جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-19@04:00:23 GMT

الصفيلح.. ثروة وطنية وخاصية عُمانية

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

الصفيلح.. ثروة وطنية وخاصية عُمانية

 

د. أحمد بن علي العمري

الصفيلح أو "أذن البحر" ويعرف عالميا بـ"الأبالوني"، هو كائن بحري من الرخويات وحيدة الصدفة بشكلها البيضاوي وسطحها خشن الملمس، ويعيش في المناطق الساحلية ذات الشواطئ الصخرية التي تكثر بها الطحالب والأعشاب البحرية، وغالبًا ما يكون ملتصقًا بالأسطح السفلية للصخور وهو من الأنواع البحرية ذات القيمة الاقتصادية العالية في الأسواق العالمية.

وفي منطقة الشرق الأوسط لا يعيش هذا الكائن سوى في سلطنة عُمان، وتحديدًا في المنطقة الممتدة من مرباط غربًا إلى شربثات شرقًا لمسافة 360 كيلومترًا. ويأتي الصفيلح العُماني في المرتبة الأولى عالميًا يليه الصفيلح الياباني الذي يشبهه في الخصائص والحجم والذي ينافسه بشراسة أما الصفيلح الآخر والذي يوجد الجزء الأكثر منه  في جنوب أفريقيا فهو يختلف تمامًا في الحجم والمكونات والخصائص والذوق والمادة الغذائية.

والصفيلح يعد أغلى منتج بحري في العالم على الإطلاق، وهونج كونج هي السوق العالمي الأشهر للصفيلح في العالم.

المشكلة في هونج كونج أن الصفيلح العُماني يعرف باسم "صفيلح الشرق الأوسط"، ولقد تتبعت شخصيًا هذه الحكاية ولماذا سمي بصفيلح الشرق الأوسط وليس الصفيلح العُماني؛ فاكتشفت حكاية طريفة وهي بنفس الوقت حيلة تجارية. فقد بدأ تجار دبي يشترون الصفيلح من عُمان من قبل النهضة أي قبل عام 1970، ومن دبي يشحنوه إلى هونج كونج، وطبعًا لا يستطيعون الزعم بأنَّ مصدره دبي، ولا يريدون أن يقولوا إنه من عُمان خشية أن  يتعامل تجار هونج كونج مباشرةً مع التجار العُمانيين، ويتخطوهم، فأطلقوا عليه "صفيلح الشرق الأوسط" والمعروف أنه لا يوجد صفيلح في الشرق الأوسط سوى في سلطنة عُمان فقط وفي المنطقة التي ذكرناها.

تتبعتُ هذا الأمر شخصيا وذهبت إلى القنصل الفخري لسلطنة عُمان في هونج كونج وشرحت له الأمر؛ بل كتبت مذكرة بذلك، كما تقدمت برسالة إلى وزارة التجارة والصناعة حينها لتصحيح الاسم في السوق العالمية ليكون الصفيلح العُماني.

والآن أدعو وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لمتابعة الأمر وتسمية الأشياء بمسمياتها.

ويبدأ هذا العام موسم الصفيلح بتاريخ 3 نوفمبر لمدة 10 أيام فقط، بعد توقف دام 3 سنوات، حفاظًا على هذه الثروة الفريدة، وهي جهود تقودها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه. ومع أن مدة الصيد قصيرة قياسًا بمواسم سابقة، إلّا أن الإنتاج يُتوقَّع له أن يكون وفيرًا بإذن رب العالمين، على الرغم من وجود العديد من الشروط المُقيِّدة أو المُحكَمة بل وربما نقول المُلزِمة. فقد عاش أهالي المنطقة على الصيد وتجارة هذا المنتج الحيوي ولم يتقدموا للوظائف الحكومية وأفسحوا المجال لبقية إخوانهم؛ حيث من دخل هذا المنتج تزوجوا وبنوا بيوتهم  واشتروا سياراتهم وصرفوا على أسرهم، وكُلنا يقين أنَّ الحكومة سوف تراعي هذا الجانب الاجتماعي لهذه الفئة في أي قرارات مستقبلية.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل تنجح سياسة الصفقاتويصدق ترامب في التخلي عنالتدخل بالشرق الأوسط؟

واشنطن" أ ف ب": تخلى الرئيس دونالد ترامب خلال جولته في الشرق الأوسط عن نهج التدخل الذي دأبت عليه واشطن لعقود، متعهدا انتهاج سياسة خارجية أمريكية جديدة ترتكز على شغفه كرجل أعمال بإبرام الصفقات.

وتعهد ترامب في كل من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة أنه لن يلجأ إلى سياسات الإملاء والتدخل في أسلوب حياة هذه الدول، قائلا إن المنطقة حققت "معجزة عصرية على الطريقة العربية".

وفي تحول استثنائي عن سياسات أسلافه، انتقد ترامب بشدة ما أسماه "المحافظين الجدد" الذين كانوا وراء التدخلات العسكرية الأمريكية الدامية في المنطقة وخارجها.

