«التمريض والقبالة» يناقش دور الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أخبار ذات صلةانطلقت أمس في أبوظبي، فعاليات المؤتمر الدولي العاشر للتمريض والقبالة والمهن الطبية المساندة، الذي تنظمه شركة «صحة»، التابعة لمجموعة «بيورهيلث»، وشارك في فعاليته أكثر من 1500 متخصص في الرعاية الصحية بهدف مناقشة أهم التحديات التي تواجه القطاع حالياً تحت شعار «تشكيل مستقبل الرعاية الصحية عبر استدامة الشباب والابتكار والتكنولوجيا والممارسات القائمة على الأدلة».
ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل التطورات السريعة التي تشهدها أنظمة الرعاية الصحية، بما يعزز من فرص التعاون بين المتخصصين لتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الناتجة عن التقدم التكنولوجي، والشيخوخة السكانية، وزيادة الطلب على الرعاية المتخصصة.
ويتناول المؤتمر دور الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الممارسات السريرية، ودوره في تعزيز دقة التشخيص، وزيادة كفاءة العمليات الجراحية، وتحسين رعاية المرضى بشكل شامل.. ودمج طب استدامة الشباب لتعزيز العمر الصحي، وتطبيق الممارسات المستندة إلى الأدلة لتحسين نتائج الرعاية الصحية.. كما يركز المؤتمر على مجموعة من المحاور الرئيسة، منها طب استدامة الشباب واستراتيجيات الرعاية الوقائية، واستخدام الروبوتات التي تهدف إلى رفع جودة الرعاية الصحية وتحسين نتائج المرضى.
وأكد الدكتور مؤيد حسين، مدير التمريض والقبالة في «صحة» والرئيس التنفيذي للمؤتمر، أهمية المؤتمر الذي يتيح الفرصة للتعرف على الأدوات والرؤى اللازمة لضمان تقديم رعاية متقدمة ومرنة، تمكننا من مواجهة التحديات الناشئة.
وسيشهد المؤتمر نقاشات حول أهمية الأطر التنظيمية وتأثيرها على تقديم الرعاية الصحية، مع التركيز على مواءمة السياسات مع رؤية أبوظبي لنظام رعاية صحية مستدام وقابل للتكيف.
وأكد مدير التمريض والقبالة في شركة «صحة» أن المؤتمر يعقد على مدار 3 أيام، ويستضيف أكثر من 1500 متخصص، وما يقارب 120 متحدثاً من دول الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال شمال أفريقيا.
وقال «إن المؤتمر يركز على الاستغلال التكنولوجي والذكاء الصناعي في رفع جودة الرعاية الصحية».
كما يهدف المؤتمر إلى تشجيع الشباب على الإقبال على مهنة التمريض، وفي هذه المناسبة فإن شركة «صحة»، أطلقت برنامج الكفاءات الصاعدة، الذي يستهدف تعيين 100 مواطن من الخريجين في كل عام لمدة خمسة أعوام. وفي كل سنة 100 ممرضة وممرض مواطن، من الخريجين المواطنين الجدد، ولمدة 5 سنين للوصول إلى تعيين 500 ممرضة مواطنة. وتأهيلهم وتعيينهم، وإعطائهم التدريب المناسب لمدة سنة كاملة عن طريق برنامج الكفاءات الصاعدة. وأوضح أن التمريض أصبح جاذباً لشريحة من المواطنين والمواطنات.
من جانبه، أكد الدكتور محمد الغامدي مدير عام الإدارة العامة لشؤون التمريض والقبالة بوزارة الصحة ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للتمريض، أهمية المؤتمر الذي يركز على الابتكار في الرعاية الصحية بشكل عام ومدى استفادة العاملين في قطاع التمريض كقوة عاملة تشكل تقريباً 60% من الكادر الصحي العامل في منظومة الرعاية الصحية، وكيف أن التكنولوجيا والتقنية ساعدت على تحسين تقديم الرعاية من ناحية الجودة وسلامة المرضى.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية الإمارات شركة صحة التمريض التمریض والقبالة الرعایة الصحیة
إقرأ أيضاً:
احتيال شركات الذكاء الاصطناعي يجب أن يتوقف
مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتغلغله في حياتنا على نحو متزايد، يبدو من الواضح أنه من غير المحتمل أن يخلق المدينة التكنولوجية الفاضلة ومن غير المرجح أن يتسبب في محو البشرية. النتيجة الأكثر احتمالا هي مكان ما في المنتصف ــ مستقبل يتشكل من خلال الطوارئ، والحلول الوسط، وعلى جانب عظيم من الأهمية، القرارات التي نتخذها الآن حول كيفية تقييد وتوجيه تطور الذكاء الاصطناعي.
باعتبارها الرائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، تضطلع الولايات المتحدة بدور مهم بشكل خاص في تشكيل هذا المستقبل. لكن خطة عمل الذكاء الاصطناعي التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بددت الآمال في تعزيز الإشراف الفيدرالي، فاحتضنت بدلا من ذلك نهجا داعما للنمو في تطوير التكنولوجيا. وهذا يجعل التركيز من جانب حكومات الولايات، والمستثمرين، والجمهور الأمريكي على أداة مُـساءلة أقل إخضاعا للمناقشة، ألا وهي حوكمة الشركات ضرورة أشد إلحاحا. وكما توثق الصحفية كارين هاو في كتابها «إمبراطورية الذكاء الاصطناعي»، فإن الشركات الرائدة في هذا المجال منخرطة بالفعل في المراقبة الجماعية، وهي تستغل عمالها، وتتسبب في تفاقم تغير المناخ. من عجيب المفارقات هنا أن كثيرا منها شركات منفعة عامة (PBCs)، وهي بنية حوكمة يُزعم أنها مصممة لتجنب مثل هذه الانتهاكات وحماية البشرية. ولكن من الواضح أنها لا تعمل على النحو المنشود.
كانت هيكلة شركات الذكاء الاصطناعي على أنها شركات منفعة عامة شكلا ناجحا للغاية من أشكال الغسيل الأخلاقي. فبإرسال إشارات الفضيلة إلى الهيئات التنظيمية وعامة الناس، تخلق هذه الشركات قشرة من المساءلة تسمح لها بتجنب المزيد من الرقابة الجهازية على ممارساتها اليومية، والتي تظل مبهمة وربما ضارة. على سبيل المثال، تُـعَـد xAI التي يملكها إيلون ماسك شركة منفعة عامة تتمثل مهمتها المعلنة في «فهم الكون». لكن تصرفات الشركة ــ من بناء كمبيوتر خارق مُـلَـوِّث في السر بالقرب من حي تقطنه أغلبية من السود في ممفيس بولاية تينيسي، إلى إنشاء روبوت محادثة يشيد بهتلر ــ تُظهر قدرا مزعجا بشدة من عدم الاكتراث بالشفافية، والرقابة الأخلاقية، والمجتمعات المتضررة.
تُعد شركات المنفعة العامة أداة واعدة لتمكين الشركات من خدمة الصالح العام مع السعي إلى تحقيق الربح في الوقت ذاته. لكن هذا النموذج، في هيئته الحالية ــ خاصة في ظل قانون ولاية ديلاوير، الولاية التي تتخذها معظم الشركات العامة الأمريكية مقرا لها ــ مليء بالثغرات وأدوات الإنفاذ الضعيفة، وهو بالتالي عاجز عن توفير الحواجز اللازمة لحماية تطوير الذكاء الاصطناعي. لمنع النتائج الضارة، وتحسين الرقابة، وضمان حرص الشركات على دمج المصلحة العامة في مبادئها التشغيلية، يتعين على المشرعين على مستوى الولايات، والمستثمرين، وعامة الناس المطالبة بإعادة صياغة شركات المنفعة العامة وتعزيز قدراتها. من غير الممكن تقييم الشركات أو مساءلتها في غياب أهداف واضحة، ومحددة زمنيا، وقابلة للقياس الكمي. لنتأمل هنا كيف تعتمد شركات المنفعة العامة في قطاع الذكاء الاصطناعي على بيانات منافع شاملة وغير محددة يُزعَم أنها توجه العمليات. تعلن شركة OpenAI أن هدفها هو «ضمان أن يعود الذكاء الاصطناعي العام بالفضل على البشرية جمعاء»، بينما تهدف شركة Anthropic إلى «تحقيق أعظم قدر من النتائج الإيجابية لصالح البشرية في الأمد البعيد». المقصود من هذه الطموحات النبيلة الإلهام، لكن غموضها من الممكن أن يستخدم لتبرير أي مسار عمل تقريبا ــ بما في ذلك مسارات تعرض الصالح العام للخطر. لكن قانون ولاية ديلاوير لا يُـلزِم الشركات بتفعيل منفعتها العامة من خلال معايير قابلة للقياس أو تقييمات مستقلة. ورغم أنها تطالب بتقديم تقارير كل سنتين حول أداء المنفعة، فإنها لا تلزم الشركات بإعلان النتائج. بوسع الشركات أن تفي بالتزاماتها ــ أو تهملها ــ خلف الأبواب المغلقة، دون أن يدري عامة الناس شيئا. أما عن