28 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: تشير التقارير إلى تصاعد نشاط مافيات تهريب العملة في العراق بشكل مقلق، ما أثار تساؤلات واسعة حول التداعيات الخطيرة لهذا النشاط على الاقتصاد العراقي.

ومثل هذه العمليات التي تستهدف نقل الأموال إلى الخارج بطرق غير قانونية تؤدي إلى خسائر ضخمة في الاحتياطي النقدي وتؤثر على قدرة الدولة على تمويل الاحتياجات الأساسية، كما تسهم في تفاقم التضخم وتدهور قيمة الدينار العراقي.

أحد التحليلات الاقتصادية تفيد بان : “عمليات تهريب العملة تضعف احتياطي العملة الصعبة لدى العراق، مما يزيد من عجز البلاد عن تلبية احتياجاتها من الواردات الأساسية، ويؤدي إلى تدهور ميزان المدفوعات. هذه الأموال الخارجة بشكل غير قانوني لا تؤدي فقط إلى ضعف الاستثمار الداخلي، بل أيضًا تخلق بيئة اقتصادية غير مستقرة، تثير مخاوف المستثمرين الأجانب والمحليين على حد سواء.”

جانب آخر من الآثار السلبية لهذه العمليات يظهر في تمويل أنشطة غير مشروعة مثل تجارة المخدرات ودعم الجماعات المسلحة، ما يشير إلى أن تهريب العملة ليس فقط قضية اقتصادية، بل هو مشكلة أمنية تؤثر على استقرار العراق بشكل أعمق.

والطرق المختلفة المستخدمة في تهريب الأموال تشمل الاستيرادات الخارجية التي تتم خارج إطار المنصة الرسمية للبنك المركزي، وهو ما يُعد تجاوزًا على القوانين ويزيد من الفوضى في السوق.

تشير تقارير  إلى أن بعض الأطراف تسعى عمدًا إلى إضعاف العملة الوطنية من خلال رفع سعر الدولار بشكل مبالغ فيه، وهو ما يثير التساؤلات حول إمكانية تواطؤ أطراف داخلية مع شبكات التهريب لزيادة أرباحهم على حساب الاقتصاد الوطني.

ويوضح المختص محمد الكبيسي أن مافيات تهريب العملة تستغل الأزمات السياسية والاقتصادية لزيادة أنشطتها، مستغلة ضعف الرقابة الحكومية والاضطرابات المالية لتحقيق مكاسب ضخمة.

و يبدو أن المشكلة تتجاوز الاقتصاد لتشمل قضايا أعمق مرتبطة بضعف التشريعات والسيطرة الحكومية، ما يدفع ببعض المحللين إلى دعوة الحكومة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة، تشمل فرض رقابة صارمة على المعاملات المالية ووضع سياسات تشجيعية للاستثمار المحلي للحد من تدفق الأموال إلى الخارج

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: تهریب العملة

إقرأ أيضاً:

تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت

31 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: تعالت أصوات السعال في أزقة بغداد هذا الأسبوع، مع عودة السحب الكبريتية السامة لتخنق المدينة من جديد، وسط مشهد رمادي خانق بات مألوفاً لسكان العاصمة، الذين ألفوا رائحة “البيض الفاسد” المنبعثة من الغازات، دون أن يألفوا ما تتركه في رئاتهم من دمار غير مرئي.

ووثّق ناشطون على مواقع التواصل، من بينهم الطبيب عادل الحسني، تغريدات مصورة تظهر قراءات خطيرة لنسب ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين تجاوزت المعايير العالمية، فيما غرّد الصحفي عمر علوان قائلاً: “رائحة الكبريت عادت إلى منطقتنا في الدورة.. وجاري نُقل إلى المستشفى بعد نوبة اختناق حادة.. هل من مجيب؟”.

وأعلنت وزارة البيئة أن فرقها قامت بإغلاق أربعة معامل مخالفة جنوب بغداد، لكنها لم تخفِ أن العشرات منها لا تزال تعمل دون ترخيص أو رقابة، ما ينسف محاولات السيطرة على التلوث من أساسها، بحسب ما أفاد به مصدر في الوزارة لوسائل الإعلام المحلية.

وأكد المواطن علي خليل، من حي الشعلة، أن أبناء حيه باتوا يتنفسون بـ”حذر وقلق”، مشيراً إلى أن طفله نُقل مرتين هذا الشهر إلى الطوارئ بسبب أزمة ربو حادة. وأضاف في إفادة صحفية: “ما عدنا نعرف إذا نفتح الشباك للهواء أو نقفله للسمّ”.

وانتقد الخبير البيئي فاضل كاظم ضعف إجراءات الدولة، قائلاً: “ما يحدث هو جريمة بيئية متكاملة، لأن المشكلة لا تكمن في السحب فقط، بل في البيئة التي أنتجتها.. مصانع مخالفة، مولدات تشتعل بالزيت المحروق، محارق نفايات في قلب الأحياء”. ودعا إلى وضع خارطة وطنية لإعادة توزيع المنشآت خارج المدن، قائلاً إن “بغداد باتت مختبر غازات بلا مفرّات”.

وتمخضت التقارير الأخيرة لمنصة “العراق الأخضر” عن تحذير جديد من ازدياد حالات التسمم الحاد بين الأطفال وكبار السن، مؤكدين أن النسبة ارتفعت بـ17% مقارنة بشهر مايو الماضي، وأن استمرار الظروف الحالية قد يرفع النسبة إلى 30% بحلول سبتمبر، ما لم تُتخذ إجراءات فورية.

واشتدت المخاوف مع تداول صور أقمار صناعية، نشرتها صفحة “طقس العراق”، تُظهر سحباً صفراء تمتد من جنوب بغداد إلى شمالها، مما يعني أن التلوث لم يعد محصوراً في مناطق صناعية، بل بات يغطي نصف العاصمة تقريبا، دون سقف زمني للانحسار.

وهاجمت تدوينات أخرى عبر منصة “إكس” ما سمّوه “صمت حكومي فاضح”، متسائلين عن جدوى الميزانيات البيئية الضخمة، في وقت لا تزال فيه الكمامات هي “وسيلة النجاة الوحيدة”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • شركة هائل سعيد أنعم تطالب بضمانات لإستقرار وتوفير العملة الأجنبية وتقول بأنها تعيد تسعيرة منتجاتها
  • عن تهريب النفط في العراق.. سومو توضح: الوثيقة مسربة
  • تظاهرات في السويداء تطالب السلطة السورية بسحب قواتها من المحافظة
  • برلماني: دعم الاحتياطي النقدي وتوفير النقد الأجنبي يتحقق بهذه الإجراءات
  • موجة غبار قادمة من سوريا تضرب غرب العراق
  • الدينار يصعد والتجارة تهبط.. مفارقة نقدية تُربك الأسواق وتُحجم الاستهلاك
  • فحص بجهاز “إيكوغرافي” يكشف محاولة إمرأتين تهريب قرابة 12 ألف أورو بمناطق حساسة من جسمهما بوهران
  • احباط محاولة امرأتين تهريب 11 ألف و600 أورو إلى تركيا عبر مطار وهران
  • الجمارك تحدد السقف النقدي للمسافرين بـ200 دينار أو 10 آلاف دولار
  • تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت