قبل ساعات من بدء التصويت الرسمي في الانتخابات الأميركية، يحاول المرشحان الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب الوصول إلى أكبر قدر ممكن من أصوات الناخبين المترددين.

وفي حين يراهن ترامب على ولاية تكساس التي تصوت للجمهوريين منذ سبعينيات القرن الماضي، فإن هاريس تراهن على بنسلفانيا التي كانت سببا في تفوق جو بايدن على ترامب في الانتخابات الماضية، كما يقول مراسلو الجزيرة الذين يتابعون حملتي المرشحين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2في ليلة الانتخابات.. هل يمكن التنبؤ برئيس أميركا القادم؟list 2 of 2أميركا وروسيا.. صداقة ثم عداوة وصلت أعلى مراحل التوتر والصراعend of list

ورغم تساوي هاريس وترامب في استطلاعات الرأي التي كان آخرها استطلاع أجراه موقع "ذا هيل" بالتعاون مع كلية "إيمرسون"، فإن كلا المرشحين لديه شريحة معينة من الناخبين يعتقد أنها قادرة على ترجيح كفته. وقد غمرا مواقع التواصل بمحاولات جذب الناخبين إليهما قبل ساعات من بدء التصويت.

ففي ولاية بنسلفانيا التي تمتلك 19 صوتا في المجمع الانتخابي، قالت مراسلة الجزيرة وجد وقفي إن هاريس تحدثت أمس الأحد عن أن العام الماضي كان صعبا على العرب والمسلمين بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ووعدت ببذل كل ما في وسعها لوقف هذه الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة حال فوزها بالانتخابات.

التركيز على بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية

لكن وقفي أشارت أيضا إلى أن هاريس تركز على صوت المرأة والأقليات المسلمة واللاتينية والأفريقية بعدما لاحظت أن معظم أصوات الرجال البيض في هذه الولاية ستذهب لترامب.

أما في كارولاينا الشمالية التي تعتبر جمهورية بامتياز، فقد واصل ترامب حملته لليوم الثالث على التوالي بعدما أكدت كل المؤشرات أنه سوف يخسر الانتخابات لو خسر هذه الولاية.

كما ركز ترامب على بنسلفانيا وكذلك ميشيغان (ذات الأغلبية الغربية) التي يحاول تفتيت الصوت العربي فيها اعتمادا على الغضب من سلوك جو بايدن تجاه الحرب.

وكرر ترامب حديثه عن تخطيط الديمقراطيين لتزوير الانتخابات، وطالب بإعلان النتيجة بحلول الثامنة مساء يوم الانتخابات وهو ما أثار مخاوف لدى السلطات الأمنية، كما قال مراسل الجزيرة فادي منصور.

وبينما يحاول المرشحان جذب أصوات العرب والمسلمين في ميشيغان، فإن هذه الفئة تبدي عزوفا عن التصويت لهاريس، بسبب موقف إدارة جو بايدن من الحرب على غزة، كما قال مراسل الجزيرة أحمد هزيم.

وبسبب هذا العزوف، يقول هزيم إن هاريس ركزت على الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية الذين يشكلون 21% من أصوات الولاية كبديل عن أصوات العرب التي حاولت أيضا جذبهم بحديثها عن نيتها وقف الحرب، بينما جند ترامب مجموعة من الجالية العربية للترويج له.

وتركز هاريس بالأساس على الأميركيين السود والنقابيين في ميشيغان، وخصوصا عمال شركات إنتاج ومصانع السيارات، لأنهم وقفوا بقوة مع بايدن في الانتخابات الماضية، وفق هزيم.

وفي ولاية ويسكونسن، يواصل المرشحان لمنصب نائب الرئيس عقد مهرجانات انتخابية تركز على الأصوات المترددة، وقد شارك الرئيس الأسبق باراك أوباما في فعالية أمس الأحد ودعا الناخبين لدعم هاريس.

ووفقا لمراسل الجزيرة مراد هاشم، فإن كلا المرشحين يركز على فئة المترددين والأقليات، خصوصا اللاتينيين والعرب والمسلمين من صغار السن الذين يصطفون بقوة إلى جانب قضية فلسطين.

