ما موقف واشنطن من تحركات الاستيطان الإسرائيلية في غزة؟
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
بينما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تبرز في الأفق نقاشات حول مستقبل المنطقة. لكن من منظور مختلف يثير القلق، فقد بدأت حركات استيطانية إسرائيلية، كانت منذ فترة طويلة على الهامش، في تحريك الأوضاع لفتح باب الحجز للعائلات الإسرائيلية الراغبة في الانتقال إلى غزة.
وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، عبّر الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون لئيل عن قلقه بشأن هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن الاستيطان في غزة سيعقد الموقف الدولي لإسرائيل، التي تواجه بالفعل انتقادات متزايدة من دول مثل فرنسا، كما يضع المزيد من الضغوط على الموقف الإسرائيلي في المحافل الدولية.
وشهدت منطقة كيبتوس "بيئري" قرب قطاع غزة مؤتمرا بعنوان "الاستعداد للاستيطان في غزة"، حضره عدد من الوزراء الإسرائيليين، رغم تصنيف الجيش للمنطقة "منطقة عسكرية مغلقة".
وعبر وزير الاتصالات السابق، عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، أيوب قرا، في مقابلة مع "الحرة" عن استيائه من هذه التطورات، رغم تشديده على أنه كان من المعارضين الرئيسيين للانسحاب الإسرائيلي من غزة في 2005.
وكان قد تم إخلاء المستوطنات اليهودية من غزة بالقوة في عام 2005، وهو ما أثار مشاعر الاستياء تجاه الدولة بين العديد من المستوطنين الذين يسعون الآن للعودة، وفقا لأسوشيتد برس.
وأشار قرا إلى أن "الهدف الوحيد اليوم هو الانتصار في الحرب"، وأن أي تحركات سياسية أخرى قد تعرقل صورة إسرائيل في العالم.
وقال قرا: "يجب أن نفكر بصورة براغماتية، فالعالم قد أخذ موقفا منا بسبب الحرب. بعد الانتصار، يمكننا التفكير في الأمور الأخرى، لكننا لا يمكن أن نقبل باستمرار الاستيطان في غزة".
لئيل أكد أن هذه الجهود ليست مدعومة من الجيش الإسرائيلي أو المؤسسة الأمنية، "بل هي نتيجة لضغوط من اليمين المتطرف، ممثلا في وزراء مثل بن غفير وسموتريتش، الذين يعقدون الوضع".
وقال: "صحيح أنهم لا يتمتعون بالأغلبية في الحكومة ولكننا رأيناهم هذا العام يديرون الأمور وحتى نتانياهو يعتمد كلية عليهم، وبسببهم لم نصل إلى اتفاق بشأن الرهائن المختطفين في غزة".
وأضاف: "بدأت البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية قبل سنوات نتيجة لضغوط من العناصر اليمينة الدينية التي استسلمت لهم الحكومة. الموقف في الضفة الغربية الآن يمنع السلام بيننا وبين الفلسطينيين ويمنع حل الدولتين".
وشدد لئيل على أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تكون "حذرة جدا بشأن كل حركة حتى لو كانت رمزية، حتى لو كانت قراءة التوراة أو بناء مبنى أو ترك المدنيين في القواعد العسكرية". واعتبر أن "كل هذه الخطوات خطيرة ويجب أن تتوقف فورا".
مستقبل غزةووفقا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية فقد سجلت 700 عائلة حتى الآن في ست مستوطنات محتملة في قطاع غزة وفق ما أعلنته حركة "نَحَالا" الاستطيانية.
الحركة الاستيطانية الإسرائيلية قالت إنها ستعمل على حجز كافةِ المناطق التي أخلاها الجيشُ الإسرائيلي من سكانها خلال عملياتِه العسكرية في قطاع غزة، وستتأكد من تحويلِها لمجتمعاتٍ يهودية تسكنها عائلاتٌ إسرائيلية بعد بناء مستوطنات.
يعتقد لئيل أن حكومة نتانياهو لديها رؤية بأن إسرائيل ستبقى في غزة إلى الأبد، رغم أن هذا الموضوع موضع جدل.
وقال: "تسعى الحكومة إلى البقاء هناك عسكريا على الأقل، ومحاولة العثور على طرف يدير الشؤون المدنية".
ويرى أن هذا المسعى خطأ، مشدداً على ضرورة العمل بجدية للعثور على بديل لإسرائيل في إدارة غزة، مثل السلطة الفلسطينية بمساعدة المجتمع الدولي.
لكن قرا يرى أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد البقاء في غزة، وأن الهجوم الأخير من قبل حماس كان السبب وراء دخول إسرائيل للمنطقة.
وأضاف قرا: "كيف يمكن أن يكون هناك استقرار وبدون إرهاب؟ يجب أن نفكر في قيادة غزة وتوجيهها نحو مستقبل أكثر أمانا".
واعتبر أن "كل الأقاويل أن هناك 700 عائلة سجلت لتحجز أماكن في قطاع غزة، كلها أحاديث إعلامية وإسرائيلية".
الموقف الأميركيبالتزامن مع زيارته الحالية للشرق الأوسط، أعاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، التأكيد على موقف الولايات المتحدة الرافض للدعوات الإسرائيلية لإعادة بناء وحدات استيطانية في قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، أشار لئيل في مقابلته مع "الحرة" إلى تجاهل الحكومة الإسرائيلية للموقف الأميركي والدولي بشأن الاستيطان، موضحاً أن الولايات المتحدة لا تؤيد توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وأن هذا التجاهل قد يقود إلى عواقب وخيمة.
وأبدى قلقه من أن نتانياهو يستمع ويساعد المستوطنين، معتقداً أنهم سيساهمون في استمرار بقاء المدنيين الإسرائيليين هناك.
وأضاف أنه بعد الانتخابات الأميركية، ومزيد من الضغوط من محكمة العدل الدولية، سيتضح أن المجتمع الدولي لن يسمح لإسرائيل بالبقاء في غزة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاستیطان فی غزة فی قطاع غزة أن هذا
إقرأ أيضاً:
فنلندا: ندين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 22 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن وزيرة خارجية فنلندا، قالت إن بلادها تدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 22 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية.
وأضافت وزيرة خارجية فنلندا، أن وضع العراقيل المتعمدة أمام حل الدولتين غير مقبول ويتعارض مع الجهود الدولية لتعزيز السلام.
كما أدانت مصر ، بأشد العبارات، قرار الاحتلال الإسرائيلي بالموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية المحتلة؛ في استفزاز وانتهاك صارخ جديد للقانون الدولي والحقوق الفلسطينية، ويرفضه المجتمع الدولي المتطلع للسلام على أسس عادلة.
وشددت مصر - في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج اليوم الجمعة، على ما يمثله هذا القرار من مخالفة فادحة لقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة، وقرارات مجلس الأمن بما في ذلك قرار 2334، بالإضافة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأكدت أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني، ومطلب دولي مشروع لا رجعة فيه، وأن المستوطنات الاسرائيلية ليس لها أي أساس قانوني؛ وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة التي تؤكد عدم جواز قيام دولة احتلال أن ترحل أو تنقل جزءاً من سكانها إلى الأراضي التي تحتلها، كما تشكل المستوطنات الاسرائيلية عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين والسلام العادل والدائم والشامل.