تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية في إفريقيا، تتجه الأنظار نحو ملاوي، التي لطالما عُرفت بسلامها النسبي، لكن هناك مؤشرات جديدة تبرز مخاطر تسلل الجماعات المتشددة من المناطق المجاورة، خاصة مع تصاعد نشاط تنظيم داعش في كابو ديلجادو وموزمبيق، ومن خلال تحذيرات خبراء الأمن المحليين والدوليين، يتضح أن الملاويين قد يكونون على وشك مواجهة تحديات غير مسبوقة.

قلق

تتميز ملاوي على مر تاريخها بالسلام، مما جعلها بعيدة عن الأضواء العالمية، إلا أن الوضع في المنطقة يتغير، حيث شهدت القارة زيادة مقلقة في العنف على يد الجماعات المتطرفة بنسبة 60% منذ عام 2021.

وفي هذا السياق، يحذر " سكوت مورغان"، المحلل المستقل في قضايا الأمن الإفريقي، من أن التهديدات الإرهابية في ملاوي تتزايد.

 وفي تقريره الذي نشره عبر شبكة «ميليتانت واير»، أكد أن الخطر الذي تواجهه ملاوي يأتي من الخارج، وليس نتيجة صراعات داخلية، فقد جعلتها حدودها القابلة للاختراق وموقعها الجغرافي ونقص الدعم الدولي عرضة للحركات المتطرفة.

 وتقع ملاوي على بُعد 200 كيلومتر فقط من منطقتين تعانيان من الإرهاب المستمر، وهما محافظة كابو ديلجادو في شمال موزمبيق وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكلاهما يضم جماعات مرتبطة بتنظيم داعش.

أدلة إرهابية 

وفي سبتمبر الماضي، قدم مسؤول من جهاز المخابرات الوطني أدلة على أنشطة إرهابية داخل ملاوي خلال منتدى في مانغوتشي.

 وكسشف، بشرط عدم الكشف عن هويته، عن محاولات داعش لتجنيد مقاتلين من ملاوي ومن دول الجوار، وعرض اتصالات ومقاطع فيديو تتعلق بهذه الأنشطة، بما في ذلك استخدام الغابات في ملاوي كمعسكرات تدريب.

واحدة من المناطق المستهدفة 

وكان قد سلط فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بجمهورية الكونغو الديمقراطية،  الضوء على الروابط بين المتمردين في كابو ديلجادو وجماعة تحالف القوى الديمقراطية، المرتبطة بتنظيم داعش في شرق الكونغو. 

وفي تقريرهم لعام 2023، أشار الخبراء إلى أن الجماعتين عقدتا عدة اجتماعات منذ أواخر عام 2021 لمناقشة استراتيجيات العمليات وتكتيكاتها.

كما أشار سكوت مورغان ، إلى تزايد أهمية ولاية تنظيم داعش في الصومال ضمن الهيكل القيادي العالمي للتنظيم، مشيرًا إلى أن جميع فروعه في إفريقيا تخطط للتوسع. وذكر أن ملاوي تُعد واحدة من المناطق المستهدفة لهذا التوسع.

وذكرت صحيفة «ديلي تايمز» الملاوية،  أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على بعض القيادات كانوا  في مهمة لتجنيد الشباب هناك، وان حكومة بلادهم تشعر بقلق كبير من التدفق المتزايد للأجانب إلى غابات مانغوتشي، مثل غابة ناميزيمو.

وكان قد حذر باتريك ثاويلي، رئيس لجنة الشؤون العامة، من أن الملاويين يجب أن يكونوا واعين لمخاطر الإرهاب التي تهدد دول مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (السادك). 

وأكد خلال الاجتماع: "لا توجد دولة في مأمن من خطر الإرهاب؛ إنه تهديد حقيقي لملاوي وللمنطقة وللمجتمع الدولي".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بوكو حرام داعش ملاوي مخاطر ارهاب أفريقيا

إقرأ أيضاً:

إفلاس الإرهاب.. لماذا ظهر العولقي بوجهه واستهدف مصر والأردن؟

في تحوّل لافت يكشف عن حالة من اليأس والتخبط، أطل علينا زعيم القاعدة في جزيرة العرب، سعد العولقي، بوجهه لأول مرة عبر "مؤسسة السحاب"، ليدعو صراحة إلى عمليات إرهابية في مصر والأردن، ويحرض على اغتيال قادة ورؤساء عرب.

هذا الظهور العلني، الذي يمثل خروجًا عن الأعراف التقليدية للتنظيمات الإرهابية في التخفي، ليس مجرد حدث عابر، بل هو مؤشر صارخ على حالة الإفلاس الفكري والعملياتي التي وصل إليها الإرهاب.

فلماذا قرر العولقي، في هذا التوقيت بالذات، أن يكشف عن وجهه ويصوب سهامه تحديدًا نحو مصر والأردن؟.. الإجابة تكمن في محاولات يائسة لإعادة إحياء جسد تنظيم خارت قواه، وتأتي في سياق استهداف مباشر لمحور الاعتدال العربي الذي يمثل شوكة في حلق التنظيمات المتطرفة.