وفي ولاية جورجيا، عقد سكرتير الولاية مؤتمرا صحفيا أكد فيه حرصه على الشفافية وإعلان النتائج بأسرع وقت ممكن، وهو أمر أثار جدلا خلال الانتخابات السابقة وصل إلى ساحات المحاكم بسبب تواصل ترامب عندما كان رئيسا مع سكرتير الولاية.

وقال مراسل الجزيرة أنس الصبار إن مناصرين لفلسطين تجمعوا في مناطق بالولاية، وأعلنوا رفض التصويت لكلا المرشحين.

أصوات قليلة ستحسم الفوز

أما ولاية تكساس، فإنها تعطي ترامب أفضلية بـ5 نقاط عن هاريس، كما قالت مراسلة الجزيرة ميساء الفطناسي، مشيرة إلى أن الولاية التي لم تصوت لمرشح ديمقراطي منذ سبعينيات القرن الماضي، ولا تزال ميالة لترامب بسبب سيطرة قضية المهاجرين بشكل كبير على اهتمام الناخبين.

وتعليقا على تطورات اللحظات الأخيرة، قالت محللة الانتخابات في قناة الجزيرة جين كارد إن ترامب "يستند إلى شجاعته التي أوصلته للبيت الأبيض سابقا، وستعيده له مجددا"، مشيرة إلى أن المرشح الجمهوري لا يهتم بما تقوله وسائل الإعلام عن طريقته أو خطابه، وإنما يهتم بقول وفعل ما يعرف أنه سيرضي الناخبين.

وأكدت كارد -وهي جمهورية- أن "هناك أمورا لا يحب البعض سماعها، لكن طريقة ترامب وحديثة يرضيان شريحة كبيرة من الناخبين حتى لو قالت وسائل الإعلام والتحليلات غير ذلك".

في المقابل، قال المحلل الديمقراطي سامح الهادي إن هاريس تحاول الحصول على بنسلفانيا تحديدا لحسم السباق، وإن حملتها "خصصت كل الموارد لحسم هذه الولاية وطرقت باب مليون منزل من أجل توضيح أهمية تصويتهم لها".

وعن موقفها من الحرب، ذكر الهادي أن إعلان هاريس عن نيتها وقف الحرب ليس جديدا، وأنها تحاول من خلاله تحريك الأصوات المترددة خلال اللحظات الأخيرة.

وبعيدا عن هذا وذاك، قالت المحللة ياسمين الجمل -وهي موظفة سابقة بوزارة الدفاع البنتاغون– إن هذه الانتخابات معقدة، وإن حجم الانقسام بشأن الكثير من المواضيع "كبير جدا"، معربة عن اعتقادها بأن نتيجة هذه الانتخابات "ستتحد وفق رأي عدد قليل من المواطنين في عدد قليل من الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات على بنسلفانیا إن هاریس

إقرأ أيضاً:

اتفاق بين زيلينسكى وترامب على تعزيز الحماية الجوية لأوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، إنه تحدث مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول ضرورة تعزيز الدفاع الجوي الأوكراني في ظل تصاعد الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية.

وفي بيان موجز حول مكالمتهما، نُشر على تليجرام، قال زيلينسكي إن الرئيس الأمريكي كان "على دراية تامة" بالوضع في أوكرانيا، حيث ناقش الزعيمان "إمكانات الدفاع الجوي واتفقا على العمل على زيادة الحماية الجوية".

وأضاف: أنهما "اتفقا على عقد اجتماع منفصل بين فريقيهما بشأن هذه المسألة"، حسبما نقلت صحيفة الجارديان.

وأشار زيلينسكي إلى أنهما ناقشا أيضًا فرص الإنتاج المشترك للأسلحة، قائلًا: "نحن مستعدون لمشاريع مباشرة مع أمريكا"، بالإضافة إلى عمليات شراء واستثمارات مشتركة أخرى محتملة.

كما هنأ الرئيس الأوكراني الولايات المتحدة بعيد استقلالها، شاكرًا دعمها حتى الآن.

وقال: "لقد بذلنا جهودًا كبيرة مع أمريكا، وندعم جميع الجهود الرامية إلى وقف أعمال القتل واستعادة سلام طبيعي ومستقر وكريم. لا بد من اتفاق لائق لتحقيق السلام، وأوكرانيا تدعم المقترحات الأمريكية".

محادثة ترامب وبوتين

صرح ترامب بأنه "لم يُحرز أي تقدم" نحو وقف إطلاق نار محتمل في الحرب الروسية الأوكرانية خلال اتصال هاتفي أجراه يوم الخميس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال ترامب للصحفيين ردًا على سؤال حول مكالمته مع بوتين في وقت سابق من اليوم: "لا، لم أحرز أي تقدم معه اليوم على الإطلاق".

وقال ترامب: "أجرينا مكالمة طويلة نوعًا ما. تحدثنا عن الكثير من الأمور، بما في ذلك إيران، وتحدثنا أيضًا، كما تعلمون، عن الحرب مع أوكرانيا. ولست سعيدًا بذلك، لست سعيدًا".

وقال يوري أوشاكوف، مساعد بوتين، في بيان للمكالمة: إن الزعيمين أجريا محادثة "صريحة وجوهرية"، وأن ترامب أثار إمكانية وقف إطلاق نار فوري في حرب روسيا مع أوكرانيا، لكن بوتين لم يُوافق. 

وأضاف أوشاكوف، أن بوتين قال إن روسيا "ستسعى لتحقيق أهدافها المعلنة" في الصراع، وتواصل البحث عن حل سياسي له من خلال المفاوضات.

وكان آخر مكالمة علنية بين بوتين وترامب جرت الشهر الماضي في نقاش تناول الصراع الإسرائيلي الإيراني، وفقًا لمنشور لترامب على موقع "تروث سوشيال". كما تحدثا في مايو عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

أجرى ممثلون من روسيا وأوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول في مايو، لكن دون تحقيق أي تقدم يُذكر.

يسعى ترامب وبعض حلفائه في الكونجرس إلى ضمان وقف دائم لإطلاق النار.

صرح ترامب مرارًا خلال حملته الانتخابية بأنه سيُنهي الصراع خلال الـ 24 ساعة الأولى من ولايته الثانية. وخلال مناظرة رئاسية في سبتمبر، قال إنه يستطيع حل الصراع "حتى قبل أن أصبح رئيسًا".

وفي حديثه للصحفيين يوم الخميس، سُئل ترامب أيضًا عن توقف الولايات المتحدة في شحن الصواريخ والذخيرة إلى أوكرانيا. نفى ترامب وجود أي توقف.

وقال: "لم نُقدم أسلحة، بل نُقدمها لأننا قدمنا الكثير منها، لكننا نُقدمها، ونعمل معهم ونحاول مساعدتهم". 

وأضاف: "لكننا لم نُفرغ بلادنا بأكملها، كما تعلمون، بمنحهم أسلحة، وعلينا التأكد من أن لدينا ما يكفي لأنفسنا".

أفادت قناة إن بي سي نيوز هذا الأسبوع أن وزير الدفاع بيت هيجسيث أمر بوقف مؤقت للشحنات بسبب مخاوف بشأن مخزونات الجيش الأمريكي، وفقًا لمسئولين في الكونجرس ومصدرين مطلعين على القرار.

مقالات مشابهة

  • بنعبد الله ينتقد استمرار ظاهرة العزوف السياسي والأحزاب التي لا يمكنها كسب مقاعد دون مال أو قفف
  • أردوغان وترامب يتوصلان إلى اتفاق: تركيا تحصل على مطالبها من الولايات المتحدة
  • اتفاق بشأن غزة يلوح في الأفق.. وترامب: "قد يكون" الأسبوع المقبل
  • زيلينسكي وترامب يبحثان حماية الأجواء الأوكرانية
  • اتفاق بين زيلينسكى وترامب على تعزيز الحماية الجوية لأوكرانيا
  • مكالمة ساخنة بين بوتين وترامب.. موسكو تلوّح بالتفاوض في أوكرانيا وتهاجم واشنطن بسبب إيران
  • بعد ساعات فقط مما قاله ترامب عن مكالمة بوتين.. عمل عسكري روسي ضخم وليلة مروعة في كييف
  • الأمم المتحدة ترحب بالمحادثة الهاتفية بين بوتين وترامب
  • تفاصيل مكالمة بوتين وترامب
  • تفاصيل المباحثات الهاتفية بين بوتين وترامب