‎تُعد العلاقات الإماراتية الروسية نموذجاً متميزاً في التعاون ‎الثنائي الذي شهد تطوراً ملحوظاً على مدار السنوات الأخيرة، إذ تعود جذور العلاقات بين البلدين إلى قيام الاتحاد في 1971، وحققت قفزات نوعية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، التي وضعت إطاراً شاملاً للتعاون في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية.

وأكد الدكتور عبدالله الشيبة، باحث ومحلل سياسي إماراتي، عبر 24، أن "العلاقات الإماراتية الروسية تمثل بعداً استراتيجياً ضمن خريطة التحالفات الدولية، إذ يحرص البلدان على تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، والتنسيق في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين"، مشيراً إلى أن السنوات الماضية شهدت زيارات متبادلة على أعلى المستويات، ما يعكس رغبة قوية في تعزيز العلاقات الثنائية ومواصلة التعاون في الملفات الحيوية، ومساعيهما الحثيثة إلى لعب أدوار مؤثرة في حل النزاعات وتحقيق الاستقرار في المنطقة. علاقات متنامية بدوره، قال أمجد أبوالعز، كاتب سياسي: "مع تزايد التحديات العالمية، أصبحت العلاقات الإماراتية الروسية تسير نحو مزيداً من التعمق والازدهار، ومن المتوقع أن تشهد نمواً في التعاون في ضوء رغبة قيادة البلدين في تنمية العلاقات الثنائية وتعزيزها، وهو ما نلمسه من الزيارات رفيعة المستوى لقادة البلدين"، مؤكداً أن العلاقات الإماراتية الروسية مثالًا حياً على الشراكات الدولية القائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وتوقع أن تواصل هذه العلاقات النمو، لتكون واحدة من أهم ركائز التعاون الدولي في المنطقة والعالم. رؤى مشتركة

وعلى المستوى الاقتصادي، أكد عمران ثوبان، خبير اقتصادي، أن "الإمارات تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لروسيا في منطقة الخليج، إذ يشمل التعاون الاقتصادي بين البلدين قطاعات متعددة، مثل الطاقة، والفضاء، والبنية التحتية، والسياحة، وأن الرؤى المشتركة لقيادة البلدين ستساهم في تعميق العلاقات الاقتصادية/ وتدفع بها قدماً لمزيد من الإنجازات والتطور والنمو".

#محمد_بن_زايد يزور #روسيا.. ويشارك في قمة مجموعة #بريكس#الإمارات_في_بريكس#محمد_بن_زايد_في_روسياhttps://t.co/YOGtBBQI3k pic.twitter.com/tOpIWWpx5N

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) October 20, 2024

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات

إقرأ أيضاً:

الاستهداف الأميركي لإيران وعامل الحسم في العلاقات الدولية

لا نملك، في ظل المواجهة المشتعلة بين إيران وإسرائيل عقب الهجمات التي شنّتها هذه الأخيرة، إلا أن نتحرّى الحيطة في التحليل. فالمعركة دائرة بالفعل، ولا يمكن الجزم بمآلاتها، خاصة مع مؤشرات التصعيد ومخاطر التدويل المتزايدة، في أخطر مواجهة عرفتها المنطقة. ويزداد المشهد تعقيدًا بعد الضربة الأميركية التي نُفّذت اليوم.

ففي تاريخ المواجهات التي خاضتها إسرائيل منذ قيامها، لم تواجه خصمًا أقوى يضعها أمام تحدٍّ وجودي، كما إيران، إذا استحضرنا كل المواجهات التي خاضتها إسرائيل منذ 1948، و1956، و1967، و1973، و1982، و2006.

ولم تعرف الجمهورية الإسلامية مواجهة عسكرية، كما المواجهة القائمة، لا ترقى لها الحرب العراقية الإيرانية، بالنظر للإمكانات التكنولوجية والاستخباراتية لإسرائيل، واصطفاف الدول الغربية وراءها. كلا البلدين يواجهان تحديًا وجوديًا، في خضم المواجهة. فشل طرف، يضعه أمام اختبار وجودي.

توجد القوة إلى جانب إسرائيل بإمكاناتها العسكرية الجوية والاستخباراتية والدعم الغربي، وبخاصة الولايات المتحدة، وهو ما لا يتوفر لإيران، فلم تُعبر قوة من القوى العظمى عن اصطفافها إلى جانبها، عدا عبارات الشجب، أو رغبة روسيا في الوساطة، وهو ما رفضته إسرائيل وبعض الدول الغربية، عدا موقف باكستان الداعم لإيران، لكن دعم باكستان لا يرقى لدعم مجموعة السبع إلى جانب إسرائيل.

الغاية التي لم تفتأ إسرائيل تردّدها، ليس القضاء على البرنامج النووي فقط، ولكن إسقاط النظام في إيران، وتغيير هندسة الشرق الأوسط، وهي توجهات تشاطرها الولايات المتحدة فيها، والدول الغربية التي عبّرت عن موقف مماثل في قمة مجموعة السبع الكبرى التي انعقدت في 16 من هذا الشهر، في كندا.

