هاريس وترامب في سباق الأمتار الأخيرة لكسب الناخبين
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
عبدالله أبوضيف (واشنطن، القاهرة)
أخبار ذات صلةتدخل انتخابات رئاسية تعد نتائجها من بين الأكثر تقارباً في العصر الحديث في الولايات المتحدة مرحلتها الأخيرة، إذ يتوجّه المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى الناخبين اللاتينيين في وقت أجرت فيه شبكة وطنية مقابلة مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته رويترز/ إبسوس تقدم هاريس بفارق طفيف بحصولها على 46% من آراء المشاركين في الاستطلاع مقابل 43% لترامب بينما يرى ناخبون متشائمون أن البلاد تسير في اتجاه خاطئ. وأجرت «إن بي سي»، أمس، مقابلة مع نائبة الرئيس هاريس التي دخلت السباق في يوليو بعد قرار الرئيس جو بايدن الانسحاب، وتعتمد هاريس التي احتفلت بعيد ميلادها الستين في هذه المرحلة على باراك أوباما أحد أكثر الشخصيات الممثلة للحزب شعبية.
من جانبه، يجري الرئيس الديمقراطي السابق سلسلة تجمّعات انتخابية في ويسكنسن وميشيغان، وهما من بين الولايات السبع المتأرجحة التي تصوّت مرة للديمقراطيين وأخرى للجمهوريين وتحتد فيها المنافسة، كما سيشارك في جلسة نقاش مع ناخبين لاتينيين في فلوريدا.
واعتبر خبراء أن التقارب في استطلاعات الرأي مألوف في هذا العصر، لكن الفارق يكمن في أن الانتخابات المرتقبة تُظهر مستوى تقارب غير مسبوق مقارنةً بالانتخابات الرئاسية السابقة.
ويشهد كل من آل جور وهيلاري كلينتون، بأن الفوز بالرئاسة لا يُحسم عبر التصويت الشعبي الوطني بل عبر الهيئة الانتخابية، حيث إن السباق بالولايات المتأرجحة لا يزال غير محسوم.
وشهدت الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2000 واحدة من أكثر المعارك الانتخابية إثارة للجدل في التاريخ الأميركي، حيث تنافس جورج دبليو بوش ونائب الرئيس آل غور في سباق حسمته ولاية فلوريدا، بسبب تقارب النتائج فيها، وتم اللجوء إلى إعادة فرز الأصوات تلقائياً، مما أدى إلى نزاع قانوني طويل حول البطاقات الانتخابية المثقوبة والفرز اليدوي.
في النهاية، تدخلت المحكمة العليا وأوقفت عملية إعادة الفرز، ما منح بوش الفوز بفارق 537 صوتاً فقط في فلوريدا، رغم أن آل غور فاز في التصويت الشعبي الوطني بفارق نصف مليون صوت.
وتؤكد الخبيرة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان أن الديمقراطيين يتوقعون إما فوزاً ساحقاً لهاريس أو ضئيلاً لترامب، وتستبعد سيناريو مشابهاً لأزمة «البطاقات المعلقة» في انتخابات 2000، حيث أعيد فرز الأصوات في ولايات متعددة واحتكم الأمر للمحكمة العليا.
100 ألف صوت
بحسب الخبيرة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان تركز الاستراتيجية الديمقراطية على حشد أصوات الناخبين العرب والمسلمين في ميشيجان، حيث يُعتقد أن 100 ألف صوت قد تحدث الفارق في هذه الانتخابات.
من جانبه، يرى حازم الغبرا، المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتأرجحة قد تشهد تقارباً كبيراً في عدد الأصوات، مرجحاً أن تتجه الانتخابات إلى نزاعات سياسية في حال عدم الحسم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سباق الرئاسة الأميركية سباق البيت الأبيض الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن أميركا كامالا هاريس دونالد ترامب البيت الأبيض انتخابات الرئاسة الأميركية السباق الرئاسي الأميركي الانتخابات الأميركية الولايات المتحدة الأميركية الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مسلم يفوز بالانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك
فاز المرشح المسلم زُهران مَمْداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية (عمدة) نيويورك، في نتيجة أقرّ بها منافسه الرئيسي حاكم الولاية السابق أندرو كومو.
وقبل الانتهاء من فرز الأصوات، أقرّ كومو بهزيمته قائلا أمام أنصاره "لم تكن الليلة ليلتنا.. لقد فاز (ممداني)" فبعد فرز أكثر من 95% من الأصوات، تصدر ممداني السباق بأكثر من 43% من الأصوات مقارنة بـ36% لكومو.
وممداني -الذي يبلغ من العمر 33 عاما- ديمقراطي يوصف بأنه تقدمي، وهو عضو بالمجلس التشريعي للولاية، ويعتبر أول مسلم يخوض هذا المعترك على الإطلاق.
وهو يمثّل منطقة كوينز في جمعية ولاية نيويورك، ويحظى بدعم شخصيتين يساريتين تتمتعان بشعبية واسعة هما بيرني ساندرز وألكسندريا أوكازيو كورتيز.
وبرز اسمه بوصفه مرشحا استثنائيا لا يكتفي بتحدّي الأسماء التقليدية في الحزب الديمقراطي، بل يسعى إلى إعادة تعريف العلاقة بين السياسة والشارع الأميركي.
وحشد ممداني -الذي ولد ونشأ بأوغندا لأبوين هنديين- جيشا من المتطوعين الشباب عبر حملة على وسائل التواصل تعهّد فيها بخفض تكاليف المعيشة المرتفعة من خلال حافلات مجانية ورياض الأطفال ومنع زيادة الإيجارات حيث يمكن لشقّة مكوّنة من 3 غرف أن تكلّف 6 آلاف دولار شهريا.
ومنذ إعلانه الترشح في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحوّلت حملة ممداني الانتخابية إلى ما يشبه حراكا اجتماعيا ينطلق من القاعدة الشعبية، ويستقطب الناخبين الذين يشعرون بأن مدينتهم لم تعد قابلة للعيش.
ومن ناحية أخرى، فإن ترشح أول مسلم لمنصب عمدة نيويورك يثير رعب المؤسسة المؤيدة لإسرائيل -وفق هآرتس الإسرائيلية- حيث يجري تمحيص مكثف بسبب اتهامه بمعاداة السامية في ظل وجود ما يقرب من مليون يهودي يقطنون الأحياء الخمسة لمدينة نيويورك، رغم أن الصحيفة تصف تلك الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة.
إعلانوبحسب آبي سيلبرشتاين الباحث في الدراسات العبرية واليهودية والتاريخ بجامعة نيويورك، فإن ممداني كان صريحا وواضحا بشأن آرائه عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فهو يؤكد حق إسرائيل في الوجود لكنه يصر على المساواة في الحقوق للفلسطينيين، وينتقد بشدة سياساتها ويصف الحرب على قطاع غزة بـ"الإبادة الجماعية".
ووفقا للباحث فإن الخوف الحقيقي -الذي ينتاب الشخصيات المؤيدة لإسرائيل- لا يتعلق بالضرر الذي قد يلحقه ممداني بالجالية اليهودية في نيويورك، بل من أن يرمز نجاحه بالانتخابات الجارية إلى ضعف النفوذ المؤيد لإسرائيل داخل أروقة الحزب الديمقراطي والسياسة الأميركية.
وبحسب سيلبرشتاين، فإن المعارضين يخشون أن يولي ممداني في حالة فوزه بالمنصب الاهتمام الأكبر لمخاوف جميع سكان نيويورك -بمن فيهم الفلسطينيون المتضررون من الأحداث الدولية- بدلا من مناصرة إسرائيل دون انتقاد.
وينبئ الفوز المحتمل لممداني في مدينة كبرى كنيويورك بتحول في المشاعر العامة على نطاق واسع، حيث تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن التعاطف مع الإسرائيليين بلغ أدنى مستوى له على الإطلاق، في حين وصل التأييد للفلسطينيين مستوى لا مثيل له في الارتفاع منذ عام 2001، وفقا لهآرتس.