همجية حوثية جديدة.. منع التصوير وزفاف العريس لعروسته في همدان صنعاء "وثيقة"
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
الصورة ارشيفية
فرضت مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب) قيوداً جديدة على العرسان، في ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتها، وصفها الأهالي بالتعميمات الهمجية.
وفرض تعميم ذُيّل بتوقيع وكيل محافظة صنعاء- مدير عام مديرية همدان، موجه إلى مالكي الصالات وقاعات الأفراح والمناسبات، وأصحاب الاعراس، عدداً من القيود الصارمة والمبالغ فيها، حسب المواطنين.
وحسب التعميم الحوثي، ينتهي حفل الزفاف في القاعات والمخيمات الساعة الثامنة مساء، ويمنع استخدام مكبرات الصوت داخل القاعة، او إحضار فناني الـ(دي جي) إلى غرف قاعات الأعراس.
كما قضى التعميم الحوثي بمنع التصوير الفوتوغرافي والمرئي للعروسة داخل القاعة، أو دخول العريس إلى القاعة لاصطحاب عروسته أثناء زفافهما.
وفرضت المليشيا المدعومة إيرانياً غرامة مالية على مخالفي التعميم قدرها 500 ألف ريال (ما يساوي 940 دولارا أمريكيا بسعر صرف الدولار 533 ريالاً).
وعزت المليشيا هذه القيود إلى ما أسمته الحفاظ على (الدين والأخلاق والهوية اليمانية) وهي ذات الشعارات التي تستخدمها ستارا لتمرير قوانينها التعسفية، التي تهدف من ورائها إلى الابتزاز.
وأثار التعميم الحوثي موجة غضب واستياء بين أوساط المواطنين في مديرية همدان وغيرها، معتبرين ذلك تصرفا همجيا من المليشيا، وإساءة إلى اليمنيين الذين هم أكثر حرصاً على دينهم الاسلامي وعاداتهم القبلية من المليشيا التي تزعم ذلك زوراً، حسب قولهم.
وأشاروا إلى أن المليشيا الحوثية هي من تنتهك العادات والأعراف والتقاليد اليمنية، فمنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء عقب انقلابها في سبتمبر 2014، اختطفت قسرا مئات اليمنيات ولفّقت ضدهن تهما كيدية، من بينها اتهامهن بالدعارة وتجارة المخدرات والتخابر.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
قاعة الجامعة الاردنية وجامعة المنسية
#سواليف
#قاعة_اردنية و #جامعة_المنسية
بقلم: ا .د. محمد تركي بني سلامة
في زمن يئن فيه التعليم العربي تحت وطأة الإهمال، تشرق ومضات أمل تذكرنا أن الخير لا يزال ممكناً، وأن للعلم من يرفعه، ويؤمن به كقضية وطن ورسالة إنسان.
مقالات ذات صلةمؤخراً، أثلجت صدورنا مبادرة مميزة أطلقها الدكتور خلدون العزام في الجامعة الأردنية، تمثلت في تجهيز قاعة دراسية حديثة في قسم الكيمياء، بتبرع كريم من شركة “التحليل الواحد للتجارة”. قاعة أنيقة، مريحة، مزودة بكل ما يلزم من أدوات تعليمية، تشعرك بأنك في حرم جامعي يحترم طلابه، ويكرم أساتذته، ويؤمن بأن بيئة التعلم هي حجر الأساس في جودة التعليم ومخرجاته.
وما يثلج الصدر أكثر، أن هذه المبادرة ليست استثناءً، بل انعكاس لنهج مؤسسي في الجامعة الأردنية، حيث تم صيانة وتحديث معظم، إن لم يكن كافة القاعات الدراسية، وتزويدها بالتكييف والوسائل التعليمية الحديثة، والشاشات الذكية، والمقاعد المريحة. كذلك، فقد تم تحسين مرافق الجامعة كافة، من مكاتب أعضاء هيئة التدريس والعاملين الإداريين، إلى المرافق الصحية والمطاعم والممرات. بيئة متكاملة تعكس وعياً حقيقياً بأهمية التعليم وكرامة من ينتمي لهذا الصرح.