كل المواجهات تُفرز رابحين وخاسرين، وتُغيّر قواعد اللعبة. والحرب القائمة، مع التفوق العسكري الإسرائيلي، المدعوم من قِبل الولايات المتحدة، والمسنود من الدول الغربية، لا تجري في صالح إيران.

إعلان

لقد عبّرت إيران على لسان رئيسها مسعود بزشكيان، عن أنها لا تنوي الحصول على القنبلة النووية، لكن ما هو موضع رهان، هو النظام نفسه الذي تضعه المواجهة على المحك بعد سلسلة من الكبوات، سواء على المستوى الداخلي، أو الخارجي، عبر أذرعه في المنطقة والتي تم إضعافها، واختراق مؤسساته الأمنية، وتوتر الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلد.

تسود، في ظل المواجهة، واستهداف المدنيين، مشاعر الوطنية في إيران، وشعور الغضب من العدوان، لكن هل ستثبت هذه المشاعر؟ فالراجح أن النظام الإيراني لن يخرج معافى من المواجهة.

لأكثر من أربعة عقود، ومنذ اندلاع الثورة الإيرانية، كانت إيران قوة دفع أيديولوجي وسياسي في المنطقة، يتجاوز تأثيرها محيط الجوار، والمرجح أن هذا التأثير سوف يضمحل، بل يندثر.

وعلى النقيض، تبدو إسرائيل الرابح الأكبر، على الأقل على الأمد القصير، بتحييدها عدوًا وجوديًا وإضعافه، وبإقبارها مشروع إعلان الدولة الفلسطينية من قِبل فرنسا والسعودية، وبحجب الوضع في غزة، لكن هل تستطيع إسرائيل أن تترجم تفوقها العسكري، المدعوم من قِبل الولايات المتحدة، إلى رصيد دبلوماسي؟ وبتعبير آخر، هل تقبل المنطقة، على مستوى القيادات والشعوب، بأن تكون إسرائيل قوة مهيمنة؟

النظرة إلى إسرائيل، من لدن القوى المعتدلة، سوف تتغير أمام اندحار ما كان ينظر له على أنه خطر إيراني، ورفض الدولة العبرية المطلق لحل الدولتين، ونزوعها لفرض "ديكتات"، أيْ توجه تمليه، وعلى الأطراف الأخرى أن تقبل به.

ومن شأن الوضع الجديد المترتب على الحرب، طرح فكرة مطمورة، وهي: شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي، كانت تدفع لها كل من مصر، وتركيا، ويمكن أن تنضاف إليهما المملكة العربية السعودية.

أما على مستوى الولايات المتحدة، فقد ظل الشرق الأوسط الساحة التي تُجري فيه سؤددها، إذ استطاعت بعد العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 أن تُحيّد كلًا من بريطانيا، وفرنسا من المنطقة، وأرست ما أسمته النظام العالمي الجديد بعد نهاية الحرب الباردة، عقب حرب الخليج الثانية (1991)، ورسخت الأحادية القطبية بعد الحرب على العراق سنة 2003.

في ظل تغيير التراتبيات العالمية القائمة الآن، تبعث الولايات المتحدة رسائل، من خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران، لتثبت ريادتها، مثلما أبدى الرئيس الأميركي ترامب، في تغريدة، غداة العدوان، حول تفوق السلاح الأميركي. والرسالة موجهة لكل من الصين وروسيا.

لكن القوة لم تكن العامل الحاسم في رسم هندسة العلاقات بين الدول. لم تحسم الولايات المتحدة، رغم تفوقها العسكري، الأوضاع في كل من أفغانستان والعراق، ولا يُتوقع أن يصبح الشرق الأوسط، منطقة "آمنة"، كما يُروّج الخطاب الأميركي الرسمي، بعد الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران.

أما على مستوى الشعوب في المنطقة، فمنسوب الغضب سوف يكبر، مع ما بدا من موقف الولايات المتحدة في طمر القضية الفلسطينية، والتخلي رسميًا عن قيام دولة فلسطينية، واستفحال سياسة الكيل بمكيالين، في انتظار توجه فكري من شأنه أن يوظف الغضب، لفصل جديد من صِدام الحضارات.

إعلان

والشرق الأوسط، المعقد أصلًا، سيزداد تعقيدًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • اليمن يبحث مع سوريا تعزيز التعاون المشترك بين البلدين
  • وزير الاستثمار يتوجه إلى الصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة
  • الخارجية الإماراتية: قلقون من استهداف منشآت إيران النووية وندعو لوقف التصعيد
  • حسين المناخ البيئي في البلدين! دكتورة نوارة تشيد بمواقف مصر الداعمة للسودان
  • الاستهداف الأميركي لإيران وعامل الحسم في العلاقات الدولية
  • مصر و جواتيمالا تبحثان تعزيز العلاقات بين البلدين في مجال الصحة
  • وزير الخارجية ونظيره الموريتاني يستعرضان سبل التعاون بين البلدين
  • وزير العمل يلتقي محافظ كفر الشيخ لبحث التعاون في الملفات المشتركة
  • صقر غباش: الحوار السبيل الوحيد لإنهاء النزاعات الدولية
  • وزير التجارة الفرنسي: الإمارات شريك استراتيجي بامتياز