مصر تتصدر إفريقيا في تجمعات العلوم والتكنولوجيا وفقًا لمؤشر الابتكار العالمي 2024
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
حققت مصر إنجازًا هامًا في مجال الابتكار والتكنولوجيا بتصدرها قارة إفريقيا في عدد التجمعات العلمية والتكنولوجية، حسب نتائج مؤشر الابتكار العالمي لعام 2024، الذي تصدره المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO).
ووفقًا للتقرير الذي صدر هذا الشهر، تصدرت مصر الدول الإفريقية بـ11 تجمعًا علميًا وتكنولوجيًا، ما يمثل نسبة 22% من إجمالي التجمعات في القارة.
وقد أكد الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة للبحث العلمي، عبر صفحته على "فيسبوك"، أن تجمع "القاهرة الكبرى" تصدّر المرتبة الأولى محليًا وإفريقيًا كأبرز تجمع علمي وتكنولوجي في القارة، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للبحث والابتكار. وأشار الدكتور السعيد إلى أن هذه النتائج تأتي نتيجة لاستراتيجيات داعمة للبحث العلمي والابتكار في مصر، والتي تسهم في تعزيز مكانة البلاد على الساحة الإفريقية والدولية.
ويعتمد تصنيف مؤشر الابتكار العالمي على تحليل أنشطة الابتكار من خلال قياس عدد براءات الاختراع المُودعة وعدد المقالات العلمية المنشورة.
ويتم توثيق المناطق الجغرافية ذات الكثافة العالية للمخترعين والباحثين، حيث تُعتبر تلك التجمعات الحاضنة الأساسية للابتكار، إذ تسهم في دعم التقدم العلمي والتكنولوجي من خلال تكوين بيئة غنية بالإبداع والبحث.
وتعد هذه النتيجة مؤشرًا إيجابيًا على نجاح مصر في تطبيق سياسات مبتكرة لدعم البحث العلمي، ما ساهم في تهيئة المناخ الجاذب للمخترعين والباحثين من مختلف المجالات.
وقد أطلقت الحكومة المصرية عدة مبادرات لتمكين البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا، مثل "مصر تصنع الإلكترونيات" و"مبادرة مصر الرقمية للابتكار". تسهم هذه المبادرات في بناء القدرات العلمية، وتعزز من الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، بهدف تعزيز ريادة مصر في مجال التكنولوجيا والابتكار.
وقد أشار الدكتور السعيد إلى أن هذا الإنجاز ليس فقط دليلًا على تميز البحث العلمي في مصر، بل هو أيضًا خطوة نحو تعزيز مكانة البلاد عالميًا في مجال الابتكار.
وأكد على أهمية هذا التقدم في جذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل جديدة، وتنشيط الاقتصاد، حيث يعتبر الابتكار أساسًا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
ويعكس هذا الإنجاز حرص مصر على الاستمرار في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، باعتبارها محركًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والتحول نحو اقتصاد المعرفة.
في هذا السياق، تعمل الدولة على تحسين البنية التحتية للبحث العلمي، وتوفير حوافز متنوعة للباحثين والمبتكرين، مما يساهم في زيادة الإنتاج العلمي وتعزيز مكانة مصر في مجال الابتكار على مستوى العالم.
وباختصار، فإن تصدر مصر لقائمة الدول الإفريقية في تجمعات العلوم والتكنولوجيا يعزز من مكانتها الإقليمية والعالمية، ويؤكد على دورها الرائد كحاضنة للإبداع والابتكار، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدكتور محمود السعيد المنظمة العالمية للملكية الفكرية براءات الاختراع جذب الاستثمارات جامعة القاهرة رئيس جامعة القاهرة
إقرأ أيضاً:
مرتكزات الاقتصاد البرتقالي 4.0: الإبداع والابتكار والاختراع (1- 2)
عبيدلي العبيدلي **
عند الحديث عن المفاهيم الاقتصادية يفاجأ الباحث بالكثير من اللبس وعدم الدقة عند تعريف المفاهيم. حيث يكتشف الاستخدام غير الدقيق لأحدها. تبرز هذه المسألة بوضوح شديد عند محاولة الحديث عن تعريفات محددة لمفاهيم مهنية مثل الأبداع والابتكار وحتى الاختراع في سياق تحديد علاقة كل منها في إطار الاقتصاد البرتقالي 4.0.
