بثلاثة أضعاف المرتب.. هواوي تتبع إستراتيجيات توظيف جريئة لاستقطاب مواهب TSMC
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
ذكرت تقارير أن شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي Huawei، كثفت جهودها في التوظيف، مستهدفة موظفين رفيعي المستوى من شركة TSMC التايوانية، الشركة الرائدة في العالم في تصنيع أشباه الموصلات.
وبحسب مصادر في الصناعة، تقدم هواوي رواتب تتجاوز ثلاثة أضعاف ما يتقاضاه موظفو شركة TSMC حاليا، وباعتبارها لاعبا رئيسيا في مجال الاتصالات والأجهزة، تهدف هواوي منذ فترة طويلة إلى تعزيز خبرتها الداخلية في مجال أشباه الموصلات.
ومع تخفيف حدة النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية، يبدو أن الشركة تعمل على وضع نفسها في موقف يسمح لها بالدفع بشكل استراتيجي في هذا القطاع الحيوي، وأصبحت شركة TSMC، المعروفة بتكنولوجيتها المتقدمة وخبرتها في التصنيع، هدفا رئيسيا في هذه المعركة، وتقول هواوي إن حملتها التوظيفية هي ممارسة تجارية قياسية.
موظفي TSMC تشكل مكسبا كبيرا لشركة هواوي
يعتمد نجاح شركة TSMC بشكل كبير على عملياتها الخاصة ومعرفتها الفنية، كما أن إمكانية قيام موظفين لديهم دوافع مالية بالكشف عن هذه الأسرار لمنافس يثير مخاوف جدية لشركة TSMC وصناعة التكنولوجيا في تايوان على نطاق واسع.
وتتزامن هذه الاستراتيجية العدوانية في التوظيف مع التقارير المالية المتباينة التي أصدرتها هواوي، فقد سجلت الشركة مؤخرا إيرادات قياسية لكنها شهدت انخفاضا في الأرباح، وهو ما يشير إلى استثمارات كبيرة في البحث والتطوير، وقد أدى هذا إلى تأجيج التكهنات حول إطلاق منتج مهم قادم.
إذا نجحت هواوي في استقطاب المواهب من شركة TSMC، فقد تتمكن من اكتساب ليس فقط المهنيين المهرة ولكن أيضا المعرفة التقنية القيمة المحتملة، إن اكتساب نظرة ثاقبة حول عمليات TSMC قد يؤدي إلى تسريع رحلة هواوي لتصبح شركة تصنيع أشباه الموصلات من الدرجة الأولى، مما يزيد من حدة المنافسة في سوق الرقائق العالمية الشرسة.
وتشير التقارير إلى أن السلطات التايوانية، بما في ذلك مكتب التحقيقات القضائية، تعمل على تشديد الرقابة على ممارسات التوظيف التي تستهدف المواهب المحلية في مجال أشباه الموصلات، وقد تواجه الشركات المشتبه في قيامها بتضليل الموظفين أو تقديم رواتب مبالغ فيها لتشجيع نقل المعرفة إجراءات قانونية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هواوي اشباه الموصلات التوظيف الرقائق الإلكترونية أشباه الموصلات شرکة TSMC
إقرأ أيضاً:
عبيدات يكتب ( توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل العام )
صراحة نيوز – بقلم : طارق عبيدات
يشهد قطاع النقل العام نقلة نوعية في الأردن وجدت ارتياحا من قبل غالبية المواطنين المستخدمين للنقل العام لكن ما زال هناك تحديات كبيرة تتمثل في الازدحام المروري الخانق والناتج عن الفوضى الحاصلة في القطاع والتي من أحد أهم أسباب هذه الفوضى انتشار التطبيقات غير المرخصة ، وهذا يقود إلى تدني مستوى الخدمة حيث أن غالبية العاملين مع التطبيقات غير المرخصة يعملون على سيارات ليست بالحديثة كما أنهم لا يخضعون للرقابة جراء العمل دون الحصول على التراخيص اللازمة.
ولغايات ضبط العمل وفي ظل الثورة الحاصلة في تكنولوجيا المعلومات، يبرز الذكاء الاصطناعي (AI) كحل استراتيجي لإحداث تحول جذري.
ولا يخفى على أحد أن الذكاء الاصطناعي يقدم إمكانيات هائلة لتحسين الكفاءة والسلامة وتجربة الركاب، حيث تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في النقل تحسين تخطيط المسارات، إدارة تدفق الحركة المرورية، تطوير أنظمة تذاكر ذكية، ومراقبة الأداء والصيانة التنبؤية للمركبات والبنية التحتية، مما يساهم في تحقيق نقل أكثر استدامة وكفاءة.
وعلى الرغم من البدء بمشاريع حيوية ومهمة في قطاع النقل العام والتي يعد أبرزها مشروع ربط المحافظات بالعاصمة، إلا أنه لا زالت مشكلة النقل في الأردن قائمة بسبب عدة عوامل رئيسية، منها تجزئة نظام النقل العام على المستويين التشغيلي والمؤسسي، مما يعيق التنسيق الشامل. كما أن تدني مستوى الخدمة يدفع الركاب للبحث عن بدائل، بينما تساهم أزمات السير الخانقة والفوضى المرورية في المدن الرئيسية في تفاقم الوضع. كما يشكل تزايد أنشطة التطبيقات غير المرخصة تحديًا كبيرًا، حيث تؤثر سلبًا على المنظومة المرخصة وتزيد من حالة عدم التنظيم، إلى جانب ضعف البنية التحتية ونقص المواقف ومراكز الانطلاق.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا محوريًا في معالجة هذه التحديات في الأردن. فمن خلال تطوير منصة وطنية موحدة للنقل العام تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكن تنظيم وتوحيد القطاع، ومكافحة التطبيقات غير المرخصة عبر تحليل أنماط الحركة وتحديد الأنشطة غير القانونية. كما يتيح الذكاء الاصطناعي تحسين تخطيط المسارات والجداول الزمنية بناءً على بيانات الطلب، وإدارة الازدحام المروري ديناميكيًا، وتحسين تجربة الركاب بتوفير معلومات دقيقة وخدمات مخصصة، بالإضافة إلى الصيانة التنبؤية للبنية التحتية والمركبات.
ولغايات التأكد من مدى فائدة توظيف الذكاء الاصطناعي يمكن متابعة الممارسات التي تبنتها العديد من المدن والدول حول العالم أفضل الممارسات في توظيف الذكاء الاصطناعي في النقل. ففي سنغافورة، تُستخدم أنظمة إدارة مرور ذكية لتعديل إشارات المرور بناءً على الكثافة المرورية، بينما في الإمارات العربية المتحدة، يساهم مشروع “غرين لايت” في تحليل البيانات المرورية لتحسين التدفق. وعلى صعيد آخر تستفيد موسكو من الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة النقل العام وجداول الحافلات، وتستخدم شركات مثل جوجل مابس وويز الذكاء الاصطناعي لإدارة حركة المرور الذكية.
وعلى ضوء ما تم ذكره، يمثل توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع نقل الركاب فرصة ذهبية للأردن لتحقيق نقل عام أكثر كفاءة، أمانًا، وتنظيمًا.
يتطلب ذلك تبني استراتيجية وطنية شاملة تركز على تطوير إطار تشريعي وتنظيمي واضح، والاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وبناء القدرات البشرية العاملة في قطاع النقل العام في مجال الذكاء الاصطناعي. كما أن الشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص، وزيادة الوعي بأهمية هذه التقنيات، ستكون عوامل حاسمة لتحقيق قفزة نوعية في هذا القطاع الحيوي، مما يلبي تطلعات المواطنين ويساهم في التنمية الشاملة للمملكة.