مصر والأردن ليستا مجرد دولتين، إنهما ركيزتان أساسيتان للاستقرار في المنطقة، ولهما دور محوري في قيادة الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب. استهدافهما بهذه الدعوات الإرهابية ليس سوى محاولة لزعزعة أمنهما الداخلي، وتقويض علاقاتهما الاستراتيجية، وإشاعة الفوضى التي تعد البيئة الخصبة لازدهار الإرهاب.

القاعدة تدرك جيدًا أن صلابة هذين البلدين وتمسكهما بسيادتهما ووحدة شعوبهما يمثل عائقًا رئيسا أمام مخططاتها التخريبية.

ما يثير السخرية، ويؤكد على غباء هذا الإصدار وادعاءاته الفارغة، هو ربط العولقي "الوحدة العملياتية بين التنظيمات الرئيسة في إفريقيا" بتحرير القدس. هذه المغالطة الساذجة تكشف عن حجم الاستغلال الرخيص للقضايا المقدسة، وفي مقدمتها قضية القدس وفلسطين، لتبرير وجود هذه التنظيمات الإرهابية التي لم تقدم للقضية الفلسطينية سوى التشويه والضرر. هل يعقل أن جماعات سفكت الدماء، وهدمت الأوطان، وروعت الآمنين، تدعي فجأة أنها حامية للقدس؟ هذا التناقض الصارخ لا ينطلي إلا على عقول تائهة.

لعل هذا الظهور المفاجئ للعولقي يأتي في سياق محاولات التنظيم اليائسة لسد الفراغ الذي خلفته الضربات المتتالية التي استهدفت قياداته. فالتاريخ يشهد أن قادة التنظيمات الإرهابية، بمن فيهم قيادات القاعدة في جزيرة العرب، قد تساقطوا تباعاً تحت ضربات مكافحة الإرهاب، التي شملت عمليات دقيقة بطائرات بدون طيار أسفرت عن مقتل شخصيات بارزة مثل أنور العولقي عام 2011، وناصر الوحيشي عام 2015، وقاسم الريمي عام 2020.

إن ظهور العولقي الحالي، وهو زعيم جديد نسبياً، يمثل محاولة لإظهار استمرارية التنظيم، ولكنه في جوهره إقرار بحالة الإفلاس القيادي التي يعاني منها بعد أن خسر معظم رموزه.

التوقيت الذي اختارته القاعدة لهذا الظهور ليس عشوائيًا، ففي ظل التوترات الإقليمية الراهنة، تسعى هذه التنظيمات لاستغلال أي فراغ أو ضغط لتعيد ترتيب أوراقها، وتجنيد المزيد من الأتباع الذين يعانون من تضليل فكري. وهو ما يدفعنا للتفكير مليًا في مدى وجود أجندات خفية تستغل هذه التنظيمات كأدوات لتحقيق مصالح معينة، بما يخدم أجندات بعض القوى التي ترغب في بقاء المنطقة في حالة دائمة من الفوضى وعدم الاستقرار.

إن الرسالة واضحة من هذا الإصدار: الإرهاب في حالة إفلاس، ويحاول أن يرتدي أقنعة جديدة ليكسب معارك وهمية. الهدف الرئيس من هذه التحركات الدعائية هو خلق حالة من الارتباك في ذهن الشباب والاتباع، وتصوير التنظيم كضحية للمؤامرات الخارجية لخلق "مظلومية" زائفة أمام أنصارهم ومحبيهم، في محاولة يائسة للتغطية على جرائمهم البشعة وتاريخهم الأسود من سفك الدماء والخراب. لكن وعي الشعوب العربية وتكاتفها، وإصرار دولها على المضي قدمًا في طريق التنمية والاستقرار، هو الرد الحاسم على كل هذه الدعوات الظلامية.

مستقبل المنطقة سيُكتب بأيدي أبنائها المخلصين، وليس بأيدي دعاة الكراهية والدمار.

مقالات مشابهة

  • وزير “الشؤون الإسلامية” يستقبل رئيس المجلس الإسلامي في ملاوي
  • غزة على حافة الانهيار الصحي.. مستشفيات بلا وقود وأدوية وارتفاع قياسي في الضحايا
  • واشنطن تشطب سوريا من قائمة «البلدان المارقة» وتحركات تمهّد لرفعها من قائمة الإرهاب
  • الكونغو الديمقراطية: صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام يكشف عن خطته للفترة 2025-2029
  • إيران وواشنطن على حافة المواجهة| أزمة التخصيب تتصاعد والحظر يشتد.. وترامب يتوعد
  • المغرب..عفو ملكي يشمل 1526 سجيناً بمناسبة عيد الأضحى
  • وحدة الطائرات الأردنية تحتفل في الكونغو
  • إفلاس الإرهاب.. لماذا ظهر العولقي بوجهه واستهدف مصر والأردن؟
  • طلاب الكونغو يجلسون للامتحانات بموافقة الحكومة والمتمردين
  • الاتحاد السرياني العالمي: الوضع في لبنان على حافة التأزم