ويلاحظ اعتماد العديد ممن يكتبون عن الاقتصاد البرتقالي بشكل كبير، ومتبادل، على مفاهيم مثل الإبداع والابتكار والاختراع، والتي غالبًا ما تُستخدم في الأدبيات رغم اختلافها الجوهري من حيث الوظيفة والدور في "الاقتصاد البرتقالي 4.0".
المشترك بين الإبداع، الابتكار، والاختراع في إطار "الاقتصاد البرتقالي 4.0".
الاعتماد على المعرفة: جميع المفاهيم الثلاثة ترتبط باقتصاد قائم على المعرفة، حيث تُنتج القيمة من الأفكار والخيال والقدرة على توليد شيء جديد. القيمة غير الملموسة: يشكل الثلاثة أنشطة غير مادية في جوهرها، وتقوم على توليد أفكار أو منتجات أو حلول جديدة يمكن تحويلها إلى قيمة اقتصادية. الدور في توليد القيمة الاقتصادية: كل من الإبداع، الابتكار، والاختراع يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في خلق فرص اقتصادية ضمن قطاعات الاقتصاد البرتقالي كالفنون، التصميم، الإعلام الرقمي، الألعاب، وغيرها. محرك للنمو والتجديد الثقافي: الثلاثة عناصر تساهم في تجديد واستدامة الصناعات الثقافية والإبداعية عبر تقديم محتوى أو خدمات جديدة أو تطوير العمليات.المختلِف بين الإبداع، الابتكار، والاختراع عند ربط كل منهم بمكونات الاقتصاد البرتقالي 4.0
على نحو مواز يمكن تشخيص عناصر الاختلاف بين تلك المكونات الثلاثة في الجدول أدناه"
مثال تطبيقي | الدور المحدد في الاقتصاد البرتقالي | التعريف | المفهوم |
تأليف رواية، إنتاج لوحة، تصميم رقصة فلكلورية | يمثل الركيزة الثقافية والفنية التي تغذي جميع مكونات الاقتصاد البرتقالي بالمحتوى والرمزية | القدرة على توليد أفكار جديدة، فنية أو فكرية أو ثقافية، قد لا تكون بالضرورة قابلة للتطبيق التجاري مباشرة | الإبداع |
تطوير تطبيق موسيقي جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي | يربط الإبداع بالأسواق ويحول المحتوى إلى قيمة اقتصادية قابلة للتداول والاستثمار | تحويل الأفكار إلى حلول أو منتجات أو نماذج عمل قابلة للتطبيق التجاري | الابتكار |
اختراع أداة جديدة لتوليد الصور الحركية ثلاثية الأبعاد | يشكل البنية التحتية التكنولوجية التي تُمكّن من نشوء أدوات جديدة لخدمة الاقتصاد البرتقالي | إنتاج شيء جديد كليًا لم يكن موجودًا من قبل، غالبًا ما يكون تقنيًا علميًا. | الاختراع |
التطور التاريخي
ولفهم العلاقة على نحو أفضل، لا بد من تحديد تعريف محدد لكل منها في إطار تطوره التاريخي:
الإبداع Creativityظهر الإبداع كمفهوم منذ فجر الحضارة، لكنه لم يُدرس كمصطلح علمي إلا في القرن العشرين. في المجتمعات القديمة، كان يُنظر إلى الإبداع على أنه هبة من الآلهة أو مصدر إلهام روحي، كما في الثقافة اليونانية والرومانية. لم يصبح موضوعًا أكاديميًا إلا بعد الحرب العالمية الثانية، عندما بدأ علماء النفس في دراسته ضمن سياقات التفكير وحل المشكلات.
