تسعى الدولة المصرية دائما إلى الحفاظ على وحدة الصف اللبناني وسيادته، حيث كانت مصر أول دولة تعترف باستقلال لبنان في أربعينات القرن الماضي، والعلاقات بين البلدين تعد نموذجا متميزا يوضح التفاعل الحضاري بين الدول الشقيقة، خاصة وأن التضافر في العلاقات المصرية اللبنانية ظهرت منذ عصر قدماء المصريين في مجال التبادل التجاري لخشب الأرز اللبناني، وكتان أخميم المصري المغزول.

مصر تسعى لاستقرار الشعب اللبناني

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن القيادة المصرية دائما تسعى إلى استقرار الحكومة والشعب اللبناني، والحفاظ على أراضيه من التدخلات الأجنبية، والممارسات الإجرامية التي يتلقاها من إسرائيل.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدعم المصري للأشقاء اللبنانيين تم خلال فترات متعددة، وعن طريق زيارات مسئولين ومتابعة  الرئيس السيسي الأمور داخل الأراضي اللبنانية، والآن تتطور هذه الأمور بطبيعة الحال.

وأشار فهمي، إلى أن المجتمع الدولي متواطئ فيما يحدث في المنطقة، سواء غزة أو لبنان، وأوضح أن هناك تحركات مصرية في ملف غزة أيضا، لأن الحرب في غزة هي السبب الرئيسي فيما يحدث في الإقليم، وأكد أن وقف الحرب في قطاع غزة سوف يؤدي إلى وقف الحرب في المنطقة.

وأجرى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اتصالا هاتفيا، مع نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، تناول فيه التطورات المتلاحقة في لبنان، والجهود المصرية المكثفة لاحتواء الموقف بالمنطقة، يأتي ذلك في إطار توجيهات رئيس الجمهورية بمتابعة الأوضاع في لبنان مع قيادات الدولة اللبنانية لتقديم كافة أوجه الدعم.

أول رد إيراني على اتهام التدخل في لبنان.. وعراقجي يزور اليوم البحرين والكويت زيارة هوشتاين إلى لبنان.. ماذا سيعرض المسئول الأمريكي هذه المرة؟

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي أكد الدعم المصري الكامل للبنان الشقيق في هذا الظرف الدقيق، وأدان انتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية، رافضا بشكل كامل المساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه.

واستعرض المساعي الحثيثة التي تقوم بها مصر للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار والتهدئة، محذرا من وتيرة التصعيد التى تشهدها المنطقة، كما استنكر قيام الجيش الإسرائيلي باستهداف الجيش والمنشآت اللبنانية، وكذلك قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.

حزب الله يدك جنود الاحتلال في بلدات على حدود لبنان المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي يصل الإثنين إلى لبنان

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لبنان مصر غزة قطاع غزة العلاقات المصرية اللبنانية الجيش الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

التحركات المصرية في غزة بين البعد الإنساني والمبادرات السياسية.. وخبير: لها دور محوري باحتواء الأزمة

  شهدت القضية الفلسطينية، وبخاصة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، تطورات متسارعة، حيث يدور في كواليس المفاوضات والتحركات الإقليمية والدولية، وتلعب مصر دورا محوريا في محاولة احتواء الأزمة، سواء من خلال المسار الإنساني أو السياسي، في ظل تعقيدات المشهد وغياب الإرادة السياسية من قبل الأطراف المعنية.


وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي أن دخول المساعدات الإنسانية والشاحنات إلى قطاع غزة يمثل خطوة بالغة الأهمية، جاءت كنتيجة مباشرة لتحركات مصرية مكثفة خلال الأيام الماضية، وأكد أن هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تنسيق سياسي ودبلوماسي واسع النطاق، يعكس التزام مصر بمسؤولياتها الإقليمية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني.


وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الجمود في مفاوضات غزة يعود بدرجة أساسية إلى غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المعنية بالصراع. ولم يعد الموقف مرهونا فقط بمواقف حركة حماس أو الحكومة الإسرائيلية، بل أصبح رهينا بمدى توافر نية جادة للدفع نحو اتفاق شامل ونهائي، يأخذ في الاعتبار احتياجات الشعب الفلسطيني ومتطلبات الأمن الإقليمي.


وأكد فهمي أن الجهود المصرية لا تقتصر على الجانب الإنساني المتمثل في إدخال المساعدات، بل تمتد لتشمل مسارا سياسيا متكاملا، يهدف إلى استئناف المفاوضات وتحقيق هدنة شاملة، وأضاف أن المفاوضات في مراحل سابقة كانت قريبة من تحقيق اتفاق نهائي، خاصة في ضوء الرد الأخير لحركة حماس، الذي أعاد التأكيد على نقاط تم طرحها في جولات التفاوض السابقة، مثل الترتيبات الأمنية، والخرائط، والانسحابات، 

وآلية إدخال المساعدات.
الضغط المصري ومواجهة السياسات الإسرائيلية
وشدد على أن دخول المساعدات الإنسانية خلال الأيام الأخيرة يعكس نجاح التحرك المصري المنضبط والمسؤول، في وجه السياسات الإسرائيلية المتشددة. 
 

وأوضح أن فتح إسرائيل لبعض المسارات لدخول المساعدات لم يكن نابعا من رغبة ذاتية، بل جاء نتيجة ضغوط سياسية ودبلوماسية مارستها القاهرة، بهدف كبح ما وصفه بالمخطط الإسرائيلي الإجرامي في غزة.
 

واختتم: "الهدنة المؤقتة التي أعلنتها إسرائيل في مناطق محددة من قطاع غزة لا تعني وقفا دائما لإطلاق النار، بل تعد خطوات إنسانية مرحلية، ونجاح هذه الهدن على المستوى الميداني قد يمهد الطريق نحو التوصل إلى هدنة شاملة لمدة 60 يوما، تشكل قاعدة للعودة إلى مسار التفاوض السياسي".
 

جدير بالذكر، أن الدور المصري في الأزمة الفلسطينية، وخاصة في غزة، يعكس التزاما استراتيجيا طويل الأمد، لا يقتصر على تقديم مساعدات إنسانية، بل يشمل قيادة جهود سياسية تهدف إلى إحلال السلام ورفع المعاناة عن المدنيين.
وبالفعل الحل في غزة لن يكون عسكريا أو إنسانيا فقط، بل لا بد من إرادة سياسية حقيقية تفتح آفاق التسوية الدائمة والشاملة، وفي ظل هذا الواقع، تظل مصر طرفا فاعلا ووازنا، يحمل ثقله السياسي والإنساني من أجل استقرار المنطقة بأسرها.
 

طباعة شارك القضية طارق فهمي سياسي

مقالات مشابهة

  • القافلة الرابعة من المساعدات المصرية تعبر إلى غزة.. وخبير يوضح المشهد السياسي والإنساني
  • رئيس الوزراء: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تأكيد لثوابت الدولة المصرية
  • الجزائر ولبنان..علاقات تاريخية متجذرة
  • برلماني: رسائل الرئيس السيسي للعالم ترجمة لأخلاق الدولة المصرية
  • صفقة تاريخية بـ 16.5 مليار دولار.. شراكة استراتيجية بين سامسونغ وتسلا
  • كمال ريان: الرئيس السيسي قال ما يعجز عنه الآخرون.. ومصر تقف في الصف الأول لنصرة فلسطين
  • «الجبهة الوطنية»: كلمة الرئيس السيسي تأكيد جديد على الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية
  • أخبار التوك شو: الرئيس السيسي يوجه نداء خاصا للرئيس ترامب.. وخبير مناخ يحذر: ممكن يوصل 140 يوما بدلًا من 90 لهذا السبب
  • الرئيس السيسي يتابع مُستجدات العمل لصياغة رؤية استراتيجية لتجديد الخطاب الديني
  • التحركات المصرية في غزة بين البعد الإنساني والمبادرات السياسية.. وخبير: لها دور محوري باحتواء الأزمة