بوابة الوفد:
2025-06-13@00:45:06 GMT

مزيد من التضخم فى الطريق. فماذا نحن فاعلون؟

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

لا أدرى إلى متى يستمر التضخم مرتفعا فى مصر دون وضع أى تصورات جديدة من جانب الحكومة للتعامل مع قضية الاصلاح الاقتصادي، دون التورط فى تحميل القطاع الأكبر من المواطنين أعباء معيشية جديدة ؟

فللمرة الثالثة على التوالى خلال العام الحالي، تقوم الحكومة بتحريك أسعار الوقود، بنسبة تراوحت بين 7.7 فى المئة و17 فى المئة، تحت ذريعة تقليل الفجوة بين الأسعار وتكاليف الانتاج والاستيراد.

إننا نتفهم أن دعم الطاقة لا يذهب للطبقات المحدودة، لكن علينا أن نعرف أيضا أن هذا التحريك الأخير مثل سوابقه يؤثر بشكل واضح وكبير على تكلفة النقل، ومن ثم على أسعار كثير من السلع الأساسية وغير الأساسية، لذا يواصل التضخم ارتفاعه.

والمعروف أن مصر تواجه منذ عام 2022 معدلات تضخم مرتفعة للغاية، نتيجة الآثار المباشرة للأزمة العالمية، فضلا عن آثار تفعيل برنامج الإصلاح الاقتصادي، وهو ما يضغط اجتماعيا على فئات عديدة من الأسر المصرية، ويؤثر على مستوى معيشتها.

لقد تفاءلنا قليلا مع انخفاض معدل التضخم قليلا إلى 26.4 فى سبتمبر الماضى، فرغم كون هذا المعدل مرتفعا للغاية على المستوى العالمي، لكنه أقل من المستوى الأقصى الذى وصل إليه التضخم فى مصر فى أكتوبر 2023 وهو 35.8 فى المئة.

وكما يتوقع كثير من الاقتصاديين، فإن الزيادات الجديدة لأسعار الكهرباء والوقود وكثير من الخدمات ستسهم فى زيادة المعدل المرتفع أكثر وأكثر، وهو ما يضع الحكومة أمام مسئولياتها الاجتماعية المفترضة.

لقد بات الغلاء هما أساسيا لدى معظم الأسر المتوسطة فى مصر، حيث باتت تعانى اجتماعيا فى ظل تراجع عام للدخول، وثبات الرواتب، وتباطؤ الأعمال، وهو ما يحفزنا جميعا لضرورة البحث عن تصورات وأفكار جديدة، غير تقليدية للإفلات من الآثار المعتادة للتضخم.

وفى رأيي، فإنه من الضرورى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى فى هذا الشأن، فليس أسهل من زيادة أسعار السلع المدعمة لتغطية اى فجوة محتملة، لكن كما قلت فإن التعامل مع هذا الملف يجب أن يكون مدروسا جيدا.

فنصيحتى المخلصة للحكومة: لا تغيروا فى سياسات الدعم الحالية الا بعد دراسات مستفيضة، ولا تتخذوا إجراءات فى هذه القضية إلا بعد وضع كل سيناريوهات البدائل المختلفة، والتعامل مع أية مشكلات بحلول ناجزة عند التنفيذ، «لو مش جاهزين أرجوكم بلاش!».

فى الوقت ذاته، فإنه يجب التنبيه على ضرورة الاستعداد والتجهز لآثار موجة تضخمية جديدة تعصف بالأسر المتوسطة، من خلال توسيع برامج الرعاية الاجتماعية، وزيادة المعروض من السلع الأساسية فى الأسواق، واعلان جداول مستقبلية واضحة لأسعار السلع والخدمات، وتوفير خطوط ائتمان ميسرة للقطاعات الانتاجية بهدف تحفيزها لزيادة الانتاج.

إلى جانب ذلك، فإنه يجب العمل على تحسين بيئة الأعمال وتيسير إجراءات إنشاء الشركات الجديدة، والتوسع فى برامج الترويج للاستثمارات العالمية بهدف توفير فرص عمل مناسبة وكبيرة تمتص جانبا من الأعباء المتزايدة على الأسر المختلفة.

