عشرات القتلى والمصابين جراء قصف لطيران الجيش جنوبي الخرطوم
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
مناطق عديدة في البلاد شهدت موجات ضربات الطيران الحربي والقصف العشوائي الذي يقوم به الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مستهدفاً مناطق مهولة بالسكان.
الخرطوم: التغيير
أفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام اليوم الثلاثاء، بمقتل «20» مدنياً بينهم «4» أطفال وامرأتان جراء غارة جوية نفذها طيران الجيش السوداني.
وذكرت الغرفة عبر صفحتها على «فيسبوك» أن الغارة استهدفت منطقة الصهريج ظهر اليوم وأسفرت عن مقتل «20» شخصا عثر على جثثهم متفحمة إضافة إلى إصابة «27» آخرين بينهم نساء وأطفال.
ومنذ منتصف أبريل يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات عنيفة بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى لم تفلح سلسلة هدن في إيقافها ما خلف نحو 4 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون وأكثر من «4» ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب تقارير أممية.
وكانت مناطق عديدة في البلاد قد شهدت موجات من ضربات الطيران الحربي والقصف العشوائي الذي يقوم به الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مستهدفاً مناطق مهولة بالسكان.
و أصبحت هذه الغارات الجوية الذي يقوم بها الجيش بهدف استهداف قوات الدعم السريع في تلك المناطق إلى كارثة إنسانية بسبب أن معظم هولاء الضحايا هم من المدنيين نتيجة لهذا القصف العشوائي.
وتشير هذه الأحداث المستمرة للغارات الجوية تساؤولات حول مدى شرعية هذه العمليات العسكرية وأثرها على المدنيين في تلك المناطق.
الوسومآثار الحرب في السودان القصف الجوي لطيران الجيش جنوب الخرطوم طيران الجيش السوداني غرفة طوارئ جنوب الحزام ولاية الخرطوم
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان جنوب الخرطوم طيران الجيش السوداني غرفة طوارئ جنوب الحزام ولاية الخرطوم الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
دخل الصراع المستمر في السودان مرحلة جديدة وغاية في التعقيد، بعد أن حولت قوات الدعم السريع المواجهات على الأرض إلى حرب جوية مسيّرة، عبر تنفيذ سلسلة من الهجمات الدقيقة بالطائرات بدون طيار على مواقع استراتيجية في بورتسودان والخرطوم وكوستي ومروي وأم درمان، ما يعيد رسم معادلة النزاع ويهدد بإطالة أمد الحرب لسنوات.
ووفقًا لتقرير نشره موقع “سودان تربيون”، نفذت قوات الدعم السريع 17 هجومًا مسيّرًا استهدفت خلالها قواعد عسكرية، مطارات، منشآت للطاقة ومستودعات وقود، في إطار تصعيد يُفهم على أنه محاولة لفرض واقع عسكري جديد يضعها على قدم المساواة مع الجيش السوداني في السيطرة على الأجواء.
وصرّح مصدر في الدعم السريع للموقع ذاته، أن أبرز الأهداف شملت قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة، والتي تعرضت لهجوم في مايو الماضي، إضافة إلى منشآت استراتيجية في عطبرة وكوستي ومروي.
في المقابل، رد الجيش السوداني باستعادة السيطرة على مدينة الصالحة جنوب أم درمان نهاية مايو، وضبط ترسانة من الطائرات المسيّرة الحديثة وأجهزة تشويش، ما يشير إلى حجم وتعقيد المواجهة التقنية بين الطرفين.
ويصف خبراء عسكريون هذه المرحلة بأنها نقطة تحول حاسمة في مسار النزاع. وقال العميد المتقاعد في سلاح الجو السوداني، عادل عبد اللطيف، في حديثه لـ”سودان تربيون”، إن الطائرات المستخدمة من قبل الدعم السريع تنتمي إلى فئة MALE (متوسطة الارتفاع وطويلة التحليق)، ويمكنها البقاء في الجو نحو 30 ساعة وتنفيذ مهام استخباراتية وقتالية عالية الدقة.
كما كشفت تقديرات حكومية أن الدعم السريع استخدم طائرات صينية من طراز FH-95، وهي مسيّرات متعددة المهام قادرة على شن هجمات دقيقة من مسافات بعيدة.
وأشار عبد اللطيف إلى أن الجيش فقد السيطرة المطلقة على المجال الجوي، مؤكداً أن قوات الدعم السريع “كسرت احتكار سلاح الجو للمجال الجوي”، في تطور يصفه بالمفصلي في توازن القوى.
في هذا السياق، اعتبر عبد اللطيف أن الجيش لا يزال يستخدم الطائرات المسيّرة بصورة تكتيكية محدودة لدعم القوات البرية، مثل الهجمات الأخيرة على مطار نيالا، فيما تعتمد قوات الدعم السريع على المسيرات في ضربات استراتيجية موسّعة، تهدف إلى تقويض البنية التحتية الحيوية للجيش.
من جانبهم، يرى مراقبون سياسيون أن التصعيد الجوي يحمل رسالة ضغط مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لدفعه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
لكن دبلوماسيًا غربيًا نبه لـ”سودان تربيون” إلى أن “الطرف المنتصر غالباً ما يفتقر إلى الحافز لتقديم تنازلات”، رغم إقراره بتغير اللهجة التفاوضية لدى قادة الجيش والدعم السريع مؤخراً، إذ “يشعر كل طرف أنه يمتلك زمام المبادرة”.
وأكد الدبلوماسي أن تحول الحرب إلى الجو يُدخل السودان في مرحلة بالغة الحساسية، خاصة مع وجود تدخلات إقليمية ودولية تعمّق تعقيدات النزاع.
ويرى خبراء أن تحقيق نصر حاسم لأي من الطرفين بات صعبًا، بسبب الخسائر البشرية والتقنية الفادحة، خصوصاً في القوات الجوية، التي تتطلب زمنًا طويلاً وموارد ضخمة لتعويضها.
وتشير هذه التطورات إلى أن الحرب في السودان لم تعد محصورة بالأرض، بل باتت تتحرك في فضاء أكثر تعقيدًا وخطورة، ما يزيد من مأساة المدنيين ويُبعد احتمالات الحل السياسي في المدى القريب.