تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه من غير المنطقي أن نقول إن الغارة الجوية المدمرة التي تشنها قوة في الشرق الأوسط ضد أخرى قد تنذر بتضاؤل ​​التوترات في المنطقة. 

 

ومع ذلك، فربما يكون الأمر كذلك بالنظر إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكما هو الحال دائما، سيعتمد الكثير على كيفية استخدام الولايات المتحدة لنفوذها على إسرائيل وعلى وجه التحديد، فإن نهج إدارة بايدن في التعامل مع هذا الحدث بالذات هي التي تمنحنا أسبابا لما وصفته ب"التفاؤل الحذر".


وذكرت الصحيفة -في مقال افتتاحي أوردته اليوم الاثنين- أن الضربة الإسرائيلية جاءت ردا على وابل من 180 صاروخا باليستيا أطلقته إيران على الأراضي الإسرائيلية في الأول من أكتوبر، والذي كان بدوره طريقة طهران للرد على اغتيال إسرائيل لشخصيات رئيسية في قوات الأمن الإيرانية وزعيم حماس إسماعيل هنية في طهران نفسها. وفي الغارة الأخيرة، ضربت القوات الجوية الإسرائيلية أهدافا عسكرية فقط، حيث دمرت أربع بطاريات دفاع جوي إيرانية متطورة، فضلا عن منشآت تصنع الصواريخ الباليستية مثل تلك التي ضربت إسرائيل مؤخرا. ويبدو أنه لم تقع إصابات بين المدنيين ولم يتم الإبلاغ سوى عن مقتل أربعة عسكريين إيرانيين. 
وأضافت الصحيفة أن النتيجة هي أن إيران ستضطر إلى النضال -ربما لعدة أشهر- لاستئناف تصنيع الصواريخ الباليستية - والأمر الحاسم هو أن إنتاجها من الطاقة ومنشآتها النووية ستظل سليمة ولكنها معرضة لهجمات إسرائيلية مستقبلية، إذا استفزت طهران هجوما من خلال ضرب إسرائيل مباشرة مجددا.
ورأت الصحيفة أنه باختصار، استجابت إسرائيل لنصيحة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم تدمير الأصول الاستراتيجية الأساسية للنظام الإيراني، خشية أن ترد طهران بهجوم. وربما يؤدي ذلك إلى إشعال فتيل حرب عامة في المنطقة في ذروة حملة انتخابية أمريكية متقاربة ومصيرية عالميا. وعزز بايدن هذه المناشدات بعروض واضحة للدعم الأمريكي، مثل نشر بطارية صواريخ دفاعية في إسرائيل وقوات أمريكية لتشغيلها، وضربة على المتمردين الحوثيين في اليمن.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن الضربة المدروسة لإسرائيل قد أثارت احتجاجات من زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد، الذي قال إن "القرار بعدم مهاجمة أهداف استراتيجية واقتصادية في إيران كان خاطئا". ووصف أحد أعضاء حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليميني الضربة بأنها "استسلام لإدارة بايدن".
ومضت الصحيفة تقول إن التفسير الأفضل هو أن العلاقة بين كبار قادة إسرائيل والولايات المتحدة ليست منفصلة تماما، وذلك على الرغم من الخلافات العميقة حول الخسائر المدنية المأساوية والمعاناة الإنسانية في غزة وقضايا أخرى. فقد تحمل بايدن نفسه مخاطرة سياسية - المسؤولية المشتركة بحكم الأمر الواقع عن الضربة الإسرائيلية التي تم إطلاعه عليها بالكامل وقبولها مسبقا.
وقبل ذلك، تساءل العديد من المراقبين عما إذا كانت الولايات المتحدة لديها أي نفوذ فعال مع إسرائيل، التي بدا أنها تأخذ المساعدات الأمريكية الضخمة الدائمة كأمر مسلم به، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن الاختبار الأكبر الذي يبقى هو التوصل إلى اتفاق رهائن ووقف إطلاق النار في غزة، التي لا يزال مدنيوها يعانون من بؤس غير مقبول. وسعى بايدن لقيادة نتنياهو في هذا الاتجاه، ولكن حتى الآن دون تحقيق نجاح كاف.
ومع ذلك، يشتبه بعض المراقبين في أن الخطة الأخيرة هي خطة إيران، لأن بناء سلاح نووي من شأنه أن يعزل إيران عن المزيد من الضربات الإسرائيلية.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه في حين يواصل بايدن استمالة إسرائيل، فسوف يضطر إلى اختبار نوايا إيران وحماس فيما يتصل بوقف إطلاق النار والصفقة الخاصة بالرهائن. وفي الوقت نفسه، سوف يضطر الرئيس القادم إلى مواجهة القضية التي لم يتم حلها بعد والمتمثلة في البرنامج النووي الإيراني.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الغارة الجوية الشرق الأوسط التوترات الهجوم الإسرائيلى على إيران

إقرأ أيضاً:

ترامب يشكك بقبول إيران وقف تخصيب اليورانيوم

يمن مونيتور/ وكالات

شكك الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اليوم الأربعاء- في إمكانية قبول إيران وقف تخصيب اليورانيوم، وقال إن ثقته تراجعت. في حين دخلت روسيا على الخط، وأبدت استعدادها لتلقي اليورانيوم عالي التخصيب من طهران.

