هل توقف أمريكا تزويد إسرائيل بالأسلحة؟
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
أكدت واشنطن الثلاثاء، أن الرسالة التي حذرت فيها إسرائيل، من أنها إذا لم تزد المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.. فإنها قد تواجه قيوداً على مبيعات الأسلحة، لا تشكل تهديداً لأقرب حلفائها في الشرق الأوسط.
إسرائيل ستحتاج إلى كل الأسلحة التي يمكنها الحصول عليها
وكتب ألستر دوبر في صحيفة التايمز البريطانية، أنه على رغم ذلك، ربما بدت الرسالة وكأنها إنذار نهائي في القدس وتل أبيب.
وإذا لم تتمكن إسرائيل من ذلك أو لم تفعل، قالت الولايات المتحدة إنها ستبدأ في تقييد مبيعات الأسلحة إليها. وهو أمر قد يكون صعباً بالنسبة لدولة تخوض حرباً على جبهات متعددة.
???? Analysis: Washington insisted on Tuesday that its letter warning Israel to increase the supply of humanitarian aid to civilians in Gaza, or face restrictions on weapons sales, was not a threat to its closest ally in the Middle East ⬇️https://t.co/iY1fqvi3KE
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) October 16, 2024وأمريكا هي أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، حيث مثلت 69 في المائة من واردات الأسلحة التقليدية الإسرائيلية في السنوات الأربع حتى عام 2023 - وكانت ألمانيا ثاني أكبر مورد بنسبة 30 في المائة. وهي جزء من حزمة سنوية تبلغ قيمتها 3.8 مليارات دولار تم الاتفاق عليها في صفقة استمرت عقداً من الزمن، تهدف إلى منح الجيش الإسرائيلي تفوقاً عسكرياً نوعياً على أعدائه.
القبة الحديديةولا تُزود الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل ببعض المركبات المدرعة والطائرات المقاتلة السريعة فحسب، بل أيضاً بالصواريخ لنظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" والقنابل التي تستخدمها لاستهداف مقاتلي حماس وحزب الله.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية في غزة عامها الثاني، وتزايد تشابه القتال مع حزب الله في لبنان مع صراع آخر واسع النطاق، فإن إسرائيل ستكون حريصة بطبيعة الحال على عدم فرض قيود على تدفق الأسلحة.
وإذا أضفنا إلى ذلك المخاوف الأمنية الأكبر داخل إسرائيل وتصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية، فإن إسرائيل ستحتاج إلى كل الأسلحة التي يمكنها الحصول عليها، وذلك قبل التفكير في أي حرب مع إيران، التي يُخشى أن تكون الصراع القادم في المنطقة.
وكان الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، حريصاً على التقليل من أهمية الإشارة إلى أن الرسالة التي بعث بها وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنطوني بلينكن ولويد أوستن الأحد - ونشرتها وسائل الإعلام في اليوم التالي - يجب أن يُنظر إليها على أنها عدوانية بشكل مفرط.
وقال كيربي للصحافيين، إن الولايات المتحدة فعلت الشيء نفسه في أبريل (نيسان)، مما أدى إلى زيادة المساعدات الإنسانية. وأضاف أن الوضع في غزة يائس، وأن المساعدات تصل إليها أقل مما يجب، مما يشير إلى أن الأمريكيين في حاجة إلى القيام بشيء لمحاولة إقناع الإسرائيليين بالتحرك.
وفي مايو (أيار)، قال الرئيس بايدن أيضاً إنه سيتوقف عن إرسال القنابل وقذائف المدفعية إلى إسرائيل، إذا أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بغزو مدينة رفح.
The United States has warned Israel it may stop supplying the country with weaponsunless the humanitarian situation in Gaza improves.
Here’s a reminder of who provides Israel with weapons https://t.co/oGCXUoKfDN
وفي حينه، أوقف بايدن شحنة من القنابل يبلغ زنة الواحدة منها 2000 رطل، واعترف بأن الأسلحة الأمريكية استخدمت لقتل المدنيين في غزة.
شحنات الذخيرة الأمريكيةومع ذلك، سرعان ما استؤنفت شحنات الذخيرة الأمريكية، كما استؤنفت الغارات الجوية على رفح، القريبة من الحدود مع مصر، حتى لو لم يحدث هجوم بري كامل.
كما لم يتم الاستجابة للمطالبة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة لإسرائيل وحماس، بالموافقة على وقف نار إنساني في غزة، للسماح بالمساعدات وربما إطلاق الرهائن الإسرائيليين.
ويفضل الأمريكيون رؤية الإسرائيليين يسمحون بدخول المزيد من الغذاء والماء والأدوية إلى غزة، بدلاً من قطع إمدادات الأسلحة.
وليس لدى المسؤولين في واشنطن، رغبة في رؤية دفاعات إسرائيل تضعف، لكنهم في حاجة إلى أن يظهروا للجمهور المحلي، وخصوصاً للناخبين الديموقراطيين، أن أفضل صديق لأمريكا في الشرق الأوسط، ليس لديه تصريح حر للقيام بكل ما يريده - وخصوصاً قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات الرئاسية شديدة التنافس.
وتنتهي مهلة الثلاثين يوماً للامتثال لشروط الرسالة بعد الانتخابات، مما قد يؤثر على رد إسرائيل.
