أكاديمي إسرائيلي: الجيش المتعثر بغزة يريد تنفيذ حلم المتطرفين في مملكة النيل والفرات
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
رغم النشوة التي أصابت الاحتلال عقب اغتيال قادة من المقاومة في غزة، لكن أصواتا إسرائيلية تبدد هذه النشوة انطلاقا من سياسة الاحتلال الجارية في القطاع بعد سلسلة الاغتيالات الأخيرة.
هذه السياسة التي تسببت بفقدان الاحتلال ذاته عن سابق إصرار في محاولة لاستعادة ردعه المفقود، وهو مشغول في موجة انتقام لا تشبع بعد، حتى أنه لم يعد يتخيل إلى أي مدى سيذهب لتحقيق هذا الهدف، وبدلا من استعادة أسراه من أيدي حماس، تفضل حكومته إحداث الدمار والموت الذي يعاني منه الإسرائيليون والفلسطينيون.
دوتان هاليفي، المحاضر بقسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، أكد أن "كل رجل وامرأة إسرائيليين، بقي لديهم القليل من الأخلاق والرحمة الإنسانية بعد عام من الحرب، أن يعارضوا ما يفعله الجيش الآن في شمال قطاع غزة، لأنه بحسب الأدلة، يعمل وفق خطة ممنهجة لإخلائه من سكانه البالغ عددهم 400 ألف نسمة، من أجل الدفع برؤية إعادة الاستيطان في القطاع، وسواء كان ذلك سيحدث بالفعل في النهاية أم لا، فهذه هي القوة الدافعة لهذا السلوك الدامي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الحديث يدور عن خطة الجنرالات، وهي ذات منطق عسكري ظاهري، يهدف لتوجيه ضربة قاصمة ضد حماس، والترويج لصفقة التبادل، لكنها في الحقيقة مجرد إلهاء عما يحدث بالفعل وهو تحقيق لرؤية بعض المستوطنين بالعودة للقطاع فوق جثث الجنود الإسرائيليين، وآلاف النساء والأطفال الفلسطينيين، وفوق أنقاض الملاجئ المحترقة التي لجأوا إليها".
وأكد أن "الاحتلال في الأشهر الماضية، وباسم هذا الهدف الزائف، يرسل جنوده للقصف المكثف والعشوائي تقريبا في شمال قطاع غزة، بزعم حجب المساعدات الطبية عن الجرحى، وفصل الرجال عن زوجاتهم، والآباء عن أطفالهم، وترحيل الناجين من هذا الجحيم إلى جنوب قطاع غزة، أما الفلسطينيون فإنهم يرفضون المغادرة، بل إنهم يتمنون الموت بالقصف على أن يموتوا ببطء من الجوع والمرض، واستمرار الحرب في الجنوب، لأن قطاع غزة برمته أصبح لا يحتمل لأكثر من مليون ونصف نسمة منذ العام الماضي، وهم يعرفون جيدا أنه لا توجد منطقة آمنة في القطاع بأكمله".
وأشار أنه "خلال عام كامل من حرب غزة، تجاوز الجيش كل مستوى من الأخلاق القتالية من خلال استهدافه للمدارس والعيادات والمستشفيات والمخابز وقوافل المساعدات التي دخلت، وأصبحت جميعها مستهدفة، وتم ابتلاع كل شيء في حساب الأضرار الجانبية التي تؤكد قانونيا مقتل العشرات من الأبرياء الفلسطينيين، حتى باتت "المنطقة الإنسانية" التي يوجه الجيش إليها الفلسطينيين كلمة فارغة".
وشرح قائلا إننا "إذا قمنا بتلخيص كامل للمنطقة التي أمر الجيش الفلسطينيين بإخلائها منذ بداية الحرب، فسيتم التنازل عن 15 بالمئة من أراضي القطاع، ويتجمع مليوني شخص في 54 كيلومترا مربعا من الكثبان الرملية، أي 37 شخصا في المتر الواحد، في حين أن الفلسطينيين في غزة لن يقوموا ببناء ناطحات سحاب لاستيعاب هذه الأعداد الغفيرة".