وقال ردا على سؤال في بودكاست “بود فورس وان” إنه كان يعتقد أن بوسعه إقناع إيران بالموافقة على التخلي عن برنامجها النووي، لكن ثقته تتراجع شيئا فشيئا عما كانت عليه قبل شهرين، مشيرا إلى أن الإيرانيين يستخدمون أساليب المماطلة على ما يبدو.

وأكد ترامب مجددا أن واشنطن لن تسمح لطهران بتطوير سلاح نووي من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية من النقاء الانشطاري، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.

في المقابل، قال الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان إن بلاده لن “ترضخ لإملاءات” أميركا والأوروبيين وستفشل مساعي من وصفهم بـ”الأعداء”.

وقال “أعداؤنا يحاولون إثارة فتنة داخلية للهجوم علينا وبوحدتنا سنفشل مساعيهم”

وأضاف “لا نسعى إلى تصنيع سلاح نووي.. نتحدث مع أميركا وأوروبا ولن نرضخ للإملاءات ولا يحق لأحد منعنا من البحث العلمي بالمجال النووي”.

كما أكد رضا نجفي مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن بلاده تواصل مفاوضات “جادة وغير مباشرة” مع واشنطن، من أجل التوصل لاتفاق “إذا احترمت حقوقها وشرط التخصيب داخل أراضيها”.

وقال المندوب الإيراني إنه “من الممكن التوصل إلى اتفاق إذا احترمت حقوقنا والتخصيب داخل أراضينا.. نواصل مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن وجادون بالتوصل لاتفاق عادل”.

كما اتهم الترويكا الأوروبية بأنها نقضت “بشدة” قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي أقر الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الكبرى.

ويُرتقب أن تنظم جولة مفاوضات جديدة بين الولايات المتحدة وإيران -الأحد القادم- في العاصمة العمانية بشأن الملف النووي الإيراني، مع استمرار التباين المعلن بينهما بشأن قضية تخصيب اليورانيوم بعد قرابة شهرين من بدء المفاوضات.

وتريد الولايات المتحدة شحن كل اليورانيوم عالي التخصيب إلى خارج إيران، في حين تؤكد طهران أنها لن تخرج إلا الكميات الزائدة عن السقف المتفق عليه باتفاق عام 2015، ولا يمكنها التخلي عن التخصيب كليا.

يُشار إلى أن إيران كانت قد أعلنت أنها ستقدم اقتراحا مضادا للمسودة الأخيرة من قبل واشنطن، والتي انتقدتها لفشلها في تقديم تخفيف للعقوبات مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وقد عقدت طهران وواشنطن 5 جولات من المفاوضات منذ أبريل/نيسان الماضي، وهو أعلى مستوى اتصال منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 خلال ولايته الأولى.

وتوعد الرئيس الأميركي أكثر من مرة باستخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا لم توافق على إنهاء برنامجها النووي، وقال “إذا تطلب الأمر عملا عسكريا، فسنقوم بذلك، وستشارك فيه “إسرائيل” بشكل كبير، وستؤدي دورا رئيسيا، ولكن لا أحد يقودنا، نحن نفعل ما نريد أن نفعله”.

مقالات مشابهة

  • تقرير: إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لضرب إيران
  • واشنطن بوست: حالة تأهب قصوى في أمريكا تحسبًا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران
  • ساعات حرجة قبل العاصفة.. كيف تدفع إسرائيل نحو حرب شاملة مع إيران؟
  • ترامب يشكك بقبول إيران وقف تخصيب اليورانيوم
  • الإخلاءات الأمريكية في الشرق الأوسط تتوسّع
  • إيران: سنهاجم القواعد الإمريكية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع
  • إيران تهدد أمريكا باستهداف قواعدها في الشرق الأوسط وتتوعد: خسائركم ستكون أكبر
  • واشنطن بوست: إدارة ترامب تستعد لترحيل آلاف الأجانب لغوانتانامو دون إبلاغ دولهم
  • طهران تهدد واشنطن بضرب قواعدها فى الشرق الأوسط
  • حين يتصارع العملاقان: واشنطن وبكين على أعتاب تحول عالمي!