إيران الأميركية بعد الحرب
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
آخر تحديث: 5 نونبر 2024 - 11:50 صبقلم: فاروق يوسف ما الذي يخيف الولايات المتحدة من إيران أم أن التخادم بين الطرفين هو تجسيد لعلاقة قديمة، لم تقطع الأزمات خيوطها بالرغم من أن إيران الخمينية فعلت ما في وسعها لإقلاق المصالح الأميركية في الشرق الأوسط؟ بعد وصول الخميني إلى طهران عام 1979 إثر سقوط دولة الشاه محمد رضا بهلوي انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
كان ذلك قرارا إيرانيا نُفّذ على أيدي طلاب من أتباع خط الإمام، وكان أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الأسبق واحدا منهم. احتل أولئك الطلاب مبنى السفارة الأميركية واعتبروا جميع موظفيها رهائن. فشلت محاولة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر لإطلاق سراح أولئك الرهائن. أما حين تم إطلاق سراحهم بعد 444 يوما فإن العلاقات بين الطرفين وصلت إلى الصفر الذي لا رجعة عنه بعد أن صار “الموت لأميركا الموت لإسرائيل” هو شعار المستقبل الشعبوي. ولكن تلك الصورة بكل سوداويتها لم تكن تمثل الحقيقة كلها. كانت الولايات المتحدة حريصة على ألاّ تخسر إيران حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي بالرغم من أن العراق كان قد استثمر الكثير من أجل تحسين علاقته بها. كانت فضيحة “إيران غيت” قد وضعت أوراق ذلك التعاون على الطاولة. وهو تعاون، خططت الولايات المتحدة من خلاله لتدمير العراق بعد ربع قرن من الفضيحة. وإذا قلت إن السياسة الأميركية تضع إيران في مستوى من الرعاية يقترب من المستوى الذي تحظى به إسرائيل قد يتهمني البعض بالمبالغة إذا كان محايدا، أما إذا كان منحازا لإيران فإن ذلك البعض سيعتبرني مغرضا ومن مروّجي الشائعات التي تهدف إلى تشويه صورة إيران المقاومة. وفي الحالين فإن هناك نوعا من الاستهانة بحقائق الصراع الذي يدور من حولنا وصارت منطقتنا حقل تجارب له. عبر أكثر من أربعين سنة وضعت إيران الخمينية القضية الفلسطينية في مقدمة لائحة اهتماماتها. كان ياسر عرفات أول المخدوعين بتلك الغزوة الشعبوية. ولكن القضية نفسها لم تشهد أيّ تطور إيجابي بسبب الحماسة الإيرانية. ما رأيناه يمكن أن نجد خلاصته في التعاون الإيراني الذي يسّر للولايات المتحدة احتلال العراق الذي كان مقدمة لتسهيلات أميركية قُدمت لإيران من أجل ترسيخ مشروعها التوسعي الذي بدأ في لبنان ووجد له أرضا ممهدة في العراق ومن ثم انتقل إلى سوريا واليمن. لم تقع إسرائيل على خريطة التوسع الإيراني. ماتت دول عربية ولم تمت إسرائيل. كان ذلك مصدر اطمئنان على المستوى الأميركي الذي كان يعرف سلفا أن المحتوى العقائدي لثورة الخميني لا ينظر بارتياب إلى إسرائيل بالقدر الذي ينظر من خلاله إلى الدول العربية. كانت الإستراتيجية الأميركية واضحة في تبني المشروع الإيراني أو على الأقل غض النظر عنه. ولو تُركت الأمور للعقل السياسي الأميركي لاستمرت إيران في تثبيت احتلالها لأربع دول عربية. بل لتُركت تعبث بأمن دول الخليج العربي واستقرارها غير أن دخول إسرائيل على الخط من حيث كونها جهة متضررة صنع معادلة جديدة، صارت الولايات المتحدة مضطرة بسببها للتخلي عن بعض ثوابتها الممعنة في الحرص على المصالح الإيرانية. لقد حدث شرخ في العلاقة الأميركية – الإسرائيلية يوم أصرت إدارة الرئيس باراك أوباما على توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، غير أن حرب غزة كانت مناسبة لإعادة الأمور إلى