاتما غاندي رائد فلسفة اللاعنف.
مقدمة هذا المقال ،قد تكون معروفة لدي الكثيرين منا...ولكنها تظل هامة وضرورية للتذكير بها خاصة عندنا في السودان حيث أصبح العنف الجسدي واللفظي والمعنوي والظاهر والخفي سلعة من لا تجارة له..
ولم تقصر الحرب اللعينة فقد افرزت انواعا واشكالا من العنف..وأصبح له سجله الأسود،سيكون مخلدا، عبر كل الأزمنة والعصور ..ولا تخلو منه قبيلة أو حزب أو جماعة حتي في ادني طبقات المجتمع...دائما هناك ( جلاد ) و(ضحية) وقد تعشق الضحية جلادها حتي يستمر العنف ساريا في المجتمع برضا الأطراف...وتوجد في علم النفس المعاصر نظريات تؤكد وجود غريزة العنف والتدمير كامنة في نفوسنا منذ أن قتل قابيل هابيلا
في بداية تعمير الأرض.
وغريزة الموت والحياة ..هما غريزتا البناء والتدمير في النفس البشرية ، عند سيجموند فرويد..وغالبا ما تتغلب غريزة الموت ( ثاناتوس) علي غريزة الحياة(إيروس)...
فالتدمير والتخريب والمشاعر السالبة مثل الكراهية والغضب والعنف والعدوان هي الأقرب والأسهل في فعل الأنسان...
وبطبيعة الحال ،أثارت النظرية الكثير من النقد واللغط ولم يسلم فرويد من التجريح والسب ،طيلة حياته وبعد مماته..
وأعود إلي عنوان المقال...وللعناويين دائما غواياتها الصادمة أحيانا...فقد لاحظت أن معظم (أيام) الأمم المتحدة العالمية...موجودة عندنا ،ومستوطنة، في جانبها السلبي وليس الايجابي،ورغم ذلك نتقاسم( احتفالاتها) مع العالم الحر...واللهم لا شماته..
فعندنا كل ( مصائب) الأمم المتحدة التي تحتفل بها..فنحن بازار مفتوح...لليوم العالمي للسل..اليوم العالمي
للإيدز..اليوم العالمي للكوليرا.. اليوم العالمي للملاريا..اليوم العالمي للكسل....وغيرها ...
وغيرها ...
صحيح ..أن الهدف من هذه الاحتفالات العالمية هو التذكير بمأساة اصحابها..والتوعية بمخاطرها..وتلك هي الأهداف السامية من الإعلان باليوم العالمي للأحداث الكبري التي تواجه العالم...وأن مجرد الشعور بأنك جزء من هذا العالم وتشاركه تلك المشاعر السامية في حق الإنسانية...شيء جميل و نبيل ويفرح القلب...ولكن تظل في القلب والحلق غصة وحسرة..وبأن طريق( الإيروس ) لا يزال شاقا وطويلا في دروب حياتنا..التي لا يكحلها الفرح إلا لماما..وعلي غفلة من الزمن.
ورغم كل تلك المصائب سيظل الأمل باقيا فينا وفي الأجيال القادمة..وسيأتي ذلك اليوم الذي نشارك فيه العالم فرحته بأيامه العالمية في جوانبها المفرحة الدافعة للحياة الكريمة التي نستحقها
بإقتدار...
فراج الشيخ الفزاري
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الیوم العالمی
إقرأ أيضاً:
الجزائر تفتك عضوية أول مكتب تنفيذي للمنظمة العالمية لشباب حركة عدم الانحياز
ظفر المجلس الأعلى للشباب بعضوية في أول مكتب تنفيذي لمنظمة شباب حركة عدم الانحياز التي تأسست شهر جويلية من سنة 2022 بأذربيجان.
وقد تم تمّ بتاريخ الثلاثاء 29 جويلية 2025 انتخاب ممثّلة الجزائر، عضو المجلس “عبد الجبار الحاجة شريفة”، بأغلبية ساحقة حصدت فيها 26 صوتاً من أصل 30، ضمن منافسة قوية ضمّت 05 مترشحين عن إفريقيا، كما تجدر الإشارة أن هذه الانتخابات جرت عن بعد لتعذّر تنظيمها حضوريّا.
ويعدّ هذا المكسب الشّبابي على الصّعيد الدّولي، ثمرة وامتداد طبيعي لمواقف الجزائر الثّابتة إزاء كلّ القضايا العادلة في العالم، وتأكيداً لسمعة ديبلوماسيتها واحترامها التّام للعهود والمواثيق الدّوليّة.
تجدر الإشارة أنّ ممثّلة الجزائر في المكتب التّنفيذي للمنظّمة، أصيلة ولاية بني عبّاس، وتتمتّع بالمؤهّلات والخبرة الّتي تمكّنها من شغل عضويتها بكلّ إقتدار، تحت إشراف السيد “Moustafa Hidaoui مصطفى حيداوي”، وزير الشباب مكلّف بالمجلس الأعلى للشباب، الذي يُعد من بين الأعضاء المؤسّسين لهذه المنظّمة.
يعدّ هذا الإنجاز، مكسباً للشّباب الجزائري، ومساراً جديداً للدبلوماسية الشبابية الجزائرية على منصّات المناصرة و المرافعات الدّوليّة، ضمانا لمشاركة شباب العالم النّامي في رسم معالم السّيّاسات الشّبابيّة الدّولية في كنف الشّموليّة والإنصاف.