هنا اكتسب الإبداع مفهوم القدرة على توليد أفكار أو مفاهيم جديدة، أو إيجاد روابط غير معتادة بين عناصر مألوفة. لا يشترط أن يكون قابلًا للتطبيق التجاري. وبدأ يكتسب دوره المميز في سلسلة القيمة الاقتصادية ويتحقق ذلك من تغذيته قطاعات مثل الفنون البصرية، الموسيقى، الأدب، الموضة، والمسرح. وأصبح المادة الخام الرمزية التي يُبنى عليها المنتج الثقافي، الذي تكرسه، وتضمن استمراريته من خلال، الصناعات الفنية والإبداعية، والمحتوى الإعلامي والترفيهي.
الابتكار Innovationعلى نحو مواز تبلور مفهوم الابتكار بشكل منهجي في الدراسات الاقتصادية مع جوزيف شومبيتر في مطلع القرن العشرين، حيث ربطه بديناميكية الرأسمالية والتدمير الخلاق. قبل ذلك، لم يكن "الابتكار" يلقى التقدير نفسه، بل كان يُنظر إليه أحيانًا كتهديد للاستقرار الاجتماعي والسياسي، خاصة في أوروبا في القرون الوسطى.
وبفضل ذلك أصبح الابتكار هو التطبيق المباشر الخلاق لفكرة أو معرفة جديدة في مجال معين بحيث تؤدي إلى قيمة مضافة أو تحسين في المنتجات أو العمليات أو النماذج التنظيمية.
وعلى هذا الأساس مارس الابتكار في الاقتصاد البرتقالي4.0 عن طريق تجسير الهوة بين الإبداع والسوق، من خلال خلق بعدًا اقتصاديًا للأفكار الثقافية والفنية. وظهر كل ذلك في نماذج الأعمال الجديدة مثل: التسويق الرقمي للموسيقى، التجارة الإلكترونية للمنتجات الحرفية. وتبلورت المكونات التي يتغذى عليها الاقتصاد البرتقالي، فازدهرت الصناعات الثقافية الرقمي، وتطورت التكنولوجيا الإبداعيةCreativeTech))، وانطلقت مسيرة ريادة الأعمال الثقافية.
الاختراع Inventionاكتسب الاختراع دوره السوقي منذ العصور القديمة، بدءًا من العجلة والنار، مرورًا بالبوصلة والطباعة، وصولًا إلى الكهرباء والحاسوب. وارتبط عبر التاريخ بالنهضة الصناعية والثورة التكنولوجية، حيث شكل العمود الفقري للابتكارات اللاحقة وتحول، بفضل ذلك، إلى عملية إنشاء شيء جديد كليًا لم يكن موجودًا من قبل، وغالبًا ما يتضمن عنصرًا تقنيًا أو علميًا. يمكن ألا يجد طريقه مباشرة إلى السوق، لكنه يشكل أساسًا لتطبيقات مستقبلية.
واحتل الاختراع دوره في الاقتصاد البرتقالي، من خلال قدرته على تزويد الابتكار والإبداع بأدوات جديدة، وقدرته على توفير وسائط جديدة للتعبير الفني أو منصات جديدة للتوزيع، واختراع تقنية الواقع الافتراضي، التي تمكّن الفنانين من تقديم عروض غامرة. وتغذى الاختراع كي يكتسب لونه "البرتقالي" على تقنيات الواقع المعزز والافتراضي في المتاحف والمعارض، والبث الرقم، والأدوات الذكية المستخدمة في الفنون.
خلاصة مقارنة العلاقة مع الاقتصاد البرتقالي:
الإبداع هو المصدر الأصلي للفكرة أو التعبير الثقافي. الابتكار هو الجسر الذي ينقل الإبداع إلى السوق. الاختراع هو المحرك الذي يوفر الوسائل أو الأدوات التي يمكن أن تدعم عمليتي الإبداع والابتكار.** خبير إعلامي
رابط مختصر