وأكد أنه "لئن اعتقد الفلسطينيون أنهم يعيشون واقع كارثة فعلية بسبب ما حصل، فإن المؤكد أنه على الجانب الآخر من هذا الجحيم، توجد هناك كارثة أعظم تعيشها إسرائيل، والشواهد أكثر من أن تحصى، فهي في وضع عزلة دولية وكساد اقتصادي قادم، وما زالت تسعى لاستعادة ردعها المفقود، لكنها في سبيل ذلك تخسر نفسها عن قصد، في ظل ذات اللامبالاة المذلة، والتنازل الكامل عن أي مسؤولية أخلاقية، فضلا عما تعيشه من حالة انقسامات إلى عناصر في صراعات داخلية، وتصف بالخيانة، وتُسكت أي لهجة انتقادية حول عدم جدوى الحرب الجارية في غزة".
وأضاف أن "سلوك الإبادة والتطهير العرقي الموجه نحو غزة، يحدد أيضا المسار اليومي للعمل الذي يقوم به المستوطنون في الضفة الغربية، وتجاه فلسطينيي48 الذين يتم اعتقالهم عند كل منعطف، وتجاه المتظاهرين وأفراد عائلات المختطفين الذين يعانون العنف من قبل ضباط الشرطة، ومن المؤكد أن هذا سيكون مصير كل من لا ينحاز لأطروحة المعجزة التي تحدث بها اليمين الفاشي، وخطة بيتسلئيل سموتريتش لإقامة مملكة إسرائيل الثالثة بين نهري النيل والفرات".
وأوضح ان "اليمين المتطرف يقود هذه الأيديولوجية، فيما الجيش يقوم بمهمة مقاول التنفيذ، وبدلا من استغلال الدولة فرصة اغتيال قادة حماس للتحول إلى مسار آخر يتمثل بإبرام صفقة التبادل، والانسحاب من غزة، واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، والتطبيع مع كافة الدول العربية، فإن حكومة الكارثة في طريقها إلى فعل كل ما بوسعها حتى تتفكك الدولة، مما يستدعي من كل إسرائيلي لديه القليل من التعاطف مع الحياة في هذه الدولة أن يعارض هذا النهج الدامي، والآن فورا".
https://www.ynet.co.il/news/article/bkycael111e
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال المقاومة غزة غزة الاحتلال المقاومة اليمين المتطرف صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
شاحنات قافلة «زاد العزة» الـ 84 تدخل إلى الفلسطينيين في قطاع غزة
شرعت قافلة شاحنات المساعدات الإنسانية الـ 84 في الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، عبر البوابة الفرعية لميناء رفح البري باتجاه معبري كرم أبوسالم والعوجة، تمهيدًا لإدخالها إلى القطاع.
وصرح مصدر مسؤول بميناء رفح البري في شمال سيناء اليوم الإثنين بأن الشاحنات اصطفت في ساحة الانتظار ضمن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة".. مشيرا إلى أن الشاحنات تخضع للتفتيش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة قبل إدخالها إلى القطاع.
يذكر أن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة" التي أطلقها الهلال الأحمر، انطلقت في 27 يوليو حاملة آلاف الأطنان من المساعدات تنوعت بين سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.
ويتواجد الهلال الأحمر كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى قطاع غزة منذ بدء الأزمة في أكتوبر 2023.. ولم يتم غلق ميناء رفح البري نهائيا خلال تلك الفترة، ويواصل تأهبه في كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لإدخال المساعدات بواسطة 35 ألف متطوع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة، منذ يوم 2 مارس الماضي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي، وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.
كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة، ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.. وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.
وأعلن جيش الاحتلال "هدنة مؤقتة" لمدة 10 ساعات (الأحد 27 يوليو 2025)، وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما واصل الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) بذل الجهود من أجل إعلان اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين، حتى تم التوصل فجر يوم 9 أكتوبر 2025، إلى اتفاق ما بين حركة حماس وإسرائيل حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشرم الشيخ بوساطة مصرية أمريكية قطرية وجهود تركية.
اقرأ أيضاًمسؤول أممي: وقف إطلاق النار الأخير في غزة يعد بارقة أمل حيوية.. وعلى جميع الأطراف احترامه
أبو الغيط في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني: مشروع الدولة لم يمت والاحتلال إلى زوال أكد
وزير الخارجية يلتقي الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي