دعاء مجرب لفك الكرب والخروج من الإكتئاب.. ردده بعد الأذان وفي جوف الليل
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
يعتبر الدعاء وسيلة عظيمة للتواصل مع الله سبحانه وتعالى في لحظات الضيق والحزن، قد نواجه في حياتنا أوقاتًا صعبة نشعر فيها بأن الهموم تكاد تخنقنا، ويصبح الدعاء في هذه الأوقات متنفسًا يريح القلوب ويزيح عن صدورنا ما يثقلها.
الدعاء ليس مجرد كلمات تُقال بل هو تعبير عن التوكل والتسليم لله، وطلب المدد والعون من القادر على كل شيء.
أحد أشهر الأدعية التي يُستحب تكرارها لفك الكرب والتخفيف من الهموم هو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت".
في هذا الدعاء، نجد طلب الرحمة من الله وعدم الاعتماد على النفس حتى في أصغر الأمور، فهذا الدعاء يُعبّر عن الحاجة الملحة إلى الله والإقرار بضعف الإنسان أمام تقلبات الحياة.
ومن الأدعية المعروفة الأخرى لفك الكرب وعلاج الاكتئاب، نجد قول "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"؛ هذه الكلمات قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل معانٍ عميقة في قلب المسلم، حيث يستشعر ضعف قوته وعجزه عن إدارة شؤون الحياة دون عون الله.
ويقول سبحانه في كتابه الكريم: "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"، وهنا نجد المؤمن يلجأ إلى الله ويفوض أمره كله إليه، ويثق بأن الله بصير بحاله ولا يغفل عنه.
ولقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعاءٌ عظيم اعتاد أن يردده في لحظات الشدة والكرب، وهو: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ".
هذا الدعاء يمجد الله ويعترف بعظمته وقدرته، فتكراره يبعث الطمأنينة في النفس ويذكرنا بقدرة الله على تيسير الأمور وإزالة الكرب.
ومن الأدعية الشهيرة التي تتجلى فيها قدرة الله على تفريج الكرب أيضًا، دعاء سيدنا يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت، إذ قال: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".
يُعرف هذا الدعاء بدعاء ذي النون، وقد ورد في الأحاديث أنه من الأدعية التي لا يدعو بها مسلم إلا استجاب الله له، لأن الدعاء يعبر عن توبة واعتراف بضعف الإنسان وخطأه، مما يُدخل في النفس شعورًا بالراحة ويعينها على التحمل والصبر.
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية أخرى تبعث في النفس الراحة وتُزيل الهم، ومنها قوله: "اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ". هذا الدعاء يجمع بين طلب الحماية من ضعف الإرادة والعجز، والخوف من الوقوع في ضيق الدين وهمومه التي تثقل النفس.
دعاء للراحة النفسيةوفي دعاء آخر للنبي صلى الله عليه وسلم، نجد هذا التعبير عن الرغبة في الراحة النفسية، حيث قال: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال". يتضمن هذا الدعاء استحضار أوجه الضعف الإنساني، ويطلب المسلم من الله عز وجل العون في التغلب عليها.
ختامًا، الدعاء وسيلة فعّالة لطمأنة القلوب، وإزالة الغم، وإراحة النفوس المتعبة.
كلما شعرنا بضيق أو كرب، علينا أن نلجأ إلى الله بقلوب خاشعة، طالبين منه الفرج والتيسير، فوعده سبحانه حقّ، وكرمه بلا حدود، ورحمته أوسع مما نتخيل
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دعاء يريح القلب دعاء فك الكرب صلى الله علیه وسلم هذا الدعاء لفک الکرب الدعاء ی ا الدعاء ن الله
إقرأ أيضاً:
هل تُصلّى قيام الليل ركعتين ركعتين؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال من محمد من القاهرة حول فضل الصلاة وقيام الليل، وهل صلاة قيام الليل تكون ركعتين ركعتين وتمسح الذنوب، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم إن صلاة الليل "مَثْنَى مَثْنَى"، أي يصلي المسلم ركعتين ويسلم ثم ركعتين ويسلم، وأن هذا هو الهدي النبوي في قيام الليل.
وأوضح الشيخ محمد كمال، أن قيام الليل غير مرتبط بساعة معينة، فليس شرطًا أن يكون في الثانية أو الثالثة فجرًا، بل يبدأ من بعد صلاة العشاء مباشرة، فمن صلى العشاء ثم صلى بعدها ركعتين بنية قيام الليل فقد أدرك قيام الليل، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في جوف الليل قبل الفجر، وأن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت إنه كان يقوم حتى تتفطر قدماه، فلما راجعته قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟».
وبيّن أمين الفتوى فضل قيام الليل، مستشهدًا بما ورد عن السيدة حفصة رضي الله عنها حين قصّت رؤيا أخيها عبد الله بن عمر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال لها: «نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل»، فكان عبد الله لا يترك قيام الليل أبدًا، موضحًا أن قيام الليل شرف المؤمن، فمن أراد معرفة منزلته عند الله فلينظر إلى نصيبه من قيام الليل، وأن هذا القيام ليس قاصرًا على الصلاة فقط بل يشمل الذكر والدعاء والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار الشيخ محمد كمال إلى أن قيام الليل نور من أنوار الله، فالمؤمن في هذا الوقت يكون في خلوة مع ربه يناجيه، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل السجود في قيام الليل حتى إن السيدة عائشة كانت تخشى عليه، مؤكدًا أن قيام الليل ينير القبر لمن خاف من ظلمته، لأن العبد يترك وقت الغفلة ليقف بين يدي الله تعالى.
ولفت بأن قيام الليل يبدأ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وعلى المسلم أن يختار الوقت المناسب له، فإن أكثر من الصلاة في هذا الوقت كان من السعداء في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.