في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي وتزداد فيه الضغوط الاجتماعية، يبقى المراهقون في قلب العاصفةـ إنهم الجيل الذي يعيش تحت وطأة توقعات المجتمع، ضغوط الدراسة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم أن هذه الفترة تُعتبر مرحلة حيوية من مراحل النمو، إلا أن المراهقين هم من أكثر الفئات العمرية التي تحتاج إلى الدعم النفسي والصحي.

المراهقون بحاجة ماسة للدعم النفسي والصحي

في هذا السياق، تستعرض خبيرة التنمية البشرية هبة شمندي بعضًا من التحديات التي تواجه المراهقين وتقدم رؤى حول كيفية تقديم الدعم لهم.

التحديات التي تواجه المراهقين

1. الضغوط النفسية

تُعتبر مرحلة المراهقة فترة حرجة تتسم بالتحولات الجسدية والنفسية. في هذه المرحلة، يعاني العديد من المراهقين من مشاعر القلق والاكتئاب. وفقًا للعديد من الدراسات، تظهر معدلات الاكتئاب والقلق بشكل متزايد بين المراهقين، مما يؤثر على صحتهم النفسية.

2. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

في عصر السوشيال ميديا، يجد المراهقون أنفسهم في بيئة مليئة بالمقارنات الاجتماعية والتوقعات غير الواقعية. يشير العديد من الأبحاث إلى أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات يمكن أن يؤدي إلى مشاعر العزلة والافتقار إلى القيم الذاتية.

3. التغيرات الجسمانية

تترافق مرحلة المراهقة مع تغيرات جسدية كبيرة، مما قد يسبب عدم رضا عن صورة الجسم. كثير من المراهقين يتعرضون لضغوط نفسية بسبب معايير الجمال السائدة، مما يؤدي إلى مشكلات في تقدير الذات.

أهمية الدعم النفسي1. التعرف على المشاعر

تؤكد هبة شمندي أن التعرف على المشاعر والتعبير عنها بشكل صحيح يعد خطوة أولى نحو الصحة النفسية الجيدة. يجب على المراهقين تعلم كيفية التعامل مع مشاعرهم، سواء كانت سلبية أو إيجابية.

2. البحث عن الدعم

من الضروري أن يتواصل المراهقون مع الأهل والأصدقاء والمربين عند مواجهة صعوبات نفسية. التواصل الفعّال يمكن أن يكون وسيلة لمواجهة التحديات.

3. أهمية الاستشارة النفسية

تشير هبة إلى أن الاستشارة النفسية ليست دليلاً على الضعف، بل هي خطوة شجاعة نحو تحسين الصحة النفسية. زيارة أخصائي نفسي يمكن أن تقدم الدعم اللازم.

كيفية تقديم الدعم للمراهقين1. إنشاء بيئة داعمة

ينبغي على الأهل والمربين إنشاء بيئة آمنة للمراهقين تعزز من الحوار المفتوح وتقبل المشاعر. يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز ثقة المراهقين بأنفسهم.

2. تعزيز الأنشطة الاجتماعية

تشجيع المراهقين على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن يساعد في بناء صداقات قوية ويقلل من شعور العزلة. الفعاليات الرياضية، الفنون، والأنشطة التطوعية يمكن أن تكون خيارات رائعة.

3. التركيز على التربية الإيجابية

تُعتبر التربية الإيجابية أداة قوية لدعم المراهقين. يجب أن يتعلم الأهل كيفية تقديم التغذية الراجعة البناءة وتعزيز القيم الإيجابية.

الصحة الجسدية وعلاقتها بالصحة النفسية1. التغذية السليمة

التغذية تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الصحة النفسية. تشجع هبة شمندي على تناول وجبات متوازنة تحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.

2. ممارسة الرياضة

تُعتبر ممارسة الرياضة من أهم العوامل لتعزيز الصحة النفسية. النشاط البدني يساعد في تخفيف التوتر والقلق، ويعزز من الشعور بالسعادة.

3. أهمية النوم

النوم الجيد ضروري للصحة النفسية والجسدية. يجب أن يتعلم المراهقون أهمية تنظيم وقت النوم وتجنب العوامل المشتتة.

