سواليف:
2025-06-03@22:29:53 GMT

من كل بستان زهرة -83-

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

من كل بستان زهرة -83-

#ماجد_دودين

قال صلى الله عليه وسلّم: “ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّل اللهُ تعالى لصاحبه العقوبةَ في الدنيا، مع ما يدِّخر له في الآخرةِ مثل البغيِ وقطيعةِ الرحمِ”. الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 4902 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

حَذَّرَ اللهُ سُبحانه وتَعالى منَ الظُّلمِ في كتابِه العزيزِ في أكْثَرَ من موْضِعٍ، وأكَّد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على هذا التَّحذيرِ في أحاديثَ كثيرةٍ، وكذلك حَذَّرَ من قَطيعَةِ الرَّحِمِ وأمَرَ بالعدْلِ والقِسْطِ والصِّلَةِ. وفي هذا الحَديثِ النبوي الشريف يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “ما مِن ذَنبٍ أجْدَرُ أن يُعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبِه العُقوبةَ في الدُّنيا”، أي: ليس هناك منَ الذُّنوبِ ذنبًا أوْلى بتَعجيلِ العُقوبةِ لصاحِبِ الذَّنبِ في الدُّنيا “مع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرَةِ”، أي: مع ما يكونُ له مِن عُقوبةٍ في الآخِرَةِ على هذا الذَّنبِ، والمرادُ: أنَّ عُقوبةَ الدُّنيا لا تَرْفَعُ عنه عُقوبةَ الآخِرَةِ، بل هي مِن بابِ مَزيدِ العذابِ والوعيدِ لصاحبِه، “مِثلُ البَغْيِ”، أي: مِثلُ ذَنبِ البَغي وهو الظُّلمُ والجَوْرُ، “وقَطيعَةِ الرَّحِمِ”، أي: وكذلك ذنْبُ قَطيعةِ الرَّحِم، والرَّحِمُ هي الصِّلةُ التي تكونُ بين الشَّخْصِ وغيرِه، والمرادُ بها هنا: الأَقارِبُ، ويُطلَق عليهم: أُولُو الأرحامِ. وفي الحَديثِ: التَّحْذيرُ منَ الظُّلْمِ وقطْعِ الرَّحِمِ. وفيه: الحَثُّ على العَدْلِ وصِلَةِ الرَّحِمِ.

مقالات ذات صلة الأحزاب السياسية ودورها القادم 2024/10/30

*******************

قال صلى الله عليه وسلّم: “عليكم بالصِّدْقِ؛ فإنَّهُ مع البِرِّ، وهُما في الجنةِ، وإيَّاكمْ والكذِبَ، فإنَّهُ مع الفُجورِ، وهُما في النارِ، وسَلُوا اللهَ اليقينَ والمُعافاةَ؛ فإنَّهُ لمْ يُؤْتَ أحدٌ بعدَ اليقينِ خيْرًا من المُعافاةِ، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَقاطَعُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا، كَمَا أمرَكُمُ اللهُ”. الراوي: أبو بكر الصديق | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع.

*******************

قال الله تعالى:(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[الزخرف: 67]، يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية: “خليلان مؤمنان وخليلان كافران، مات أحد المؤمنين، فقال: يا رب إن فلانًا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، يا رب: فلا تضلّه بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني، فإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما فيقول ليُثن كلّ منكما على صاحبه فيقول نعم الأخ ونعم الخليل ونعم الصاحب…”(تفسير الخازن). 

*******************

فارغب بنفسك أن تصادق أحمقًا *** إن الصديق على الصديق مصدق

ولأن يعادي عــاقلًا خـيرًا له *** مـن أن يـكـون لـه صـــديـق أحـمـق

*******************

فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ وَإياكَ وَاِيّاهُ

فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى حَليماً حينَ آخاهُ

يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ إِذا ما هُوَ ما شاهُ

كَحَذو النَعلِ بِالنَعلِ إِذا ما النَعلُ حاذاهُ

وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ دَليلٌ حينَ يَلقاهُ

وَلِلشَيءِ مِن الشَيءِ مَقاييسٌ وَأَشباهُ

وَفي العَينِ غِنىً لِلعَينِ إِن تَنطِق وَأَفواهُ

*****************

الغِنى في النُفوسِ وَالفَقرُ فيها اِن تَجَزَّت فَقَلَّ ما يُجزيها

عَلِّلِ النَفسَ بِالقَنوعِ وَاِلّا طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها

لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم يَأتِ مِن لِذَةٍ لُمستَحلّيها

إِنَّما أَنتَ ظلّ عُمركَ ما عَم مَرتَ بِالساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها

*****************

المسلم الحقيقي؛ لا يداهن ولا يجامل على حساب الحق أبدًا، فغايته هي الحق، ومبدؤه هو الحق، وسعيه في سبيل الحق، وموته -يوم يموت- على الحق… وإنك لتجد القرآن الكريم في غير ما موضع يأمر المؤمنين بذلك، ويحذرهم أن يحيدوا عنه قيد أنملة، فيقول في سورة النساء: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)[النساء: 135]، “والمعنى: قولوا الحق ولو على أنفسكم أو على الوالدين أو الأقارب، فأقيموا الشهادة عليهم لله -تعالى-، ولا تحابوا غنيًا لغناه، ولا ترحموا فقيرًا لفقره”.

********************

يعيش المسلمون ازدواجية لا يقبلها الإسلام، فهم مسلمون في العبادات، لكنهم في المعاملات -إلا من رحم الله- بعيدون عما نصَّ عليه القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة للمبعوث رحمة للعالمين، مع أن المفروض والمطلوب أن ينطلق المسلمُ من محراب العبادة والطاعة والمناجاة والذكر لله تعالى، إلى محراب الحياة وميدانها ليتعامل مع الخَلق بحسن الخُلُق، ويتبادل معهم المصالح والمنافع بدافع الرغبة في الأفضل.

********************

ما هي صفات التاجر المسلم الذي تُدخله تجارته الجنة، والذي يكون مع النبيين والصديقين والشهداء؟ ونجيب: هو التاجر الذي يخشى الله -تعالى-، وفيما يلي بعض مظاهر خشيته من الله:

المظهر الأولى: لا تلهيه تجارته عن عبادته: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور: 37]، مستجيب للتحذير القرآني: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون: 9]، فهو على صلاته محافظًا، وبحدود دينه متقيدًا.

الثاني: أمين لا يغش ولا يخون: يبتغي البركة من ربه بأمانته في تجارته، فعن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما”(متفق عليه).

الثالث: صدوق لا يكذب: فهو يعلم علم اليقين أن “اليمين الكاذبة منفقة للسلعة، ممحقةٌ للكسب”(اللفظ لابن حبان، والحديث متفق عليه).

الرابع: متصدق يخرج حقوق ماله: ويبتغي بماله ما عند ربه، فتراه خائفًا وجلًا كلما كثر المال عنده، نصب عينيه دومًا قول الله -عز وجل-: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10-11].

التاجر المسلم تاجر قد انتفع بنصيحة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي حكاها قيس بن أبي غرزة -رضي الله عنه- فقال: كنا في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نسمى “السماسرة” فمر بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمانا باسم هو أحسن منه، فقال: “يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلف، فشوبوه بالصدقة”(رواه أبو داود، وصححه الألباني).

الخامس: يبكِّر إلى تجارته: لتصيبه دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي نقلها إلينا صخر الغامدي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “اللهم بارك لأمتي في بكورها”، وكان إذا بعث سرية أو جيشًا بعثهم من أول النهار، “وكان صخر رجلًا تاجرًا، وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله”(رواه أبو داود، وصححه الألباني).

********************

كلام الناس كثير، ونفعه قليل.. ولا شيء في جسد الإنسان ينافس القلب في دوام حركته ونشاطه كاللسان؛ فإن الناس لا ينفكون يتكلمون ويتحاورون ويتناقشون ويتجادلون.. يقصُّون القصص ويرون الأخبار ويسردون الحكايات ويستنتجون النتائج والأسباب والغايات… كلام في كلام بعد كلام إثر كلام، نفع قليل وضرر كبير، فكلما أقللت الكلام وأرحت اللسان وأغلقت الفم كان ذلك خيرًا لك، فدائمًا أبدًا صمتك خير من كلامك، لذلك يقول وهب بن منبه: “”أجمعت الحكماء على أن رأس الحكمة الصمت”، وقال الفضيل: “لا حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان””(فيض القدير، للمناوي).

اللهمّ إلا نوعًا واحدًا من الكلام، فذاك الذي يفضل الصمت ويبزه، وذاك الذي قوله خير من عدمه؛ إنه الذي ذكره القرآن الكريم فقال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33]؛ فما على الأرض قول أحسن من قول الداعي إلى الله ولا أشرف منه، وما هناك من كلام هو أفضل من كلامه، ولا محاورة هي خير من محاورته.

********************

ماذا يصنع المسلم إذا ما اجتمعت عليه الهموم، وأحاطت به من كل صوب الغموم، وتكالبت عليه الخطوب، وضاقت في وجهه الدروب، وانسدت في عينه السبل، فأسره الحزن رغم أنفه، وحل عليه الهم مجبرًا غير مختار؟ … وما هو دواء الهموم والغموم والأحزان؟

نجيب: أولًا: الوقاية خير من العلاج: والوقاية هنا تكون بالاستعاذة، تمامًا كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان دائمًا وأبدًا يستعيذ بالله من الهم والحرن، فعن أنس بن مالك، يقول: …كنت أخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال”(متفق عليه)، وفي لفظ للنسائي يقول أنس: ” كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعوات لا يدعهن كان يقول” ثم ذكره.

وثانيًا: الدعاء: فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما قال عبد قط، إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحًا”، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال: “أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن”(رواه ابن حبان، وصححه الألباني).

وثالثًا: قراءة القرآن: ألم يقل الله -عز وجل-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء: 82]، وقال -تعالى- عن القرآن أيضًا: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت: 44]، وقال -عز من قائل-: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57].

ورابعًا: فعل الطاعات واجتناب المعاصي: فليست مصائب الدنيا وحدها هي سبب الهموم والأحزان، وإنما قد يكون الهم والحزن عقوبة على الذنب، ودواء الذنوب التوبة، ولقد قال الحسن البصري -رحمه الله-: “إن الرجل ليعمل الحسنة فتكون نورًا في قلبه وقوة في بدنه، وإن الرجل ليعمل السيئة فتكون ظلمة في قلبه ووهنًا في بدنه”(أورده ابن أبي شيبة في مصنفه).

وخامسًا: اليقين أن الهم والغم من مكفرات السيئات، فعن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه”(متفق عليه)، فمن علم ذلك حمد الله -تعالى- وشكره على كل غم وهَمٍّ يصيبه.

*******************

هو من النفس أغلى، ومن الروح أثمن، ومن الوالدين أولى، ومن الزوجة أعز، ومن المال أبقى… إنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيد الأولين والآخرين وخاتم المرسلين: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)[الأحزاب: 40]، وهو بنا رءوف رحيم: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة: 128]، فهو أولى بنا من أنفسنا بأنفسنا: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)[الأحزاب: 6].

هو -صلى الله عليه وسلم- سيد البشرية جمعاء وأوَّلها في كل فضيلة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع”(متفق عليه). وهو -صلى الله عليه وسلم- حامل اللواء الذي تنضوي تحته جميع الأنبياء، فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “…وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ؛ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي”(رواه الترمذي). وقد خصه الله -عز وجل- بما لم يعطه أحدًا سواه، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة”(متفق عليه). وهو -صلى الله عليه وسلم- صاحب الشفاعة العظمى والمقام المحمود، حيث يقول كل نبي: “نفسي نفسي”، ويقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: “أنا لها”، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: “إن الناس يصيرون يوم القيامة جثًا، كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع، يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود”(رواه البخاري).

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم صلى الله علیه وسل ى الله علیه وسل رضی الله عنه ل م ؤ م ن ین رسول الله متفق علیه خیر من ل الله ع قوبة

إقرأ أيضاً:

خطرفات وثغرات في رؤيا الحكيم المنامية

ما قاله الشيخ محمد هاشم الحكيم من انه راي الرسول صلي الله عليه وسلم في رؤيا منامية اثار كثير من الجدل في الأوساط السودانية خاصة وان الرواية التي رواها عن الرؤيا المنامية قد اشتملت علي مغالطات تتعلق باصل الرؤيا المنامية وحقيقتها مما افاض فيه المتداخلون والمعلقون عبر وسائط التواصل الاجتماعي ونقول في هذا الخصوص ما يلي:

اولا : قدم الحكيم لرؤياه المنامية بالحديث عن تاييده للقوات المسلحة وهذا واجبه وواجب كل سوداني في معركة الكرامة .
ولكن في الأمر شئ من الارباك للمستمعين عندما تحدث الحكيم عن سلاح المدرعات هل كان الحكيم داخل معسكر المدرعات ((مقاتلا)) ام كان في بيته في منطقة الشجرة او الحماداب وقد استطعت بصعوبة ان استخلص انه مكث في بيته ما شاء الله له ان يمكث ثم خرج الي مناطق آخري من السودان .

ثانيا : تحدث الشيخ محمد هاشم الحكيم قائلا رأيت سيدي عليه الصلاة والسلام ولم يذكر الرسول محمد صلي الله عليه وسلم باسمه المعلوم علي وجه الدقة والتحديد المطلوب في مثل هذه الحالات .

ثالثا : قال انه راي سيده حالسا في صالون كبير وعظيم في مجمع يرتدون جلباب أهل السودان وجلس الي جواره فهل كان المقعد المجاور للنبي صلي الله عليه وسلم فارغا حتي ياتي الحكيم ويجلس عليه ام انهم افسحوا له في المجلس هذا غير انه لم يبين مكان الجلوس هل في السودان ام خارج السودان وهل استطاع ان يتعرف علي شخص من الحاضرين في مجلس الرؤيا المنامية ؟

رابعا : لم يحفظ الشيخ محمد هاشم الحكيم الكلمات والعبارات التي قال ان صلي الله عليه وسلم قالها له علي وجه الدقة وقال : ان سيدي صلي الله عليه وسلم قال لي ما معناه ولم استبن الأمر وكان من الواجب عليه ان يحتفظ بالرؤيا لنفسه حتي لا ينقل عن الرسول صلي الله عليه وسلم ما يضعه في خانة من تقول علي بما لم اقل… وهو الحديث الذي استدل به في بداية حديثه عن رؤيته المنامية

خامسا : قال الشيخ محمد هاشم الحكيم ان سيده صلي الله عليه وسلم قال له الحرب انتهت وكما علق احد الشيوخ : إذا قال صلي الله عليه وسلم الحرب انتهت يعني انها توقفت تماما لان الصادق المصدوق لا ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي ولا يكون قوله للتطمين او حمال اوجه او ان الحرب توقفت مجازا وليس حقيقة وكل الناس يعلمون ان المعارك بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع تدور رحاها في كردفان و دارفور بحشود غير مسبوقة من جانب التمرد ! فاذا قال نبي الله ان الحرب انتهت معناه مافي طلقة واحدة تخرج من البنادق.

سادسا : قال الحكيم ان سيدي صلي الله عليه وسلم قال له كلم الجيش والدعم السريع ان يتفاوضا والاصل في المتقاتلين والمتحاربين ان يتصالحا وهو اقرب الي فهم وحديث النبوة من كلمة تفاوض التي لا معني لها طالما ان الحرب قد انتهت .

الحرب انتهت فعلي ماذا التفاوض ؟ وهناك استرسال في الكلام يعبر من بنات افكار الحكيم عن الصلح وقرا الايات القرانية علي طريقة لا تقربوا الصلاة المعروفة لكونه توقف عند قوله تعالي وان طائفتان من المؤمنين اقتتلا فاصلحوا بينهما .ولم يكمل الآية : فإن بغت احداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفئ الي أمر الله الي اخر الايات .

سابعا : اهل العلم من المسلمين يجوزون قتال الدعم السريع من هذا الباب وهو باب البغي والعدوان وما يعرف بجهاد الصائل وهذا ما اجمع عليه الفقهاء بان النبي صلي الله عليه وسلم قد شرع للمسلم ان يقاتل من اخذ ماله او انتهك عرضه وقال عليه الصلاة والسلام من مات دون ماله وعرضه فهو شهيد .

ثامنا: في السيرة النبوية اخذ ورد ومراجعات من قبل الصحابة في مواقف مشهورة مع الرسول صلي الله عليه وسلم في بدر وغزوة الخندق فلماذا لم يقل الشيخ محمد هاشم الحكيم يا رسول الله ان مليشيا الدعم السريع قتلوا أبناء الامة السودانية ونهبوا اموالهم واغتصبوا النساء وتمردوا علي الدولة وجيشها ورغم ذلك وقع الجيش معهم اعلان واتفاق جده في ١١ مايو ٢٠٢٣م وهو ينص علي خروج الدعم السريع ولكنه رفض الخروج من بيوت الناس ! يا نبي الله ان الدعم السريع يتلقي الدعم من الصهيونية العالمية ومن دولة الامارات وكل الكفار واعداء الاسلام وانت تعلم يا نبي الله ان شعب السودان وجيشه في حالة جهاد ضد مرتزقة قدموا للسودان من سبع عشرة دولة .ادعوا لنا يا رسول الله بالنصر عليهم وان بتقبل الله الشهداء ويشفي الجرحي ويرد أسر الماسورين .