شاهدت هذا الإنجاز، ولم أستطع أن أمنع المقارنة المؤلمة من أن تقتحم وجداني، فأنا من علّمت يوماً في “جامعة المنسية” في صومالستان، حيث القاعات لا تُشبه القاعات، والمقاعد أقرب للعقوبة منها للجلوس، والمراوح تصرخ بلا فائدة، والجدران متهالكة، واللوح مجرد سطح باهت لا يُقرأ فيه شيء، وكأن المعرفة أصبحت ترفاً بعيد المنال.
في إحدى المحطات، حضرت مجموعة من الطلبة من دولة خليجية شقيقة لأداء الامتحان النهائي، بعد أن تلقوا تعليمهم عن بعد. دخلوا القاعة التي أُعدت للامتحان، فخيّم الصمت، ثم ظهرت على وجوههم ملامح الدهشة والصدمة. لم يتوقعوا أن تكون القاعة بلا مكيف، بلا كراسي مريحة، بلا إنارة لائقة. كانوا يظنون أنهم سيجدون بيئة جامعية تليق بهم، ليعودوا إلى أوطانهم وهم سفراء لتلك الجامعة. لكن، كيف يُبنى انطباع إيجابي في بيئة تفتقر لأبسط مقومات الاحترام؟
كيف تستقبل عقول المستقبل في مكان لا يصلح حتى لراحة الجسد، فكيف بالعقل والفكر والبحث والإبداع؟
وتزداد الحسرة حين تمتد نظرتك إلى باقي مرافق الجامعة، فتجد أن الإهمال لا يقتصر على القاعات فقط، بل يشمل كل شيء تقريبًا. دورات المياه – أعزّكم الله – لا يمكن دخولها دون أن تشعر بالإهانة، فالنظافة غائبة، والرائحة طاردة، وكأن الكرامة لا مكان لها هنا. أما المكاتب، فغالبيتها بأثاث مهترئ يكاد يتهاوى، بلا طاولة سليمة، ولا كرسي مريح. وتحاول أن تشرب ماءً فلا تجد برادًا نظيفًا، أو حتى كوبًا آمنًا. وإن أردت وجبة طعام تحفظ كرامتك، فلن تجد مكانًا يليق بك كطالب أو أستاذ. الجامعة التي يفترض أن تكون بيت العقل والروح، تحولت إلى بيئة طاردة، قاسية، لا تطاق.
تألمت. ليس فقط لحال الجامعة، بل لحال التعليم حين يُختزل في شهادة بلا روح، وبنية تحتية بلا كرامة. فكيف لنا أن نرتقي في التصنيفات، أو أن نستقطب طلبة دوليين، أو أن نحلم بمخرجات علمية تنافس في سوق المعرفة، إن لم نبدأ من القاعدة: القاعة؟
التحية للدكتور خلدون العزام، ولإدارة الجامعة الأردنية التي فتحت أبوابها للشراكة مع القطاع الخاص، وأدركت أن الاستثمار في بيئة الطالب ليس ترفاً، بل ضرورة. والشكر موصول لشركة “التحليل الواحد للتجارة”، التي لم ترَ في دعم التعليم إلا شرفاً ومسؤولية.
نأمل أن تنتقل هذه الروح إلى جامعاتنا العربية الأخرى، وأن نكرّس ثقافة التبرع والتكافل والشراكة بين الجامعات والمجتمع المحلي، فبالعطاء تبنى الأوطان، وبالعلم تُصان الكرامات، وبالاحترام تثمر العقول.
وإذا كانت الصورة بألف كلمة، فإليكم الفيديو المرفق لحفل افتتاح القاعة، وأترك لكم الحكم. فالمشهد أبلغ من أي وصف.
ولعل “المنسية” يومًا… تُروى بماء الاهتمام.