وتساعد الرسالة الأمريكية أوروبا – ولا سيما في المملكة المتحدة وفرنسا – حيث بدأ ينفد الصبر بإزاء ما يُنظر إليه على أنه موقف إسرائيل المتناقض حيال المدنيين الفلسطينيين في غزة.
ومع ذلك، من المثير للاهتمام، أنه مع وصول الرسالة إلى إسرائيل، وصلت أيضاً أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية ثاد، المصممة للدفاع عن البلاد ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية، والتي تم إطلاقها هذا العام مرتين على إسرائيل.
وقالت الولايات المتحدة منذ أشهر، إن الوضع الإنساني في غزة يائس، وأن ثمة حاجة لدخول المزيد من المساعدات. وهي لا تملك سوى طرق عدة لإقناع الإسرائيليين بالامتثال. ولكن حتى في ظل الظروف المريرة في غزة، والتحذير ــ أو التهديد ــ بخفض المساعدات العسكرية، فمن غير المرجح أن نرى أمريكا توقف تدفق الأسلحة والدعم لحليفتها قريباً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الشركة التي تدير مؤسسة غزة الإنسانية تنهي تعاقدها وتنسحب من العملية
كشفت صحيفة واشنطن بوست، عن أزمة جديدة، تضرب الشركة الأمريكية التي تعاقد معها الاحتلال، لتقديم ما يصفه بالمساعدات بعد استقالة اثنين من كبار المسؤولين التنفيذيين، في ظل تحويل نقاط التوزيع إلى مصائد لقتل الفلسطينيين المجوعين.
وأوضحت الصحيفة، أن فريقا من شركة استشارات إدارية أمريكية كبيرة، تم التعاقد معها الخريف الماضي، للمساعدة في تصميم البرنامج وإدارة العمليات، سحب من تل أبيب، وقال متحدة، باسم الشركة والتي تدعى مجموعة بوسطن للاستشارات، إنها أنهت عقدها مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، ووضعا أحد الشركاء الكبار الذين يقودون المشروع في إجازة، بانتظار مراجعة داخلية.
قال ثلاثة اشخاص مرتبطون ارتباطا وثيقا بكل من المؤسسة ومجموعة بوسطن للاستشارات، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لانهم لم يصرح لهم بمناقشة الأمر إنه سيكون من الصعب على المؤسسة الاستمرار في العمل، بدون المستشارين الذين ساعدوا في انشائها.
وبالاضافة إلى المساعدة في تطوير المبادرة بالتنسيق الوثيق مع الاحتلال، قامت مجموعة بوسطن، بتحديد أسعار الدفع وتجهيز المقاولين الذين بنوا أربعة مراكز توزيع في جنوب غزة لتوصيل المساعدات.
ورغم زعم مجموعة بوسطن، أنها قامت بعملها بصورة مجانية، لأغراض إنسانية، ولن تتقاضى أجرا عن عملها، إلا أن الصحيفة نقلت عن شخصية مطلعة على العمليات، نفيه ذلك، وأن المجموعة قدمت فواتير شهرية، تزيد على مليون دولار عن عملها.
ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين في مجال المساعدات الذين طلب منهم تولي دور قيادي في مؤسسة غزة الانسانية، لكنه رفض الانضمام، "سواء اعجبنا ذلك أم لا إسرائيل هي من تتحكم في غزة الآن يمكننا إما التظاهر بالغضب أو قبول الأمر لن تقدم المساعدات أبدا بطريقة محايدة بسبب اليد الثقيلة للاسرائيليين" وفق وصفه.
وكان المدير التنفيذي لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، أعلن استقالته "الفورية"، قبل يوم واحد من بدئها أعمالها في قطاع غزة، تحت إمرة الاحتلال.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة جيك وود في البيان إنه تولى منصبه القيادي قبل شهرين لأنه شعر بأنه "مدفوع لأفعل ما باستطاعتي للمساعدة في تخفيف المعاناة" في غزة، لكنه أضاف أنه بات من الواضح عدم امكانية تنفيذ خطة المنظمة "مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية".
وأشار وود أيضًا إلى وجود تهديدات من "إسرائيل" تجاه استقلال مؤسسة التمويل الدولية وأنشطتها في مجال المساعدات الإنسانية، بحسب ما ذكر موقع "يديعوت أحرنوت".
واختتم وود بيانه مؤكدا اعتقاده بأن الطريق الوحيد للسلام المستدام هو إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء القتال، وتحقيق الكرامة لجميع الناس في المنطقة .
عبرت المؤسسات الأممية المعنية بتوزيع المساعدات عن رفضها المشاركة في الخطة الإسرائيلية، باعتبارها، غير شفافة وتحتمل أهدافا عسكرية.
وقالت الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية.
وصرح توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في إفادة أمام مجلس الأمن الدولي مؤخرا، إن "المشكلات في الخطة التي طرحتها "إسرائيل" أنها تفرض مزيداً من النزوح، وتعرض آلاف الأشخاص للأذى، وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة، ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، وتجعل التجويع ورقة مساومة.
كما حذرت منظمات إغاثية وحقوقية بريطانية دولية من أن "مؤسسة غزة الخيرية" المدعومة أمريكيا "مسيسة"، وليس لها جذور من العمل الإغاثي في غزة.
ودعت المنظمات الحكومات والمنظمات الإنسانية إلى رفض نموذج المؤسسة الجديد والمطالبة بالوصول إلى القطاع لجميع مقدمي المساعدات "وليس فقط أولئك الذين يتعاونون مع قوة احتلال".