وفى النهاية، وبعبارة موجزة، فإن التدفقات الأجنبية المستدامة لن تأتى الا من مصدرين أساسيين: أولهما التصدير، وثانيهما السياحة، فهل تخطو الحكومة خطوات عظيمة فى هذين الملفين؟

ولا شك أننا فى حاجة لخطاب سياسى كاشف وشفاف يستهدف توضيح الرؤية للمواطنين، وتقديم الامتنان والتقدير المفترضين للشعب المصرى العظيم الذى ضرب أروع الأمثلة فى التماسك والصلابة فى مواجهة أعتى التحديات فى ظل ظروف صعبة، استوعب خلالها الأزمات الكبرى، والآثار العالمية للإضطرابات الطارئة.

فالتحية واجبة لكل مواطن شريف يكافح من أجل سد احتياجات أسرته فى هذه الأيام.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر ة للتعامل مع قضية

إقرأ أيضاً:

روسيا تصعّد تهديداتها: السيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية واردة وتلويح بالتصعيد النووي

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل، بأن روسيا وجهت تهديدًا صريحًا لأوكرانيا، مفاده أن موسكو قد تتجه للسيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية في حال رفض كييف القبول بشروطها لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. 

خبير: مفاوضات روسيا والغرب لن تشهد اختراقا.. وواشنطن تغذي التصعيدالاتحاد الأوروبي يعلن عن حزمة عقوبات جديدة ضد روسياالخارجية الأوكرانية: من المبكر الحديث عن جولة مفاوضات ثالثة مع روسيا

ويعكس هذا الموقف تشددًا روسيًا متزايدًا في ظل جمود المفاوضات واحتدام المعارك الميدانية، لا سيما في الشرق والجنوب الأوكراني.

تحذير من تصعيد نووي في ظل صمت غربي

وفي تطور آخر، نقلت "القاهرة الإخبارية" عن وزارة الخارجية الروسية، أن تجاهل كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة للردود الروسية بشأن الأمن الإقليمي والدولي قد يؤدي إلى "تصعيد خطير" بين القوى النووية.

موسكو: الردع النووي لم يتأثر بهجمات كييف

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الهجمات التي شنتها القوات الأوكرانية مؤخرًا على مطارات عسكرية روسية لم تؤثر على "إمكانات الردع النووي" لدى موسكو، في رسالة تهدف إلى طمأنة الداخل الروسي ورفع مستوى التحذير للخصوم الخارجيين. 

وتؤكد هذه التصريحات استمرار الجاهزية النووية الروسية رغم التصعيد في ساحة المعركة.

روسيا تعرض وساطة نووية بين إيران وأمريكا

وفي سياق دولي موازٍ، أوضحت الخارجية الروسية استعداد موسكو لتقديم خدماتها الفنية والدبلوماسية للمساعدة في إزالة المواد النووية الزائدة من إيران، في إطار مساعٍ روسية لدعم التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن.

وتعد هذه الخطوة إشارة من موسكو إلى استمرار دورها كلاعب محوري في ملف الانتشار النووي، رغم التوترات المتصاعدة في أوكرانيا وأوروبا.

طباعة شارك قناة القاهرة الإخبارية موسكو وزارة الخارجية الروسية

مقالات مشابهة

  • الحكومة العراقية تفرض رسوماً جمركية جديدة على علب المشروبات المستوردة
  • مدبولي: إتاحة مزيد من المحفزات لجذب استثمارات بقطاع البترول
  • تركيا تُبهر العالم بمقاتلة KAAN.. صفقة تاريخية وطلبات جديدة في الطريق
  • الطاقة تتجدد..فماذا عن الرؤية والفرص؟
  • أمريكا: ارتفاع طفيف في التضخم الشهر الماضي مدفوعا بزيادة أسعار السلع الغذائية
  • روسيا تصعّد تهديداتها: السيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية واردة وتلويح بالتصعيد النووي
  • قائد قوات أمن الحج: الكشافة شركاء فاعلون في تنظيم الحشود وخدمة ضيوف الرحمن
  • وزير إيراني: استراتيجية الحكومة تهدف لإعادة فتح الطريق إلى مصر
  • بسبب حرمانه من رؤية أبنائه.. شاب ينهي حياته بقرية طوخ مزيد بالغربية
  • تفسير رؤيا الصلاة على ميت بالمنام لابن سيرين