تكيفت الساحة السياسية الداخلية مع الحرب الشاملة التي تقوم بها اسرائيل ضد لبنان، بالرغم من ان الانقسام الداخلي كان يمكن ان يفتح المجال امام ديناميكية كبيرة وجدية تحرك المياه الراكدة، وتحديدا من قبل المعارضة التي كان من المتوقع ان تمارس ضغوطا سياسية ضد خصومها وعلى رأسهم "حزب الله" من اجل السعي لتحصيل انجازات ومكتسبات منه والبناء عليها في مرحلة ما بعد الحرب.



امران اديا الى عودة المرواحة في الداخل اللبناني، الاول هو عدم حصول تشظي فعلي في الجبهة السياسية الداعمة لـ "حزب الله" خلال الايام الاولى من الحرب وتحديدا لجهة ابتعاد القوى السياسية التي ساندت الحزب مؤخراً عنه، مثل الحزب التقدمي الاشتراكي والنائب السابق وليد جنبلاط اضافة الى النواب والشخصيات السنية القريبة من الرئيس سعد الحريري، وهذا ما سمح للحزب بالحفاظ على هامش واسع من العمق الوطني.

الامر الثاني هو فشل قوى المعارضة بالاتفاق على رؤية سياسية واضحة تمكنهم من الضغط من خلالها على "حزب الله" او عمليا على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهذا ما ادى الى بقاء نشاطات المعارضة ضمن اطار التصريحات السياسية والاعلامية العالية السقف التي اعتاد عليها الحزب والتي لا تؤثر على بنية اتخاذ القرار داخله، وعليه فإن المعارضة فوتت الفرصة الاساسية التي كانت متاحة في الايام الاولى من المعركة والتي تبددت اليوم بعد انتعاش الحزب وتعافيه.

كما ان فشل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في التقارب مع المعارضة لعب دورا كبيرا في جعل "قوى الثامن من اذار" اكثر قدرة على السيطرة على سياقات العمل السياسي بسبب التوازنات النيابية التي لا تزال تصب في مصلحتها وهذا ما ادى ايضا ولاحقا، الى عودة باسيل لمغازلة الحزب عبر رسالة النعي التي كتبها في ذكرى اربعين استشهاد السيد حسن نصرالله، كل ذلك اعاد الحراك السياسي الداخلي الى ما كان عليه قبل احداث "البايجرز"من دون اي تغييرات فعلية او حتى محتملة.

استوعب "حزب الله" التطورات بسرعة نسبية وبات اليوم اقدر على التواصل مع حلفائه اولا وعلى صياغة موقف سياسي حاسم مرتبط بالواقع اللبناني وبالتطورات الحدودية، لذلك فإن امكانية التغيير الداخلية عادت لتصبح معدومة في المرحلة الحالية، خصوصا في حال بقي الستاتيكو العسكري على حاله وفي حال استمر الفشل البري الاسرائيلي، وعليه فإن التطورات الحالية ليست كافية في تغيير المسار السياسي الداخلي.

حتى ان التصريحات الجذرية التي يطرحها البعض مثل عقد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية من دون الشيعة، ليست سوى تصعيد اعلامي ليس له اي اسس عملية، حتى ان من يطرح هذه الشعارات لن يذهب الى الضغط الفعلي من اجل تطبيقها لاسباب معروفة..
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله: إعلان إسرائيل عن استعدادات الحزب للتدخل بالحرب ذرائع كاذبة

بيروت- علق عضو المجلس السياسي في "حزب الله"، محمود قماطي، على مدى التزام "حزب الله" ببيانه بعدم الانخراط في الحرب الدائرة بين إيران إسرائيل، مؤكدا أن "الحزب ملتزم بالبيان الذي أصدره"، معربا عن "تضامنه الكامل مع إيران في مواجهة إسرائيل".

وأكد قماطي أن "ما أعلنته إسرائيل عن رصدها تحركات لاستعدادات "حزب الله" للتدخل مجرد ذرائع كاذبة لتبرر عدوانها المستمر على لبنان"، مشددا على "تعاون الحزب مع الدولة لمنع أي أحد لتخريب الوضع اللبناني والتوافق اللبناني سواء على الحدود أو على أي شيء"، وفق إذاعة "سبوتنيك" الروسية.

وقال: "الموضوع مضبوط ونحن نعاني من احتلال إسرائيلي وهناك أسرى واستباحة للسيادة اللبنانية أرضا وجوا وبحرا"، مضيفا: "نحن متمسكون بتحرير أرضنا بالتعاون الكامل مع الدولة اللبنانية والجيش اللبناني والشعب وننتظر النتائج".

وتابع: "إيران قوية ومتماسكة إلى حد كبير ولا تحتاج إلى دعم أو مساندة عسكرية من أحد، لكن الدعم السياسي والشعبي والإعلامي من كل المنطقة في مواجهة إسرائيل مطلوب".

ولفت إلى أن "ترامب ونتنياهو أوهموا إيران والعالم قبل جلسة التفاوض أنه لا يوجد أي شيء وأن إسرائيل متجاوبة، لكن أسلوب الخديعة والغدر والوحشية أسلوب الإسرائيلي".

وأكد قماطي على "الصمود الإيراني الكبير والقوي والمتماسك، وعلى فشل إسرائيل في إسقاط النظام وفي ضرب الطاقة النووية"، مشيرا إلى أنه "لا بد من العودة إلى السلام والتفاوض وإلى الحلول الدولية حول الطاقة النووية".

وتتبادل إسرائيل وإيران الضربات عدة مرات يوميًا. وتتعهد الأولى بشن حملة عسكرية حتى تدمير البرنامج النووي الإيراني، بينما تهدد إيران بمواصلة القصف حتى توقف إسرائيل القصف.

مقالات مشابهة

  • أستاذ العلوم السياسية: خطة نتنياهو لهيمنة إسرائيل على الشرق الأوسط تواجه تحديات كبيرة
  • الميرغني: تعيين ثلاثة مستشارين لرئيس الحزب
  • حزب الله: إعلان إسرائيل عن استعدادات الحزب للتدخل بالحرب ذرائع كاذبة
  • ما قاله نصرالله قبل سنوات حصل.. ماذا سيفعل حزب الله؟
  • مهاجرون عرب يروون للجزيرة نت تجربتهم السياسية في بلجيكا
  • حزمة مبادرات اجتماعية وتنموية لـمستقبل وطن في ختام مؤتمر شباب الدلتا
  • هذا ما كشفته The Economist عن تدخل حزب الله في الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • وقفات مع الحج
  • لصالح من اسمرار الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟.. أستاذ العلوم السياسية يجيب
  • أسئلة مصيرية أمام حزب الله