أكد الدكتور محمد مختار جمعة، عضو مجمع البحوث ووزير الأوقاف السابق، أن الدين هو فن صناعة الحياة وليس الموت، وأن كل ما يؤدي إلى حفظ النفس البشرية يُعد من أهم مقاصد الشرع الشريف، وهذا ما أجمعت عليه الشرائع السماوية، مشددا على أن الإسلام أكد على حرمة الدماء وعصمتها، ولم يحرّم شيئاً كما حرّم سفك الدماء.

وقال الدكتور جمعة في كلمته خلال مؤتمر منع انتشار الأسلحة غير المرخصة، التابع للإدارة العامة لمكافحة انتشار الأسلحة والذخائر غير المرخصة والذي عُقد اليوم، إن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ خطبته الجامعة في حجة الوداع بقوله: "إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا.

..".

وأضاف الدكتور جمعة أن العلماء والفقهاء أجمعوا على أن قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر، وأنه إثم عظيم في كل الشرائع السماوية. وأكد أن الإسلام نهى عن قتل النفس عمدًا أو حتى خطأً أو تسرعًا، مستشهدًا بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً..." (النساء: 92).

وأوضح أن عقوبة القتل العمد عند الله شديدة، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا..." (النساء: 93). كما نهى الإسلام عن التسرع في القتل حتى في وقت الحرب، وأكد على ضرورة التثبت وعدم الخفة فيه، لأن الدين والإنسانية والأخلاق والمواثيق الدولية والقوانين لا تبيح قتل النفس أو الاعتداء عليها.

وأشار الدكتور جمعة إلى أن هناك ظواهر شاذة تتطلب دراسة علمية ونفسية لمواجهة الوحشية التي تصيب بعض المنتمين إلى بني الإنسان تجاه الإنسان نفسه. كما أوضح أن الإسلام شرع حد الحرابة للحفاظ على النفس والمال والعرض وتحقيق الأمن للفرد والمجتمع.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن الإسلام نهى حتى عن الإشارة إلى الإنسان بسلاح، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدَةٍ، فإِنَّ الملائِكَةَ تلْعَنُهُ..."، مما يوضح مدى حرص الإسلام على حماية النفس البشرية.

وفي نهاية المؤتمر، كرمت الإدارة العامة لمكافحة انتشار الأسلحة والذخائر غير المرخصة الدكتور محمد مختار جمعة بدرع خاص تقديرًا لمشاركته وجهوده.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أن الإسلام

إقرأ أيضاً:

الدكتور أحمد نعينع ينعى نجل الشيخ مصطفى إسماعيل

نعى الدكتور أحمد أحمد نعينع، المهندس عاطف مصطفى إسماعيل، قائلاً:" بالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، أنعى إلى الأمة الإسلامية، وإلى محبّي القرآن الكريم وتلاوته، رحيل الأخ والصديق العزيز، والمهندس عاطف مصطفى إسماعيل، نجل أستاذي وشيخي، فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل تغمده الله بواسع رحمته الذي انتقل إلى رحمة الله  مساء الأمس، تاركًا وراءه سيرةً طيبة، ومكانةً محببة في قلوب كل من عرفوه واقتربوا منه". 

وأضاف نعينع، أنه لقد كان المهندس عاطف، رحمه الله، رجلًا هادئًا، رصينًا، شديد الوفاء لذكرى والده، حريصًا كل الحرص على حفظ تراثه العظيم، والحديث عنه بكل اعتزاز وتقدير، وكان محبًا لأهل القرآن، قريبًا من القرّاء، حفيًا بهم، يسعد بمجالستهم ويأنس بحديثهم.

عاصرته سنوات طويلة، وكان لي فيه أخٌ كريم، وأُنسٌ صادق، ورفقةٌ عطرة، جمعتنا في أكثر من محفل، وفي كل لقاء كنت أرى فيه النُبل، والوفاء، والتواضع، والإخلاص في حمل اسم والده بحب واعتزاز.

برحيله، فقدتُ أخًا وصديقًا وعزيزًا، وفقدت الساحة القرآنية وجهًا نقيًا من وجوه البر، والولاء لمدرسة التلاوة المصرية الأصيلة. 

رغم ما أشعر به من ألم لفقدانه لم أتمكن من حضور جنازته ومشاركة أهله هذا الموقف الأليم، لأنني متواجد حاليًا في المملكة المتحدة في رحلة قرآنية مسبقة الترتيب، ولو كنت في مصر، لكنت أول الحاضرين والوقوف بجانب أسرته الكريمة.

أتقدم بخالص العزاء إلى أسرته الكريمة، وإلى جميع افراد عائلة الشيخ مصطفى إسماعيل ومحبيه في مصر والعالم الإسلامي، وأدعو الله تعالى أن يتغمد المهندس عاطف بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله و ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

طباعة شارك الدكتور أحمد أحمد نعينع وفاة المهندس عاطف مصطفى إسماعيل نعينع

مقالات مشابهة

  • أحمد الفرماوي: يوم عرفة سيد الأيام وصيامه يكفّر ذنوب عامين
  • عبارات عن أول جمعة من ذي الحجة 1446 - 2025
  • دعاء أول جمعة في ذي الحجة.. ردده بيقين يستجاب لك
  • عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة.. لا حصر لها
  • بنور الشريعة تهتدي النفوس
  • الهوية اليمنية .. عودة إلى الجذور وثبات على الأصالة
  • مناقشة دور العلماء في الحد من انتشار الإسهالات المائية الحادة و الأمراض الأخرى في الحديدة
  • تكبيرات عيد الأضحى 2025.. اعرف صيغتها وفضلها في الإسلام
  • ما هو يوم عرفة؟ فضله وأهميته في الإسلام
  • الدكتور أحمد نعينع ينعى نجل الشيخ مصطفى إسماعيل