كوبا تغرق في الظلام والرئيس يحذر من "الفوضى"
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
حذر الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، من أنّ حكومته لن تتساهل مع أي إخلال بالنظام العام في الجزيرة، التي تشهد منذ أيام انقطاعاً شبه تام للتيار الكهربائي، وضربتها اعتباراً من أمس الأحد، العاصفة الاستوائية أوسكار.
وفي ظل أسوأ أزمة تواجهها كوبا خلال 30 عاماً، قال دياز كانيل الذي كان يرتدي الزي العسكري خلال لقاء بثّه التلفزيون الرسمي، إن "الأهالي خرجوا مساء السبت لمحاولة الإخلال بالنظام العام".
Cuba's electrical grid collapsed again on Sunday, the fourth such failure in 48 hours with a hurricane making landfall to compound the island's misery and threaten further havoc on its decrepit infrastructure https://t.co/W6FCp6V3WA pic.twitter.com/1JVfJpFyG4
— Reuters (@Reuters) October 21, 2024وأكد أن كل الضالعين في الاضطرابات سيحاكمون "بالصرامة التي تلحظها القوانين الثورية"، مشيراً إلى أن العديد من هؤلاء كانوا يتصرّفون "بناء على توجيهات مشغّلي الثورة المضادة الكوبية من الخارج".
ومنذ 3 أشهر، يعاني الكوبيون انقطاعاً متكرراً ومتزايداً للتيار الكهربائي. والخميس الماضي، وصل العجز الوطني في الطاقة إلى 50% بعدما كان حوالي 30%، ما زاد من سخط السكان.
وفي الأسابيع الأخيرة، استمرّ انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة في اليوم في العديد من المناطق، وصولاً إلى انقطاعه بشكل شبه كامل في جميع أنحاء البلاد الجمعة الماضي.
ضجيج ونفاياتومساء أمس الأحد، أفاد شهود بأنّ سكاناً خرجوا إلى الشوارع في هافانا للتعبير عن غضبهم. وقالت امرأة تسكن منطقة سانتو سواريز إنّ "هناك أشخاص في الشارع يصدرون ضجيجاً بالأواني والمقالي ويصرخون (أعيدوا الكهرباء)".
وأفاد مصور عن إقامة حواجز على الطرقات من خلال مستوعبات النفايات في منطقة سنترو. وكان انقطاع التيار الكهربائي أحد أسباب الاحتجاجات غير المسبوقة المناهضة للحكومة في 11 يوليو (تموز) 2021. وفي سبتمبر (أيلول) 2022، شهدت الجزيرة انقطاعاً شاملاً للتيار بعد مرور الإعصار إيان الذي ضرب جزءها الغربي.
وضرب الإعصار أوسكار شرق كوبا أمس في الساعة 17:50، كعاصفة من الدرجة الأولى، قبل أن يضعف ويتحوّل إلى عاصفة استوائية، وفق المركز الوطني الأمريكي للأعاصير. وبالنسبة إلى سكان الجزيرة البالغ عددهم حوالي 10 ملايين نسمة، تضيف هذه العاصفة مشكلة إضافية الى معاناتهم اليومية من انقطاع الكهرباء ونقص الغذاء والدواء والتضخم المتسارع.
وكانت العاصفة مصحوبة برياح قوية بلغت سرعتها حوالي 110 كيلومترات في الساعة، ومن المتوقع أن تستمر في التحرك عبر شرق كوبا اليوم الإثنين. وفي باراكوا، ضربت أمواج يصل ارتفاعها إلى 4 أمتار الواجهة البحرية، بينما أفادت القناة التلفزيونية الرسمية، بأنّ أسقف وجدران المنازل تضرّرت، كما سقطت أعمدة الكهرباء والأشجار.
عودة التياروانقطع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل عن البلاد الجمعة الماضي، جراء توقف المحطة الحرارية الرئيسية الواقعة في ماتانزاس بغرب الجزيرة. وتواجه كوبا صعوبات في شراء الوقود اللازم لتغذية المحطات الرئيسية، جراء تشديد الحصار الذي تفرضه واشنطن على الجزيرة منذ العام 1962.
وتتغذى الجزيرة بالكهرباء من 8 محطات حرارية متهالكة ومعطّلة في بعض الأحيان أو تخضع للصيانة، بالإضافة إلى الكثير من محطات الطاقة العائمة التي تستأجرها الحكومة من شركات تركية، ومولّدات الكهرباء.
واستفاد مئات الآلاف من السكان من الكهرباء لبضع ساعات الأحد، قبل أن تُصاب الشبكة بالشلل التام مجدداً، وفقاً لشركة الكهرباء الوطنية. ولا تزال شوارع هافانا غارقة في الظلام، باستثناء أنوار الفنادق والمستشفيات وعدد من المطاعم، أو الحانات الخاصة التي يمكن لأصحابها تشغيل مولّدات.
