أوضحت الدكتورة روان بنت عبدالله المجينية، أخصائية نفسية أن الدراسات الحديثة تظهر أن العلاج النفسي يحسّن بشكل ملحوظ جودة حياة مرضى السرطان؛ نظرا للتحديات النفسية التي تواجه المرضى من القلق والخوف من العلاج وآثاره الجانبية، مشيرة إلى وجود علامات تظهر حاجة المريض للدعم النفسي من العزلة وإهمال العلاج والتعبير عن أفكار انتحارية، داعية إلى ضرورة مساعدة المرضى على التعامل مع المخاوف المرتبطة بالعلاج وتعزيز الدافعية للالتزام بالخطط العلاجية.

وقالت الدكتورة المجينية: يُشكّل السرطان عبئا جسديا ونفسيا واجتماعيا كبيرا على الأسر؛ فخلال مرحلة الفحوصات الأولية والتشخيص المبدئي هناك مشاعر من عدم اليقين والقلق عند الشخص المصاب. وعند التشخيص قد يشعر المريض بمشاعر الصدمة وقد يمرّ بمشاعر من اليأس مصحوبة بالحزن الشديد، والغضب، والوحدة. هذه التأثيرات العاطفية تُعد طبيعية، إلا أنها قد تصبح تحديا حقيقيا في حال عدم حصول المرضى على مستوى الدعم النفسي المناسب.

وعن التأثيرات النفسية الشائعة التي يواجهها مرضى السرطان، أوضحت: تواجه مرضى السرطان مجموعة من التحديات النفسية والتأثيرات الجانبية خلال مرحلة الفحص والتشخيص مثل الحزن والاكتئاب وعدم التأقلم مع المرض، القلق، الخوف من طرق وأنواع العلاج وتأثيراتها الجانبية، والخوف من عودة المرض بالإضافة إلى العزلة وعدم تقبُّل التغيير الجسدي وتحديات في العلاقات الاجتماعية والعودة للحياة الاجتماعية بعد التعافي من المرض وصعوبة في التكيف مع العودة إلى العمل أو الروتين الجديد، وكذلك وصمة العار المتعلقة بالمرض ونظرة المجتمع لمريض السرطان.

وتذكر المجينية أن هناك علامات تدل على حاجة المريض للدعم النفسي منها انخفاض في المزاج (الحزن، اليأس، البكاء) لمدة زمنية تفوق الأسبوعين، القلق المفرط، العزلة أو الانسحاب من العائلة والأصدقاء والمجتمع، فقدان الاهتمام في الأنشطة التي كانت ممتعة في السابق، صعوبات في النوم، إهمال العلاج أو التغيب عن المواعيد والتعبير عن أفكار انتحارية.

وأكدت الأخصائية النفسية أن الدعم النفسي له تأثير إيجابي كبير في تحسين جودة الحياة عند مرضى السرطان؛ فهو يحسّن الاستقرار العاطفي، ويقلل من المعاناة، ويزيد القدرة على أدائهم المهام اليومية. كما أنه يساعد المريض على التعامل مع المخاوف المتعلقة بالإجراءات الطبية أو الآثار الجانبية، ويعزز من الدافعية لحضور المواعيد واتباع خطط العلاج، كما أنه يحسّن من جودة الحياة مع المرض.

وأضافت: للأسرة والأصدقاء دور فاعل في الدعم النفسي للمريض؛ فعليهم على سبيل المثال تقديم دعم عاطفي مستمر، كما أن عليهم أن يتركوا المريض ليعبّر عن الخوف أو الغضب أو الحزن دون محاولة التقليل من مشاعره، ومساعدة المرضى في الحفاظ على هويتهم بعيدا عن مرضهم، والقيام بإيصالهم إلى المواعيد ومساعدتهم في أداء الأعمال المنزلية، وتشجيهم على التحدث مع أخصائي نفسي متى ما كانوا بحاجة إلى ذلك.

وحول أبرز البرامج والجلسات العلاجية الموصى بها، أوضحت: تشير الأبحاث إلى أن العلاجات النفسية الموصى بها هي العلاج السلوكي المعرفي والذي يركّز على العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوك، ويهدف إلى مساعدة الشخص في التعرُّف على الأفكار السلبية أو غير الواقعية واستبدالها بأنماط تفكير أكثر توازنا وفعالية. كما أن العلاج بالقبول والالتزام (يركز على مساعدة الأفراد على قبول مشاعرهم وأفكارهم بدلا من محاربتها أو تجنبها، والالتزام باتخاذ إجراءات تتماشى مع قيمهم الشخصية رغم التحديات النفسية) هو أحد العلاجات الموصى بها. وأخيرا علاج تقليل التوتر القائم على الحضور الذهني (يجمع بين التأمل وتمارين التنفس والوعي اللحظي لمساعدة الأفراد على التعامل مع التوتر والألم والمرض المزمن).

وتشير الدكتورة إلى أن المختصين لهم دور إيجابي في تحسين الحالة النفسية للمريض والتي يمكن إيجازها في توفير مساحة آمنة للحديث عن المشاعر الصعبة دون إصدار أحكام، تشجيع المرضى على التعبير عن احتياجاتهم للأهل أو للفريق الطبي المعالج، تعليم المرضى تقنيات لإدارة الضغط النفسي والإرهاق المتعلق بالمرض أو الخوف من عودة المرض، تعزيز تقبُّل الذات لدى المرضى، مساعدة المرضى على إيجاد المعنى والتوازن العاطفي، وعلى الاندماج في الحياة اليومية والعمل والعلاقات الاجتماعية بعد المرض.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدعم النفسی مرضى السرطان المرضى على کما أن

إقرأ أيضاً:

مريضة تتساءل: هل يحق لي أخذ المال من وراء أهلي للعلاج؟.. الأزهر يجيب

أجابت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن سؤال تقول فيه سائلة إنها مريضة بالجهاز الهضمي، وأهلها لا يمنحونها ما يكفي من المال للعلاج، مما يضطرها إلى أخذ المال من ورائهم، متسائلةً عن حكم ذلك.

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، أن البداية تكون بتوجيه الرسالة إلى الأهل، لا إلى الفتاة، قائلة: "احنا محتاجين نبقى مصدر الرفق والرحمة والأمان، وما نكبرش أولادنا على إنهم يسلكوا أي مسالك غير صحيحة علشان يحصلوا على البديهيات الحياتية".

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى أن الأهل، إن كانوا مستطيعين ويمتنعون عن توفير احتياجات العلاج، فعليهم مراجعة أنفسهم، مشددة على ضرورة أن تتواصل الفتاة مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، للتدخل وحل المشكلة بينها وبين أهلها، بدلًا من الإقدام على تصرفات خاطئة.

شيخ الأزهر: عالم اليوم يمر بظروف حرجة وأزمة أخلاقية عاصفةهل يجب قضاء الصلوات الفائتة خلال الحيض؟.. عضو الأزهر للفتوى تجيبملتقى التفسير بالجامع الأزهر: سيظل ما نعلمه عن خلق الإنسان أقل بكثير مما هو موجود في القرآنشيخ الأزهر يستقبل مفتي بوروندي لبحث سُبُل تعزيز دعم التعاون الديني.. صور

هل يجوز أخذ مال دون إذن الأهل؟

وتابعت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى أن الأصل في الشرع النهي عن أخذ المال دون إذن، لكن أُجيز ذلك في حالة الضرورة القصوى، كما في واقعة السيدة هند بنت عتبة حين قال لها النبي ﷺ: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"، وكان ذلك في حال وجود زوج شحيح لا يؤدي واجباته.

وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى على وجود بدائل، مشيرة إلى أن المستشفيات العامة تقدم خدمات علاجية بتكاليف منخفضة أو رمزية، داعية الفتاة إلى عدم التعود على الأخذ في الخفاء.

هل يجوز احتساب الصدقة من زكاة المال؟

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن خصم مبلغ الصدقة من قيمة الزكاة السنوية لا يجوز شرعًا إلا إذا سبقت النية عند إخراج الصدقة بأنها من مال الزكاة، مؤكدًا أن النية شرط أساسي في التمييز بين الزكاة والصدقة.

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن إخراج الصدقة ثم اتخاذ قرار لاحق بخصمها من الزكاة لا يصح، لأن النية لا تُرجع أثرها إلى ما مضى.

وفي السياق ذاته، تناول الشيخ علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء، حكم التصدق من أموال الزكاة على روح المتوفين، موضحًا أنه لا مانع من إخراج الزكاة عن المتوفين إذا نُويت زكاة، لكن لا يصح أن تُخرج بنية الصدقة فقط، لأن الزكاة عبادة مفروضة ولها نية مستقلة، وواجب أن تخرج وفق شروطها ومصارفها.

أما فيما يخص تغيير النية بعد إخراج المال، فقد أكد الشيخ علي فخر أن تغيير النية من صدقة إلى زكاة بعد إخراج المال لا يجوز شرعًا، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات"، مشيرًا إلى أن النية يجب أن تسبق الفعل.

طباعة شارك عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الأزهر العالمي للفتوى الأزهر هبة إبراهيم مريضة

مقالات مشابهة

  • مريضة تتساءل: هل يحق لي أخذ المال من وراء أهلي للعلاج؟.. الأزهر يجيب
  • افتتاح مركز للعلاج الفيزيائي والحركي في الحولة بريف حمص
  • المنوفية تطلق عيادات الدعم النفسي بخمس وحدات رعاية أساسية
  • مجلس الاعتماد الأكاديمي يتسلم طلب اعتماد 7 برامج أكاديمية بجامعة الرشيد
  • القوات المسلحة الأردنية تتسلم سيارات إسعاف من منظمة باكستانية لدعم مرضى ومصابي غزة
  • أنقذ حياة بقطرة دم.. حملة إنسانية للتبرع لمرضى السرطان في البحيرة
  • المركز القطري الثقافي للمكفوفين ينظم محاضرة حول تقنيات إدارة الضغوط النفسية
  • أخبار الوادي الجديد.. عيادات مجانية لخدمة مرضى السرطان.. وإعادة فتح باب القبول للذكور بمدارس التمريض
  • «أصدقاء مرضى السرطان» تستلهم تجارب عالمية