تاسعا: ألم تعلم يا شيخ محمد هاشم الحكيم بما قاله الحباب ابن المنذر للرسول صلي الله عليه وسلم يوم بدر وكان النبي قد اختار موقعا للجيش وسال الحباب الرسول صلي الله عليه وسلم يا رسول الله هذا منزل انزلك اياه الله ام هو الرأي والحرب والمكيده فقال الرسول صلي الله عليه وسلم بل هو الرأي والحرب والمكيدة وأشار الحباب الي منزل بديل له قيمة إستراتيجية وقتالية وامنية وكان سببا في النصر الذي حققه المسلمون علي الكفار في غزوة بدر الكبري . وفي غزوة الخندق نفذ الرسول صلي الله عليه وسلم ما قاله سيدنا سلمان الفارسي بشان حفر الخندق حول المدينة حتي لا يقتحمها المشركون وحلفاؤهم .
عاشرا : هم الرسول صلي الله عليه وسلم بعقد الصلح بينه وبين قطفان ثم عدل .

فلما اشتد علي الناس البلاء(( بعث)) رسول الله صلي الله عليه وسلم كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ومن لا اتهم محمد بن مسلم وعبد الله بن شهاب الزهري الي عينيه بن حصن بن حذيفة بن بدر والي الحارث بن عوف بن ابي خارثة المري وهما قائدا قطفان فاعطاهما ثلثا ثمار المدينة علي أن يرجعا لمن معهما عنه وعن اصحابه’ فجري بينه وبينهما الصلح حتي كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح الا المراوضة في ذلك .فلما اراد رسول الله صلي الله عليه وسلم ان يفعل بعث الي سعد ابن معاذ وسعد بن عبادة فذكر ذلك لهما واستشارهما فيه فقالا له : يا رسول الله امرا نحبه فنصنعه ام شيئا امرك الله به لابد لنا من العمل به ام شيئا تصنعه لنا ؟ قال بل شئ اصنعه لكم .والله ما اصنع ذلك الا لاني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب فاردت ان اكسر عنكم من شوكتهم امرا ما .فقال له سعد بن معاذ : يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم علي الشرك بالله وعبادة الاوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون ان ياكلوا منها تمرة الا قري او بيعا .افحين اكرمنا الله بالاسلام وهدانا له واعزنا بك وبه نعطيهم اموالنا ؟ والله مالنا بهذا حاجة والله لا نعطيهم الا السيف حتي يحكم الله بيننا وبينهم .قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فانت وذاك فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب ثم قال ليجهدوا علينا .

ختاما :
بعد حديث الشيخ محمد هاشم الحكيم انتشرت العديد من الفيديوهات والتغريدات التي تؤكد علي إنه كان اكثر ميلا الحرية والتغيير وقال في تحدي تغريداته علي توتير مطالبا الكيزان بترك فولكر يحقق ما بريده المجتمع الدولي الذي نتج عنه الانفاق الاطارى ثم الحرب .وعلق الدكتور مبارك المكودة بأن بعض اصحاب الرؤيا المنامية يقولون انهم قد رأوا الرسول صلي الله عليه وسلم في رؤيا لإقناع الناس بما يعتقدون ان فيه خيرا لهم وهناك من رد علي علي الحكيم بان البعض لا يفهمون حديث الرسول صلي الله عليه وسلم من راني فقد راني حقا فهما صحيحا . اما دعوات التفاوض فهي تنتمي الي دعوات لا الحرب التي تميز حلفاء مليشيا الدعم السريع من القوي السياسية في تقدم وصمود وقحط سابقا .

د.حسن محمد صالح

٣١ مايو ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قصة جبل عرفات.. اعرف سبب تسميته وفضله العظيم
  • أضغاث أحلام ،، الشيخ الحكيم
  • دعاء يوم عرفة للمريض.. إحرص عليه حتى غروب الشمس
  • لماذا أمر رسول الله بإغلاق باب الحمام عند النوم وخاصة في الليل؟
  • فضل يوم عرفة في الإسلام.. 4 فضائل أنعم بها الله على عباده
  • خطرفات وثغرات في رؤيا الحكيم المنامية
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • هل فضل العشر من ذي الحجة في النهار فقط ؟
  • كلمتان تَمَسَّك بهما في العشر من ذي الحجة لتتعرض لنفحات الله