عني واخواني وقم يا سعد قم يا سعد !
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
من الطرائف التي تروى أن رجلا كان من العصاة ، يقترف كل الفواحش والموبقات ، ثم تاب الله عليه ، وقد ذهب إلى جماعة من الدعاة يشبهون بعملهم " جماعة التبليغ " وقرر الخروج معهم في سبيل الله ، وفي جلسة صفاء مع بعضهم روى لهم كيف كان يرتكب المعاصي ثم تاب الله عليه .
بعدها وبعد الصلاة في الجامع طلب منه الإخوة أن يقوم ليروي للمصلين كيف تاب ، قام صاحبنا وحمد الله وأثنى عليه ثم حدثهم كيف أنه كان يرتكب المعاصي ثم تاب الله عليه ، انتقلت الجماعة من هذا المسجد إلى مسجد آخر وبعد الصلاة قالوا :
ـ قم يا سعد وحدث الناس كيف تبت ؟
وقام سعد وحدث الناس .
وهكذا كلما وصلوا إلى مسجد قالوا :
ـ قم يا سعد وحدث الناس عن توبتك .
وهكذا حتى مل سعد وقال :
ـ يا ناس أنا كنت أعصي الله وقد سترني وتاب علي ثم جئت إليكم ، وكلما وصلت إلى مسجد قلتم :
ـ قم يا سعد وحدث الناس عن توبتك حتى فضحتموني بين الخلق وقد سترني الله بستره فجئتم إليكم لتفضحوني .!
تذكرت هذه القصة بعد ان حدثت بعض إخواني مؤخرا عن مكوثي فترة في المستشفى بعد تعرضي لغيبوبة سكري لعلهم يدعون لي فأشفى بدعاء بعضهم ، وقد تفاعل أحد الإخوة فقام بعمل مجموعة " جروب " في الواتساب ودعا من أضافهم للتعاون معي كي أسافر للعلاج بالخارج ، وهذا الأخ جزاه الله خيرا على جهوده ـ لا أشك في حسن نواياه ورغبته في علاجي وقضاء ديوني .
لقد فوجئت بعمل هذا الجروب ولو استشارني ما وافقت على هذا الأمر ، وربما أن الأخ هذا رأى أن حملة الوفاء للشيخ محمد الدعيس ـ رحمه الله تغشاه ـ قد نجحت فظن أن الحملة التي دشنها لأجلي ستنجح هي الأخرى ، ولكنه لم يعلم أن الناس في هذه البلاد لا يتفاعلون إلا مع من مات فقط ، أما من لا يزال على قيد الحياة فهذا يتناسونه حتى يموت ثم يترحمون عليه ويتأسفون على إهماله .!
ثم استشرت بعض من أثق فيهم وأخبرتهم أني لا أريد شيئا من أحد ، وما أريده هو أن أبقى بكرامتي بقية عمري ، وقد سترني الله ، وأنا بفضل منه فأجمعوا على أن هذه الحملة هي عين الواجب وقالوا : أنت شيخنا وأستاذنا وهذا واجب علينا ووو ألخ.
فقررت أن أصمت وأنظر إلى أين يصلون ، ومضت الأيام تلو الأيام ولم يتفاعل مع الحملة إلا قلة بعدد الأصابع تبرعوا بمبالغ لا تكاد تذكر ، بل لا تكفي لتكاليف السفر بالطيران ، ناهيك عن تكاليف العلاج أو قضاء الديون التي تشكل الهم الأكبر لي ، والتي تتسبب دوما في رفع السكري عندي حتى وصلت مضاعفاته إلى تضخم عضلة القلب وضعف النظر وإلتهاب العيون وآلام المفاصل .
ومضت الأيام وصار هذا الجروب الذي حشدوا له العشرات نسيا منسيا ، وطلبت منهم إغلاقه ووعدوني بذلك ، ولم يغلق بعد ، وصار يرسل فيه منشورات مواعظ وقصص وأشياء لا صلة لها بالموضوع .!
