في الحرب المنسية : أكثر من 70 قتيلا في يومين من المعارك في السودان وفق مسعفين ونشطاء
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
كسلا(السودان) - قُتل أكثر من 70 شخصا منذ اندلاع الاشتباكات في ولاية الجزيرة الأحد، بعد انشقاق قائد في قوات الدعم السريع وانضمامه إلى الجيش، وفق ما أفاد الثلاثاء مسعفون متطوعون ونشطاء.
وأكدت غرفة طوارئ جنوب الحزام التي تضم مسعفين متطوعين في بيان الثلاثاء، العثور على "عشرين جثة متفحمة بينهم 4 أطفال وامرأتان" في الخرطوم، فيما أشارت إلى أنّ "عدد المصابين 27 بينهم أطفال ونساء".
من جهتها، أفادت لجنة المقاومة في ود مدني، وهي واحدة من مئات المجموعات التطوعية التي تنسق المساعدات في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب، في بيان تلقته وكالة فرانس برس، بأنّ غارة جوية للجيش على مسجد أسفرت عن مقتل 31 شخصا في ولاية الجزيرة.
واتهمت لجنة المقاومة الجيش باستخدام "البراميل المتفجرة" في القصف، متحدثة عن "عشرات الأشلاء والجثامين... لم يتم التعرف عليها الى الآن".
وأعلن الجيش الأحد أنّ قائد قوات الدعم السريع في الجزيرة أبو عاقلة كيكل انشقّ عن هذه القوات مع "عدد كبير من قواته" لـ"القتال إلى جانب جيشنا"، في ما وصفه بأنّه أول انشقاق على مستوى عالٍ ضمن قوات الدعم السريع للانضمام إلى الجيش.
وقال متحدث باسم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إنّ كيكل وآخرين منشقّين سيحصلون على "عفو"، في وقت يتخوّف المدنيون من هجمات جديدة.
وفي شرق الولاية الذي مزّقته الحرب، قال ناشطون إنّ 20 شخصا على الأقل قُتلوا في هجمات نفّذتها قوات الدعم السريع منذ الأحد.
واندلعت الحرب في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح الرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتسببت بأزمة انسانية حادة ونزوح الملايين.
ويخوض الطرفان معارك عنيفة في ولاية الجزيرة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ أواخر العام الماضي.
- هجمات "انتقامية" -
وبعد ساعات فقط من سيطرة الجيش على تمبول التي تقع على بعد 75 كيلومترا شمال ود مدني، أفاد شهود عيان بأنّ قوات الدعم السريع عادت "لتشنّ عمليات" في المدينة.
وقالوا إنّ عناصر قوات الدعم السريع "كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي في الهواء" ويجبرون المدنيين على حمل بضائع منهوبة.
وقال مصدر في قوات الدعم السريع لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته لكونه غير مخوّل التحدث إلى وسائل الإعلام، إنّ هذه القوات "صدّت" بحلول الثلاثاء "محاولة للجيش" لاستعادة السيطرة على بلدة تمبول.
وتُتهم قوات الدعم السريع على وجه الخصوص بعمليات نهب على نطاق واسع ومحاصرة قرى وارتكاب أعمال عنف جنسي ممنهجة في الجزيرة ومختلف أنحاء السودان.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب تشمل استهداف المدنيين والقصف العشوائي على مناطق مدنية وصولا الى إعاقة وصول المساعدات الانسانية أو نهبها.
وفي الرفاعة على بعد خمسين كيلومترا شمال عاصمة الولاية، قالت لجنة المقاومة المحلية الثلاثاء إنّ هجمات قوات الدعم السريع على سلسلة من القرى في شرق الجزيرة أسفرت عن مقتل عشرين شخصا على الأقل.
ويتهم نشطاء هذه القوات بتنفيذ "عمليات انتقامية ضد مدنيين عُزّل"، ردا على انشقاق كيكل.
وبحسب المرصد المركزي لحقوق الإنسان، فإنّ ما لا يقل عن سبع مدن وقرى تعرّضت لـ"هجمات انتقامية لا تولي أهمية إلى حقوق المدنيين أثناء الحرب".
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر
قُتل 40 شخصا على الأقل اليوم الاثنين في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور في غرب السودان، حسب غرفة طوارئ مخيم أبو شوك، فيما قالت مصادر عسكرية لمراسل الجزيرة نت محمد زكريا إن القوات المسلحة السودانية تمكنت من تحييد أكثر من 254 عنصرا من القوات المهاجمة.
وأفادت غرفة الطوارئ في بيان بمقتل 40 شخصا وإصابة أكثر من 19 "بين الطلقة الطائشة والتصفية المباشرة بعد أن توغلت قوات الدعم السريع داخل مخيم أبو شوك من الناحية الشمالية من الفاشر".
وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة من المتطوعين المنادين بالديمقراطية، حصيلة القتلى، مشيرة إلى أن "من بينهم من تمت تصفيته بشكل مباشر داخل صفوف المدنيين في مشهد يعكس حجم الانتهاكات المروعة التي تُرتكب بحق الأبرياء العزل".
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها منذ مايو/أيار 2024.
وفي أبريل/نيسان سيطرت عناصر الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، الواقع على مقربة من أبو شوك.
وقالت مصادر عسكرية للجزيرة نت إن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية، "تصدت لهجوم قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور، على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور مستخدمة أكثر من 500 سيارة قتالية".
وتابعت المصادر أن هذه المحاولة لاجتياح المدينة تحولت إلى انتكاسة عسكرية، حيث تمكنت القوات المسلحة، مدعومة بالمدافعين، من استعادة عشرات المركبات العسكرية وتحييد المئات من المهاجمين.
وأكدت المصادر للجزيرة نت "أن الهجوم انطلق من الجهات الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية"، مدعوما بآليات ثقيلة ونيران مدفعية كثيفة. ومع ذلك، كانت القوات المسلحة السودانية في حالة استعداد تام، وتمكنت من صد الهجوم واستعادة 34 سيارة قتالية، بما في ذلك مصفحات وعربات "صرصر" بكامل تجهيزاتها، إضافة إلى إحراق 16 مركبة وتحييد أكثر من 254 عنصرا من قوات الدعم السريع.
انتصار ميدانيوقال العقيد أحمد حسين مصطفى، للجزيرة نت إن "الهجوم تم تنفيذه عبر 543 سيارة قتالية، انطلقت من معسكر زمزم للنازحين، الذي استولت عليه قوات الدعم السريع وحوّلته إلى قاعدة عسكرية، بالإضافة إلى تحركات من مناطق جنوب وشمال المدينة"، وأكد أن قوات الدعم السريع "دفعت بمرتزقة ومجموعات تابعة للهادي إدريس والطاهر حجر في مقدمة الهجوم، تحت غطاء مدفعي كثيف، لكن القوات المدافعة تمكنت من تحييد المئات منهم، فيما فرّ من تبقى باتجاه المناطق المفتوحة".
إعلانوقال أبوبكر أحمد إمام، الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية للجزيرة نت، إن الهجوم جاء بعد أيام من التحشيد العسكري المكثف، تلاه قصف عنيف استهدف الأحياء السكنية والبنية التحتية داخل المدينة.
وأضاف أن هذا الأمر دفع القوات المدافعة إلى الرد بقوة، مما أسفر عن تكبيد المهاجمين خسائر فادحة موضحا أن "عمليات مطاردة فلول القوات المهاجمة لن تتوقف حتى تأمين كامل محيط المدينة".
وفي رسالة موجهة إلى القادة والجهات المعنية، دعا إمام إلى "تجاوز الشعارات والتحرك العاجل لفك الحصار المفروض على الفاشر، وإنقاذ المواطنين من الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وخاصة ما يتعلق بالجوع ونقص الإمدادات الأساسية". وأشار إلى أن "النصر الحقيقي لا يُقاس بعدد المركبات المستردة، بل بقدرة الدولة على حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم".
ومع مرور أكثر من عامين على الحصار، تغيّرت ملامح الفاشر، ليس فقط في بنيتها، بل في وجدان سكانها الذين باتوا يرون في البقاء مقاومة، وفي التماسك انتصارا.
وقال الباحث الاجتماعي أسعد إبراهيم للجزيرة نت "ما يحدث في الفاشر تجاوز حدود المعركة العسكرية"، مشيرا الى أن الناس أعادوا تعريف معنى الحياة، فالأم التي تطعم طفلها من علف الحيوانات، والشاب الذي يوزع الطعام والماء على التكايا والجندي الذي يقاتل وهو يعلم أن أسرته بلا غذاء هؤلاء لا يرون أنفسهم ضحايا، بل جزءا من معركة أكبر من الرصاص".
ورغم القصف المتواصل، خرج سكان بعض أحياء الفاشر للاحتفاء بالمقاتلين، وارتفعت الهتافات من داخل الأزقة المحاصرة، بينما تداول مواطنون في مدن سودانية أخرى صورا ومقاطع توثق لحظات المقاومة، وعبّروا عن تضامنهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الفاشر تقاتل باسم الجميع.
وقال الناشط الإغاثي عبد المنعم عبد الله للجزيرة نت إن "الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة تقاتل، بل باتت تختصر معنى الكرامة في زمن الانكسار وراية مرفوعة في وجه الحصار والجوع والقصف" وأضاف حين "يتابع الناس في الخرطوم ومدني وبورتسودان أخبارها، فهم لا يتابعون معركة بعيدة، بل يتابعون نبضا من وطنهم، ومرآة لوجعهم وأملهم"
وأسفرت الحرب التي تعصف بالسودان منذ أبريل/نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليونا داخل وخارج البلاد فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح في العالم.