بوابة الوفد:
2025-08-01@16:11:00 GMT

عن الأهرام وناطحات السحاب

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

فى بداية هذا العام كنت باحثًا زائرًا فى جامعة هارفارد الأمريكية. لا يكاد يخلو أى حديث يدور بينى وبين من قابلتهم هناك من الإشارة إلى بلدى مصر مقرونة بالأهرام وأبى الهول. يذكرنى هذا باقتران أمريكا بناطحات السحاب فى منظورنا وكتاباتنا عنها منذ بدايات القرن الماضى. 

لكنّ هناك فرقًا: كانت الأهرامات المصرية مقابر ملكية، ومثوى أخيرًا للفرعون وعائلته، وشكّلت غالبًا جزءًا من مجمع واسع النطاق يتضمن مواقع دفن الملكات والمعابد الجنائزية للطقوس اليومية.

أما ناطحات السحاب فهى تظهر أفكارًا حديثة وجرأة معمارية فائقة، مؤشرة على تقدم أمة شابة تلعب دورها كقوة عظمى على المسرح العالمى. وتتجلى هذه الجرأة فى نفس الاسم الذى أطلقه الأمريكيون على هذا الصرح المعاصر: skyscraper ترجمناها تواضعا «ناطحة سحاب»، بناء شاهق «يكشط» السحاب، بلا خجل ولا وجل ولا اعتذار. 

ومكتبة «وايدنر» فى هارفارد تحتوى على الكثير من الكتب والمراجع المتعلقة بتاريخ العلاقات الأمريكية–المصرية. كانت مفاجأة لى أن أقرأ أنه فى عام 1862، احتج الرئيس لينكولن على وجود القوات المصرية فى المكسيك الذين كانوا هناك فى ذلك الوقت يدعمون الثوار، أو أن الخديو إسماعيل، حاكم مصر فى عام 1868 جنّد قدامى المحاربين الأمريكيين فى الحرب الأهلية الأمريكية لتحديث الجيش المصرى، أو أنه فى عام 1880، أهدت مصر إلى أمريكا مسلة فرعونية قديمة، والمعروفة باسم إبرة كليوباترا، والتى أقيمت فى حديقة «سنترال بارك» بنيويورك. 

أثارت زيارة الرئيس ثيودور روزفلت لمصر فى عام 1910 ردود فعل سلبية من المصريين. ألقى الرئيس الأمريكى خطابًا فى الجامعة الأهلية المصرية المنشأة حديثًا، هاجم فيه التعصب الدينى، ولكن بدا أنه أعرب عن وجهات نظر مؤيدة للاحتلال البريطانى لمصر. ونُقل عنه قوله: «إن تدريب الأمة على التكيف بنجاح للوفاء بواجبات الحكم الذاتى هى مسألة ليست لعقد أو عقدين، بل هى مسألة أجيال». 

وأثارت مثل هذه الآراء انتقادات من محمد فريد وأحمد شوقى (جريدة الرسالة رقم 893  لسنة 1910) لكن هذه الحادثة لم تكن لتؤذى المشاعر المصرية تجاه الولايات المتحدة كما سيلاحظ فى الأربعين سنة القادمة منذ زيارة تيودور روزفلت لمصر.

ولإعطاء فكرة سريعة عن تطور النظرة المصرية عن المجتمع الأمريكى دعونى أستشهد بملاحظة عن المرأة الأمريكية للأمير محمد على (1912): «... والذى استغربته أنى رأيت كثيرا من السيدات راكبات عربات صغيرة مقفلة تمشى بقوة الكهرباء، وهن اللاتى يحركنها بأنفسهن بدون سائق يقودها بلا خوف ولا وجل، فقلت إذ ذاك: إن الأمريكيين الذين أمهاتهم أمثال هؤلاء السيدات الممتلئات نشاطا وثباتا وقوة جنان جديرون بما نالوا من الصيت الطائر فى جميع أنحاء العالم، فأكثر أخلاق الولد وعوائده مكتسب من أمه، فالأمم ترتفع بارتفاع المرأة فيها وتنحط بانحطاطها...».  

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأهرام ناطحات السحاب الأهرامات المصرية فى عام

إقرأ أيضاً:

شريف عامر: اتهامات حماس لمصر غير منطقية وتخسرها أهم حلفاء للفلسطينيين

أكد الإعلامي شريف عامر، أن التصريحات التي خرجت عن لجنة محسوبة على حركة حماس، والتي تتهم فيها مصر بالتقصير في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، غير منطقية وتستدعي التوقف أمام دوافعها.

وقال شريف عامر، خلال تقديم برنامجه «يحدث في مصر»، المذاع على قناة إم بي سي مصر: «ربما تكون هذه التصريحات جزءًا من مناورة سياسية لا أعرف هدفها، أو قد تتراجع عنها حماس لاحقًا ببيان رسمي ينفيها، لأنها ببساطة لا تتسق مع الواقع».

وأضاف: «لقد عشنا سنوات طويلة ونعلم جيدًا أن حركة حماس ترتبط بمحور إيران وجبهة الممانعة، مصر من جهتها لم تكن يومًا حليفًا سياسيًا لأي فصيل فلسطيني، بل هي حليف للشعب الفلسطيني فقط، وتعمل من أجل إنقاذه من الكارثة الإنسانية التي يعيشها في غزة"، موضحًا أن ما صدر عن حماس يمثل موقفًا غير محسوب».

وتابع: "تصريح حماس كأنها تضرب نفسها بالرصاص في قدمها، فهي بتلك التصريحات تخسر أهم حليف حقيقي للشعب الفلسطيني، وهو مصر حكومة وشعبًا"، مؤكدًا على أن مصر تبحث عن مخرج حقيقي للأزمة، وأن التصريحات غير المسؤولة لن تؤثر على التزامها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، لكنها تضر بصورة من يطلقها وتضعف الموقف الفلسطيني أمام العالم.

اقرأ أيضاً«انخفاض الحرارة وأمطار».. حالة الطقس المتوقعة غدًا الخميس 31 يوليو 2025

المهدي: الإجازات ضرورة لحماية الإنسان من الاحتراق النفسي «فيديو»

هل ما نعيشه الآن من علامات الساعة؟.. أمين الفتوى يُجيب

مقالات مشابهة

  • أخبار التوك شو | الرئيس السيسي لـ ستارمر: يجب بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة في أقرب وقت.. مصطفى بكري منفعلا: خلي حد يقرب من الحدود المصرية هنقطع رجله
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: نشيد بموقف مصر التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية
  • الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية
  • شريف عامر: اتهامات حماس لمصر غير منطقية وتخسرها أهم حلفاء للفلسطينيين
  • شريف عامر: اتهامات حماس لمصر «غير منطقية» وتُخسرَها أهم حلفاء للفلسطينيين
  • الجبهة الوطنية: القضية الفلسطينية محورية لمصر
  • لجنة الطوارئ المركزية بغزة توجه صفعة قوية لمصر
  • رئيس الوزراء: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تأكيد لثوابت الدولة المصرية
  • رئيس الوزراء: كلمة الرئيس حول الأوضاع فى غزة تؤكد ثوابت الدولة المصرية فى تعاملها مع القضية الفلسطينية
  • مصر.. السلطات الأمنية تلقي القبض على رمضان صبحي لهذا السبب