وقال خلال منتدى استثماري في الرياض، المحطة الأولى في جولته الخليجية، "في نهاية المطاف، فإن من يُسمون ببناة الدول دمروا دولا أكثر بكثير مما بنوا".

ومن دون ذكر أسماء، أضاف ترامب "سيطر الوهم على عدد كبير من الرؤساء الأمريكيين بأن على عاتقهم تقع مهمة التغلغل في نفوس قادة الدول الأجنبية وتسخير السياسة الأمريكية لتطبيق العدالة على ما يرون أنهم ارتكبوا من خطايا".

حاول سلفه الديموقراطي جو بايدن ربط الدعم الأمريكي بتعزيز حقوق الإنسان والحفاظ على النظام الدولي. وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، غزا الجمهوري جورج دبليو بوش أفغانستان والعراق.

- "تحول جوهري" -

يقول سينا توسي، من مركز السياسات الدولية "شكّل خطاب ترامب في الرياض تحولا واضحا ذا دلالة جوهرية في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط".

ويتابع أن "بتخليه عن إرث التدخل العسكري وبناء الدول، بعث ترامب بإشارة واضحة إلى أنه ينتهج السياسة الواقعية والتروّي، وهو تحوُّل يلقى صدى عميقا في منطقة أنهكتها الحروب وتدخلات القوى الخارجية".

لكن هذا يعني أيضا من منظور ترامب تجاهل قضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان، ومهادنة قادة الدول النفطية الثرية التي يغلب على أنظمتها طابع الحكم السلطوي.

وعرضت السعودية وقطر والإمارات مبالغ سخية وأبرمت مع الولايات المتحدة خلال زيارته حزمة ضخمة من العقود ومشاريع الاستثمار. وفي المقابل، حظيت تلك الدول بوهج أول زيارة خارجية مهمة لترامب، وبإشادته بقادتها وبها كأمثلة يُحتذى بها لما يمكن أن تكون عليه المنطقة في المستقبل.

في المقابل، زعزعت زيارة ترامب إحدى أقدم ركائز السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والقائمة على دعمها التقليدي لإسرائيل.

لم يكتفِ الرئيس الأميركي باستبعاد إسرائيل من جدول رحلته، بل بدا وكأنه همّش رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في قضايا رئيسية مثل البرنامج النووي الإيراني وحرب إسرائيل في غزة، و و"أنصار الله"في اليمن.

وهو ما دل على تصاعد التوتر خلف الكواليس، وخصوصا بشأن إيران التي تدفع إسرائيل باتجاه الخيار العسكري حيالها.

- القوة الأمريكية -

لكن يتوقع أن يوضع نهج ترامب في عقد الصفقات في السياسة الخارجية، قريبا قيد الاختبار.

فهو وإن أبدى استعداده للتوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، قائلا إنه لم يؤمن "قط بوجود أعداء دائمين"، فقد هددها في الوقت نفسه بضربة عسكرية إذا لم تتوصل إلى اتفاق معه.

وبدا جليا أن عقيدة ترامب القائمة على "السلام من خلال القوة" تحمل في طيّاتها الكثير من التناقضات. فخلال زيارته للقاعدة الجوية الأمريكية في قطر، قال "أولويتي هي إنهاء النزاعات، وليس إشعالها". لكنه سرعان ما استدرك مضيفا "لن أتردد لحظة في استخدام القوة الأمريكية إذا اقتضى الأمر للدفاع عن الولايات المتحدة أو عن حلفائنا".

وهكذا، غادر الشرق الأوسط من دون إحراز أي تقدم لإنهاء الحرب في غزة، رغم تعهداته السابقة، وإن قال إن سكان القطاع "يتضورون جوعا" في ظل الحصار الخانق والدمار الهائل.

وفي سياق آخر، حاول ترامب إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء محادثات في إسطنبول خلال زيارته للمنطقة لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن جهوده باءت بالفشل.

مقالات مشابهة

  • خبير دولي: مصر حجر الأساس للأمان في الشرق الأوسط
  • ترامب يغير الشرق الأوسط وليس نتنياهو
  • كريم عوض ضمن قائمة أبرز 30 قائدًا ماليًا في الشرق الأوسط
  • إيران والسعودية.. مساران متناقضان في الشرق الأوسط
  • رئيس دفاع النواب: مصر لخصت حل قضية الشرق الأوسط في قمة بغداد
  • بوتين يستضيف أول قمة روسية-عربية في أكتوبر
  • هل تنجح سياسة الصفقاتويصدق ترامب في التخلي عنالتدخل بالشرق الأوسط؟
  • ترحيل مليون فلسطيني إلى ليبيا؟ خطة من إدارة ترامب وحماس ترد بغضب
  • اليمن يجبر ترومان مغادرة الشرق الأوسط
  • عاجل.. مسؤول أميركي للجزيرة: حاملة الطائرات ترومان في طريقها لمغادرة الشرق الأوسط ولا خطط لاستبدالها