الإنفاذ، فبوسع المساهمين نظريا رفع دعوى قضائية إذا اعتقدوا أن مجلس الإدارة فشل في دعم مهمة الشركة في مجال المنفعة العامة. لكن هذا سبيل انتصاف أجوف، لأن الأضرار الناجمة عن الذكاء الاصطناعي تكون منتشرة، وطويلة الأجل، وخارجة عن إرادة المساهمين عادة. ولا يملك أصحاب المصلحة المتضررون ــ مثل المجتمعات المهمشة والمقاولين الذين يتقاضون أجورا زهيدة ــ أي سبل عملية للطعن في المحاكم. وللاضطلاع بدور حقيقي في حوكمة الذكاء الاصطناعي، يجب أن يكون نموذج «شركات المنفعة العامة» أكثر من مجرد درع للسمعة. وهذا يعني تغيير كيفية تعريف «المنفعة العامة»، وحوكمتها، وقياسها، وحمايتها بمرور الوقت. ونظرا لغياب الرقابة الفيدرالية، يجب أن يجري إصلاح هذا الهيكل على مستوى الولايات. يجب إجبار شركات المنفعة العامة على الالتزام بأهداف واضحة، وقابلة للقياس، ومحددة زمنيا، ومكتوبة في وثائقها الإدارية، ومدعومة بسياسات داخلية، ومربوطة بمراجعات الأداء والمكافآت والتقدم الوظيفي. بالنسبة لأي شركة عاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، من الممكن أن تشمل هذه الأهداف ضمان سلامة نماذج المؤسسات، والحد من التحيز في مخرجات النماذج، وتقليل البصمة الكربونية الناجمة عن دورات التدريب والنشر، وتنفيذ ممارسات العمل العادلة، وتدريب المهندسين ومديري المنتجات على حقوق الإنسان والأخلاقيات والتصميم التشاركي. الأهداف المحددة بوضوح، وليس التطلعات الغامضة، هي التي ستساعد الشركات على بناء الأساس للمواءمة الداخلية الجديرة بالثقة والمساءلة الخارجية. يجب أيضا إعادة تصور مجالس الإدارة وعملية الإشراف. ينبغي لمجالس الإدارة أن تضم مديرين ذوي خبرة يمكن التحقق منها في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والسلامة، والأثر الاجتماعي، والاستدامة. يجب أن يكون لكل شركة مسؤول أخلاقي رئيسي يتمتع بتفويض واضح، وسلطة مستقلة، والقدرة على الوصول المباشر إلى مجلس الإدارة. ينبغي لهؤلاء المسؤولين أن يشرفوا على عمليات المراجعة الأخلاقية وأن يُمنحوا سلطة وقف أو إعادة تشكيل خطط المنتجات عند الضرورة. وأخيرا، يجب أن تكون شركات الذكاء الاصطناعي المهيكلة كمؤسسات منفعة عامة مُلـزَمة بنشر تقارير سنوية مفصلة تتضمن بيانات كاملة ومصنفة تتعلق بالسلامة والأمن، والتحيز والإنصاف، والأثر الاجتماعي والبيئي، وحوكمة البيانات. وينبغي لعمليات تدقيق مستقلة ــ يديرها خبراء في الذكاء الاصطناعي، والأخلاقيات، والعلوم البيئية، وحقوق العمال ــ أن تعكف على تقييم صحة هذه البيانات، بالإضافة إلى ممارسات الحوكمة في الشركة وتواؤمها في عموم الأمر مع أهداف المنفعة العامة.
أكدت خطة عمل ترامب للذكاء الاصطناعي على عدم رغبة إدارته في تنظيم هذا القطاع السريع الحركة. ولكن حتى في غياب الإشراف الفيدرالي، بوسع المشرعين على مستوى الولايات، والمستثمرين، وعامة الناس تعزيز حوكمة إدارة الشركات للذكاء الاصطناعي بممارسة الضغوط من أجل إصلاح نموذج شركات المنفعة العامة. يبدو أن عددا متزايدا من قادة التكنولوجيا يعتقدون أن الأخلاقيات أمر اختياري. ويجب على الأمريكيين أن يثبتوا أنهم على خطأ، وإلا فإنهم يتركون التضليل، والتفاوت بين الناس، وإساءة استخدام العمالة، وقوة الشركات غير الخاضعة للرقابة تشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي.
كريستوفر ماركيز أستاذ إدارة الأعمال في جامعة كامبريدج ومؤلف كتاب «المستغلون: كيف تقوم الشركات بخصخصة الأرباح وتأميم التكاليف»
خدمة «بروجيكت سنديكيت»