جاكرتا- أشار ناشطون إلى اقتراب قارب لاجئين من الروهينغيا من السواحل الشرقية الجنوبية لإقليم آتشيه الإندونيسي، أمس الجمعة، بعد 17 يوما من إبحاره من السواحل الجنوبية الشرقية لبنغلاديش القريبة من الحدود الميانمارية.

وحسب التسجيل الذي حصلت عليه الجزيرة نت، فإن هؤلاء اللاجئين انطلقوا في رحلتهم في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ويحمل القارب 165 شخصا بعضهم من النساء والأطفال، وقد ظلوا فترة في بحر أندامان غربي السواحل التايلاندية مرورا بالسواحل الماليزية باتجاه مضيق ملقا جنوبا، حتى اقتربوا من السواحل الشمالية الشرقية لجزيرة سومطرة الإندونيسية.

ومنذ صباح السبت، اقترب القارب من السواحل الجنوبية الشرقية لإقليم آتشيه، لكن لم يؤذن للقارب بأن يرسو عند أي ساحل من السواحل الإندونيسية في الإقليم.

A boat carrying 165 Rohingya refugees has been stranded in the Andaman Sea since Oct. 1, From Bangladesh Refugee camps desperately seeking refuge in Malaysia. A female passenger tragically died yesterday. These are lack of out of food and water. pic.twitter.com/9j7Kbd02aX

— Ro Muhammad Nur (@ro_muhammad_nur) October 18, 2024

أوضاع قاسية

ووفق التسجيل نفسه، فإن اللاجئين دخلوا المياه الإندونيسية منذ أكثر من أسبوع، ساعين للجوء إلى جاكرتا هربا من الأوضاع الصعبة في مخيماتهم ببنغلاديش في أوضاع طقس صعبة مع نفاد موادهم الغذائية. ويُظهر إحدى اللاجئات مسجاة على سطح القارب بعد وفاتها، بسبب الجوع والمرض تاركة أطفالها أيتاما مع غيرهم من اللاجئين، وفق ما نقله النشطاء للجزيرة نت.

ويقول اللاجئون في التسجيلات -التي أرسلوها بعد حصولهم على إشارة اتصال هاتفي- إنهم يشاهدون السواحل الإندونيسية واضحة للعيان، باعثين بنداء استغاثة لإنقاذهم واستقبالهم، وأن حياتهم مهددة لو ظل قاربهم يترنح باتجاه المحيط الهندي.

ويوضح أحد النشطاء الروهينغا -للجزيرة نت- أن المهربين الذين جاؤوا باللاجئين تركوا القارب، واستقلوا آخر تاركينهم دون وقود أو طعام كافٍ، وهو ما تكرر في رحلات لاجئين سابقا، رغم أنهم يَعدونهم بإيصالهم إلى سواحل ماليزيا أو إندونيسيا مقابل مبالغ يدفعونها قبل أن ينطلقوا في رحلتهم.

Rohingyas seek refuge in various countries to escape the genocide of (AA) Junta.
166 Rohingya are at risk of death due to lack of food in the Andaman Sea & On 01 Oct 2024 they started the journey from Teknaf Saint Martin to Malaysia.

Among them,a woman died due to lack of food pic.twitter.com/5Zc5uPrR34

— Saiful Arakani (@Arakani_Saiful) October 18, 2024

مصاعب أمنية

ويُعد هذا أول قارب للاجئين الروهينغا يصل إلى السواحل الإندونيسية منذ نحو 7 أشهر، وتحديدا في أواخر مارس/آذار الماضي حينما وصلت عدة قوارب متتالية خلال أسابيع آخرها واحد وصل إلى غرب إقليم آتشيه.

ولقي عشرات منهم حتفهم غرقا عندما انقلب قاربهم قرب سواحل مدينة ميلابوه غربي الإقليم، وقد شهدت سواحل آتشيه وصول أكثر من 40 من قوارب وسفن اللاجئين الروهينغا الفارين من مخيمات النزوح في بنغلاديش أو من ولاية أراكان غربي ميانمار مباشرة منذ عام 2009.

ولا تقتصر مصاعب العيش في مخيمات اللاجئين على إشكالات الغذاء أو سوء مستوى مساكنهم، بل تشهد أيضا بين الحين والآخر أحداثا أمنية تهدد حياتهم، آخرها تبادل لإطلاق النار بين مجموعتين مسلحتين، أمس الخميس، في مخيم أوخيا 14 و15، أسفر عن إصابة 10 أشخاص بجروح، حسب مصادر أمنية بنغلاديشية.

يُشار إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت عبور نحو 40 ألف لاجئ روهينغي جديد من ولاية أراكان نحو الأراضي البنغلاديشية، وفق أرقام وزارة الخارجية البنغلاديشية.

