وصف الكاتب والصحفي الإسرائيلي ناحوم برنياع، خطوة رئيس وزراء الاحتلال بإقالة وزير الحرب يوآف غالانت، بأنها بمثابة التعبير عن موت "الديمقراطية الإسرائيلية" ببطء وتدريجيا وبشكل بلطف.  

وقال برنياع في مقال نشره عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت": "صباح الخير لكم، مواطني إسرائيل، قد لا تشعرون بذلك، وقد يكون ما تقوله الأخبار غير مؤثر في حياتكم حاليا، لكنكم تعيشون منذ هذا الصباح في ديمقراطية سابقة.

. يبدو أنه يوم عادي: الشمس تشرق، الأطفال يذهبون إلى المدرسة، القهوة ساخنة تفوح، والزحام مرهق كالمعتاد في الطريق إلى العمل".

وأضاف "خطأ كبير.. هناك ديمقراطيات تموت بين عشية وضحاها، في حمام دم، أما ديمقراطيتنا، فهي تموت ببطء تدريجيا، الإقالة الثانية لغالانت أسوأ من الأولى، في المرة الأولى أقاله لأنه حذر من الانطباع الذي يتركه الانقلاب الحكومي لدى أعدائنا، تمت إقالته لأنه كان على حق، وهذه المرة أُقيل لأنه رفض إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، مما تسبب في تهديد محتمل لحكم نتنياهو".

وأوضح "أصبح بقاء نتنياهو في السلطة الهدف الأساسي، وأصبح هذا أهم من أداء النظام العسكري في خضم حرب، وأهم من سلامة المقاتلين في الخطوط الأمامية المدعومين من حكومة مسؤولة عاقلة، عندما يكون رئيس الوزراء أهم من الدولة التي يرأسها، فنحن نعيش في ديكتاتورية".


وأوضح "انظروا إلى رومانيا تشاوشيسكو، أو المجر أوربان، العلامات موجودة بالفعل، أحد هذه العلامات هو تعيين إسرائيل كاتس وزيرا للدفاع.. كاتس سياسي قديم ذو خبرة، ويتقن المناورة في مركز حزب الليكود، لكن إدارة حرب ليست من اختصاصه"، على حد قوله.

وأشار إلى أنه "ربما يستطيع الجيش التأقلم بدون الوزير، لكن ماذا سيحدث للمفاوضات المعقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية؟ إذا جلب كاتس الدبلوماسية نفسها التي جعلته يتنازع مع كل دولة ممكنة عندما كان وزيرا للخارجية، فنحن في مأزق".

وأكد الكاتب أن "نتنياهو لا يهتم، كلما تم تصوير وزير دفاعه على أنه غير مؤهل أو مضحك أو فاشل، كلما زاد رضاه.. وغالانت ليس شخصا سهلا، وتصريح نتنياهو بأنه لا يثق به صحيح، لكنه أيضا لا يثق بوزير خارجيته الجديد جدعون ساعر، ومع ذلك يتدبر الأمر".

وأكد أن "الثقة في السياسة غالبا ما تكون مجرد أخبار كاذبة وسراب، شيء يظهر في رسائل الحكومة التي يرددها أبواق السلطة، انظر إلى رابين وبيريز؛ نتنياهو وإسحق مردخاي، نتنياهو وغانتس، نتنياهو ومعظم وزراء حكومته، لا يهمه أنهم لا يثقون به طالما أنهم لا يهددون بقاءه في الحكم.. كي يشعر بالعظمة، يجب أن يكونوا صغارا".

وأضاف أن "السلطة التي يمنحها القانون لرئيس الوزراء لإقالة الوزراء مبررة تماما، فالحكومة ليست ناديا للجدل؛ الوزير الذي يعمل بعكس سياسة الحكومة يجب أن يُقال، لكن الكنيست الذي أقرت القانون لم يأخذ في الحسبان أن يأتي يوم في إسرائيل يقف فيه رئيس وزراء يخشى فقدان السلطة لدرجة يفقد معها صوابه، إنه ليس أول سياسي في العالم يُنتخب ديمقراطيا ويصبح ديكتاتورا".


وذكر أن "السلطة تُفسد، كما قال اللورد أكتون، وإذا سمحتم لي بإضافة شيء، فإن السلطة أيضا تحول الأشخاص الأذكياء إلى مجانين، هناك خطر واضح وقريب، خذا ما كتبته في ليلة غالانت الأولى، وهذا صحيح أكثر في ليلة غالانت الثانية، في خضم الحرب".

وختم الكاتب "ربما هناك نقطة إيجابية واحدة في هذا الحدث الصعب: يمكن لغالانت أن يصبح زعيما لطيف واسع من الإسرائيليين الذين يقولون: لا بعد الآن، في مكان لا يوجد فيه أحد ولا توجد معارضة، قد يصبح غالانت أملا بديلا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي الاحتلال غالانت نتنياهو إسرائيل نتنياهو الاحتلال غالانت صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الجنائية الدولية” ترفض طلب الكيان إلغاء مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت

الثورة نت/..

طلب المدعون العامون في المحكمة الجنائية الدولية، من قضاة المحكمة رفض طلب كيان العدو الإسرائيلي إلغاء مذكرتي الاعتقال بحق رئيس حكومة الكيان، المجرم بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق المجرم يوآف غالانت.

كما طلبوا، في مذكرة من 10 صفحات نشرتها المحكمة على موقعها الإلكتروني في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، رفض طلب حكومة الكيان الإسرائيلي تعليق التحقيق في الوضع بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق وكالة الأناضول التركية للأنباء.

وفي 21 نوفمبر2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق المجرمين نتنياهو وغالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وتحدث المدعون، في مذكرتهم عن طلب إسرائيل، المقدم في 9 مايو 2025، بأن تقوم الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة بسحب أو إلغاء أوامر الاعتقال الصادرة بحق المجرمين نتنياهو وغالانت.

وأشاروا إلى طلبها أيضا تعليق تحقيق الادعاء في الوضع بفلسطين، لحين بت الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة في الطعن القضائي المقدم من الكيان الإسرائيلي.

وخلص المدعون العامون إلى أن طلب الكيان الإسرائيلي “لا يستند إلى أي أساس قانوني”.

وأضافوا: “في ضوء ما تقدم، يطلب الادعاء من الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية رفض طلب إسرائيل سحب/إلغاء أوامر الاعتقال، ورفض طلب إسرائيل تعليق التحقيق في الوضع في فلسطين”.

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي يشن هجوما لاذعا على وزراء حكومة نتنياهو.. مهرجون ودجّالون
  • محلل إسرائيلي: الحرب على غزة “عبثية” وتهدف لإبقاء حكومة نتنياهو فقط
  • محلل إسرائيلي: الحرب على غزة عبثية وتهدف لإبقاء حكومة نتنياهو فقط
  • الجنائية الدولية” ترفض طلب الكيان إلغاء مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يستدعى وفد التفاوض من قطر
  • عاجل. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يقرر استدعاء الوفد المفاوض من الدوحة بعد فشل المفاوضات مع حماس
  • من الميت الحي الذي تحدث نتنياهو عن القضاء عليه؟
  • معارض إسرائيلي يتهم حكومة نتنياهو بتغذية معاداة السامية بعد مقتل دبلوماسيين في واشنطن
  • أمير منطقة المدينة المنورة يزور ميقات ذي الحليفة ويتفقد أعمال المرحلة الأولى من مشروع التطوير والتأهيل التي يشهدها المسجد
  • كاتس من قبالة ساحل غزة: لا خيار سوى "القضاء على حماس" والحرب مستمرة