نصابها بعد أن شعرت الولايات المتحدة أن سياستها المحابية لإيران قد أدت إلى خروج الأوضاع في الشرق الأوسط عن السيطرة. فليست هناك حدود واضحة للأطماع الإيرانية. من خلال إشعال جبهتي غزة والجنوب اللبناني سعت إيران إلى سرقة الوقت أولا وتأكيد قدرتها على التحكم بالأوضاع في المنطقة من خلال تهديد أمن إسرائيل ثانيا. كل ذلك من أجل فرض الشراكة الإستراتيجية على إسرائيل برضا أميركي. غير أن ذلك الهدف باء بالفشل بعد أن أدارت إسرائيل الحرب لصالحها وهو ما جعل الولايات المتحدة، والدول التي تدور في فلكها، تعتبر أن حرب إسرائيل هي حربها. والآن بعد أن منيت إيران بالهزيمة فإن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها من أجل أن تقلل من حجم الخسائر الإيرانية لكن ليس على حساب إسرائيل. سيصطدم ذلك المسعى بالتأكيد برفض إسرائيلي. لذلك يمكن القول إن إيران نجحت في سرقة الوقت من أجل استمرار مشروعها النووي حين منعت الولايات المتحدة إسرائيل من توجيه ضربة مباشرة له، غير أن هيمنتها على المنطقة صارت محل شك بعد أقرت الولايات المتحدة أن ذلك يشكل خطرا على إسرائيل.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الولایات المتحدة غیر أن من أجل بعد أن
إقرأ أيضاً:
ترامب: الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد، إن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، على حد تعبيره، لكنه في المقابل يأمل في أن تتوصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف ترامب في حديث للصحفيين خلال توجهه إلى قمة مجموعة السبع في كندا، أنه في بعض الأحيان يتعين على الدول أن تخوض معركة قبل التوصل إلى اتفاق.
كما رفض الرئيس الأميركي -بحسب وكالة رويترز- الكشف عمّا إن كان قد طلب من إسرائيل وقف الضربات على إيران.
وفي تصريحات أخرى لشبكة "إيه بي سي"، أمس الأحد قال ترامب، إن الولايات المتحدة قد تتدخل لدعم إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف أن بلاده ليست منخرطة في المواجهة في الوقت الراهن، مشيرا إلى أنه ليس هناك موعد نهائي لإيران من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وأكد أنه "منفتح" على قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور الوسيط لإنهاء هذا النزاع، وقال "إنه مستعد. لقد اتصل بي بشأن ذلك. وأجرينا محادثة طويلة".
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي، إن هناك اتصالات واجتماعات عديدة تُجرى الآن لوقف التصعيد، مشددا على أن "إيران وإسرائيل عليهما التوصل إلى اتفاق، وسنتوصل إلى سلام بينهما قريبا".
إعلانومنذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية رئاسية ثانية، هدد ترامب مرارا بقصف إيران للقضاء على برنامجها النووي ما لم تبرم اتفاقا مع الولايات المتحدة.
لكن الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي كان من المقرر عقدها أمس الأحد، في سلطنة عمان، أُلغيت بعد أن أطلقت إسرائيل، يوم الجمعة، هجمات غير مسبوقة على إيران استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية وأحياء سكنية، وأدت إلى مقتل العشرات، منهم قادة عسكريون كبار وعلماء نوويون.
وتؤكّد طهران، أن الولايات المتحدة شريكة إسرائيل في هذه الهجمات، وهو ما تنفيه واشنطن، بيد أن تقارير أميركية وإسرائيلية ذكرت، أن هناك تنسيقا أميركيا إسرائيليا، وأن القدرات العسكرية الأميركية تدعم تل أبيب في الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ الإيرانية.