اتضح للجميع تأثير السياسات الأميركية المصرفية تجاه العراق وخصوصا القطاع المصرفي، في محاولة لاحداث ارباك في حركة السوق التجاري ودفع الحكومة في مواجهة مباشرة مع الشعب، بعد الارتفاع الحاصل في معظم الأسعار، على الرغم من تمكن الحكومة من اتخاذ قرار لتخفيض سعر الصرف بعد تجاوزه حاجز الـ 175 الف دينار لكل 100 دولار.

بدورها رسمت حكومة السوداني سياسة مالية جديدة وضع خلالها سعر الصرف الرسمي عند حاجز الـ 130 الف دينار لكل مئة دولار.

وعلى الرغم من ذلك الا ان الإجراءات الأميركية كانت وراء استمرار ارتفاع سعر الصرف من حيث تضييق حصول المصارف العراقية على العملة الصعبة بحجة التهريب والمضاربات والسوق السوداء.

وقال النائب عن كتلة صادقون، محمد البلداوي  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “اميركا تمارس ضد العراق اجراءات انتقامية بعد تحركه باتجاه حل ازمة الكهرباء ومقايضة النفط بالغاز الايراني، والخروج من مأزق الدولار”.

وأضاف ان ” واشنطن تسعى لفرض رأيها وتكون مهيمنة على القرارات في العراق، اذ اتخذت اجراءات انتقامية تسببت في رفع سعر صرف الدولار في الاسواق المحلية، وبالتالي زيادة اسعار البضائع والسلع والمواد الغذائية والحاق الضرر بالمواطن”.

ولفت البلداوي الى ان “الجانب الاميركي يسعى من خلال اجراءاته ان يكون المتحكم في العراق ويتخذ مايريده من قرارات، وبخلافه فأنه يلجأ الى استخدام بعض وراق الضغط لتحقيق مصالحه والاضرار بالعراق وشعبه”.

من جانب اخر، بين عضو تحالف الفتح، علي الزبيدي  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إنه “واشنطن تفتقر الى الكثير من المصداقية في المعاهدات والمواثيق التي يتم الاتفاق معها، اذ لا يوجد انصاف باستمرار توديع أموال البلد في البنك الفدرالي الأمريكي”.

وأوضح، ان “العراق سينتهي من ازمة الدولار اذا تخلص من السطوة التي تفرضها الولايات المتحدة الامريكية على أموال بيع النفط، خصوصا ان واشنطن تفرض قيود البند السابع على العراق بشكل شفوي من اجل تحقيق مصالحها الخاصة”.

من جهة أخرى، اكد الخبير الاقتصادي صفوان قصي، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “الصيرفات الموجودة في العراق تحصل على عمولة مناسبة عند شراء الدولار وبيعه، مايحتم عليها الالتزام بعمولتها، في وقت يتوجب فيه وجود سياسة مالية تكون مكملة للبنك المركزي في سياسته المتعلقة ببيع الدولار في السوق الموازي”.

وأضاف، ان “هناك حاجة ماسة لضبط المنافذ الحدودية، وكذلك تقليل حجم الاستيراد من دون وجود حوالات مالية خارجية، بالإضافة الى الدفع بالمصارف نحو نظام مصرفي مرن والاعتماد على الاعتمادات المستندية، بحيث يسمح لجميع التجار بالتعامل مع مجهزين موثوقين”.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

إقرأ أيضاً:

ترامب يدفع لنفط أرخص: ضغوط أمريكية تهدد الخليج وتغرق العراق في أزمة مالية

11 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تخفيض أسعار النفط بشكل حاسم، مدفوعاً بوعود حملته الانتخابية بـ”حفر حفر”، رغم أن الكثير من الدول المنتجة، خاصة في الخليج، تعد حلفاء وثيقين لواشنطن. في خطوة تعكس سياسته الطاقية الجريئة، اذ أصدر ترامب أوامر تنفيذية في يناير 2025 لتسريع الإنتاج الأمريكي، مما أدى إلى ارتفاع الإنتاج اليومي إلى 13.5 مليون برميل، مع توقعات بزيادة إضافية في الخليج المكسيكي عبر مزادات جديدة.

