الكتابة في زمن الحرب (47) : نتائج الحروب على الثقافة
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
الثقافة السودانية، مثلها مثل العديد من الثقافات التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، والتي تواجه كمية من الضغوطات الشديدة وذلك نتيجةً لعدة عوال اهمها الحروب والمجاعات اضافة للكوارث الطبيعية. هذه الأزمات بلا ادنى شك تؤثر وبشكل مباشر على الفعل الثقافي وعلى البيئة التي يمكن أن تنتج فيها الإبداع.
(1) الحرية الفكرية: يعيش المثقفون السودانيون في المهجر بعيداً عن الضغوط السياسية والقمع، مما يتيح لهم مجالاً أوسع للتفكير والإبداع. في السودان، تقييد الحريات كان عاملاً رئيسياً في إعاقة النشاط الثقافي.
(2).التفاعل مع ثقافات أخرى: المهجر يمنحهم فرصة الاحتكاك بثقافات جديدة ومتنوعة، مما يغني تجربتهم الثقافية ويضيف أبعاداً جديدة لإبداعهم. كما أن البيئات المستقرة في الخارج توفر الفرص للتعبير الفني والأدبي بعيداً عن الصراعات.
(3 )الاغتراب والهجرة: يولد الشعور بالحنين إلى الوطن والانتماء إلى جذور ثقافية قوية دافعاً للإبداع. الهجرة تجبر المثقف على إعادة النظر في هويته، جذوره، ومستقبله، مما يثري نتاجه الأدبي والفكري.
الثقافة السودانية وثقافة الأزمات:
الحروب والمجاعات: هذه الأزمات أدت إلى تعطيل الكثير من المؤسسات الثقافية داخل السودان. لا يوجد استثمار حقيقي في الثقافة وسط الأولويات الاقتصادية والسياسية، وتظل الثقافة غالباً ضحية لهذه الأزمات.
الكوارث الطبيعية: مثل الفيضانات والتصحر، تسهم في تدهور البنية التحتية، مما يعيق تنظيم الفعاليات الثقافية وتبادل الأفكار.
مستقبل الثقافة السودانية:
في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية، هناك فرص وتحديات:
(1). الفرص: يمكن للمثقفين السودانيين في الداخل والخارج تشكيل مشهد ثقافي جديد إذا تم توفير بيئة ديمقراطية وحرة. التعاون مع مؤسسات عالمية ومنظمات ثقافية دولية قد يعزز من استمرارية الإنتاج الثقافي.
(2) التحديات: وعلى رأسها التوترات السياسية، تدهور الأوضاع الاقتصادية، واستمرار الحروب يمكن أن يظل عائقاً أمام استعادة الزخم الثقافي. الحل يكمن في تحسين التعليم وتطوير البنية التحتية الثقافية ودعم الفنانين والمثقفين.
الخروج من عنق الزجاجة: كيف ومتى؟..
حري بنا أن نقول ان الخروج من الأزمات الثقافية يتطلب عدة خطوات واهمها:
اولاً: إصلاح سياسي واقتصادي: لا يمكن الحديث عن نهوض ثقافي في ظل غياب الاستقرار السياسي. الحاجة ماسة إلى بناء دولة مدنية تؤمن بحرية الفكر والتعبير.
ثانياً/: دعم الثقافة كجزء من الهوية الوطنية: يجب أن تدرك الحكومات المتعاقبة أهمية الثقافة في بناء الأمة، وبالتالي تحتاج إلى تخصيص موارد ودعم البنية التحتية الثقافية.
ثالثاً/: تمكين الشباب: الشباب يمثلون طاقة هائلة للنهضة الثقافية، ولا بد من فتح المساحات لهم لتقديم إسهاماتهم.
رابعاً/:!تطوير المؤسسات التعليمية: التعليم هو أساس أي نهضة ثقافية، وبالتالي يجب أن تكون هناك إصلاحات تعليمية جذرية تعزز الفنون والآداب كجزء من الهوية الوطنية.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المسرح المتنقل ينطلق من الشواشنة بالفيوم بفعاليات ثقافية وفنية متنوعة
انطلقت بمركز شباب قرية الشواشنة بمحافظة الفيوم، أولى فعاليات برنامج المسرح المتنقل الذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برامج وزارة الثقافة، وتستمر عروضه حتى اليوم، الخميس.
شهد الافتتاح حضور الدكتورة نهى نبيل مدير إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وسالم فتيح رئيس مركز ومدينة يوسف الصديق، وياسمين ضياء مدير عام فرع ثقافة الفيوم، ويوسف الشاذلي عضو مجلس النواب، إلى جانب عدد من الشخصيات العامة وجمهور كبير من أهالي القرية.
استهل البرنامج بورشة حكي بعنوان "حضارة مصر القديمة" قدمها الأديب منتصر ثابت وسحر الجمال، حيث تناول ثابت نشأة وتطور الحضارة المصرية وأبرز معالمها وإنجازاتها، موضحا عوامل قيامها مثل نهر النيل وموقع مصر الاستراتيجي وتنوع مناخها ومواردها الطبيعية، إلى جانب إنجازاتها المعمارية الكبرى كالأهرامات والمعابد، فضلا عن الجوانب الاجتماعية والسياسية.
فيما قدمت سحر الجمال لمحة شاملة عن الحضارة المصرية القديمة، مع تبسيط المعلومة للأطفال وحثهم على الاهتمام بتاريخ مصر العريق.
تخللت الفعاليات ورش فنية للأطفال، شملت الرسم الحر والتلوين، وأعمال الخرز لتصميم الأساور، وأشغال يدوية بالخيوط الصوف، تحت إشراف الدكتورة منار، وفاطمة محمد، وأماني عبد التواب، وسناء قناوي. كما قدم عرض مسرح أراجوز بعنوان "الأراجوز ما يعجبوش العجب" للفنان إميل الفنس والفنانة جيهان عبد الله.
واختتم اليوم بعرض غنائي لفرقة كورال مركز الجيزة الثقافي "كورال فكرة" بقيادة الفنان سامح نبيه، قدمت خلاله مجموعة من الأغاني الوطنية والعاطفية التي تفاعل معها الجمهور، منها: فيها حاجة حلوة، قادرين نعملها، يا أغلى اسم في الوجود، زي ما هي حبها، غالي، نروح منك يا عين.
تنفذ الفعاليات من خلال فرع ثقافة الفيوم، بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، دعما لنشر الثقافة والفنون بالمناطق الريفية وتعزيز الانتماء الوطني.