مقالات
بقلم/ عبدالكريم الوشلي
رغم عناد العدو وإصراره على تجاهل الحقائق المتصلة بصراعنا معه ومع عدوانيته الدموية الجامحة، إلا أن منطق الميدان ومعطياته الملموسة أقوى بكثير من منطقه الاستعلائي المكابر والمضلل، والضوءُ المستخلص هنا يدحر كل ظلمات منطق العدو وتدليسه ومغالطاته التي لا تنطلي إلا على جمهوره ومن ينظرون إلى الأمور بعين صهيونية أمريكية من أبناء أمتنا وهم الحكام المطبعون الدائرون في فلك هذا العدو ووليه الشيطاني الأمريكي.
هذا العدو الذي يخشى الحقيقة ويضعها في صدارة خصومه وبين ألد أعدائه، ولذلك لا يتورع عن استهداف عيونها وحَمَلتِها وإدراجهم في مهداف جرائمه ومجازره التي ينضم إلى ضحاياها من الحقل الصحافي والإعلامي المزيد في كل يوم، والأخيرُ الذي ليس بآخر في السياق قصف مقر قناة (الميادين) في بيروت ملحوقا بجريمة استهداف الطواقم الصحافية لهذه القناة وقناة (المنار) وقنوات أخرى وهم نيام، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم، وعدادُ هذه الجرائم المشهودة الذي بلغ قرابة الـ٣٠٠ من الصحافيين والمراسلين خلال هذا العام ما زال في تصاعد، فهذا العدو السادي ، في ظل الدعم الأمريكي الكامل له، يبدو كخنزير بري هائج لا يلتفت في نوبة جنونه القاتل المدمر والذي ينقض على كل ما أمامه دون تمييز سوى إلى ما يشبع غريزته الأنانية الدموية المشبعة بأحلام السيطرة الكاملة على المنطقة واستعباد شعوبها لصالح مشغِّله الأمريكي الغربي الطامع.
وهذا يعني عدم جدوى أي كيفية للتعاطي مع هذه العدوانية المدمرة عدا المقاومةِ والجهاد والسير على خطى شرفاء هذه الأمة في محور القدس والجهاد الذين استلهموا من قرآنهم المجيد ونهج نبيهم الأكرم دليلا نحو معراج العزة والكرامة وسلكوا سبيل ذات الشوكة لأمتهم وكسر شوكة عدوهم القاتل مُهلك الحرث والنسل، موقنين بحتمية نصر الله الموعود، وغيرَ مبالين بجسامة التضحيات على هذا السبيل القويم، وهذا ما أوقع عدوهم في مأزق حقيقي رغم فوقيته المادية والإمكانية وحشده الاستكباري الصهيوني العالمي المهول، ولم تزدهم عظمة التحديات وجسامة التضحيات إلا يقينا وعزما على مواصلة الجهاد والصمود والإثخان في العدو، وهذا شأن مجاهدي المحور عموما وطليعةِ جبهته في جنوب لبنان وفلسطين خصوصا، حيث لم يكن من شأن أوجاع استشهاد القادة العظام للمقاومة الإسلامية في هاتين الجبهتين إلا المزيدُ من الفعل المجاهد المقاوم والمتصدي للعدو على نحو مُراكِمٍ لخسائره الفادحة بنقيض ما توقعه هذا العدو تماما من خلال جرائمه الدموية الغادرة..
هذه الروح الجهادية الإيمانية العظيمة هي عين ما أشار إليه قائدنا العلم السيد عبد الملك الحوثي(ح) في خطابه التعبوي الأسبوعي الأخير الخميس الفائت، والذي ضمَّنه حزمة نوعية ثمينة من الضوء التنويري لوعي الأمة هي بأمسَ الحاجة إليه في هذا الظرف الدقيق والحساس والمصيري من تاريخها، محذرا من حالة الخذلان العربي والإسلامي لمظلومية فلسطين ولبنان وعواقب استمرار بعض الأنظمة في نهج «التطبيع» المخزي والمتواطئ مع العدو الصهيوني غاصب الأرض
وسفاك الدماء لاسترضاء الأمريكي الراعي الأول
للمذبحة الكبرى والجريمة العظمى التي يرتكبها
هذا العدو بحق الإنسانية بكلها في غزة ولبنان،
وأن هذا النهج المنحرف والخاطئ لن ينأى بتلك
الأنظمة وشعوبها عن أطماع المشروع الصهيوني
التوسعي المتبنَّى أمريكياً وغربياً ومراميه الخبيثة
التي لاتستثني أحدا من شعوب المنطقة، بل تستهدف في بُعدها ومخططها الشيطاني النهائي العالم بكله والبشرية قاطبة .
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذا العدو
إقرأ أيضاً:
واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
كشفت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر مطلعة إن واشنطن تكثف الضغط على بيروت للإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء يلزمه بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات بخصوص وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وذكرت المصادر، وهم مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان ومصدر لبناني مطلع، أنه إذا لم يقدم الوزراء اللبنانيون التزاماً علنياً، فإن الولايات المتحدة لن ترسل المبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين ولن تضغط على إسرائيل لوقف الغارات الجوية أو سحب قواتها من جنوب لبنان.
وذكرت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، طلب من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل ضرباتها كخطوة أولى من أجل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار الذي تسنى التوصل إليه العام الماضي وأنهى قتالاً دام شهوراً بين حزب الله وإسرائيل.
وقالت المصادر إن إسرائيل رفضت اقتراح بري قبل أيام قليلة.
إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام، مساء الثلاثاء، أن مجلس الوزراء سيستكمل خلال جلسته الأسبوع المقبل "بحث بسط سيادة الدولة على كافة أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، في إشارة إلى نزع سلاح حزب الله وحصر السلاح بيد الدولة.
وقال في بيان إن "مجلس الوزراء سيعقد جلستين الأسبوع المقبل، وسيكون على أعمال الجلسة الأولى (لم يحدد موعدها) موضوع استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على كل أراضيها بقواها الذاتية حصراً".
ولفت سلام في بيانه إلى أن "هذا البند سبق أن بدأ النقاش فيه خلال الجلسة الحكومية التي عقدت في 17 نيسان الماضي".
وتجري واشنطن وبيروت محادثات منذ نحو ستة أسابيع بشأن خارطة طريق أميركية لنزع سلاح حزب الله بالكامل مقابل إنهاء إسرائيل غاراتها وسحب قواتها من خمسة مواقع في جنوب لبنان.
وتضمن الاقتراح الأصلي شرطاً بأن تصدر الحكومة اللبنانية قراراً وزارياً يتعهد بنزع سلاح حزب الله. ورفض حزب الله علناً تسليم ترسانته بالكامل، لكنه يدرس سراً تقليصها.
مواضيع ذات صلة الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح "الحزب" لضبط سيادة لبنان Lebanon 24 الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح "الحزب" لضبط سيادة لبنان