دور المجتمع والمدرسة1. برامج الدعم النفسي في المدارس

تؤكد هبة على أهمية وجود برامج دعم نفسي في المدارس. يجب أن تتضمن هذه البرامج ورش عمل وندوات للتوعية بالصحة النفسية.

2. دور الأصدقاء

يجب أن يتعلم المراهقون كيفية تقديم الدعم لأصدقائهم. يمكن أن يكون دور الأصدقاء في تحسين الصحة النفسية عظيمًا، حيث يمكنهم تبادل الخبرات والدعم.

تُعتبر مرحلة المراهقة واحدة من أكثر الفترات تحديًا في حياة الأفراد. إن الفهم الصحيح لاحتياجات المراهقين وتقديم الدعم النفسي والصحي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياتهم. من خلال تعزيز الوعي وتوفير بيئة داعمة، يمكن أن نساعد في بناء جيل قوي وصحي نفسيًا.

إن دعم المراهقين هو مسؤولية جماعية تتطلب التعاون بين الأهل، المدارس، والمجتمع، بجهود مشتركة، يمكننا تحقيق صحة نفسية أفضل لجيل المستقبل.

 المراهقون بحاجة ماسة للدعم النفسي والصحي المراهقون بحاجة ماسة للدعم النفسي والصحي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المراهقون التكنولوجي التواصل الاجتماعي وسائل التواصل الإجتماعي الضغوط النفسية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الصحة النفسیة الدعم النفسی تقدیم الدعم کیفیة تقدیم یمکن أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

حملة شفاء 2 تقدم خدمات طبية مجانية

دمشق-سانا

أعلنت وزارة الصحة اليوم عن انطلاق المرحلة الثانية من حملة “شفاء 2″، بالتعاون مع المكتب الطبي للتجمع السوري في ألمانيا ومنظمة الأطباء المستقلين (أيدا)، وبالتنسيق مع مديريات الصحة والمشافي المعنية في مختلف المحافظات.

وستنطلق الحملة في الثالث عشر من تموز، وتستمر حتى الثالث والعشرين من آب المقبل، لتغطي 40 محافظة سورية، وتشمل اختصاصات طبية متنوعة، من بينها الباطنية، الجراحة، طب الأطفال، النسائية، طب الأسنان، العيون، والأذن والحنجرة.

وتهدف الحملة إلى تقديم خدمات طبية وجراحية مجانية للمرضى من ذوي الحاجة، وتشمل تنفيذ أكثر من 1500 عملية نوعية، إلى جانب ورشات عمل ومحاضرات علمية لتدريب ودعم الكوادر الطبية.

كما ستعمل الحملة على تأمين جميع المستلزمات والأدوية اللازمة للإجراءات الطبية، إضافة إلى تعزيز جسور التعاون المهني بين الأطباء السوريين داخل البلاد وخارجها.

تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من حملة “شفاء 1” أُطلقت قبل عدة أشهر بتمويل ذاتي من الأطباء المشاركين، وشكلت بُعداً إنسانياً ورسالة تضامن واضحة من أبناء الوطن في الخارج تجاه شعبهم.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة : الحميات منخفضة السعرات تؤثر على صحة الرجال النفسية
  • عملية “الفارس الشهم 3” الاماراتية تقدم دعماً طبياً جديداً لقطاع غزة عبر منظمة الصحة العالمية
  • لتقديم الدعم النفسي والمعنوي.. زيارات طلابية لمرضى الأورام فى شفاء الأورمان بالأقصر
  • «الفارس الشهم 3» تقدم دعماً طبياً جديداً لغزة عبر منظمة الصحة العالمية
  • دراسة: الالتهاب المزمن في الجسم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية
  • وزير الصحة بالحكومة الليبية يطّلع على إنجازات إدارة الصحة النفسية
  • دراما جيل زد.. كيف ترسم مسلسلات المراهقين لوحة فنية معقدة؟
  • حملة شفاء 2 تقدم خدمات طبية مجانية
  • بروتوكول تعاون بين الكنيسة ووزارة الشباب والرياضة لدعم الصحة النفسية والمهارات الحياتية
  • محافظ المنوفية بتفقد إنتظام سير العمل بمجمع الخدمات الحكومية ومركز تنمية وصحة الأسرة بسبك الأحد