ومع ذلك، يحذر محللون من أن هذا النهج، الذي يهدف إلى خفض أسعار البرنت إلى 60 دولاراً للبرميل، قد يعمق التوترات مع حلفاء يعتمدون على أسعار أعلى لتوازن ميزانياتهم.

من جانب آخر، يواجه الخليج تحديات متزايدة أمام سياسة ترامب، حيث يعتمد الإنتاج السعودي والإماراتي على أسعار تصل إلى 70-80 دولاراً لتمويل مشاريع التنويع مثل رؤية 2030.

ومع زيادة الإنتاج الأمريكي بنحو مليون برميل يومياً، أجبرت أوبك+ على تعديل حصصها في ديسمبر 2025، مما أثار مخاوف من فائض عالمي يصل إلى 1.4 مليون برميل، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة.

وفي الوقت نفسه، أدت عقوبات ترامب على فنزويلا وإيران إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار إلى 62 دولاراً بعد مصادرة ناقلة نفط في 10 ديسمبر، لكن الضغط على الإنتاج يبقى الاتجاه المهيمن، مما يهدد بإعادة تشكيل التحالفات الاستراتيجية في المنطقة.

بالتوازي، يبرز العراق كضحية أولى محتملة لهذه السياسة، حيث يعتمد اقتصاد بغداد بنسبة 90% على إيرادات النفط، وانخفاض الأسعار إلى أدنى مستوياته منذ 2023 يفاقم أزماته المالية.

وفقاً لتقرير صندوق النقد الدولي في مايو 2025، يتوقع تباطؤ النمو غير النفطي إلى 1% هذا العام، مع عجز في الحساب الجاري يصل إلى 4.3%، مما يهدد بتراجع الاحتياطيات الأجنبية إلى 12 مليار دولار فقط. أما في بغداد، فيواجه الحكومة ضغوطاً لقطع الإنفاق الرأسمالي، مع ارتفاع التضخم وتراكم الديون، مما قد يشعل اضطرابات اجتماعية إذا لم يتم تعزيز التنويع الاقتصادي.

و يعكس سعي ترامب للطاقة الرخيصة توازناً دقيقاً بين الانتخابات الداخلية والاستقرار الدولي، حيث يعد بأمريكا طاقية مهيمنة، لكنه يخاطر بزعزعة الشرق الأوسط. مع ذلك، يظل الطريق طويلاً نحو تحقيق هذا التوازن، خاصة مع الانتخابات البرلمانية العراقية في نوفمبر التي قد تعيق الإصلاحات، مما يجعل الضحايا الأوائل يدفعون الثمن الأكبر في سباق النفط العالمي.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بعثة الأمم المتحدة: العراق مقبل على خطة مارشال عراقية – عراقية
  • ارتفاع كبير في أسعار الذهب بمصر اليوم السبت
  • ارتفاع ضحايا حريق هونج كونج إلى 36 وإجراءات الإنقاذ مستمرة
  • انتحار شاب شنقاً بسبب فتاة أميركية جنوبي العراق
  • العراق يتلقى رسالة أميركية: أموال تهريب نفط تتسلل إلى مصرف بغداد
  • مدرب المنتخب الأردني: العراق خصم قوي ولا يمكن الحكم عليه بخسارته مع الجزائر
  • ترامب يدفع لنفط أرخص: ضغوط أمريكية تهدد الخليج وتغرق العراق في أزمة مالية
  • ارتفاع جديد لأسعار الدولار أمام الدينار في بغداد وأربيل
  • ارتفاع في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار
  • سوق الذهب يتأثر: الدولار يقفز بعد بيانات الوظائف الأمريكية