وعبرت الوزارة -هذا الأسبوع- عن قلقها من الأوضاع الأمنية المتردية في المناطق الحدودية بين البلدين، من خلال استدعاء وزير الخارجية البنغلاديشية المستشار محمد توحيد حسين، السفير الميانماري لدى بلاده يو تشياو سو مو، أول أمس الأربعاء.

قتال حاد

وتشهد ولاية أراكان، منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، قتالا تتزايد حدته وتتسع رقعته الجغرافية بين جيش أراكان الفصيل الذي يمثل قومية الريكاين البوذية، والجيش الميانماري التابع لحكومة العسكر المركزية.

في حين يجد الروهينغا أنفسهم ضحايا لهذا القتال، بل يجبر بعض شبابهم على الانضمام له، وهو ما يدفعهم إلى الهرب من قراهم فرارا من التجنيد الإجباري "في حرب ليسوا طرفا فيها".

وكان الرئيس البنغلاديشي محمد شهاب الدين قد دعا المجتمع الدولي إلى المساعدة في تحقيق حل عادل وشامل للقضية الروهينغية.

وأشار إلى التحدي الاقتصادي والاجتماعي الذي تواجهه بلاده، وأنها تمر بأوضاع سياسية واقتصادية صعبة، وفي الوقت ذاته تستضيف نحو 1.2 مليون لاجئ روهينغي، وذلك خلال استقباله عددا من السفراء الأجانب الثلاثاء الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من السواحل

إقرأ أيضاً:

مفوضية اللاجئين: أزمة السودان وصلت نقطة اللاعودة مع تضاعف أعداد اللاجئين بتشاد

 

وجهت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحذيراً بشأن حالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة في شرق تشاد، حيث تضاعف عدد اللاجئين السودانيين الواصلين إلى البلاد لأكثر من ثلاث مرات، وخلال ما يربو قليلاً عن عامين من الصراع الدامي.

التغيير ـــ وكالات

منذ أبريل 2023، عبر أكثر من 844,000 لاجئ سوداني إلى تشاد. وقبل هذه الأزمة الأخيرة، كانت تشاد تستضيف نحو 409,000 لاجئ سوداني فروا من موجات سابقة من النزاع في إقليم دارفور بين عامي 2003 و2023. وعلى مدى عامين ونيّف، شهدت البلاد ارتفاع عدد هؤلاء اللاجئين إلى أكثر من 1.2 مليون شخص، وهو ما يتجاوز بكثير العدد الذي استقبلته البلاد خلال العقدين السابقين، ويشكل ضغطاً تصعب التعامل معه من حيث قدرة تشاد على الاستجابة.

بدأ التدفق الأخير إلى تشاد في أواخر أبريل 2025، وذلك في أعقاب الهجمات العنيفة التي شنتها الجماعات المسلحة في شمال دارفور في مطلع الشهر نفسه. وأسفرت تلك الهجمات على مخيمات النازحين، بما في ذلك مواقع الاستضافة في زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر، عن مقتل أكثر من 300 مدني ودفعت بعشرات الآلاف إلى البحث عن مكان آمن. وخلال مدة تربو على الشهر من الزمن، وصل 68,556 لاجئاً إلى مقاطعتي وادي فيرا وإنيدي إست في تشاد، حيث بلغ متوسط عدد من يعبرون الحدود يومياً 1,400 شخص في الأيام القليلة الماضية. يضطر هؤلاء المدنيون للفرار في حالة من الذعر، والكثيرون منهم يتنقلون وسط إطلاق النار، وعبر نقاط التفتيش المسلحة ويتعرضون للابتزاز والقيود المشددة التي تفرضها الجماعات المسلحة.

وقد أجرت فرق الحماية التابعة للمفوضية مقابلات مع 6,810 من اللاجئين الواصلين حديثاً منذ أواخر أبريل، وكشفت عن روايات مروّعة عن العنف والفقدان. وأبلغ عدد مذهل بلغ 72 بالمائة عن وقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجسدي، والانتهاكات الجنسية، والاحتجاز التعسفي والتجنيد القسري، فيما قال 60 بالمائة منهم بأنهم قد انفصلوا عن أفراد أسرهم.

وإلى جانب حالة النزوح الطارئة، هناك أزمة هائلة تتكشف فصولها وتطال الأطفال.

وصلت نسبة الأطفال في سن الدراسة وأولئك المحرومين من الالتحاق بالمدارس حالياً إلى 66 بالمائة، وهناك 30 طفلاً وصلوا مصابين بجروح خطيرة.

