لم يغادر غزة هاشم التي ولد ونشأ وتربى وتعلق بها، ظل مرتبطا بها، مناضلا في سبيل الله من أجل سيادتها وعزتها، ودفاعا عن شرفها وكرامتها، ظل غزاويا حمساويا مقاوما، حتى خلال فترة اعتقاله في سجون كيان العدو الصهيوني التي تجاوزت العشرين عاما، ظل متمسكا بالقيم والمبادئ والثوابت التي آمن بها ونشأ وتربى عليها منذ نعومة أظفاره، كان للشجاعة والبسالة والبطولة عنوان، لم ترتعد له فريصة، ولم يرمش له جفن، وهو يقارع جنود الكيان الصهيوني، كان صريحا وواضحا وجريئا في تحديه لهذا الكيان المتغطرس، لم تثنه سنوات الاعتقال الطويلة عن مواصلة الدرب الجهادي والمسيرة النضالية، وعندما جاء اختيار حركة المقاومة الإسلامية حماس له لتولي مهام المكتب السياسي خلفا للشهيد القائد إسماعيل هنية رضوان الله عليه في ظل ظروف بالغة التعقيد والخطورة، لم يجبن أو يتذمر أو يعتذر، ولكنه حمل الراية، وأعلن للجميع بأنه سيواصل المسيرة الجهادية، وسيقود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى أن يكتب الله له النصر أو الشهادة .
إنه القائد المجاهد المناضل المقاتل المقدام شهيد غزة وفلسطين، شهيد البطولة والتضحية والشجاعة والإقدام، شهيد الأحرار من أبناء الأمتين العربية والإسلامية خاصة والعالم عامة، شهيد المواجهة والإلتحام المباشر مع جنود كيان العدو الصهيوني يحيى
السنوار -رضوان الله عليه-، أيقونة الجهاد والاستشهاد، القائد الذي حمل بندقيته وجعبته وخرج مع مقاتليه جنبا إلى جنب في الصفوف الأمامية، للتصدي لجنود الكيان الصهيوني المحتل، أتعب العدو وهو يحاول بائسا الكشف عن مكانه، وتحديد مقر تواجده بغية استهدافه، جند الكثير من الجواسيس والخونة، وأطلق العنان لطائراته التجسسية، وسخر كل إمكانياته التكنولوجية من أجل رصد القائد السنوار، ولكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا . قصف الكثير من المباني والمنشآت، واستهدف العديد من المواقع والتجمعات، وأعلن لأكثر من مرة عن استهدافه للسنوار، ولكنه أدرك فشله وإخفاقه، ادعى بأنه يختبئ في سلسلة الأنفاق العميقة الحصينة التي أنشأتها حركة حماس في غزة، وأنه يجلس مع الأسرى الصهاينة ويحيط بهم من أجل ضمان سلامته وعدم اغتياله، وادعوا أنهم يعرفون موقعه وأنهم لن يهاجموا الموقع حرصا على سلامة أسراهم، وذهبوا للحديث عن تواجده في أوساط النازحين في المخيمات والمدارس التي تحتويهم من أجل تبرير قصفهم واستهدافهم للمدنيين الأبرياء من النساء والأطفال الذين نزحوا من مناطقهم بعد أن دمرها الكيان الصهيوني الإجرامي، وهناك من قال بأن السنوار غادر غزة إلى قطر، والبعض قال بأنه غادر إلى دمشق، وهناك من قال بأنه في طهران، من أجل إدارة المعركة عن بعد حفاظا على سلامته، وخصوصا عقب اغتيال الشهيد إسماعيل هنية واشتداد المعارك في غزة . وإذا بهم يعلنون عن مقتله في مواجهات مسلحة مباشرة مع جنودهم، نعم لقد ارتقى القائد المجاهد يحيى السنوار شهيدا وفي يده بندقيته، مرتديا بزته وجعبته العسكرية، ارتقى أبو إبراهيم مرتديا جعبته، مقبلا غير مدبر، ضاربا أروع الأمثلة في البطولة والشجاعة والإقدام والثبات على المبدأ، نعم لقد ارتقى شهيدا وهو يقاتل الصهاينة واضعا نصب عينيه إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة، ففاز بالأخيرة وكسب معها الآخرة، ارتقى شهيدا على طريق القدس وهو الذي أذاق العدو الصهيوني طيلة الفترة الماضية مرارة الهزائم والانتكاسات في مختلف المحاور والجبهات، والذي اتضح أنه المهندس والمخطط لكمائنها وعملياتها النوعية، وضرباتها الحيدرية . كان في الميدان قائدا ومجاهدا، أرهق العدو بحثا عنه، فهزمه بقوة إيمانه ورباطة جأشه وشجاعته وإقدامه، كتب بنفسه نهايته المشرفة له أمام الله، موجها ضربة موجعة للعدو الصهيوني، الذي فشلت كل أجهزته الاستخباراتية في تحديد مكان تواجده، وإذا به على مقربة من دباباتهم وآلياتهم وجنودهم، ملتحما مع المجاهدين في معركة الحرية والشرف والكرامة، ووالله إنها العظمة في أبهى صورها، هكذا هم العظماء، يخلدون أنفسهم بمواقفهم الإيمانية الجهادية البطولية الخارقة للعادة التي لا تليق إلا بأمثالهم، نعم لقد هزمهم عسكريا، واستخباراتيا، ونفسيا، فلا فخر لهم ولا إنجاز في حادثة استشهاد المجاهد العظيم يحيى السنوار، فالعملية وليدة الصدفة، وهذا ما يحسب لشهيدنا العظيم، فهنيئا لك يا أبا إبراهيم هذا الارتقاء الكبير، هنيئا لك هذا التكريم الإلهي العظيم، هنيئا لك هذه النهاية المشرفة التي يحق لك أن تفاخر بها أمام الله ورسوله . لروحك الطاهرة الخلود يا أبا إبراهيم، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا إبراهيم لمحزونون، ولا عزاء للشامتين من اللقطاء العرب المتصهينين . قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يقتلع 1608 شجرة زيتون بالضفة خلال الأسبوع الماضي
الثورة نت/
كشفت مصادر زراعية فلسطينية، اليوم السبت، أن العدو الإسرائيلي اقتلع 1608 أشجار زيتون في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة خلال الأسبوع الماضي وتحديداً في الفترة من 4 إلى 11 ديسمبر الجاري.
وأشارت المصادر إلى تصاعد ملحوظ في اعتداءات المستوطنين الصهاينة وقوات العدو على المزارعين الفلسطينيين في محافظات الضفة، وفق وكالة “سند” للأنباء.
وأوضحت المصادر أن محافظة الخليل، سجلت أكبر عدد من الأشجار المتضررة حيث اقتُلعت 477 شجرة زيتون منها.
وشملت الاعتداءات تجريف الأراضي، اقتلاع الأشجار، تخريب شبكات الري، سرقة معدات زراعية، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم خلال موسم قطف الزيتون.
وأكدت المصادر الزراعية أن العدو وزع مئات الإخطارات بهدم حظائر المواشي وخيام، ومصادرة عشرات الدونمات الزراعية في مناطق مختلفة من الضفة خلال ذات الفترة.
وأفادت بأن الهجمات تركزت على الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة، في إطار نهج استيطاني متصاعد لفرض السيطرة على الأراضي.
وقدرت المصادر الفلسطينية قيمة الخسائر الاقتصادية بحوالي مليون و335 ألف دولار، محذرةً من تهديد هذه الاعتداءات للأمن الغذائي الفلسطيني، مع استهداف خاص لقطاع الزيتون.
في وقت سابق، كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية عن استيلاء العدو الإسرائيلي على 2800 دونم من أراضي فلسطينية خلال نوفمبر الماضي عبر أوامر وضع اليد والاستملاك.
وأوضحت الهيئة أن العدو أصدر منذ بداية 2025 ما مجموعه 53 أمرًا عسكريًا لوضع اليد على الأراضي، في تصعيد ملحوظ ضمن ذريعة الاستخدام العسكري.
تأتي هذه الاعتداءات في سياق تكثيف العدو الصهيوني لجرائمه في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 1119 شهيدًا و11 ألف جريحاً، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 21 ألف فلسطيني، وفق إحصائيات فلسطينية.