وقال وزير الطاقة والمناجم فيسينتي دي لا أو ليفي، للصحافيين الأحد، إنّه ستتم استعادة التيار الكهربائي في معظم أنحاء البلاد بحلول مساء اليوم الإثنين، مضيفاً أنّ "آخر عميل قد يحصل على الخدمة بحلول يوم غد الثلاثاء".
وأقرّ الرئيس الكوبي في خطابه، بأنّ الوضع في شبكة الكهرباء لا يزال "معقداً ويتسم بعدم الاستقرار". وكان دياز كانيل أعلن الخميس الماضي، أن الجزيرة تشهد "حالة طوارئ" في مجال الطاقة.
وقال سيرغي كاستيو (68 عاماً) بغضب: "الأمر خطير حقاً، لا توجد حياة هنا، وهذا البلد لا يستطيع تحمّل أكثر من ذلك"، مضيفاً "منذ يومين، لم أتناول سوى وجبات خفيفة وبيتزا وغيرها من الوجبات السريعة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية كوبا كوبا التیار الکهربائی
إقرأ أيضاً:
باصرة يطالب بإنهاء أزمة الكهرباء في حضرموت ويحذر من الفوضى
وجّه نائب رئيس مجلس النواب، المهندس محسن علي عمر باصرة، نداءً عاجلاً إلى قيادات الدولة بشأن أزمة الكهرباء التي تشهدها محافظة حضرموت، محذراً من تداعيات استمرار انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يومياً.
وقال باصرة في رسالة موجهة إلى رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ومجلس النواب، والحكومة، وهيئة التشاور والمصالحة، ومجلس الشورى، إن حضرموت تعيش أوضاعاً صعبة، حيث توقفت حركة المواصلات العامة والخاصة، وأغلقت المحلات التجارية، وتعطلت مصالح المواطنين، في ظل صمت السلطات وعدم تحركها لمعالجة الأزمة.
وأكد نائب رئيس البرلمان أن استمرار هذه الأوضاع يفاقم معاناة المواطنين، ويثير غضب الشارع الذي يطالب بحلول عاجلة، مشدداً على ضرورة تنفيذ قرارات اللجنة المشكلة من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي لمعالجة الأزمة.
واختتم باصرة رسالته بالقول: "لا ندري لمصلحة من يُجر حضرموت إلى مستنقع الفوضى، وحسبنا الله ونعم الوكيل"، داعياً إلى إيجاد حلول جذرية تنهي معاناة المحافظة.
وشهدت مدينة المكلا، اليوم الاثنين، احتجاجات غاضبة لليوم الثاني على التوالي تنديدا بتدهور الأوضاع وتردي خدمة الكهرباء والانهيار المستمر للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
ووفقًا لمصادر محلية تحدثت لـ "الموقع بوست"، فقد أغلق المحتجون عددا من الشوارع الرئيسية في مدينة المكلا عاصمة المحافظة، وأضرموا النار في إطارات السيارات التالفة.
وأشارت المصادر إلى أن المتظاهرين اقتحموا ديوان عام محافظة حضرموت على وقع مطالب احتجاجية بعد يوم من إعلان السلطات عجزا في تشغيل الكهرباء وتهديد الانتقالي بالحل العسكري.
وردد المحتجون، هتافات تطالب برحيل محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، متهمين السلطات المحلية بالمحافظة بالفساد وعدم الإلتفات لمعاناة المواطنين.
وأقدم محتجون على قطع الطرقات وعدم السماح لشاحنات النقل من المرور في ديس المكلا، بالإضافة لقطع الطريق في مفرق روكب، في حين دخلت مدن مجاورة مثل الشحر على خط الاحتجاجات.
وأضافت المصادر أن هذه الاحتجاجات جاءت بسبب تدهور الوضع الخدمي وتفاقم معاناة المواطنين، مع مطالبة بحلول عاجلة وجذرية لمعالجة الانهيار المستمر في الخدمات والوضع المعيشي.
وأشارت إلى أن التيار الكهربائي ينقطع لأكثر من 15 ساعة يوميًا في المدينة، مما زاد من معاناة السكان، إلى جانب انهيار العملة وارتفاع أسعار السلع الغذائية.
وفي وقت سابق، أوضحت المؤسسة العامة لكهرباء الساحل أن أزمة الكهرباء ناجمة عن نقص في وقود التشغيل، في الوقت الذي تستمر الحكومة في تجاهل معاناة المواطنين المتزايدة في المكلا وبقية المحافظات.