ومن بين المتضررين، هناك الطفلة حواء البالغة من العمر سبع سنوات، والتي كانت قد فرّت إلى تشاد مع شقيقتها الكبرى بعد أن فقدت والدتها ووالدها وشقيقيها في قصفٍ على مخيم زمزم. وأثناء الهجوم، تعرّضت حواء لإصابات بالغة، واستلزم الأمر بتر إحدى ساقيها. قصتها ليست سوى واحدةٍ من بين قصصٍ لا حصر لها تعكس الخسائر الجسدية والنفسية المدمرة للحرب المستعرة على المدنيين في السودان. لقب باتت الحاجة ملحة لتوسيع نطاق توفير الرعاية الصحية ودعم الصحة النفسية لمعالجة المعاناة المباشرة، وإرساء أسس التعافي والمصالحة.

وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الشركاء في المجال الإنساني والسلطات المحلية، ما زالت الاستجابة لحالات الطوارئ تعاني من نقص خطير في التمويل. كما أن ظروف الإيواء مزرية بنفس القدر، حيث لم تُلبى سوى نسبة لا تتجاوز 14بالمائة من الاحتياجات الحالية، مما يترك عشرات الآلاف عرضةً لعوامل الطقس القاسية وانعدام الأمن. يحصل اللاجئون حالياً على 5 لترات فقط من المياه للشخص الواحد يومياً، أي أقل بكثير من المعيار الدولي الذي يتراوح بين 15 و20 لتراً للاحتياجات اليومية الأساسية. ويجبر هذا النقص الحاد العائلات على اتخاذ قرارات صعبةٍ تعرض صحتهم وكرامتهم للخطر. وبالإضافة إلى ذلك، ما زال نحو 290,000 لاجئ عالقين على الحدود، تحت رحمة العوامل الجوية وانعدام الأمن وخطر التعرض لمزيد من العنف.

كما تشدد المفوضية على الحاجة الملحة لإقرار المجتمع الدولي بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يشهدها السودان، والعمل على القضاء عليها. فالعنف في مدينة الفاشر وما حولها، وانتشار نقاط التفتيش، والقيود التي تفرضها الجماعات المسلحة على التنقل، تجعل حركة المدنيين محفوفة بالمخاطر بشكل متزايد، وتؤدي لزيادة المخاطر التي يتعرض لها أولئك الذين ما زالوا يحاولون الفرار.

في إطار الاستجابة الإقليمية للاجئين في السودان، تسعى المفوضية وشركاؤها في تشاد بشكل عاجل للحصول على 553.7 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الإغاثية للاجئين الفارين من السودان إلى شرق تشاد، بما في ذلك توفير خدمات الحماية والمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي.

لقد اضطر أربعة ملايين شخص حتى الآن للفرار من السودان إلى الدول المجاورة منذ بداية الحرب، والتي دخلت عامها الثالث، وهو ما يمثل منعطفاً مأساوياً في أزمة النزوح الأكثر ضراوةً في العالم. وفي حال استمر النزاع، فسوف يواصل آلاف الأشخاص الآخرين الفرار، مما يعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر.

تعتبر حالة الطوارئ في السودان أزمة إنسانيةٍ وأمانٍ وطفولةٍ. إنّ حياة ومستقبل الملايين من المدنيين الأبرياء، بمن فيهم الأطفال مثل حواء، على المحك. ومن دون زيادة كبيرة في التمويل، لا يمكن تقديم المساعدات الإغاثية بالحجم والسرعة المطلوبَين.

الوسومأزمة إنسانية الأطفال السودانيين في تشاد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حالة الطوارئ الإنسانية

مقالات مشابهة

  • بعد عام و 5 أشهر فقط من زواجه الأول.. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ زوجته الحسناء وجمهوره ويعقد قرانه على إبنة فنان جماهيري شهير والزوجة الأولى تطلب الطلاق
  • لجنة تحقيق أممية: “اسرائيل” ترتكب إبادة بقتل مدنيين لاجئين في مدارس غزة
  • مفوضية اللاجئين: أزمة السودان وصلت نقطة اللاعودة مع تضاعف أعداد اللاجئين بتشاد
  • إسرائيل تمنع سفينة مادلين “الخيرية” من الوصول إلى غزة
  • 379 مهاجراً عالقين في البحر المتوسط
  • إيطاليا تُنقذ 380 مهاجرًا غير شرعي أبحروا من ليبيا
  • خلال عمليات منفصلة.. إنقاذ قرابة 380 مهاجرا غير نظامي أبحروا من ليبيا
  • ولادة طفل في البحر بعد غرق قارب يقل مهاجرين
  • المقاومة البحرية.. قصص كسر الحصار البحري عن غزة
  • “الخيرية الهاشمية” توزع لحوم الأضاحي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالأردن