موقع 24:
2025-06-01@19:15:09 GMT

الضربة الإسرائيلية لإيران قد تكون مقدمة لما هو أخطر

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الضربة الإسرائيلية لإيران قد تكون مقدمة لما هو أخطر

بعد عقود من الحرب الخفية بينهما، نفذت إسرائيل في الساعات الأولى من صباح 26 أكتوبر (تشرين الأول) أول هجوم على إيران.

الخطر يتمثل في أن هذا الهجوم لم يكن سوى مقدمة لهجوم أكثر خطورة يليه.

أطلقت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية التي قطعت 1300 كيلومتر من قواعدها، صواريخ على منشآت للدفاع الجوي، ومصانع صواريخ، في ثلاث محافظات إيرانية، من ضمنها ضواحي العاصمة طهران.


وكتبت مجلة "إيكونوميست" أن من المؤشرات على الارتفاع الكبير في مستويات التوتر في الشرق الأوسط، أن الأهداف التي اختارتها إسرائيل والتي كانت عسكرية بحتة، كانت حسب التصورات من بين الخيارات الأكثر محدودية. فمنذ أن أطلقت إيران 181 صاروخاً باليستياً ضد إسرائيل في 1 أكتوبر(تشرين الأول)، كان المسؤولون المقربون من بنيامين نتانياهو يتحدثون عن وجهة نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي القائلة إن "فرصة تاريخية" أتيحت لتوجيه ضربة استراتيجية إلى إيران.
مفتاح الفهم

ولكن بدل كل ذلك، ضربت إسرائيل بشكل رئيسي رادارات الدفاع الجوي روسية الصنع من طراز إس-300، وقاذفات الصواريخ الإيرانية، متجنبة مواقعها النووية. ولم يدمر الإسرائيليون أهدافاً اقتصادية حيوية مثل محطات تصدير النفط، ما يشير إلى أن إسرائيل، للمرة الأولى، تأخذ في الاعتبار ضغوط حليفتها الأمريكية. وقد يشير أيضاً إلى أن إسرائيل تعد الأرض لضربة لاحقة أكثر تدميراً.

It is a measure of the sky-high levels of tension in the Middle East that the targets chosen by Israel, which were purely military, were perceived to be among the more limited of its options https://t.co/6UmEHegltn ????

— The Economist (@TheEconomist) October 26, 2024

إن المفتاح لفهم قرار إسرائيل هو التقويم السياسي الأمريكي. فمع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كان أمام إسرائيل خيار الرد على أهداف عسكرية، بمباركة أمريكية ضمنية، أو تحدي تحذيرات الرئيس جو بايدن الصريحة بتجنب مهاجمة المنشآت النووية أو مصادر الطاقة عشية التصويت. أمكن للخيار الأخير أن يعرض التعاون في المستقبل مع إدارة ديمقراطية للخطر، إذا فازت كامالا هاريس في 5 نوفمبر (تشرين الثاني). وإذا فاز دونالد ترامب الذي أعرب بالفعل عن دعمه لضربة إسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني، فهناك دائما فرصة لضربات مقبلة.

فاعلية الضربات حتى الآن لا يوجد سوى القليل من الأدلة للتأكد وفق المجلة نفسها. يزعم الضباط الإسرائيليون أنهم دمروا معظم قدرات الدفاع الجوي الإيرانية المتقدمة، ونتيجة لذلك، يمكن لقواتهم الجوية العمل بحرية في المجال الجوي الإيراني. إذا كان هذا صحيحاً فإنه يعني أن الضربة الإسرائيلية في المستقبل قد تكون أكثر شمولاً. ووفق مصادر أمنية إسرائيلية، فإن معظم الأهداف هذه المرة أصيبت بصواريخ باليستية تطلق من الجو من طائرات بعيدة عن مدى دفاعات إيران.
إن مخزون إسرائيل من الصواريخ الباليستية محدود، وستتطلب حملة ضربات جوية أكثر كثافة ضد إيران عدداً كبيراً من المقاتلات النفاثة التي تستخدم ذخائر على مدى أقصر. وإذا كانت مزاعم إسرائيل عن هذه الضربة صحيحة، فهذا ممكن الآن. سيستغرق الأمر أشهراً قبل أن تتمكن إيران من إعادة بناء دفاعاتها الجوية، خاصة عندما يحتاج موردوها الروس إلى بطارياتهم  لحربهم ضد أوكرانيا. ضربة ثالثة؟ لا تزال إيران تملك أعداداً كبيرة من الصواريخ، والطائرات دون طيار ويمكنها شن ضربة ثالثة لإسرائيل. لكن لا يرجح أن تتسرع في مثل هذه الخطوة. لن يؤدي ذلك إلى خطر استفزاز ضربة مضادة إسرائيلية أكثر ضرراً وحسب، بل إن قادة إيران يراقبون أيضاً الانتخابات الأمريكية بعناية، والقلق الأكبر لدى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، هو على استقرار نظامه. إن أي مسار للعمل، مهاجمة إسرائيل مرة أخرى أو الامتناع عن إطلاق النار، يحمل خطراً. للمرة الأولى منذ الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن العشرين، شهد سكان طهران تعرض مدينتهم لهجوم عسكري. وسيعتبر غياب الرد علامة على الضعف.
لكن الرد قد يجلب عواقب وخيمة. ربما دمرت إسرائيل أحد أهم دفاعات إيران في هذه الضربة، أي بطاريات إس-300، وقلصت بشكل كبير الحماية التي توفرها ترسانة الصواريخ التي زودت بها إيران حزب الله، الميليشيا الشيعية في لبنان، باعتبارها تهديداً لإسرائيل. ودمرت معظم الصواريخ الإيرانية الموجهة بدقة في الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة للبنان.
في الوقت الحالي على الأقل، تسعى إيران إلى تقليل أهمية الضربة الإسرائيلية، ووصفت وكالة أنبائها شبه الرسمية تسنيم مزاعم إسرائيل بـ "أكاذيب كاملة" وقالت إن "ضرراً محدوداً" لحق بها. ومن المؤكد أن طهران ستنتظر الوقت المناسب قبل أن تقرر إذا كانت سترد وكيف. نتانياهو ليس بمنأى ثمة تداعيات محلية على نتانياهو أيضاً. بعد أن عزز التوقعات، بدأ خصومه السياسيون بالفعل في لومه على إهدار الفرصة. فقبل الضربة حث نفتالي بينيت، رئيس الوزراء السابق والمنافس اليميني المقبل، الحكومة على "تدمير البرنامج النووي الإيراني". وقال يائير لابيد، زعيم المعارضة الوسطي إن "قرار تجنب مهاجمة الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية، كان خاطئاً". هذه المرة اختار نتانياهو الصبر الاستراتيجي، على الأقل في الوقت الحالي.
لكن إذا كان مستعداً لدفع ثمن سياسي لاختيار مسار عمل أكثر تحفظاً ضد إيران، فهذا يعني على الأرجح أنه على الجبهات الأخرى التي تخوض فيها إسرائيل حرباً، أي غزة ولبنان ، سيكون أقل تقبلاً للضغوط لوقف إطلاق النار. يضاف إلى ذلك ضغوط حلفائه اليمينيين المتطرفين الذين يملكون القوة للإطاحة بحكومته خلال الدورة القادمة للكنيست والتي تبدأ في 27 أكتوبر(تشرين الأول)، ويبدو أن أي نوع من وقف الحروب الإسرائيلية الأخرى أقل احتمالاً. الخطر يبدو أن طبيعة هذه الضربة لإيران تُظهر أنه عندما تهتم أمريكا بالضغوط الجدية، لا يزال بإمكانها تشكيل السياسة الإسرائيلية. صعدت إسرائيل القتال في غزة ولبنان مراراً وتكراراً هذا العام، في تحدٍ لمناشدات إدارة بايدن. ولكنها هذه المرة تصرفت بتنسيق كامل، وتجنبت حتى الآن خطوة كان يمكن أن تتسبب في اندلاع حرب إقليمية وارتفاع أسعار الطاقة العالمية. ومع ذلك، ووفق إيكونوميست، فإن الخطر يتمثل في أن هذا الهجوم لم يكن سوى مقدمة لهجوم أكثر خطورة يليه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إذا کان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تُطلق إنذاراً نووياً.. إيران تقترب من العتبة الحمراء!

اتهمت إسرائيل إيران بالسعي لتطوير أسلحة نووية، مشيرة إلى أن التقرير الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد “بشكل لا لبس فيه” أن طهران تواصل جهودها في هذا الاتجاه، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ “إجراءات فورية” لوقفها.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان اليوم السبت، إن تقرير الوكالة يمثل “إنذارا صريحا” يؤكد صحة ما تردده إسرائيل منذ سنوات، بأن البرنامج النووي الإيراني غير سلمي، وأن مستويات تخصيب اليورانيوم الحالية لا مبرر لها سوى تصنيع الأسلحة النووية.

وأضاف البيان أن إيران “تواصل خرق التزاماتها الأساسية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كما تواصل التهرب من التعاون مع مفتشي الوكالة”، مؤكدا ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل.

ويأتي هذا التصعيد في المواقف عقب تقرير سري أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعممته على الدول الأعضاء، أكد أن إيران سرعت من إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من الحد اللازم للاستخدام العسكري (90%)، مشيرا إلى أن هذه الزيادة “تثير مخاوف كبرى”.

كما اتهم التقرير طهران بالقيام بـ”أنشطة نووية سرية” في ثلاث مواقع، واعتبر مستوى تعاون إيران مع الوكالة “أقل من مرضٍ”.

في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات اليوم أن بلاده “ترفض السلاح النووي”، لكنه شدد على أن تخصيب اليورانيوم حق “طبيعي لا جدال فيه للشعب الإيراني”، ولا يمكن لأحد منعه.

وتأتي هذه التطورات وسط تقارير تفيد بأن إسرائيل قد تكون في طور الاستعداد لشن هجوم محتمل على منشآت إيران النووية بهدف إحباط مشروعها.

مقالات مشابهة

  • إيران تعيد تموضع نفسها لمواجهة صعود إسرائيل وتركيا
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • إسرائيل تُطلق إنذاراً نووياً.. إيران تقترب من العتبة الحمراء!
  • تحذير سعودي لإيران: قبول العرض الأمريكي بشأن النووي أو حرب مع "إسرائيل"
  • رسالة سعودية لإيران.. إما قبول الاتفاق النووي أو الحرب مع إسرائيل
  • محادثات ترامب-إيران.. "ورقة شروط" أميركية تُربك حسابات إسرائيل
  • تحذير سعودي لإيران: قبول العرض الأمريكي بشأن النووي أو حرب مع إسرائيل
  • ترامب يأمر بإيقاف التنسيق مع إسرائيل بشأن شن هجوم على إيران
  • ترامب يأمر بوقف التنسيق مع إسرائيل بشأن "ضرب إيران"