جريدة الوطن:
2025-08-02@20:37:36 GMT

بوتين: زيارة مثمرة

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

بوتين: زيارة مثمرة

بوتين: زيارة مثمرة

 

 

بشكل عام، تُقيم زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى أي دولة مهما كان حجمها من قبل دوائر صناعة القرار العالمي بأنها: ذات قيمة استراتيجية قبل أن تكون إضافة معنوية ومادية.
والسبب، أن مخرجات زيارات سموه ذات مردود إيجابي سواءً على مستوى الدولتين الإمارات والدولة التي يزورها، وهذا هو العرف الدبلوماسي في العلاقات الدولية، أو كذلك على مستوى العالم.

لهذا فإن وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي يقوم بها لروسيا حالياً وذلك رداً على سؤال الأستاذ نديم قطيش مدير عام قناة سكاي نيوز عربية حول تقيمه لزيارة سموه لروسيا بأنها: زيارة مثمرة.
وبالتأكيد أن الزيارة ستكون لشمل كل الجوانب الاقتصادية والسياسية وغيرها من مجالات التعاون الثنائي وكذلك الاهتمامات الدولية لأن هذا هو نهج دولة الإمارات من خلال فكرة الشراكات الاستراتيجية.
ومن باب التأكيد لما نقوله، فأغلبنا يتذكر قمة مجموعة العشرين التي عقدت في العاصمة الهندية، نيودلهي، في سبتمبر من عام 2023 عندما تفاجأ العالم بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يردد كلمة شكراً “ثلاث مرات” صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” أمام الجمع العالمي. حيث كان قد بادر سموه بفكرة أو مبادرة عالمية محتواها التعاون بين الشرق الجغرافي بالغرب الجغرافي مرور بمنطقة الشرق الأوسط وذلك بهدف تغيير قواعد السلوك المدمر للمنطقة لتكون الشركة الاقتصادية هي أساس هذه القواعد لمساعدة على الدول خلق أسس للتقارب بين بعضها من خلال”الربط الاقتصادي”.
مثل هاتين الإشادتين اللتين جاءتا من أكبر دولتين في العالم وبينهما صراع عسكري وتنافس جيوستراتيجي لأكثر من عامين، ممكن أن تسمعها من العديد من قادة العالم، ولكن المهم فيما ذكرتهما أن الاثنين “أمريكا وروسيا” يتفقان على أهمية حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأي محفل أو زيارة الأمر الذي يشير إلى المهارة الدبلوماسية التي وصلتها دولة الإمارات في التوازن في العلاقات الدولية. وبالتالي علينا كمراقبين لهذه الزيارة ألا نتفاجأ كثيراً أو نستغرب عندما نجد مبادرة إماراتية خلال هذه القمة تحمل رسالة لاستقرار العالم وتحقيق السلام لأن هذا همه الرئيس لكل جولاته العالمية.
وإذا كان نجاح الوساطة الإماراتية التاسعة خلال عام 2024 فقط لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا يوم السبت الماضي وشملت (190) أسيراً مناصفة؛ تعطي أملاً للرأي العالم العالمي فيما يمر فيه من انتظار وترقب وما يعيشه من حالة عدم الاتزان النفسي والسياسي خاصة وأن الرئيس الروسي أشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الجمعة بأن بلاده منفتحة على الوساطة لإيجاد حل سلمي في هذه الحرب فإن علينا أن ندرك أن هذه الوساطات تعكس التزام دولة الإمارات بإيجاد حل سلمي وإجراء الحوار لحل هذه الأزمة والأزمات الأخرى في العالم منها ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من صراع إسرائيلي إيراني.
كثيرة هي المحاولات الدبلوماسية التي نجحت الإمارات في إيجاد حلول سلمية لقضايا اتسمت بالتعقيد وما زلنا نتذكر الوساطة التي أنهت الحرب بين إثيوبيا وأريتيريا والتي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً. فكل النجاحات هي نتيجة لحالة الثقة والمصداقية التي جعلت الإمارات في مكان مختلف عما هو معروف بها في العديد من دول العالم.
في نظري أن أحد الأسباب لتلك المكانة التي حققتها الإمارات أن مسعاها الأساسي خدمة الإنسان أو مواطن كل دولة فيشعر مواطن تلك الدولة التي يزورها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكأنه هو زعيمه لأن سموه يلامس الحاجات الإنسانية. أضف إلى ذلك أن العلاقة التي تربط القيادة السياسية الإماراتية مع باقي قيادات العالم تتسم بالأخوية أو ما يعرف في العلاقات الدولية بالشخصية وهذه النوعية من العلاقات كثيراً ما تساعد في فهم مقاصد ومنطلقات الدولة تجاه كل قضية وخلقت نوعاً من فهم حالة التوازن الدبلوماسي لدولة الإمارات.
لقد أدركت دولة الإمارات مبكراً تغيرين في العلاقات الدولية.
التغير الأول: إعادة تشكيل المنطقة وهي منطقة مهمة في الاستراتيجية الدولية ومنطقة صراع بين القوى الإقليمية والدولية وأن ملفاتها تتسم بالتعقيد وعدم الاستقرار.
التغير الثاني: التنافس على النفوذ الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا من خلال الحرب الروسية الأوكرانية ما يتطلب سياسية خارجية متزنة أو المتوازنة مع الجميع مع ثبات على موقفها ومبادئها الواضحة في القضايا الدولية والإقليمية.
وساعدها ذلك الفهم لأن تخلق لنفسها وضعا استراتيجيا في العالم يحترمه السياسيون وتقدره الشعوب منطلق هذا الوضع مساعدة الجميع في العيش بسلام من خلال المبادرات والاستمرار في التأثير الإيجابي على القضايا الإنسانية فصارت من الدول القليلة التي تتمتع بثقة المجتمع الدولي.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الشیخ محمد بن زاید آل نهیان فی العلاقات الدولیة دولة الإمارات صاحب السمو من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في قطاع غزة

 

 

 

نجحت دولة الإمارات عبر جهودها الإنسانية ومساعداتها الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين ضمن” عملية الفارس الشهم 3″، في مد شريان الحياة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة وإنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.

وبرهنت دولة الإمارات خلال تدخلها السريع لمواجهة التحديات الطبية الناجمة عن الوضع المتفاقم في قطاع غزة، عن جاهزية قصوى واحترافية عالية ظهرت جليا من خلال التواجد على أرض الواقع سواء عبر المستشفى الإماراتي الميداني داخل القطاع أو المستشفى العائم الذي أرسلته إلى مدينة العريش المصرية، وكذلك عبر نقل الحالات الصعبة والحرجة إلى مستشفيات الدولة لتقديم العلاج والرعاية الطبية، إضافة إلى إرسال المساعدات والإمدادات الطبية بمختلف أنواعها لتعزيز قدرات القطاع الصحي داخل غزة.

ويواصل المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل داخل قطاع غزة، منذ تدشينه في ديسمبر 2023 تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع، عبر كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، بالإضافة متطوعين طبيين.

وبلغ عدد الحالات التي تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي حتى أبريل الماضي أكثر من 51 ألف حالة شملت الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.

وأطلقت دولة الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.

وتبلغ سعة المستشفى 200 سرير، ويضم غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة، وعلى سبيل المثال نجح فريق الأطباء في المستشفى في استئصال ورم يزن 5 كيلوجرامات من بطن مريض عانى لسنوات من آلام حادة ومضاعفات صحية شديدة الخطر.

وأرسلت دولة الإمارات في فبراير 2024 مستشفى عائما متكاملا إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.

ويضم المستشفى العائم طاقما طبيا وإداريا من مختلف التخصصات تشمل التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى ممرضين ومهن مساعدة، وقد نجح المستشفى حتى أبريل الماضي بالتعامل مع نحو 10370 حالة.

وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير، ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبرا وصيدلية ومستودعات طبية.

وعملت دولة الإمارات في موازاة ذلك، على نقل الحالات الطبية الحرجة إلى أراضيها للعلاج وتقديم الرعاية المطلوبة لهم، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجونها في مستشفيات الإمارات.. كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني أيضاً برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.

وفي 14 مايو الماضي وصل العدد الإجمالي للمرضى والمرافقين الذين تم نقلهم إلى الإمارات إلى 2634، ما يجسد حرص الدولة على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في مستشفياتها.

وتستحوذ الإمدادات الطبية والصحية على نسبة كبيرة من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تواصل الإمارات تقديمها إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ بدء الأزمة.

وتتضمن المساعدات الطبية التي تقدمها الإمارات إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مختلف أنواع الأدوية والمعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى وجهاز الموجات فوق الصوتية “التراساوند” وأجهزة إنعاش رئوي وكراسي متحركة وأقنعة تنفس صناعي، إضافة إلى سيارات الإسعاف.

وبعد مرور 500 يوم على إطلاق “عملية الفارس الشهم 3″، قدمت الإمارات أكثر من 1200 طن من المواد والمستلزمات الطبية دعما للمستشفيات المحلية في قطاع غزة، كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات.

ونفذت دولة الإمارات حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية.

وفي السياق ذاته، أرسلت دبي الإنسانية خلال الفترة من الأول من يناير حتى 24 أبريل 2025 ثلاث شحنات إغاثية إلى مطار العريش المصري دعما للأشقاء الفلسطينيين في غزة، نقلت على متنها حوالي 256 طناً مترياً من الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

وتعزيزا للصحة العامة والوقاية من الأمراض السارية، تسهم الإمارات عبر مشروعات ومبادرات نوعية في توفير المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة، كما تنفذ مجموعة من مشروعات إصلاح شبكات الصرف الصحي بهدف الحد من التلوث ومنع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.وام


مقالات مشابهة

  • رغم تزايد الضغوط الدولية.. هل لا تزال إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة أمرا ممكنا؟
  • الإمارات تواصل جهودها الإغاثية بغزة من خلال الإسقاط الجوي رقم 59 ضمن عملية طيور الخير
  • عباس يشترط الالتزام بالشرعية الدولية للمشاركة في الانتخابات الفلسطينية
  • «إتش إس بي سي»: المستثمرون الأثرياء في الإمارات يقودون التحول العالمي خلال 2025
  • بوتين: ضمان أمن روسيا هو الهدف الرئيسي في القضية الأوكرانية
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في قطاع غزة
  • إلى أين قد تنقل زيارة الشيباني العلاقات بين دمشق وموسكو؟
  • دمشق تعلّق على "اللقاء التاريخي" بين بوتين والشيباني
  • دمشق تعلّق على "اللقاء التاريخي" بين بوتين والشيباني