وقد ذكرني الأمر بقصة رواها لي الشيخ عبد المجيد الزنداني ـ أيام عملي معه ـ قال : ذهبنا مع مجموعة مع العلماء إلى الشيخ عمر أحمد سيف ـ رحمة الله تغشاه ـ بعد تأسيس حزب الإصلاح ، وقلنا له :
ــ أنت شيخنا وأستاذنا ويجب أن تبقى في حزب المؤتمر الشعبي العام ، إذ ليس من الحكمة أن يظل المؤتمر بلا علماء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وأن يخلو من الصالحين أمثالك .
يقول الشيخ الزنداني : فهز الشيخ عمر رأسه وقال :
يا شيخنا لو زرتنا لوجدتنا
نحن الشيوخ وأنت تلميذا لنا
والذي فهمته أن الشيخ عمر لم يكن لديه مانع في البقاء في المؤتمر ـ وهو ما حدث ـ ولكنه تعجب من المشايخ الذين قالوا له : أنت شيخنا وأستاذنا ومدحوه كثيرا ثم أصدروا قرارهم النهائي ببقائه في المؤتمر ، بحيث قرروا وحكموا وما عليه إلا التنفيذ رغم أنه شيخهم وأستاذهم .!
وإخواني قالوا : أنت شيخنا وأستاذنا ثم دشنوا حملة لتسفيري للعلاج ، ثم بعد إعلان الحملة لم يتفاعل معها إلا بضعة أشخاص بمبالغ لا تكاد تذكر ، بلا لا تكفي لقضاء ربع ديوني .!
فهل هذا قدري عند إخواني ؟!
وهل هذا مقام شيخهم وأستاذهم عندهم ؟!
أعلم أنهم يجاملونني فلست بشيخ ولا أستاذ ولم يكن هناك داعي لمثل هكذا حملة من الأساس ، ولكن تفرجت على إخواني إلى أين سيصلون في هذا الأمر ؟ ، وما زلت في غاية العجب مما حدث .!
وقد تواصل معي الأخ هذا الذي دشن الحملة قائلا :
ـ يبدو أن بينك وبين إخوانك سر .!
وقد تعجبت من هذا الكلام ، إذ ليس بيني وبينهم أي سر ، اللهم إلا إذا كان الكثير منهم أو بعضهم ـ ربما ـ أقول : ربما ينتظرون ضوء أخضر من قيادات أو جهات عليا لدعمي ثم لم يأت لا ضوء ولا إشارة ، إذ ليس لي صلة بهذه القيادات ، أما سر غير هذا فليس بيني وبينهم أية أسرار .!
لقد شعرت بالحزن فقد كنت في ستر من الله وفضل إلا أن بعض إخواني تعاملوا معي على طريقة : قم يا سعد قم يا سعد .!
الحمد لله ، لقد كشف لي ما حدث قدري عند إخواني ، وكشف لي ما حدث حقيقة بعض الناس فالناس معادن .!
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: ما حدث
إقرأ أيضاً:
وزارة الأوقاف تنعى الشيخ صالح حنتوس وتؤكد أن جرائم الحوثيين لن تسقط بالتقادم وتحملهم كامل المسؤولية الجنائية
في اول تعليق لها على استشهاد معلم القرآن الكريم والمربي الشيخ صالح حنتوس على يد الحوثيين قالت وزارة الأوقاف والإرشاد، اليوم الأربعاء في بيان نعيها « أن "هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم"، محمّلة مليشيا الحوثي كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية عن اغتيال الشيخ حنتوس، ومشددة على أن مثل هذه الممارسات لن تزيد العلماء والمصلحين إلا ثباتًا وإصرارًا على أداء رسالتهم والوقوف صفًا واحدًا في وجه المشروع السلالي المتطرف».
وقالت الوزارة في بيانها:"تلقّينا في وزارة الأوقاف والإرشاد ببالغ الحزن والأسى نبأ اغتيال الشيخ صالح حنتوس، وهو رجل سبعيني أفنى عمره في تعليم كتاب الله وتربية الأجيال والإصلاح بين الناس".
وأضاف "لقد كان -رحمه الله- رمزًا للخير والتقوى، وعلَماً في ميدان الدعوة والتوجيه، لكن الجماعة الحوثية الإرهابية لم تتركه وشأنه، إذ ظل يتعرض خلال السنوات الماضية لشتى أنواع التضييق والابتزاز، حتى ختم الله له بالشهادة، في جريمة بشعة راح ضحيتها أيضًا عدد من أقاربه، وتعرضت أسرته للرعب والانتهاك.".
وأشار البيان أن الجريمة تمثل "وجهًا آخر من وجوه الهمجية الحوثية، وعداءها الصريح للقرآن وأهله، واستهانتها بحرمة العلماء وبيوت الله، في محاولة لإسكات الأصوات الحرة وتفريغ المجتمع من المصلحين وبث الرعب في النفوس، ضمن مشروع طائفي دخيل لا يعرف إلا العنف والإرهاب".
مأرب برس يعيد نشر البيان..
▪︎ بيان نعي صادر عن وزارة الأوقاف والإرشاد باستشهاد الشيخ صالح حنتوس
الحمد لله رب العالمين، القائل: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فقد تلقّت وزارة الأوقاف والإرشاد ببالغ الحزن والأسى، نبأ اغتيال معلم القرآن الكريم والمربي الفاضل، الشيخ صالح حنتوس، في جريمة غادرة ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية، بعد حصار استمرّ لعدة ساعات وهجوم مسلح بمختلف الأسلحة استهدف منزله ومسجده في مديرية السلفية بمحافظة ريمة.
إن الشيخ صالح حنتوس ـ رحمه الله ـ رجل سبعيني كرّس حياته لتعليم كتاب الله، وتربية الأجيال، والإصلاح بين الناس، فكان رمزًا للخير والتقوى، وعلَمًا في ميدان الدعوة والتوجيه، لكنه لم يسلم من بطش الجماعة الحوثية المجرمة، حيث تعرض طيلة الفترة الماضية لشتى صنوف التضييق والابتزاز، حتى ختم الله حياته شهيدًا، وروّعت أسرته واستشهد بعض أقاربه، في جريمة نكراء هزت الضمير الإنساني، وأضافت دليلا آخر على همجية مليشيا الحوثي الطائفية الإرهابية وعدائها الواضح والصريح للقرآن وأهله.
إن هذه الجريمة البشعة تؤكد مجددًا الوجه الحقيقي لهذه الجماعة التي لا تراعي حرمة لدين، ولا لبيوت الله، ولا توقّر العلماء والدعاة، بل تجعلهم في طليعة أهدافها، في محاولة يائسة لإسكات كل صوت حر، وتفريغ المجتمع من المصلحين، وبث الرعب في النفوس، ومحاولة تطويع اليمنيين لمشروعها الطائفي الدخيل بالإرهاب والعنف.
وإننا في وزارة الأوقاف والإرشاد، إذ نعزي أنفسنا وذوي الفقيد وكل أبناء ريمة، بل وكل أحرار اليمن، لنؤكد أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم ونحمل المليشيا كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية عنها ومحاسبة كل المتورطين فيها،
كما نؤكد أنه مهما أمعنت مليشيا الإرهاب والموت في القتل والجريمة واستهداف رموز المجتمع من المصلحين والعلماء ورواد الخير فلن يزيدهم ذلك إلا إصرارًا على أداء رسالتهم العظيمة، والوقوف صفًّا واحدًا في وجه مشروعها الطائفي السلالي المتطرف.
نسأل الله تعالى أن يتقبل الشيخ صالح حنتوس في الشهداء، وأن يرفع درجته في عليين، وأن يلهم أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
صـادر عـن وزارة الأوقـاف والإرشـاد
العـاصمـة المـؤقتــة-عــدن
الأربعاء 7 محرم 1447هـ الموافق 2 يوليو 2025م